زهرة يبرم - الجزائر
بائع الرمل
بائع الرمل (1): قصة للصغار
مقدمة: أغيلاس يريد أن يصبح بائع رمل. لكنه ليس إلا طفلا. هل تظنون أنه سيحقق مبتغاه؟
في عصر موغل في القدم، كانت هناك مملكة تتوسط شمال أفريقيا تسمى مملكة الأوراس. في قرية من قرى المملكة كان يعيش طفل اسمه أغيلاس. أغيلاس يتيم الأبوين، فقير فقرا مدقعا، لا يملك من متاع الدنيا غير أشياء بسيطة: حمامة أليفة، مزمارا من قصب وسكينا. هذا كل ما لديه. مع ذلك كان يشعر بالرضا والسعادة، ويقول لنفسه: أشياء ثلاثة؟ إنها كثيرة إذا ما أحسنت استخدامها في حياتي. أنا أملك كل ما أحتاجه لكي أعيش بخير.
ملكة البلاد اسمها ديهيا. كانت تتصف بالجمال والذكاء والشجاعة وقوة البنية. تحسن تدبير شؤون مملكتها، وتشرف بعناية على مصالح رعاياها.
في يوم من الأيام، قدمت الملكة ديهيا إلى قرية أغيلاس على جواد أبيض. ترفل في ثياب فاخرة، زاهية الألوان، وتتحلى بحلي رائعة الأشكال. تحيط بها الحاشية على جياد دهم. جاءت تطوي الصحاري والهضاب والوديان والسهول، لتخطب في الناس لأمر هام. ونودي في الرعية لاجتماع عام.
حين اجتمع الناس حول الملكة، خطبت فيهم قائلة:
"أنا غاضبة، وغاضبة جدا، فقد علمت أن أطفال مملكتي لا يريدون أن يهجعوا للنوم ليلا. فهم لا ينامون كفاية. وعند الصباح يستيقظون متأخرين ومتعبين، فلا يقدرون على العمل ولا حتى على اللعب. لهذا أتيت لأبحث بينكم عن بائع رمل."
"بائع رمل؟ ماذا يعني ذلك؟" تساءل أحد وزرائها.
قالت الملكة: "لا أعني بائعا حقيقيا للرمل، بل أحد يرمي الرمل في عيون الأطفال، وعندما يحسون بوخز في عيونهم يغمضونها، وحينئذ ينامون. سأدفع جيدا لبائع الرمل هذا. حبة ذهب مقابل كل حبة رمل يرميها."
عند سماع هذا الخطاب، اشتد حماس الطفل أغيلاس وقال في نفسه: ها هي فرصة ثمينة لي. أن أصبح بائع رمل لهو مكسب مهم للغاية. أقضي به على فقري، وأتسلى من خلاله.
وجرى في الحال مقدما نفسه للملكة ديهيا. لكن تقدم في نفس اللحظة معه للملكة محارب ملتح تظهر عليه القوة والصرامة والحنكة، اسمه تاكفرناس.
نظرت ديهيا إليهما وقالت:
"سنرى من منكما يمتلك المواصفات اللازمة التي تؤهله للفوز بهذا المنصب. إذ على بائع الرمل هذا أن يتقن فن الدخول إلى المنازل خفية دون إثارة الانتباه إليه. ودخول المنازل يتطلب في الغالب فتح ثلاثة أبواب: باب الحديقة، وباب المنزل، وباب الغرفة. أرأيتما تلك الفتاة هناك؟ إنها تداعب قطتها. سأرى من منكما يصل إليها الأول لينيمها."
وأعطت كل واحد منهما حفنة رمل.
انطلق المحارب تاكفرناس مسرعا يهز حزمة مفاتيحه. أخذ يدخل المفاتيح الواحد تلو الآخر في قفل باب الحديقة، ونجح أخيرا في فتحه.
أما الطفل أغيلاس فأخرج مزمار القصب من جيبه. ملأه رملا واتجه صوب نافذة غرفة الفتاة، ودون أن يتخطى سور الحديقة نفخ في مزماره فطار الرمل مباشرة إلى عينيها فأغمضتهما لفرط ما أحست فيهما من وخز، ونامت في الحال.
بعد ساعة ونصف من الزمن، وصل تاكفرناس إلى غرفة الفتاة. تملكه غضب شديد حين وجدها قد نامت منذ وقت طويل.
قالت الملكة ديهيا:
"الدخول إلى منزل من المنازل ليس أمرا صعبا. ما يلزم ليكون الإنسان بائع رمل عن جدارة هو المشي من أقصى المملكة إلى أقصاها، خلال كل أيام السنة، دون تعب أو تكاسل. أرأيتما تلك القمة العالية التي تناغي السماء؟ إنها قمة الشيلية (2) وسط الأوراس الأشم. يلفها الضباب معظم أيام السنة وتناطح السحاب. على تلك القمة تنبت أزهار بنفسجية نادرة، تعبق بعطر فريد. أرياني من منكما يتسلق الجبل، يجلب لي زهرة من هناك ويعود الأول."
لم تكد الملكة تنهي كلامها حتى انطلق تاكفرناس بخطى عملاقة نحو قمة الشيلية لا يلوي على شيء. لكن ماذا يفعل أغيلاس، الطفل الصغير، صاحب الخطى الصغيرة؟ أخرج سكينه الصغيرة من جيبه علها تساعده على فعل شيء، وانطلق يعدو خلف المحارب. بعد مسافة قصيرة، أدرك أن منافسه قد أوغل في الابتعاد ولن يدركه بأي حال من الأحوال.
همس أغيلاس في سره: هذا المحارب العنيد. إنه أقوى مني ركبا، وسيصل قبلي إلى قمة الجبل لا محالة. يجب أن أفتش عن حيلة أخرى تمكنني من الحصول على الزهرة النادرة قبله.
لبرهة من الزمن جرى الطفل خلف غريمه، ثم اندس وراء شجرة سرو وارفة، ومن تحت سترته أخرج حمامته الأليفة وخاطبها قائلا:
"رفرفي يا حمامتي الصغيرة بجناحيك وطيري عاليا، واحضري لي في أسرع وقت زهرة بنفسجية من أعلى قمة جبل الشيلية."
طارت الحمامة بسرعة البرق وهو يتبعها بعينيه الخضراوين الجميلتين حتى صارت نقطة في الأفق، سرعان ما تلاشت في الغمام صوب الجبل. بقي أغيلاس مسمرا ناظريه في موقع تلاشيها. ما هي إلا برهة حتى رأى نقطة سوداء متناهية في الصغر قد برزت إلى الوجود. بدأت تكبر وتكبر حتى اتخذت شكل حمامة، ما لبثت أن حطت بين يديه، تحمل في منقارها زهرة بنفسجية ندية بتفاصيل رائعة الجمال، يفوح منها عطر الفانيليا.
التقط أغيلاس الزهرة وجرى يقدمها للملكة ديهيا، ونشوة الانتصار تغمره.
عندما عاد تاكفرناس من الجبل بزهرته بعد ساعتين، طار صوابه لما رأى زهرة الصبي أغيلاس مستقرة بين أصابع ديهيا الجميلة، تتأملها تارة وتشمها تارة أخرى. سيطر الغضب الشديد عليه وأعماه وقد وجد نفسه أضحوكة مسببها طفل صغير.
في الحال أخذ قوسه وشده إلى السماء، وبحركة عصبية سريعة أطلق سهمه فأصاب بالطلقة الأولى عصفورا كان يحوم هنالك بعيدا قرب الجبل. فصاحت الملكة ووزراؤها صيحة إعجاب وإكبار. فاحمر وجه المحارب غبطة وسرورا وقال لأغيلاس متهكما:
"لست إلا طفلا ضعيفا ولن تصل أبدا إلى مستواي في التسديد والقنص".
"بلى، بلى. أستطيع أن أفعل"، رد عليه أغيلاس بكل ثقة. وفي الحين رمى سكينه الصغيرة بحركة قوية إلى أبعد ما يستطيع.
قال تاكفرناس ساخرا: "حسنا لن يحدث شيء. لن تلمس شيئا على الإطلاق. أنت لا تجيد التسديد أصلا".
تطلعت الملكة ديهيا ووزراؤها إلى ما سيحدث. وقفوا على رؤوس أصابعهم، ومدوا أعناقهم، لكن لم يروا شيئا.
صاح أغيلاس: "بلى، قد أصبت شيئا، اصبروا".
وقد حدث أن طار طائر لقلاق أبيض ضخم من فوق شجرة هناك بعيدا، في نفس اللحظة التي اخترقت فيها السكين الفضاء متجهة صوبه. استقرت في جسمه فأردته جثة هامدة سرعان ما سقطت غير بعيد عن أنف تاكفرناس، فانتفض هذا الأخير قهرا.
صفق الجميع إعجابا بأغيلاس. رفعه أحدهم ورماه في الفضاء لتتلقفه الأيدي وتعيد رميه والتقاطه دون توقف.
في غمرة الاحتفال بطفل التحدي، وتتويجه بائع رمل، تسلل المحارب تاكفرناس باتجاه جبل الشيلية موسعا خطاه، ممعنا في الابتعاد، حتى تلاشى في المجهول.
= = = = =
(1) بائع الرمل: حسب الأساطير الشعبية، هو رجل يثقل جفون الصغار بالرمال فينامون.
(2) الشيلية: أعلى قمة جبل في شمال الجزائر. يبلغ ارتفاعها 2328 مترا.
◄ زهرة يبرم
▼ موضوعاتي
8 مشاركة منتدى
بائع الرمل, إبراهيم يوسف - لبنان | 26 آذار (مارس) 2013 - 02:48 1
زهرة يبرم – الجزائر: "ستبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ،، ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوَّدِ". عرفتُ للتو يا سيدتي كيف ينعسُ الأطفال، ومعنى المثل الفرنسي القائل: Le marchand de sable est passé وشغفتني بحق هذه اللغة البسيطة المعبرة البعيدة عن التكلف والفذلكة. لستُ طفلاً لكنني لن أنسى لطافة الحكاية في وقت قريب. وربما لن تغيب عن فكري وقلبي أبدا. لو عاد الخيار إلي لاستخدمت تعبير الجياد المُطَهَمة، وتلامس السماء، وَغَدا بديلاً عن جرى. شكراً لكِ على الحكاية التي كنتُ أجهلها وعرفتها بفضلك.
1. بائع الرمل, 4 نيسان (أبريل) 2013, 19:05, ::::: زهرة يبرم /الجزائر
عالم الأطفال يا سيدي بريء رائع ومثير. حين يمر بائع الرمل ينعس الأطفال في الحين وكيف مااتفق،وهذا ما يعبر عنه فيديو "le marchand de sable est passe".
الجياد المطهمة أو الخيل المسومة هي تعابير رائعة قوية قد لا تناسب نصا للصغار.
أما عن لغة النص التي وصفتها بالبسيطة، فهي كذلك بالنسبة للكبار. ألا ترى سيدي أنها ليست بسيطة بالنسبة للأطفال؟ وقد لاحظ أحد الأفاضل أن النص مكتوب بلغة تحتاج إلى طفل متمكن من اللغة.
المجال مفتوح لمن يريد أن يبدي رأيه ..مع الشكر و الإمتنان.
2. بائع الرمل, 5 نيسان (أبريل) 2013, 03:53, ::::: مدا وفا
تماما تعليقك في مكانه وخاصة أن المجلة ليست متخصصة بأدب الأطفال تحديدا الا اذا كان النص مزدوجا ويمتع الطرفين ...وأقترح بتواضع أن يعاين الكاتب نصه مرة ومرتين لاحداث التعديلات اللغوية والتعبيرية المناسبة ، ويدرس صدى مادته الافتراضي ، وأن لا يستعجل بارسال مادته قبل ان يحدد هويتها الأدبية ، وهذا يوفر جهدا هائلا على ادارة التحرير التي تسعى للجودة اولا واخيرا ...وعلى كل فهذا رأي شخصي وقد لا يكون صائبا !
3. بائع الرمل, 5 نيسان (أبريل) 2013, 05:11, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
الأستاذة مدا وفا
صحيح المجلة ليست متخصصة بأدب الأطفال لكنها لا تمانع في نشر هذا النوع من الأدب، وقد سبق لها أن نشرت قصصا مع رسوم للكاتبة آمال يحياوي من الجزائر( إليك الوصلة).
http://www.oudnad.net/22/amalyah22a.php
أتقبل اقتراحاتك سيدتي بصدر رحب وسوف أسعى للإستفادة منها..محبتي وودي.
بائع الرمل, عبيدة لصوي | 28 آذار (مارس) 2013 - 13:42 2
سيناريو جاهز مدهش لفيلم تحريك رائع ، حافل بالخيال والبراءة ، قد يفتن الكبار قبل الصغار !
1. بائع الرمل, 5 نيسان (أبريل) 2013, 08:26, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
الحدود بين عالمي الصغار و الكبار وهمية، نكبر ويبقى الطفل كامن فينا لايغادرنا وإن كان يظهر حينا ويختبئ أحيانا.
شكرا لك على البصمة الطيبة
تحياتي
بائع الرمل, أشواق مليباري\ السعودية | 29 آذار (مارس) 2013 - 12:36 3
شكرا لك غاليتي زهرة
الحكاية أسعدت قلوب الصغار، وحملتهم إلى أعالي الأوراس بنسماته الباردة فأستسلموا سريعا للنوم.!
وأسعدتني أنا أيضا عادت بي إلى الوراء، وحملتني بعيدا..فذكرتني بمسلسل الكرتون المدبلج (حكايات عالمية) والذي كان يعرض على معظم شاشات الدول العربية في الثمانينات.
شكرا للحكاية الجميلة
تحيتي ومحبتي
1. بائع الرمل, 5 نيسان (أبريل) 2013, 10:40, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
في قصص الشعوب
طرائف لاتنتهي
وعالم حلو بهي
يسكن في القلوب
في قصص الشعوب
تلك هي كلمات أغنية الشارة بمسلسل الكرتون المدبلج (حكايات عالمية).
هل نسمات الأوراس المنعشة هي التي ساعدت الصغار على النوم؟ أم أن أغيلاس قد نثر حبيبات الرمل في عيونهم فأغمضوها وناموا؟
تحياتي لك وقبلاتي لأجمل الصغار.
بائع الرمل, نورة بعد المهدي صلاح \ فلسطين | 29 آذار (مارس) 2013 - 14:51 4
قد قرأت هذه القصة مرات ومرات، وقد تشوقت وتمنيت هذه الليلة أن يزورني بائع الرمل هذا علني أنام وأحلم بما أتمنى ليتحقق بالغد القريب... كم هي مبدعه وجميلة هذه القصة وهذه المحاكاة للقصة .. تحية فلسطينية للجزائر الحبيب
1. بائع الرمل, 5 نيسان (أبريل) 2013, 11:05, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
نورة عبد المهدي صلاح
ليتنا مازلنا نحمل في قلوبنا تلك البراءة وذلك الخيال المجنح، فماأحوجنا في بعض الليالي إلى بائع الرمل علنا ننام فقط، بحلم أو بدونه.
كم هي مشجعة ومحفزة كلماتك!
أشكر لك رقة حضورك وجمال إطرائك
تحياتي لك ولفلسطين الصامدة
بائع الرمل, إبراهيم يوسف - لبنان | 5 نيسان (أبريل) 2013 - 05:48 5
زهرة يبرم – الجزائر
الواقع يا سيِّدَتي أن مفردة (بسيطة) تحمل معنىً إيجابياً، أي أنها ليست معقَّدَة ولا صعبة، وهي لا تعني بالضرورة قيمة زهيدة أو (Médiocre) وقصدت بها إطراءً ليس إلاّ.
أما الجواد الأدهم فهو الجواد الأسود، والمطهَّم يعني الرائع في كل شيء.. وما من فارق بلاغيٍّ في أي من المفردتين، ولا بأس أن يتعلم الأطفال مفردة جديدة عندما تكون عصية على إدراكهم. مهما يكن الأمر فلك وحدكِ أن تستخدمي المفردة التي تعجبكِ وتحظى باقتناعك.
فقد قلت في تعليقي: لو عاد الخيار إلي..؟ لاستخدمت الخيل المطهمة، ولا أعتراض لي أبداً على ما تقولين.
بائع الرمل, مريم - القدس | 6 نيسان (أبريل) 2013 - 11:58 6
زهرة يبرم -الجزائر
ولو لم تكن الحكاية إرثا جزائرياً خالصاً؟ إلاّ أن الكاتبة تمكنت أن تتصرف بها بكفاءة عالية وتبعث فيها هذه الروح
لكم نحن بحاجة يا صديقتي إلى حكايا الأطفال ونحن في طريقنا إلى الأحفاد
الأطفال عماد المستقبل وذخيرته وربيع القلوب
شكرا لك على الحكاية التي شغلتني، وعلى هذا الطفل البطل
1. بائع الرمل, 8 نيسان (أبريل) 2013, 09:46, ::::: زهرة يبرم/ الجزائر
أهرب من نفسي أحيانا ومن عالم الكبار لألج عالم الصغار البهي، أتمتع بحكايا الشعوب و طرائفها. سأطل عليكم في المستقبل إن شاء الله بين الحين والآخر بحكاية من عالم البراءة، أهديها لأطفالكم.. وأحفادكم.. سكان القلوب..
شكرا على مرورك مريم، وعلى تشجيعك المتواصل لي..
بائع الرمل, محمد علي حيدر ـ المغرب | 9 نيسان (أبريل) 2013 - 14:23 7
تقتضي الكتابة للأطفال معرفة عميقة بنفسية الطفل وميوله، وخاصة ما يتعلق منها بإثارة خياله... كما أنها تقتضي لغة قادرة على شده إلى موضوع الحكاية، ومن ثم كانت الحكايات العجيبة أحد أشكال الحكي التي اعتمدها الإنسان منذ القديم في تنشئة وتربية واستئناس الطفل... ولا عجب أَنْ كانت الجداتُ بطلات السرد بامتياز عبر التاريخ، وفي مختلف الثقافات ولدى جميع الشعوب... وقد ورثت الرسوم المتحركة والسينما هذا الدور، فحاولت تقريب هذا المخزون عبر الصورة والموسيقى التصويرية وغير ذلك من الوسائل والتقنيات... أعجبني من قصتك المقطع التالي الذي تتوفر فيه العناصر المتقدمة: ((طارت الحمامة بسرعة البرق وهو يتبعها بعينيه الخضراوين الجميلتين حتى صارت نقطة في الأفق، سرعان ما تلاشت في الغمام صوب الجبل. بقي أغيلاس مسمرا ناظريه في موقع تلاشيها. ما هي إلا برهة حتى رأى نقطة سوداء متناهية في الصغر قد برزت إلى الوجود. بدأت تكبر وتكبر حتى اتخذت شكل حمامة، ما لبثت أن حطت بين يديه، تحمل في منقارها زهرة بنفسجية ندية بتفاصيل رائعة الجمال، يفوح منها عطر الفانيليا)). مزيدا من التوفيق.
1. بائع الرمل, 10 نيسان (أبريل) 2013, 08:22, ::::: زهرة يبرم /الجزائر
ما الفرق بين أمهات وجدات اليوم اللواتي يكتبن قصصا للأطفال وبين جدات أيام زمان اللواتي يسردن الحكايا؟ أظنها اللغة، وتلك الحميمية المتمثلة في "اللمة" العائلية اللطيفة.
دور التلفزيون واضح في استلام المهمة من الجدات وادخال التقنيات الحديثة. وقد نجح. أذكر وأنا صغيرة أن التلفزيون كان يعرض مسلسلا للأطفال باللغة الفرنسية عن"دبدوب"، كان ينزل عبر سلم من السحاب، يتسلل إلى غرف الأطفال الساهرين، يداعب خيالهم بحكاياته، وعند انصرافه ينثر في فضاء الغرفة نجوما، وليس رملا، فيستغرق الأطفال في النوم العميق. حين آوى إلى فراشي أتصور تلك النجوم في فضاء غرفتي فأنام في الحال.
شكرا على كلماتك النيرة والمشجعة على الدوام
بائع الرمل, نهى /الجزائر | 13 نيسان (أبريل) 2013 - 06:47 8
ما( ديهيا ) والأسماء البربرية و الإطار التاريخي والجغرافي للجزائر في قصة هيكلها فرنسي إلا إيمان منك عميق بالجزائر، وقر في القلب وصدقه العمل.
جميلة الروح، جميلة المفردة
1. بائع الرمل, 16 نيسان (أبريل) 2013, 18:02, ::::: زهرة يبرم /الجزائر
جزائر يا لحكاية حبي
ويا من حملت السلام لقلبي
ويا من سكبت الجمال لروحي
ويا من أشعت الضياء لدربي
فلولا جمالك ماصح ديني
وما إن عرفت الطريق لربي...!
ولولا العقيدة تغمر قلبي
لما كنت أومن إلا بشعبي!
مقطع من "عشق الجزائر" لشاعر الثورة مفدي زكريا.
دمت نهى بألق كلماتك التي تدخل القلب دون استئذان، مع كل الأشياء الجميلة الباقية في الوجدان.
شكري لك وتمنياتي الفرحة والسرور.
زهرة