عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

كاتب وناقد ومحرر

نقد بناء العدد 60


تنشر عود الند ابتداء من هذا العدد نصا طلب كاتبه رأيا نقديا بناء. ويجيء ذلك بعد إعلان عود الند عن تقديم هذه الخدمة بعد الاتفاق مع أربعة من النقاد على ذلك. (انظر الإعلان في العددين الحالي والسابق).

عن الكاتب

سيف الدين مساعدة: من مواليد الأردن. درس هندسة الحاسوب في جامعة العلوم والتكنولوجيا. يعمل في مجال البرمجة. عضو المُلتقى الأدبي (عمان). يكتب بالإضافة إلى القصة في المجالين الساخر والاجتماعي.

عن الناقدة

د. سمية الشوابكة: أستاذ مساعد في الجامعة الأردنية. حاصلة على الدكتوراة في اللغة العربية وأدابها من الجامعة نفسها. مؤلفة كتاب بعنوان- التراث والبناء الفني في أعمال محمد جبريل الروائية (صادر عام 2005 عن الهية العمة لقصور الثقافة مصر). لها دراسات منشورة في أعداد مختلفة من "عود الند".

للحصول على نقد بناء، ارسل نصك باستخدام النموذج الخاص بذلك.

ظلال عدنان العقلة

المشرفة على باب نقد بناء

=====

راصِدُّ الجو

تمنى لو يستطيعُّ رسمَ خريطةَ الطقسِ لغده.

***

الرجلُّ المحجوزُ في إطارِ الصورة
كيفَ يفعلُّ إن قبلتّهُ أرملته؟

***

سيف الدين مساعدةالسُنُبُلة التي تواجهُ الريح في الحقل، قالت لحبّات القمح فيها: "لا تخفن، نحنُ فقط نرقُص رقصة الريح."

حبةُ القمحِ التي سقطت من السُنُبُلة بكت حتى اصفَرَت. آلمها أنها لن ترقُصَ رقصة الريح بعد اليوم.

السُنُبلة التي فقدت ابنتها بكَت حتى اصفرّت. آلمها أنها لا تنحني للريح لأول مرة،
فصاحت في الريح "اكسريني."

***

قبلَ أن يموت، أوصاهُم بتركِ الخاتَمِ في يده. في القَبَر، رفعَ خاتمه. قالت لهُ الأرض: "أنا أمك"، وضمَته.

***

الوحيدُّ الذي لم تُغره عيناكِ بكتابةِ قصيدة، الوحيدُّ الذي كتب قصيدةً حين مرت عجوزٌ ترتدي حذاءً بكعبٍ عالٍ: الضرير.

***

فتاةٌ نحيلةُ الجسمِ مثلَ فراشةٍ في الحي تصيرُ ثقيلةَ الخطوِ حين تمرُّ ببالي.

***

مثلَ خفّاشٍ معصوبِ العينينِ في العتمة، يبحثُ القلبُّ عنكِ. دّقّاتُ قلبكِ معالمُ الطريقِ إليكِ.

***

تسألهُ أُمه: "بكم اشتريت هذا الرغيف؟"

يُجيبها: "إنها بيتزا."

تسألهُ ثانية: "بكم اشتريت رغيف البيتزا؟"

"اشتريتهُ بخمسة وثلاثين رغيفاً وأكثر."

***

الغابةُ خبأت عاشقها في غيمةٍ حين علمت بمقدم الصحراء. من يومها والغابةُ تسألُ كل غيمةٍ عن عاشقها الذي استأمنته عليها. وكلما مرت غيمةٌ من فوقها عصرتها لتُخرجَ ما بها من قطر. وإن شكّت باشتراكها في المؤامرة، عذَبَتها فصرخت، ذاكَ صوتُ الرعد.

=====================================

تقييم النص أعلاه

د. سمية الشوابكة

سمية الشوابكةيحاول القاص في هذه الكتابة المتكئة على الرمز اللغوي الدلالي الشفيف جنسا أدبيا كتابيا مختلفا، يقع بعضه في سطر واحد، وغيره في سطرين أو ثلاثة أو ربما أكثر ، فتشف كلماته وتصف، وتلمّح دون أن تصرح، وتجترح وتكشف وربما تفضح أحياناً، وتهمس وتوحي وتخرمش أحيانا أخرى في محاولة تقديم رؤى إنسانية نفسية اجتماعية في لوحات ووحدات بنائية كتابية صغيرة مسكونة بالمفارقة الساخرة والجارحة في الآن نفسه.
يهندس الكاتب وحداته البنائية بطريقة مضيئة تستنطق ما لا يستنطق لتظل مفتوحة على الرمز والتأويل في قراءات لا متناهية لمثل هذه القصص القصيرة جدا جدا.

ثمة نثر كثيف الدلالة بدءا من حكاية الراصد الذي يرصد أحوال الطقس ولم يفلح بعد في رصد حاله النفسية ولا التنبؤ بما ستكون عليه حاله ليوم غد، والمحجوز الحاضر في الصورة والقلب رغم الموت الذي غيّبه وحصره في إطار لن يتجاوزه، ومرورا بالضرير الوحيد الذي ربما يبصر ما لا نبصر، والفتاة نحيلة الجسم، ثقيلة الخطو التي يؤرق مرورها بال الكاتب، ودقات القلب التي ترسم معالم الطريق إلى الحبيبة الغائصة في فوضى الحواس الاستثنائية، والمرأة المؤرّقة بالرغيف والطفل المأخوذ بالبيتزا.

ومن الطريف الإشارة إلى ما في حوار السنبلة وحبة القمح من جدة وطرافة وألم ممض يعلّم معنى ألا ننحني أو ندع واحدا يسلبنا حقنا في الكبرياء، وما في حكاية الغابة والعاشق والغيمة والصحراء من رغبة جامحة في الحب والأمل والخصب الندي.

وتنبئ هذه الكتابة عن موهبة مخبوءة لا بد من أن تُنمّى بالمزيد من الخبرة والدربة والمران الذي لن يتأتى لصاحبه إلا بالقراءة الواعية النشطة التي تسهم في إعادة إنتاج المقروء في لغة شعرية نثرية فذة قادرة على النهوض بعبء رؤية الكاتب. أنصح الكاتب بالقراءة في المجموعات القصصية المعاصرة، للوقوف أكثر على تقنيات القص الرهيف من مثل: لماذا سكت النهر، والنمور في اليوم العاشر، وبلاد الأرانب، وعندما يهاجر السنونو للقاص المبدع زكريا تامر، وطقوس للمرأة الشقية ، وصمت النوافذ، ومرور خاطف للقاص المبدع محمود شقير.

قطعا أبارك للكاتب موهبته الحلوة ،وأدعوه إلى عنونة قصصه القصيرة؛ لأنها العتبة الأولى في القراءة النصية، فقد ارتأى وضع فاصل شفيف بين القصة أو الإضاءة وأختها بلا عنوان، مع أنها أخرى مختلفة لا علاقة لها بسابقتها أو لاحقتها.

D 25 أيار (مايو) 2011     A عود الند: نقد بناء     C 4 تعليقات

2 مشاركة منتدى

  • الأخُت ظلال مشكورة قدمت أحد نصوصي للنقد لدى د. سمية الشوابكة من الجامعة الأردنية ومنحتني فرصة استرداد الثقة بما أكتب وزرعت وردة جميلة على نافذتي هذا الصباح لأتقدم في مشروعي الكتابي -على قد الحال- أشكر القاصّة ظلال عدنان ومجلة عود الند ممثلة بالأستاذ عدلي الهواري

    وأشكر للدكتورة وقتها الذي بذلته لنقد هذه الاضاءات


    • الكاتب الجيد المهندس الفاضل سيف الدين
      صباحك فيض نداك
      صباحك حرفك ورسمك واسمك
      صباحك قلبك وقلمك
      صباحك ندى ما كتبت
      أهنئك وأشكرك
      وأصلي ان تكتب اكثر وتمتعنا أكثر واكثر
      طاب نهارك حلوا
      ودام قلبك كرمة وقلمك سنبلة

    • بالغت في الشكر يا سيف.. فإن لم نكن نحن يدا واحدة فمن يكون؟ وإن لم نمسح نحن عن أرواح إخوتنا بعض صدأ الحياة فمن يكون؟ كن دوما مبدعا.. والشكر الجزيل الموصول للأستاذ العظيم الذي يعلمنا بصمت.. حب العربية والتفاني في خدمتها الأستاذ عدلي الهواري ناشر ومحرر ومعد مجلة عود الند
      وباقة ورد مضمخة بعبير الامتنان للدكتورة الناقدة المتميزة سمية الشوابكة على جهدها وطيب تفاعلها وعطاء روحها..

  • خواطر شعرية خلابة وبها تناقضات صادمة وفن سردي مضغوط ! قصة الرغيف والبيتزا بدت غير متناسقة مع السياق وقد تم اقحامها !


في العدد نفسه

الحياة على الدرب الروماني القديم

قصة من مجموعة بعنوان أنثى فوق الغيم

انتفاضة الاحتضار

خشب قديم

ثلاث قصص