عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

نهاد الشمري - العراق

تأثر العبرية بالعربية


ملامح من الحركة اللغوية لليهود في القرون الوسطى

نهاد الشمرياليهود تحت تأثير الثقافة العربية الإسلامية

كانت الثقافة العربية الإسلامية سائدة في جميع البلدان التي تقع تحت الحكم الإسلامي، وبلغت ذروتها في القرنين التاسع والعاشر الميلادي، مما جعل النتاج الفكري لتلك الأقاليم التي كانت خاضعة تحت ذلك النفوذ الثقافي العظيم يصطبغ بالطابع العربي بشكل من الأشكال. هذه الحقيقة لم يغير فيها كون بعض التراث الفكري جاء من غير المسلمين، فالأثر العربي كبير واضح كل الوضوح في مادة كثيرة من التراث اليهودي الذي وصلنا مكتوبا بما يصطلح على تسميته بـ"عربية اليهود" من المراكز اليهودية التي كانت واقعة تحت تأثير الثقافة العربية السائدة في تلك الأقاليم (عبد اللطيف 1979: 9-14)

ظهور اليهودية العربية

إن هذه الطائفة من الأدب العبري المكتوب بـ"عربية اليهود" تميّزت بخصائص معينة ميزتها عن اللغة العربية الفصحى من جهة، وعن اللغة العامية التي وردتنا نصوص وإشارات عنها من جهة ثانية. ولعل من أظهر هذه الخصائص أنها كتبت بحروف عبرية أوّلا (Blau 1965: 19-111). ووجود المفردات العبرية موزعة في ثنايا النص العربي ثانيا.، فهاتان السمتان تكفيان في الحقيقة للكشف بجلاء عن الأصل اليهودي لمثل هذه النصوص، وتوحيان بأن هذه المؤلفات وضعت من قبل كتاب يهود لقراء من اليهود، إذ أن الكتابة باللغة العربية وبحروف عبرية في تلك المراحل التاريخية كانت تجعل من مهمة قراءة النص وتتبعه من قبل القارئ اليهودي أمرا ميسورا (Blau 1965: 34).

ولعل سبباً آخر دعا الكتاب اليهود إلى اللجوء لكتابة النص العربي بحروف عبرية وهو رغبتهم في أن تبقى هذه النصوص بعيدة عن القراء العرب.

اللغة العبرية في القرون الوسطى

كانت اللغة العبرية زمن الفتح الإسلامي للأندلس لغة مهملة، ليس بين يهود الأندلس فحسب، ولكن بين اليهود في جميع بلدان العالم، إذ كان اليهود في معظم الأحيان لا يستعملون هذه اللغة إلا في بيعهم وصلواتهم، وكان كثير منهم لا يفهمون الترانيم والطقوس التي يؤدونها بها، ولذلك كانوا يستمعون إلى التوراة الآرامية (شحلان 1985: 174).

وظلت اللغة العبرية في جميع البلدان التي تفرق فيها اليهود على حالها من الترك والإهمال إلى أن أختلط اليهود بالمسلمين، وتعلموا اللغة العربية وقواعدها وآدابها وقوّموا بها ألسنتهم وأذواقهم، ورأوا كيف يخدم المسلمون لغتهم من منطلق ديني باعتبارها لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، فقرروا خدمة لغة كتبهم المقدسة، بوضع قواعد لها على طريقة المسلمين في خدمة لغتهم العربية (هنداوي 1963: 26-27).

قواميس المصطلحات في اليهودية العربية

المسارد التوراتية الثنائية اللغة: الفرق بين القوائم التي وضعها الماسوريون والقواميس العبرية الأخرى فرق كبير لا يمكن تسويته، فالماسوريون هدفهم هو جمع صيغ لغوية خاصة غريبة حتى يلفتون إليها الانتباه، أي ما يسمى في فقه اللغة بـ"الغريب"، ولكن بدون الاهتمام بمعانيها، بينما يهتم مؤلف المعجم بمحتوى مجموعة من الكلمات الشبيهة وباشتقاق معانيها واختلافات المعاني في سياقات مختلفة، واذا كان المعجم ثنائي اللغة فإن الاهتمام بمعاني الكلمات وبتحديثها واستخراجها يتضاعف من خلال اللغة المستعملة في الحياة اليومية.

ولذلك يبدو من الواضح أنه يجب أن يكون هناك حلقة تتوسط بين قوائم الماسورية والمعاجم تمّ فيها تطوير التقنيات التي نجدها متكاملة في المعاجم، وتشير كل المعلومات إلى أن هذه المسارد التوراتية ثنائية اللغة ظهرت كقوائم لمفردات تنتمي إلى النصوص التوراتية مرفوقة بمعادلها العربي. وقد أبان الاكتشاف الأخير للمسارد التوراتية المكتوبة باليهودية العربية، في جنيزا القاهرة، عن أن هذه الكتابات هي أصل التراجم العربية للكتاب المقدس، ولذلك لا بد من تأريخ هذه المسارد في فترة توسع اللغة العربية، أي في القرن العاشر للميلاد، ويبدو أن وظيفة هذه المسارد هي وظيفة تدريسية، أي مساعدة اليهودي المؤمن على فهم النصوص المقدسة في اللغة التي يستخدمها في حياته اليومية (Martínez Delgado 2008:115).

1= المشرق:

1=1 القرّاؤون: يشكلون طائفة من أشهر الطوائف اليهودية، ظهرت بداياتها في أوائل القرن الثامن الميلادي وهي تحمل اتجاها جديدا في الفكر الديني اليهودي، طورته على مرّ القرون لتقيم مذهبا خاصا في الفكر الفلسفي الديني اليهودي، يتميز بشكل أساسي برفضه للتراث التلمودي الربّاني. ويطلق في العبرية على الطائفة اسم הקראים، בני מקרא، בעלי מקרא، أي "أهل التوراة"، وفي التسمية إشارة إلى أن أفراد الطائفة إنما يعتمدون التوراة فقط مصدرا مباشرا للتشريع الديني ويرفضون القانون الشفوي. وهناك تفسير آخر للكلمة يستند إلى المعنى الثاني للفعل "קָרָא" أي "دعا" وبذلك يطلق على أفراد الطائفة اسم "الدعاة" ويراد به أنهم دعاة للمذهب الجديد (عبد اللطيف 1980: 389-407).

اختلفت الآراء حول بداية دراسة النحو العبري فلقد رجح البعض من الباحثين أن بدايته كانت على يد الربّانيين في حين أكد البعض الآخر أن القرائين سبقوا الربّانيين في ذلك لأنهم كانوا أكثر اهتماماً بالنحو من الربّانيين، ومن خلال الشواهد التاريخية نلاحظ أن بداية النحو كانت على يد ناسي بن نوح وهو من القرائين في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي حيث كانت مؤلفاته مكتوبة باللغة العبرية، لأنه من الواضح أن اليهود لم يستخدموا اللغة العربية في نتاجاتهم قبل القرن العاشر الميلادي (Khan 1998: 265-266).

1=1=1 أبو يعقوب يوسف ابن نوح: وفي العبرية معروف باسم يوسف بن نوح، عاش في فلسطين في منتصف القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر، ويرى المؤرخ ابن الهيتي أن ابن نوح أنشأ ورأس مدرسة للعلم في فلسطين عرفت باسم "دار العلم"، وبعد وفاة يوسف ابن نوح تسلم زعامة المدرسة تلميذه أبو الفرج هارون ابن الفرج وكان أكثر نشاطا في ادارتها خلال النصف الأول من القرن الحادي عشر للميلاد (نفس المصدر السابق).

التفسير: مثلما اتخذ النحاة المسلمون القرآن الكريم والحديث الشريف أساساً يعتمدون عليه في دراسة النحو العربي، ويستشهدون بهما للتدليل على قواعد لغتهم، ويستخدمون مهارتهم في اللغة لخدمة تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف والتعرف على أسرارهما، حذا اليهود حذوهم ودرجوا على منوالهم حيث أن تفسير الكتاب المقدس عند اليهود القرّائين يعتبر من المسائل المهمة، فعلى الرغم من اتفاق نصوص الكتاب المقدس لدى غالبية فرق الديانة اليهودية، إلا أن كل فرقة تتبنى عقيدة مختلفة بسبب اختلاف التفسير وليس اختلاف النصوص. وقد ساهم أبو يعقوب يوسف ابن نوح من خلال كتابه النحو، في تفسير الكتاب المقدس وتطويع ذلك التفسير للأغراض اللغوية ودراسة اللغة العبرية في القرون الوسطى، وبما يتفق مع تفسير طائفة اليهود القرّائين للكتاب المقدس (Khan 2000: 5-7).

ويشير جوفري خان إلى أن تفسير الكتاب المقدس حصل في تأريخ متأخر من القرن العاشر أو في بدايات أوائل القرن الحادي عشر، وأن ذلك بدأ في مدينة أصفهان بإيران (Mann 1935: 105).

1=1=2 الفاسي:

هو ديفيد بن أبراهام القرّائي المعروف في اللغة العربية باسم أبو سليمان داود بن إبراهيم الفاسي، وبهذا الاسم يظهر في الصفحة الأولى من الجزء الثاني لمخطوطة كتاب جامع الألفاظ في مجموعة فيركوفيتش. ويتضح من اسمه أنه من فاس بالمغرب وهي مدينة ازدهر فيها المجتمع اليهودي في بداية القرن العاشر الميلادي (ناظم 1988: 71). وقد عاش الفاسي لفترة طويلة في فلسطين لدرجة أن أبا الفرج هارون بن الفرج أطلق عليه اسم "النحوي الفلسطيني". وكانت فلسطين تعد أحد المراكز التعليمية القرّائية الكبرى منذ النصف الثاني من القرن العاشر حتى القرن الحادي عشر، ومن المحتمل أن الفاسي كتب معجمه هناك في أحد معابد القرّائين في القدس (نفس المصدر السابق: 72).

جامع الألفاظ:

عنوانه الكامل هو كتاب جامع الألفاظ، مثلما ذكره المؤلف في مقدمته قائلاً: "بعد أن أورينا كيفية ترتيب هذا الكتاب المسمى جامع الألفاظ"(نفس المصدر السابق)، إلا أن الفاسي كان يشير إليه أحيانا بالصيغة المختصرة، أي كتاب الجامع. الجزء الأول من كتاب الجامع هو جزء ألف أو كتاب الألفاظ، والجزء الثاني من كتاب الألفاظ هو جزء باء، وفي وقت آخر كان يذكره أمّا بالاسم العبري האגרון/ الآجرون أو الكتاب (Skoss 1936: 1/4-17)..

في صدر مقدمة معجمه، يوضح الفاسي الغاية التي من أجلها وضع معجمه، وفي الجزء الثاني من المقدمة يناقش بعض القضايا النحوية، ويسترسل في القول بأن معجمه سيتضمن كل ألفاظ العهد القديم: "ونحن قصدنا نشرح في كتابنا هذا من سائر اللغات سوا ألفاظ المقرا." (نفس المصدر السابق).

1=1=3 أبو الفرج هارون ابن الفرج

وهو نحوي قرّائي عاش في فلسطين في النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي حيث كان ينهل علمه من مدرسة القرّائين، "دار العلم"، التي أنشأها أستاذه أبو يعقوب يوسف ابن نوح وضمّت طائفة من أهل العلم القرّائين الذين كرسوا أنفسهم لخدمة العلم في مختلف ميادين المعرفة، بالإضافة إلى نحو اللغة، مثل الفلسفة والقانون وتفسير وترجمة الكتاب المقدس. وعاصر أبو الفرج في هذه المدرسة يوسف البصير واليفي ابن يافث ابن يافث بن علي. وبعد وفاة ابن نوح تولى أبو الفرج رئاسة المدرسة، وكتب فيها العديد من أعماله باللغتين العربية والعبرية وشواهد من الكتاب المقدس (Khan 2003: 1/x-xi).

الكافي في اللغة العبرانية:

خلال العقدين الماضيين تمت دراسة قواعد العبرية القرّائية التي كتبت في القرن الحادي عشر، ولا سيما عندما أصبحت مجموعات المنشورات في المكتبة الوطنية الروسية متاحة للعامة مرة ثانية، ففي عام 2003 حقق جوفري خان ورفاقه ونشروا كتاب الكافي في اللغة العبرانية لأبي الفرج (Maman 2011: 466-476) وبذلك اكتملت أعمال أبي الفرج، بعد أن كانت ناقصة وغير مدروسة بشكل واف.

الكافي لم يكن المعالجة النحوية الأولى لأبي الفرج، فقد ألف الكتاب المشتمل على الأصول والفصول في اللغة العبرانية وهو موسوعة للنحو العبري في الكتاب المقدس، وفي فترة لاحقة قدم أبو الفرج شكلا نموذجيا للكافي، ثم خرج بعد ذلك بنسخة أوجز بعنوان المختصر وكتب أبو الفرج كتابه الكافي على نفس النموذج والأسلوب المستخدمين في المشتمل (نفس المصدر السابق).

2= الربّانيون:

وهي أهم فرق اليهود وأكثرها عدداً في ماضي تاريخهم وحاضره، وترجع أهم مميزات هذه الفرقة من ناحية العقيدة إلى أمرين، أولهما أنها تعترف بجميع أسفار العهد القديم والأحاديث الشفوية المنسوبة إلى موسى وأسفار التلمود إلى درجة أن فقهاء الربّانيين هم الذين ألـّفوا أسفار التلمود، وثانيهما هي أنها تؤمن بالبعث فتعتقد أن الصالحين من الأموات سيُنشرون في هذه الأرض ليشتركوا في ملك المسيح المنتظر الذي يزعمون أنه سيأتي لينقذ الناس ويدخلهم في ديانة موسى (الهواري 1994: 8-9) وسوف نأتي على ذكر عدد منهم:

2=1 سعديا جاؤون:

كان النحو العبري قد نشأ في العراق على يدي سعديا بن يوسف الفيومي (882-942م)، الذي كان رئيساً لمدرسة سورا، إذ ألف أول معجم عبري في تاريخ اللغة العبرية وهو אגרון /الجامع (Allony 1969: 1-4)، بالرغم من أن سعديا جاؤون كتب معجمه بحروف عبرية إلا أنه من الواضح أيضاً أنه كانت لديه بعض المؤلفات المكتوبة باللغة العربية بسبب تأثره في كتبه بالنحو العربي، فأطلق على أحد مؤلفاته كتاب اللغة وهو مقسم إلى اثني عشر كتابا (حول الموضوع انظر Dotan 1997).

ويرجح بعض الباحثين أن سعديا ترجم التوراة العبرية إلى اللغة العربية، وهو أمر ذكره إبراهيم بن عزرا في تعليقه على سفر التكوين، غير أنّ بلاو يلفت الانتباه إلى أن ابن عزرا كان أحيانا مبالغا وغير دقيق في معلوماته الخاصة بسعديا ويرجح أن هذه الترجمة قد تكون كتبت بحروف عبرية، ثم نقلت إلى الحروف العربية في فترة متأخرة (Blau 1965: 40).

3= المغرب:

تعتبر المدرسة المغربية واحدة من أهم مدارس النحو العبري الثلاث، وهي مدرسة طبرية فلسطين التي أنشأها يهوذا ابن اشير في النصف الأول من القرن العاشر، والمدرسة العراقية التي أسسها سعديا جاؤون ومعاصره القرّائي أبي يوسف بن يعقوب القرقصاني في أوائل القرن العاشر، والمدرسة التي ظهرت في المغرب في شمال افريقيا والأندلس وضمّت يهوذا بن قريش ودوناش بن تميم ودوناش بن لبراط ومناحيم ابن ساروق (هويدي 1999: 28-30).

3=1 يهوذا ابن قريش: كان معاصرا لسعديا جاؤون ويرتبط اسمه باسم مدينتين إحداهما تاهرت الموجودة في المغرب الأوسط أي الجزائر، والثانية فاس. وقد أكد أبراهام بن عزرا صراحة انتماء يهوذا بن قريش إلى تاهرت حينما قال: "רבי יהודה בן קריש ממדינת תאהרת". ولا يُعرف على وجه التحديد تاريخ ميلاده ووفاته والغالب أنه عاش حسب الكثير من الباحثين ما بين نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر للميلاد (المصدر نفسه أعلاه: 30).

= الرسالة:

كتبها باللغة اليهودية-العربية ووجهها إلى يهود فاس يحذرهم فيها من الاستخفاف بدراسة ترجوم التوراة. وتوضح الرسالة العلاقة بين العربية والآرامية، وهي مقسمة إلى ثلاثة فصول يعالج المؤلف في فصلها الأول علاقة اللغة العبرية باللغة الآرامية، ويبحث في الفصل الثاني في المفردات التي تعود إلى عصر ما بعد العهد القديم، بينما يخصص الفصل الثالث لبحث علاقة اللغة العربية باللغة العبرية (شهبر 2007: 27)

3=2 دوناش ابن تاميم:

وهو من القيروان في شمال أفريقيا وكان معاصرا لسعديا جاؤون، وألف كتابا بعنوان מעורב מלשון עבר וערב أي خليط من اللغة العبرية والعربية حاول فيه أن يبرهن أن اللغة العبرية أقدم من اللغة العربية (Steinschneider 1902: 70).

4= الأندلس:

4=1 المعاجم العبرية في الأندلس: بالرغم من أن النحو العبري لم ينشأ في الأندلس، إلا أنّ الدراسات النحوية واللغوية لم تنهض وتزدهر وتصل إلى مرحلة النضوج إلا على أيدي يهود الأندلس حيث استخدم البعض من النحاة اليهود الحروف العربية حتى في كتابة نصوص العهد القديم، مع تطعيمها بنظام الحركات العبرية (مردخاي 2003: 545-546).

المعاجم العبرية في القرون الوسطى غنية جدا، ليس فقط من حيث حجم العمل ولكن أيضا لنوعيتها، ذلك أن المنهجية التي تكونت في الأوساط اليهودية لدراسة الكتاب المقدس في القرون الوسطى فصلت أو ميزت في بعض الأحيان المعاجم العبرية عن الكتاب المقدس (Martínez Delgado 2004: 20).

يمكن حصر الإطار العام للمعاجم العبرية في الأندلس في فترتين أساسيتين، الأولى فترة الإنتاج الكلاسيكي بين القرنين 10-12م حيث يلاحظ السعي إلى تحديد منهجية صحيحة وتحرير أعمال في مواضيع معينة لها أهميتها ولاسيما تلك المكتوبة باللغة العربية، وأمّا الفترة الثانية فيمكن تحديدها ما بين القرنين 12-15م وتتميز بإنتاج خلاصات أو مختصرات باللغة العبرية على العموم، ولاسيما خارج حدود شبه جزيرة أيبيريا، لكن موضوعاتها كانت تخضع بصورة مستمرة لمعايير واتجاهات الفترة الكلاسيكية السابقة (105 :Martínez Delgado 2008). وبذلك يمكن الحديث عن تطور المعاجم العبرية في الأندلس عبر المراحل التالية:

= الأصول: في بعض الأحيان نجد أصل المفردات في مصنفات بدائية وأساسية تسمى عادة مسارد، أي بعبارة أخرى كاتالوجات مختصرة لكلمات معروفة أو مفسرة تنتمي غالبا إلى موضوع معين وهو الكتاب المقدس، وقد كتبت هذه الملخصات الأساسية على شكل مناهج مدرسية محددة، بينما تكون القواميس أكثر تعقيدا وأكثر تطورا وتسعى إلى أن تشمل اللغة بمجملها. هذا الإنتاج "البدائي" لم يكن قد دخل بعد تحت التأثير الهائل للثقافة العربية بل انبثق انطلاقا من تدقيق القوائم التي وضعها الماسوريون والتي يبدو أنها صُنفت على شكل مسارد للمفرادت وهذا ما يبدو من مؤلفات مهمة قديمة مثل الاجرون لسعديا جاؤون (حول الموضوع انظر، Allony 1969)، الذي يتطرق إلى أصول علم المعاجم أو في كتاب الدقدوق هتامين لأهارون بن اشير الذي يشير إلى أصول النحو.

= مناحيم بن ساروق: يعتبر أول عالم لغوي نحوي ظهر في الأندلس في حدود 960م ويمكن تحديد مسقط رأسه في مدينة طرطوشا شمال شرق الأندلس، وتمتع خلال حياته بعطف حسداي وتشجيعه وأنتج مؤلفاته التي هيّأت له مكانة رفيعة في تاريخ الفكر اليهودي (Sáenz Badillos 1986: 9-10). ومن أهم أعمال مناحيم اللغوية:

= المعجم العبري الذي يسمى محبريت أي التفسيرات، ويعد أول عمل لغوي في العبرية ويغطي جميع مفردات الكتاب المقدس. والكتاب مستهل بمقدمة طويلة عن النحو العبري، وطريقته في التأليف هي طريقة النحاة العرب، وقد أفاد هذا الكتاب العلماء اليهود في أوروبا كثيرا، وكان سبباً في قيامهم بدراسات لغوية مستفيضة، باعتباره أول كتاب نحوي يكتب باللغة العبرية، بعد أن كانت مؤلفات اليهود النحوية حتى ذلك الحين تكتب باللغة العربية (نفس المصدر السابق).

= دوناش بن لبراط هاليفي: كان معاصرا لمناحيم وهو ابن لعائلة هاجرت إلى مراكش المغربية من بغداد. ولد في فاس سنة 920م وتلقى تعليمه فيها، وأرسل إلى العراق حيث تعلم على يدي سعديا الفيومي ودرس اللغة العربية والأدب العربي دراسة مكنته من معرفة فنونه (Abumalḥam 1985: 64)، وقد أعجب بعلوم العربية وآدابها إعجاباً جعله ينصح اليهود في بيت شعر كتبه بالعبرية ليتعلموا العربية، يقول فيه بحسب الترجمة العربية:

فلتكن الكتب المقدسة جنتك

ولتكن الكتب العربية فردوسك

تزامن بروز دوناش مع طرد مناحيم من قرطبة، حيث غضب عليه حسداي بسبب آرائه القرّائية، وأمر بضربه وطرده، فعاد إلى طرطوشا التي جاء منها (الخالدي 2008: 256) ووقعت النسخة الأصلية من كتاب مناحيم التفسيرات في يد دوناش، فقرأه وكتب له نقداً سماه الردود وهو كتاب عظيم الأهمية لأنه مكتوب بأسلوب شعري، ويعد أول شعر تعليمي نحوي في الأدب العبري (هنداوي 1963: 10)، ويدل على أن النحو العبري قد وصل في الأندلس إلى مرحلة متقدمة. وقد شغل دوناش مكانةً رفيعة في تاريخ النحو العبري، وكان لكل من مناحيم ودوناش تلاميذ، وكل فريق يناصر أستاذه، ويدافع عنه بأسلوب جدلي علمي (عبد المجيد 1970: 30).

وقد تولى الرد على كتاب دوناش ثلاثة من تلاميذ مناحيم البارزين هم إسحاق بن جقطلة وإسحاق بن قبرون ويهوذا بن ديفيد، وشاركوا في تأليف كتاب سموه الرد على الرد، دافعوا فيه عن آراء أستاذهم، وأهدوا كتابهم إلى حسداي بن شبروط. وخدم عملهم هذا اللغة العبرية والنحو العبري في شرح النظريات النحوية العبرية (هنداوي 1963: 11).

4=2 الفترة الكلاسيكية للمعاجم: استمر النحو العبري بالتطور والازدهار على أيدي تلاميذ مناحيم بن ساروق، وسوف نعرض هؤلاء النحويين بحسب المرحلتين التي مر بهما النحو العبري.

الأعمال الرئيسية:

حيّوج (940-1000م): وهو أبو زكريا بن داود المشهور بيهوذا حيّوج. ولد في مدينة فاس ثم انتقل إلى قرطبة حيث عاش وتلقى تعليمه وتوفي فيها، ونال حيوج شهرة كبيرة في القرن العاشر الميلادي، وكان مشهوراً عند النحاة العبريين المتأخرين بأنه مؤسس الدراسات العلمية للنحو العبري (Martínez Delgado 2008: 107).

وقد ظهر حيّوج في الوقت الذي ازدهرت فيه الثقافة العربية في الأندلس فتأثر بتلك الثقافة إذ يقول الشاعر اليهودي الأندلسي موسى بن عزرا الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي:

"ولما افتتح العرب جزيرة الأندلس تفهمت جاليتنا بها بعد مدة أغراضهم، ولقنت بعد لأي لسانهم، وبرعت في لغتهم، وتفطنت لدقة مراميهم، وتمرنت في حقيقة تصاريفهم، وأشرفت على ضروب أشعارهم، حتى كشف الله لهم من سر اللغة العبرانية ونحوها واللين والإقلاب والحركة والسكون والبدل والإدغام وغير ذلك من الوجوه النحوية مما قام عليه برهان الحق وعضده سلطان الصدق على يدي أبي زكريا يحيى بن داود حيّوج." (هنداوي 1963: 12).

من أهم مؤلفات حيّوج في النحو العبري:

= كتاب الأفعال ذوات حروف اللين والمد، و كتاب الأفعال ذوات المثلين وهما كتابان صارا عملاً أساسياً للنحو العبري وأصبحا مرتبطين باسم مؤلفهما، وسمّيا كتابي حيّوج. وقد ترجما من العربية إلى العبرية ثلاث مرات، وأعيدت صياغتهما مرات عدة (Martínez Delgado 2004: 16-17).

كما كتب حيوج رسالة أخرى تتعلق بقوانين التلفظ، تحت عنوان التنقيط يعالج فيه نظام التنقيط وتغير حروف العلة ونظام النبرات ويشرح فيه الشفا والدكش، ورسالة رابعة تحمل اسم كتاب النتف وهو كتاب في التفسير اللغوي (حول الموضوع انظر، Basal 2001)، إضافة إلى أعمال أخرى بدأها ولم يكملها، إذ توفي في ذروة شبابه في العقد الأول من القرن الحادي عشر الميلادي. على الرغم من عدم تمكنه من إكمال بعض كتبه، إلا أن إنجازاته الكبيرة جعلت علماء الأجيال اللاحقة يقدرونه ويجمعون على أنه أبو النحو العبري ومؤسسه الحقيقي ولا تزال آراؤه النحوية مستخدمة حتى الآن بين اللغويين اليهود كما أن تفاسير العهد القديم تعتمد على استنتاجاته النحوية (Gallego 2002: 5).

= ابن جناح: بعد موت حيّوج برز في مجال النحو العبري أحد تلاميذه النجباء وهو أبو الوليد مروان ابن جناح القرطبي اليهودي ويسمى بالعبرية "الحاخام يوحنا" ويسميه النصارى "يونا" أو "مرينوس". ولد في قرطبة سنة 990م وعاش في بيئتها العلمية المزدهرة ثم تركها سنة 1012م بسبب الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط الخلافة، واستقر في أليسانة، ثم انتهى به المطاف في سرقسطة فأقام فيها بقية حياته وألف فيها مؤلفاته في اللغة والنحو، ومات عام 1055م (Ashtor 1973: 3/12-13).

تميزت أعمال ابن جناح في النحو العبري بالغزارة وبكثير من الإبداع، وقد أعانه على ذلك تضلعه في اللغة العربية وإتقانه لقواعدها، ودراسته لأمهات كتب النحو العربي ككتاب سيبويه (هنداوي 1963: 18)
يقول فيه ابن أبي أصيبعة: "كان يهودياً وله عناية بصناعة المنطق، والتوسع في علم لسان العرب واليهود" (رضا 1965: 498) من أهم مؤلفات ابن جناح النحوية: كتاب المستلحق كتاب التشوير. كتاب التنبيه، رسالة التقريب والتسهيل،كتاب التسوية ديوان التنقيح דקדוק كتاب الأصول، كتاب اللمع في نحو اللغة العبري (Martínez Delgado 2008: 108-109).

= بن نغريلا–الربي شموئيل هناجيد: (993م/قرطبة-1056م/غرناطة) أن أعظم ما قدمه ابن نغريلاا للغة العبرية هو تشجيعه للعلماء والنحاة اليهود على البحث والتأليف، مستغلاً مناصبه وأمواله (Kokóvtsov 1916: 74-194).

= الاستغناء: يعد كتابه الاستغناء ذو العشرين جزءاً من أهم مؤلفات بن نغريلاا في النحو العبري، إذ تأثر فيه بالنحو العربي حيث اعتبر الأفعال الهائية اللام مثل (גלה/קנה) إلخ بائية اللام في الأصل، قياسا على اللغة العربية وخالف بذلك حيّوج وابن جناح. إضافة إلى ذلك اقترح أن العبرية تشبه العربية في أن الفعل لا يتعدى لمفعولين فقط بل لثلاثة مفاعيل، وقد نقده ابن بارون مشيرا إلى أن الفعل في العبرية يتعدى إلى مفعولين ليس غير (هويدي 1999: 32-33).

الأعمال الثانوية:

= ابن جقطيلة: وهو وموسى شموئيل هاكوهين ابن جقطيلة ولد في قرطبة وبقي فيها حتى نهاية القرن العاشر ترجم كتب حيّوج إلى اللغة العبرية، وألف كتاب المذكر والمؤنث وعاش حياته في سرقسطة بعد أن ارتحل عن قرطبة إثر الاضطرابات الأهلية فيها. ويعتبر ابن جقطيلة من أفضل الخبراء في الأغراض الدقيقة واللغة، ومن الكتاب الأكثر شهرة بين المتكلمين والشعراء(حول ابن جقطيلة. انظر: Martínez Delgado 2003).

= كتاب التذكير والتأنيث: وهو عبارة عن مسرد لأسماء عبرية وردت في الكتاب المقدس تُظهر خصائص صرفية غير متوقعة للعدد وللجنس بالمقارنة مع النظام الصرفي للمفرد أو حتى لكلمات لها صيغتان للجمع، أي مسرد للكلمات "الغريبة" وليس "للشاذة"، يغنيه المؤلف أحيانا بشروحاته وملاحظاته (Martínez Delgado 2008: 212).

= أبو زكريا يحيى ابن بلعام: عاش في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، لا يعرف بالتحديد تاريخ ولادته ولا وفاته. ويشير أغلب الباحثين إلى أن ابن بلعام ولد في طليطلة واستقر في إشبيلية. كتب العديد من المقالات في النحو واللغة بعنوان: ما تشابه لفظه واختلفت معناه و كتاب الحروف وكتاب في الحركات والنبرات يعرف باسم المرشد لقراء الكتاب المقدس، وكتاب الأفعال المشتقة من الأسماء فمن المعروف أن ابن بلعام كتب كل ما قدمه من أعمال في اليهودية العربية وبالعبرية على حد سواء حيث كان يصوغها في بعض الأحيان على شكل منظومات شعرية، بحسب التقليد الشائع لدى الأندلسيين. وكان خبيرا في الكتاب المقدس والتلمود كما كان خبيرا في القانون (Alóny 1962: 110-122).

= إسحاق ابن بارون: ويكنى بـ"أبي إبراهيم"، عاش في إسبانيا في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر للميلاد، ولا يعرف تاريخ وفاته بالتحديد. تتلمذ على يد ابن التبان صاحب كتاب الفهرست (هويدي 1999: 22-38).

= كتاب الموازنة بين اللغة العبرانية والعربية: هو كتاب بيّن فيه ابن بارون العلاقة بين اللغتين العربية والعبرية. ينقسم الكتاب إلى قسمين مختلفين، يتضمن أولاهما دراسة لنحو اللغة العبرية مع مقارنتها بالنحو العربي، أمّا القسم الثاني فيمثل عملا معجميا يقارن المؤلف فيه جذور اللغة العبرية بالجذور في اللغة العربية (Becker 2005: 6).

5= نحو اللغة العبرية السامرية:

المحاولات الأولى لوصف اللغة العبرية السامرية كانت على يد أعضاء الطائفة السامرية أنفسهم بعد أن تأثروا بسعديا جاؤون ونحويين آخرين أخذوا الكثير من النحو العربي، ففي القرن العاشر الميلادي برز عدد من العلماء السامريين، من بينهم ابن درتا الذي نشر عددا من القواعد لقراءة اللغة العبرية السامرية، وبعد مضي قرن من الزمان، أي في القرن الحادي عشر، جاء أبو سعيد في قوانين المقرا ليحلل بعض الظواهر المختلفة للفعل والضمائر المتصلة وأدوات التعريف. وبعد ذلك جاء ابن ماروث ليضع وصفا منهجيا منظما لقواعد اللغة العبرية السامرية، حيث اعتمده النحويون السامريون اللاحقون (Sáenz Badillos 1994:151-152) ولا يذكر ابن ماروث في كتاب التوطية نحويين سامريين سابقين أو أي عمل سابق يتعلق بنحو اللغة السامرية، غير أن منهج الكتاب يشير إلى أنه اخذ الكثير من النحاة المسلمين واليهود من أبناء جيله (בן חיים 1965: כרך א، עמ׳ לא)، كما سنوضح في فصل دراسة المصادر التي نرجح أنها أثرت في أسلوب ومنهج كتاب التوطية في نحو اللغة العبرانية السامرية.

يعتبر ابن ماروث أول من وضع وصفا دقيقا ومنهجيا للغة العبرية السامرية فهو رائد في هذا المجال حيث اعتمد على توطئته الكثير من السامريين الذين أتوا بعده، فعلى الرغم من احتوائه على بعض الهفوات إلا أنه يعدّ بدون شك المعين الأساس في دراسات نحو اللغة العبرية السامرية، في فترة لاحقة من القرون الوسطى مثل كتاب المغنية في مختصر كتاب التوطية للكاهن ابن فنحاس وكتاب الملحق بمختصر التوطية للشيخ ابن مرجان الدنفي (אותו המקור 1957: מו-מז).

وقد عرض زئيفي بن حييم قائمة بالنحويين السامريين ومؤلفاتهم في الجزء الأول من مجموعته التي نشرها حول السامريين، وسنعرض أدناه بعضا من هؤلاء النحويين ومؤلفاتهم التي كتبوها باللغة العربية والعبرية السامرية في القرون الوسطى:

= ابن الدرتا: عرف أيضا باسم טוביה، عاش في القرن العاشر الميلادي وهو شاعر معروف عند السامريين. ألف الكثير من الأعمال، من بينها قوانين المقرا وهو يشرح قواعد قراءة اللغة العبرية السامرية (حول الموضوع انظر: בן חיים 1957).

= أبو سعيد بن أبي الحسن بن أبي سعيد: (1070م) كان في الكثير من مؤلفاته يختصر اسمه فيكتبه "أبو سعيد" فقط. عرف بترجمته للتوراة السامرية إلى العربية، وهو الذي ألفّ كتاب הגליונות/ صحائف.

= نفيس الدين أبو الفرج بن اسحق الكثار: عرف بمؤلفه שרח אם בחקותי، وفي مؤلفه الآخر ללא שם מוגדר. وقد رجح بن حييم انه عاش في نهاية القرن الثالث عشر ولربما بداية القرن الرابع عشر، مستندا في ذلك على تاريخ نسخ مؤلفه (692هـ) ويأتي ذكر اسمه بأشكال مختلفة في المخطوطات السامرية الموجودة في المكتبة الوطنية في باريس.

الاستنتاج:

يتضح من خلال العرض السريع أعلاه أن نشأة النحو العبري وتطوره في القرون الوسطى لم يقتصرا على فرقة واحدة من فرق اليهود وهم الربّانيون بل شمل ذلك القرّائين والسامريين كما انهما لم ينحصرا في مكان واحد بل توزعا على أماكن متعددة. فالانطلاقة الأولى الحقيقية للنحو العبري كانت من الشرق: العراق وبلاد الشام وايران وكذلك مصر، وأمّا مرحلة تطوره ونضوجه فكانت في الأندلس، وكل ذلك كان بتأثير النحو العربي، حتى أن النحويين اليهود نسخوا في بعض الأحيان عبارات وفصولا من كتب النحو العربي، وسوف نوضح تأثير بعض المصادر اليهودية والإسلامية في فصل دراسة المصادر التي نرجح أنها أثرت في كتاب التوطيه.

= = = = =

المصادر العربية:

الخالدي، خالد يونس اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس 2008 المطبعة والمكان مجهولان 2008، ص 256.

سلوى ناظم، المعاجم العبرية دراسة مقارنة، القاهرة، مطبعة المدينة 1988، ص 71.

شحلان، أحمد، "من الأدب العربي-العبري، أبو هارون موسى بن يعقوب بن عزرا وكتابه المحاضرة والمذاكرة"، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، جامعة محمد الخامس، العدد 10، سنة 10 (1985)، ص. 65-98.

شهبر، عبد العزيز، في التراث اليهودي الأندلسي والمغربي دراسات في تراث مهمل، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطوان،2007، 27.

عبد اللطيف، محمد، القراؤون تاريخهم، مذهبهم وأدبهم، مجلة كلية الاداب جامعة بغداد، العدد الثامن والعشرون 1980، ص389-407.

= = = = =، من خصائص عربية اليهود في القرن العاشر، جامعة بغداد كلية الآداب العدد 25، 1979، ص 9-14.

عبد المجيد، محمد بحر، اليهود في الأندلس، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1970، ص 30.

مردخاي موشيه، التأثير الإسلامي في التفاسير اليهودية الوسيطة، من مقدمة كتاب تفاسير الرابي سعديا جاؤون لسفر التكوين، القاهرة 2003، ص 545-546.

هنداوي، إبراهيم موسى، الأثر العربي في الفكر اليهودي، القاهرة مكتبة الأنجلو المصرية 1963، 26-27.

الهواري، محمد، الاختلافات بين القرائين والربانيين في ضوء أوراق الجنيزا، قراءة في مخطوطة بودليان باكسفور، دار الزهرة للنشر القاهرة 1994، ص8-9.

هويدي، احمد، كتاب الموازنة بين اللغة العبرانية والعربية لأبي إبراهيم إسحق بن بارون، القاهرة: مركز الدراسات الشرقية، 1999: 28-30.

זאב בן חיים، עברית וארמית נוסח שומרון כרך، 1965: כרך א، עמ׳ לא.


المصادر الأجنبية:
Blau, Johua, The Emergence And Linguistic Book ground of, judaeo Arabic Astudy of the Origins of Middle Arabic ,Oxford University press, 1965, p34.

Naser Basal, “The Concept of Compensation (‘iwaḍ /ta‘wīḍ) as used by Yehuda Hayyuj in Comparison with Sibawayhi, Journal of Semitic Studies, 2001, p2-44.

Martínez Delgado, José., «El comentario a Salmos de Mošeh ibn Chiquitilla», Miscelánea de Estudios Árabes y Hebraicos (Sección de Hebreo) 5, 2003, pp. 2201-2241.

= = = = =, Yaḥyá Ibn Dāwūd EL libro de Ḥayyūǧ (versión original árabe siglo X) Colección textos lengua Hebrea 3, Granada. 2004, p 20.

= = = = =, «El Kitāb al-taḏkīr wa-l-Taʼnīṯ de Mošeh Ibn Ǧiqaṭela (S. XI)», Miscelánea de Estudios Árabes y Hebraicos, (Sección Árabe-Islam) 57, 2008, pp. 207-238.

Geoffrey Khan, «The Book of Hebrew grammar by the Karaite Joseph ben Noaḥ», Journal of Semitic Studies XLIII/2, 1998, pp. 265-285.

= = = = =, The Early Karaite Tradition of Hebrew Grammatical Thought Including a Critical Edition, Translation and Analysis of the Diqduq of ʼAbū Ya‛qūb Yusūf ibn Nuh, Leiden: Brill, 2000, p5-7.

= = = = =, The Karaite tradition of Hebrew grammatical thought in its classical form: a critical edition and English translation of al-Kitāb al-kāfī fī al-luġa al-ʿIbrāniyya by ʾAbū al-Faraj
Hārūn ibn al-Faraj, 2 vols., Leiden: Brill, 2003, 1/x-xi.

Mann, Jacob., Texts and studies in Jewish History and Literature, 2 vols. Philadelphia, 1935, p 105.

Maman, Haron., «An eleventh century Karaite Hebrew grammar» The Jewish Quarterly Review, 2011, vol. 101/3, pp. 466-476.

Skoss, S., The Hebrew-Arabic Dictionary of the Bible known as Kitab Jāmi‘ al-Alfāẓ (Agron) of David Ben Abraham al-Fāsī. 2 vols., New Haven, 1936, p 1:4-17.

Allony, N., «Ha-millim ha-bodedot bi-se’elot ‘atiqot», Hebrew Union College Annual, 1969, 28, pp. 1-4.

Dotan, Aron, Arabic Sources of Isaac Ben Barūn’s Book of Comparison between the Hebrew and the Arabic; Vol. XII, Jerusalén, 2005.

Steinschneider, M., Die Arabische literature der Juden, Frankfurt: Verlag von J. Kaufmann1902, 70.

Sáenz Badillos, Á., Maḥberet Měnaḥem. Edición crítica, introducción y notas, Universidad de Granada. 1986, 9-10.

= = = = =, Á., A History of the Hebrew Language, New York: Cambridge University Press. 1994, 151-152.

Abumalḥam, M., Kitāb al’Muḥāḍara wal Muḏākara de Mose ʼbn Izra. 2 vols., Madrid: Centro superior de investigaciones científicas (CSIC, 1985, p 64.

Gallego, María Á., El Judeo-árabe medieval, Edición, traducción y estudio lingüístico del Kitāb al-taswi’a de Yonah ibn Ğanāḥ, Bern 2006, p 5.

Ashtor, E., The Jews of Muslim Spain, 3 vols., Philadelphia:The Jewish Publication Society of America1973, 3:12-13.

Kokóvtsov, P., Šělušah sefarim qetanim bědeqduq lašun ‛ibri lěrab Yěhudah Ben Bal‛am, Jerusalén, 1916, 74-194.

Becker, D., Arabic Sources of Isaac ben Barūn’s, Tel Aviv University, 2005, 6.

D 25 شباط (فبراير) 2013     A نهاد الشمري     C 2 تعليقات

1 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

عن مبدع الغلاف

كلمة العدد 81: الفيلم الصامت والنشر الورقي

تعليم الشعر الجاهلي للناشئة

تأثير الشخصيات الكرتونية على الأطفال

اللغة العربية وخطر الانقراض