زهرة زيراوي - المغرب
حوار مع محمد سعيد الريحاني
سؤال: المتابع لك يجدك في القصة كما في القصيدة والرواية والموسيقى، لماذا الإصرار على تعدد عناصر الإبداع؟
جواب: التعدد هو الأصل والتخصص هو الفرع. كانت بدايات الفكر الإنساني هي الموسوعية والشمولية ثم جاء بعده التخصص الذي يصاحب عادة المراحل المتقدمة من تطور البشرية والمجتمع والفرد على السواء، نتيجة تزايد تعقيدات الحياة ومتطلباتها. أعتقد بأنني لا أكتب خارج اهتماماتي. لا أكتب خارج الأدب والفن. ففي الأدب والفن، أشعر بأنني في بيتي. وقد دشنت مؤخرا في بيتي صالونا فنيا مفتوحا في وجه الفنانين من مطربين وعازفين وملحنين وفنانين تشكيليين وممثلين ومخرجين وأدباء. ويمكنك أن تتصوري نوعية السعادة المتولدة عن جلسة فنية متفردة يتجاور فيها أهل الكلمة مع أهل النغمة وأهل اللون والخط. في البداية، حددت لهذا الصالون صفة "الفصلية" بحيث يفتتح أربع مرات في السنة. ولكنني الآن أفكر في تنظيم صالونات شهرية تعزز التواصل بين سحرة الفن والأدب وتقوي أواصر المودة بينهم.
سؤال: نشرت على حسابك المالي الخاص تعنى بالشأن الإبداعي في مجال القصة ("الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة") ما الدافع الذي جعلك تقوم بذلك؟ ألا ترى أن هذا شأن المسؤولين عن مؤسسات الشأن الثقافي في المغرب؟
جواب: الدافع وراء إعداد الأنطولوجيا كان اقتراح مسار جديد للكتابة القصصية القصيرة بالمغرب يتجاوز المكرور السائد. قررت طبع العمل على نفقتي والترويج له إعلاميا على الواجهتين، الإلكترونية والورقية، وترجمته إلى اللغة الإنجليزية . لا أعتقد بأن الفاعل الحقيقي عليه انتظار ميلاد المؤسسة التي سترعى الثقافة والفن والأدب. فالمثقفون الحقيقيون، عبر التاريخ، كانوا نواة المؤسسات التي قامت بعد رحيلهم. لقد كان الأفراد دائما هم نموذج المؤسسة اللاحقة على وجودهم. وهذه هي القاعدة التي يعنيني السير في دروبها.
سؤال: إصداراتك أيضا تعكس ما يشوب وزارة التعليم من خلل في المغرب، ما علاقة هذا بالإبداع؟
جواب: لا يمكنني المفاضلة بين أعمالي. أعتقد بأنني عشت الحقيقة حتى الثمالة لمدة عشر سنوات ما بين 2003 و2012 وهي المدة التي استغرقها كتاب "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" بجزأيه، الأول الصادر عام 2009 والثاني الصادر عام 2011، حيث تعرضت خلال هده الفترة لكل أشكال المضايقة والتنكيل والإقصاء. لم أعرف في يوم من الأيام كيف تجري الأمور في المغرب حتى خضت تجربة تأليف هذا الكتاب، حيث لا يمكن لأحد الفصل في تلك التجربة بين الواقعي والخرافي.
سؤال: من خلال متابعتك للشأن الثقافي بالمغرب هل ترى أن المؤسسات المسؤولة تقوم بدورها؟
جواب: أصغر ميزانية في المغرب هي ميزانية وزارة الثقافة. والمهرجانات الفنية الألف التي تقام في البلاد لا تشرف عليها وزارة الثقافة وإنما تشرف عليها جهات من خارج الحكومة ولا تمولها وزارة الثقافة. كما أن العاملين في قطاع وزارة الثقافة هم مجرد موظفين لا علاقة لهم بالثقافة وأحيانا كثيرة حتى الوزير ذاته يكون غريبا عن الوزارة. في ظل واقع تدبير ثقافي قاتم كهذا، لا يمكن للثقافة في البلاد أن تكون لها "مؤسسات" في البلاد ، وأن تقوم هذه "المؤسسات" بدورها.
سؤال: ألا ترى أن المؤسسات الثقافية تعنى بدائرة معينة، و يظل الكثير خارج الدائرة؟
جواب: لا يعدو الأمر في مجمله عن كونه مجرد "قبيلة" مكونة من أبناء الأخ والأخت والعم والعمة والخال والخالة. ليست لدينا "مؤسسات". كل ما لدينا في هذه البلاد هو مجرد "قبائل" ضاربة في البدائية تتستر وراء أقنعة "حداثية" وخطابات "حداثية" وإخراج مسرحي "حداثي" لتخريجات أكل الدهر عليها وشرب. أبطالها "أبناء العشيرة". ويمكنك معاينة وجوه "أبناء القبيلة" وأسمائهم من خلال المشاركين الثابتين لحد الخلود في المهرجانات الفنية والثقافية التي تنظم داخل المغرب وخارجه.
سؤال: ما هو جديدك؟
جواب: أنا الآن منهمك في إعداد وتقديم وتصوير برامج وثائقية على حلقات قد يتطلب مني إنجازها سنة كاملة. الشطر الأول من هذا المشروع الوثائقي يتمحور حول الأغنية الإنسانية المعاصرة وانا الآن أوشك على الانتهاء من تصوير أولى حلقاتها وموضوعها "الصرخة في الأغنية المعاصرة". كل الحلقات ستقدم باللغتين العربية والإنجليزية في نسختين مفصليتين. أما الشطر الثاني من هدا المشروع الوثائقي فيهدف إلى تدريب الناشئة الأدبية على الكتابة الإبداعية وعنوانه الجامع "أسرار الكتابة الإبداعية".
◄ زهرة زيراوي
▼ موضوعاتي
- ● لقاء وشهادات الصديقات والأصدقاء
- ● جدارية جرنيكا لبيكاسو
- ● تذكير بتكريم زهرة زيراوي في المغرب
- ● جدارية جرنيكا لبيكاسو
- ● القصة القصيرة وتضفير الأدب بالفنون
- ● جين آيير: كتاب ماثل بالذاكرة
- ● حوار مع المسرحي عبد الجبار خمران
- [...]