عدلي الهواري
لمصر أم لربوع الشام؟
لمصر أم لربوع الشام؟ رحلة إلى القاهرة وغزة
المجلس العالمي لكتب اليافعين (ايبي:IBBY) هيئة دولية غير ربحية تأسست في سويسرا عام 1953، وتهتم بكتب الأطفال. أذكرها في البداية لأن لرئيسة فرع المجلس في فلسطين، جهان حلو، الفضل في تمكني من زيارة قطاع غزة مع وفد أراد زيارة مكتبتين قدم لهما المجلس دعما ضمن برنامجه "أطفال في ظل الأزمات"، وهما مكتبة العطاء (بيت حانون) ومكتبة الشوكة (رفح).
طبيعة زيارة وفد المجلس متوافقة مع اهتماماتي كناشر لمجلة ثقافية، لذا أعلنت رغبتي في المشاركة في الزيارة، وعرضت أن أضع خبرتي في الإعلام والنشر الثقافي الإلكتروني في متناول المؤسسات المحلية في غزة في حال الرغبة في تنظيم دورة تدريبية أثناء الزيارة.
زيارة وفد ايبي لم تكن ممكنة دون تعاون مع مؤسسة محلية مقرها في غزة. وقد جاء هذا التعاون من مركز القطان للطفل في غزة، الذي قامت مديرته، نهاية أبو نهلة، بكل الإجراءات التي سهلت القيام بالرحلة، بما في ذلك الدعوات والتنسيق مع السلطات المحلية.
سبق ترتيبات السفر الحصول على موافقة وزارة الخارجية المصرية على السفر إلى غزة عبر معبر رفح، وموافقة فلسطينية على دخول غزة. قبل بدء الرحلة من لندن في الثامن من نيسان/أبريل 2013، كنت على علم بأني سأذهب إلى المكتبتين المشار إليهما أعلاه، وسوف أقوم بدورة تدريبية في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وأخرى في مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بير زيت.
القاهرة وغزة في رحلة واحدة
السفر إلى غزة غير ممكن مباشرة، ويتم السفر إليها عن طريق مصر. هذا الترتيب كان مناسبا جدا أيضا، فهو يمكنني أيضا من زيارة القاهرة بعد أكثر من عامين على ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، والمشاهد التي لا تنسى للجماهير الغفيرة المتجهة إلى ميدان التحرير والمعتصمة فيه.
لم يكن لدي الكثير من الوقت في القاهرة قبل السفر إلى غزة، فقد وصلت ليلا إلى مطار القاهرة الدولي، ومنه انتقلت إلى الفندق. في أحد اليومين قبل السفر إلى غزة ذهبت إلى ميدان طلعت حرب لألتقي الزميلة وسيمة الخطيب، التي تعرفت عليها عبر فيسبوك بتوصية من سهير سليمان، زميلتي منذ أيام النشاط في نقابة الصحفيين في بريطانيا.
كان اللقاء في مقهى ريش (Cafe Riche) في ميدان طلعت حرب. وبدأ بوسيمة، وانضم إلينا لاحقا آخرون بدون ترتيب مسبق، فالمكان يأتي إليه كل حسب وقت فراغه، ويأتي وهو يدرك أنه سيجد أصدقاء ينضم إلى طاولتهم. معظم وقت الجلسة كان مع وسيمة الخطيب والإعلامية والروائية سعاد سليمان (أحدث رواياتها "آخر المحظيات" صدرت عام 2012. الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت).
18 يوما لا تنسى
لمست عن قرب في اللقاء الشعور الخاص الناتج عن المشاركة في الاعتصام في ميدان التحرير 18 يوما أسفرت عن رحيل مبارك. استمعت لذكريات تقارن بين شعور الناس قبل الثورة وبعدها. قبلها كانوا يخافون وينصب اهتمامهم على ملاحقة لقمة العيش، ثم تحرروا من خوفهم ونزلوا إلى الميدان انتفاضا لكرامتهم.
استمعت أيضا إلى الذكريات الجميلة في تلك الأيام. الميدان وحد المصريين. وسيمة قالت إن مسيحيا في الميدان أعطاها قميصه بديلا لغطاء رأسها (الإيشارب) عندما نزع أثناء مظاهرة. وتحدثت عن شاب مسيحي كان يصب الماء لمسلم لكي يتوضأ. الناس حافظوا على النظافة. من عاش تلك الأيام يشعر بالعجز عن وصفها، ومن سماتها عدم الشعور بالتعب.
سعاد ووسيمة حدثتاني أيضا عن مبادرات ثقافية وفنية نشأت بعد الثورة أو نتيجة لها، كمبادرة عرض الكتب وبيعها بسعر رمزي، أو للتبادل، في الأحياء الفقيرة. وهناك مبادرات للعزف على الآلات الموسيقية في هذه المعارض أو عربات قطار المترو.
من القاهرة إلى غزة
يوم الخميس 11 نيسان/إبريل 2013 بدأت الرحلة من القاهرة إلى غزة في السادسة صباحا. جهان حلو وأنا صدمتنا السرعة الرهيبة التي لجأ إليها السائق في أماكن وحالات لا تسمح بالسرعة. ولذا كانت العلاقة مع السائق الشاب متوترة قليلا على الطريق.
كان في انتظار وصولنا على الجانب الفلسطيني منسقة نشاطات ايبي في غزة، نبيلة نزار، وكاتبة قصص الأطفال جيهان يحيى أبو لاشين، والسائق علي. أبلغنا على الطريق أننا مدعوون إلى مطعم مطل على البحر حيث سنلتقي مع أحمد عاشور، رئيس فرع مؤسسة تامر في غزة، ومجموعة من زملائه وزميلاته في المؤسسة.
بهاء عليان كان مسؤولا عن التنسيق معي في شأن الدورة التدريبية في تامر. اتفقنا على التفاصيل، آخذين في عين الاعتبار الأوقات المناسبة للمشاركات والمشاركين في الدورة. وكان الموعد الأنسب البدء عند الثالثة بعد الظهر، لكي يتمكن من يعمل أو يدرس في الجامعة من الحضور.
نسقت أيضا مع نبيلة نزار مواعيد زياراتي لمكتبتي العطاء والشوكة. وكان الموعد الأنسب في الصباح، قبل أن يذهب الطالبات والطلاب الصغار إلى الدوام الدراسي المسائي.
بعد الجلسة في المطعم ذهبت إلى فندق مارنا هاوس، وهو قريب من مستشفى الشفاء الذي يذكر في التقارير الإخبارية كثيرا كلما تعرضت غزة إلى عدوان إسرائيلي.
صباح الجمعة، سألت أبا أحمد، أحد العاملين في الفندق: "هل البحر قريب؟" قال: "نعم". طلبت أن يدلني على الطريق، فقال: "عندما تخرج من مدخل الفندق اذهب إلى اليمين (شارع أحمد عبد العزيز)، وعند أول شارع در إلى اليسار (شارع عز الدين القسام)، وسوف تجد شارع عمر المختار. در إلى اليمن وواصل السير وستجد البحر".
كانت غزة هادئة جدا. حركة السيارات قليلة، ومعظم المحلات مغلق. وجدت في نهاية شارع عمر المختار مكانا أدخل منه لأقف على شاطئ البحر، وكان ميناء غزة على شمالي. قضيت بعض الوقت في تأمل البحر وتصوير الأمواج، وعدت إلى الفندق.
مكتبة العطاء
لم أصل إلى مكتبة العطاء في الموعد المقرر، واعتذرت عن التأخير، وشرحت أنه لم يكن بوسعي الوصول في الموعد لأني زائر، ولا أستطيع القدوم إلى المكتبة لوحدي. أمضيت ما تبقى من الوقت قبل موعد الذهاب إلى المدارس في التعارف ووعدت أن أعود في اليوم التالي في الموعد.
في اليوم الثاني أيضا جئت متأخرا، وحاولت أن تكون الزيارة مثمرة رغم عدم وجود أجهزة كومبيوتر للعمل عليها، سوى جهازي الصغير. والمسألة أيضا أكبر من توفر أجهزة، فالكهرباء تنقطع فجأة، وهذا ما حدث أثناء الزيارة الأولى.
شرحت للطالبات والطلاب الصغار طريقة عمل فيديو من مجموعة صور يرافقها مقطع موسيقي. وبعد ذلك سألت إن كانوا يحبون أن يقرؤوا من القصص واسجل لهم أصواتهم ليسمعوها. راقتهم الفكرة، ودب الحماس على المشاركة في قراءة فقرة من إحدى القصص، وبعد ذلك أسمعتهم ما قرأوا، وكان هذا الجزء من الزيارة الأنجح خلال الزيارتين.
مكتبة الشوكة
وصلت متأخرا أيضا إلى مكتبة الشوكة. وقدمت اعتذاري. وعدت أن آتي في اليوم التالي في الموعد، ولكني تأخرت، فحيث نزلت في خان يونس لم يكن موقف السيارات الذي يمكن أن أركب فيه سيارة أخرى إلى الشوكة.
شرحت في مكتبة الشوكة كيفية عمل فيديو كما فعلت في مكتبة العطاء. المقر الذي توجد فيه مكتبة الشوكة يفتقر أكثر إلى الأساسيات. وكما قال لي أحد العاملين في المكان فإن الإنجاز الأكبر توفير مكان آمن للعب، حيث يوجد ملعب صغير بالقرب من المقر.
وضع مكتبتي الشوكة والعطاء يظهر الحاجة الماسة إلى موارد وخاصة الحواسيب، فهذه الأجهزة مهمة في التحصيل التعليمي وتفتح نوافذ على العالم.
وصول وفد ايبي الرسمي
وصل ثلاثة من كبار المسؤولين في ايبي يوم الأربعاء، 17 نيسان/أبريل 2013. تكون الوفد من احمد رضا خير الدين، رئيس ايبي الحالي (ماليزيا)، وباتسى الدنا، الرئيسة السابقة (كندا)، وليز بيج، المديرة التنفيذية (سويسرا). لم أرافق الوفد في زيارته لمكتبة الشوكة فور وصوله، فقد ظل دخوله غزة غير مؤكد حتى وقت متأخر من اليوم.
في اليوم التالي، قام الوفد مصحوبا بجهان حلو ونبيلة نزار وأنا بجولة زيارات ميدانية بدأت بزيارة مكتبة العطاء في بيت حانون، حيث التقى أعضاء الوفد بعدد كبير من الطالبات والطلاب صغار السن في المكتبة، ورحب الصغار بهم بنشيد جميل يقول:
أهلا وسهلا ومرحبتين
نورتونا يا نور العين
لما جيتو زرتونا
صارت فرحتا تنتين
تركزت أسئلة أعضاء وفد ايبي على أنواع القصص التي يقرأها الطالبات والطلاب في المكتبة. وتبين من الإجابات تنوع القصص التي تجذبهم. وشاهد أعضاء الوفد عينات من قصص كتبها ورسمها الطالبات والطلاب. وسأل أعضاء الوفد عن نشاطات غايتها أن يكتب الأطفال قصصهم بدون تدخل الكبار. واختتم اللقاء عند اقتراب موعد بدء الدوام المدرسي المسائي. وعبر الصغار عن تقديرهم لأعضاء الوفد عندما أنشدوا كلمة "كيلو". ثم صفقوا مرتين، كل مرة ثلاث تصفيقات سريعة، ثم هتفوا بـ "هو" بطريقة تشبه التخويف.
اجتمع أعضاء الوفد أيضا مع الأمهات والآباء، الذين قالوا إن مجيء أبنائهم وبناتهم إلى المكتبة، والمشاركة في نشاطاتها، لهما آثار إيجابية على ثقتهم بأنفسهم، وأدائهم الدراسي، وسلوكهم الشخصي. وسأل أعضاء الوفد الأمهات والآباء إن كانوا يقرؤون القصص لأبنائهم وبناتهم، فكان بينهم من يقرأ دائما وبعضهم يفعل من حين لآخر.
بعد زيارة مكتبة العطاء، توجهنا إلى مخيم جباليا والمنطقة المحاذية له، وزرنا مركزا لرعاية الأسرة، واستمع الوفد إلى شرح عن النشاطات المتنوعة التي ينظمها. ثم تجولنا في شوارع مخيم جباليا الضيقة، وزرنا اثنين من بيوت المخيم.
كان من المقرر أن يستأنف الوفد نشاطاته بعد الظهر، ولكني اكتفيت بهذا القدر من مرافقته نظرا لارتباطاتي الأخرى.
التدريب في مؤسسة تامر
الورشة التدريبة في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي اعتمدت على استخدام المشاركات والمشاركين حواسبهم الشخصية المحمولة، ووفرت المؤسسة خدمة الإنترنت اللاسلكية وشاشة تلفزيونية ساعدت على شرح الخطوات التطبيقية. نسبة المشاركة من الجنسين كانت متساوية تقريبا. وكانت الدورة بمعدل ثلاث ساعات يوميا، من الثالثة بعد الظهر وحتى السادسة. في ختام الدورة حرص عدد من المشاركات والمشاركين فيها على دعوتي إلى مطعم مطل على البحر، والتقينا في اليوم التالي في مطعم "الديرة" وقضينا فيه وقتا جميلا.
شملت الدورة في مقر مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي لقاء دام حوالي ساعتين مع مجموعة من الشابات والشباب الأصغر سنا، المنتسبين لبرنامج "يراعات" الذي تديره تامر. وكانت جلسة سؤال وجواب. وكنت أتمنى توفر الوقت ليكون لهم دورة خاصة بهم.
التدريب في مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بيرزيت
الدورة في مركز تطوير الإعلام كانت أيضا عن الصحافة واستخدام الوسائط المتعددة في المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء. المركز مجهز بكل ما احتاجته الدورة من أجهزة وبرامج وخدمة إنترنت. وفي حال انقطاع الكهرباء، كان التيار يعود من مصدر توليد كهرباء بديل. ساعات هذه الدورة كانت ست ساعات يوميا، ولذا أمكن قضاء المزيد من الوقت على بعض التمرينات في الكتابة أو نقاش قضايا نظرية أو متعلقة بأخلاقيات العمل الصحفي، من قبيل حماية المصادر.
لقاءات
تسنى لي في غزة اللقاء مع زميلتين كاتبتين في "عود الند": سمر شاهين وزينب خليل عودة، وهما صديقتان قبل الكتابة في "عود الند". سمر شاهين صحفية قديرة، وتدرّس الإعلام في جامعة فلسطين. واكتشفت أثناء الزيارة أن زينب عودة مصورة محترفة وضعت إحدى صورها على غلاف تقرير صادر عن المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان (1) حول استهداف الأطفال في العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
الكاتب الفلسطيني حسام دجني تطوع لأخذي في جولة في غزة، شملت أحياء غزة القديمة كحي الدرج، والحديثة كالرمال، مرورا بمقر مجلس الوزراء، ومقر المجلس التشريعي، والجامعات، وساحة الجندي المجهول، ودوار حيدر عبد الشافي، ودوار أنصار. وجلسنا في مطعم ومسمكة منير أبو حصيرة، أشهر مطاعم السمك في غزة.
وكنت ألتقي في الفندق بعد انتهاء واجباتي اليومية زملاء وزميلات، أفرادا أو جماعات، وقضيت معهم جميعا وقتا جميلا. منطقة خدمة الزبائن في مقهى ومطعم الفندق أقيمت حول شجرة قديمة راسخة الجذور في المكان، والجزء الأكبر من المقهى فيه الكثير من شجيرات الزينة. أما المدخل فتزينه الأشجار المزهرة على الجانبين (أنظر/ي زهرة لوحة الغلاف).
العودة إلى القاهرة والذهاب إلى ميدان التحرير
يوم الجمعة، 26 نيسان/أبريل 2013، غادت الفندق في غزة في الساعة الثامنة صباحا، ووصلت القاهرة بعد الثامنة مساء بتوقيتها. حوالي ثلاث عشرة ساعة من السفر والانتظار.
لم يتبق لي سوى يوم واحد لأذهب إلى ميدان التحرير. صحيح أنني ذهبت إلى ميدان طلعت حرب ومررت بميدان التحرير، ولكن ذلك كان بالسيارة. لذا قررت الذهاب مشيا إلى الميدان والتقاط صور يكون الميدان ظاهرا فيها.
لم يكن الفندق الذي أقمت فيه بعيدا عن نهر النيل، ولذا قدرت أن بوسعي الذهاب مشيا إلى ميدان التحرير، فبعد الجسر (الكوبري) في نهاية شارع 26 يوليو أصبح قرب مبنى وزارة الخارجية المصرية، وهذه قريبة من مبنى ماسبيرو، وهذا كنت أعرف أنه قريب من فندق رمسيس هيلتون الذي أقمت فيه الماضي، عندما قضيت شهر العسل مع صفية في مصر.
الفندق أيضا قريب من المتحف المصري ومن ميدان التحرير، ففي زيارة سابقة للقاهرة تزامنت بالصدفة مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، عندما خرجت وصفية من المعرض، وجدنا الباص (الأتوبيس) أمامنا وميدان التحرير مقصده. كانت فرصتي لخوض تجربة ركوب الأتوبيس المصري التي قرأت عنها كثيرا وشاهدتها في الأفلام. نزلنا يومها في ميدان التحرير وعدنا مشيا إلى الفندق.
بعد أن قطعت جسر 26 يوليو مشيا، سرت على الجانب المحاذي للنيل. وعندما اقتربت من ماسبيرو قطعت الشارع إلى الطرف الآخر، وتطلب الأمر الجري قليلا، فالسيارات تأتي مسرعة نتيجة لغياب الازدحام الذي يؤدي في أوقات أخرى إلى التوقف التام لحركة السيارات.
كانت الأسلاك الشائكة لا تزال أمام مبنى ماسبيرو. سرت في شارع يبدأ عند ماسبيرو باتجاه فندق رمسيس هيلتون. بين الفندق والمتحف شوارع تطلب قطعها الجري ثانية. وما أن انتهيت من ذلك حتى أصبح المتحف المصري على بعد خطوات. التقطت بعض الصور وطلبت من شاب التقاط صورة لي ليظهر في الخلفية أني في الطريق إلى ميدان.
واصلت السير إلى أن وصلت ميدان التحرير. التقطت بعض الصور بما في ذلك صور لبعض الخيام المنصوبة في الميدان. يبدو من عددها القليل أنها من بقايا الخيم التي أقيمت أثناء الثورة أو المليونيات أو الاحتجاجات اللاحقة التي تمت في الميدان.
طلبت من شابتين التقاط صورة لي بحيث يكون ميدان التحرير في خلفية الصورة، وتطوعت إحداهما لفعل ذلك.
واصلت السير واتجهت نحو جسر الزمالك وانتقلت إلى الجهة الأخرى من النيل، ثم دخلت في شارع الجزيرة، وبعد مسافة من المشي شاهدت اليافطة التي تشير إلى مكان برج القاهرة. وعلى يساري أيضا كانت بوابات نادي الجزيرة.
واصلت السير إلى أن لاحظت أن الشارع لا يعيدني إلى شارع 26 يوليو، فسألت شرطيا في قسم شرطة المنطقة، فدلني، وقادني الشارع الذي دخلت فيه إلى شارع 26 يوليو، ثم سرت باتجاه شارع العزيز عثمان حيث الفندق.
رغم متاعب الرحلة إلى غزة إلا أنها كانت تستحق ما بذل من أجلها من عناء، فهذا التواصل الإنساني المباشر الجميل لا يعوضه تواصل إلكتروني أو هاتفي. وينطبق هذا أيضا على زيارة مصر. وآمل أن تسنح فرص أخرى للتفاعل الإنساني المباشر مع المهتمين بالشأن الثقافي في الدول العربية الأخرى.
= = = = =
عنوان الموضوع من مطلع قصيدة للشاعر المصري حافظ إبراهيم.
(1) عنوان الوصلة إلى تقرير المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان
http://www.euromid.org/report/clouds/
شاهد/ي أدناه صورا من الرحلة. اضغط/ي على الصورة لمشاهدتها بجم أكبر.
◄ عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص
▼ موضوعاتي
المفاتيح
- ◄ رحلات
- ◄ شؤون ثقافية
8 مشاركة منتدى
لمصر أم لربوع الشام؟, إبراهيم يوسف - لبنان | 25 أيار (مايو) 2013 - 12:56 1
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة
باتَتْ لها راسِياتُ الشّامِ تَضطَرِبُ
هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم
فصافِحُوها تُصافِحْ بَعْضَها العَرَبُ..!!!!
طيب الله ثرى الرجل.. كم كان واهما ومخدوعا..
في مصر؛ إقرأ عن القميص والمنديل وماء الوضوء تفرح ويستخفك الطرب..؟ ولكنك حين تجرب ستحزن..؟ ستحزن وأنت تعبر منها إلى غزة..!؟ وفي غزة أنت حزين مرة أخرى في شتى الظروف ومطلق الأحوال، وفي بقية الأقطار خذ راحتك فحِّدث ولا حرج.
ليغفرَ الله ما تقدَّمَ من ذنوبنا وما تأخر.
شكراً على المقالة.. وحمدا على سلامتك أستاذ عدلي.
لمصر أم لربوع الشام؟, مريم-القدس | 27 أيار (مايو) 2013 - 13:29 2
بغض النظر يا سيدي عما يحدث في فلسطين وسوريا والعراق ومصر
ولبنان ،فإن الموقف الموحد الذي يجمع عليه كل من يمتلك قلبآ
عربيآ أو ضميرآ إنسانيآ هو الإنحياز إلى قضية الإنسان إلى
البسطاء والفقراء والمشردين والذين يعيشون حياة على ذمة الموت
في المدن والأرياف ومخيمات اللاجئين ..
فسلام من فلسطين إلى المظلومين والمغلوبين والذين يسكن
قلبهم الرعب وقلق الإنتظار ..
وأهلآ ومرحبآ بك في فلسطين ..
لمصر أم لربوع الشام؟, زهرة يبرم /الجزائر | 29 أيار (مايو) 2013 - 13:15 3
كم في عمق الوطن العربي الكبير من أطفال ظروفهم تشبه ظروف أطفال غزة أو أسوأ هم بحاجة إلى دورة في الحاسوب وإلى من يدعم مكتباتهم بالكتب إن وجدت لهم مكتبات مدرسية في الأساس، وإلى من يرسخ فيهم عادة القراءة أو حتى يوفر لهم مكانا للعب بأمان.
قلوبنا مع إخواننا في غزة وفي الصومال وفي كل مكان يئن تحت وطأة الحرمان والعوز ويتطلع إلى حياة أفضل. وجزاك الله خيرا على هذا الجهد المعتبر والعمل الإنساني القيم.
لمصر أم لربوع الشام؟, مكارم المختار / العراق | 29 أيار (مايو) 2013 - 17:31 4
الأفاضل الكرام: اسمحوا لي أن ابدأ مداخلتي بأمنية طرحها د. عدلي الهواري في ختام موضوعه المصور، أي أن تكون هناك مبادرات ومساع، تغني عن تعارف شبكي إلكتروني واتصالات لاسلكية، وتعوض عن زحام المساحات بأن تقصر المدى بين الأصحاب والأصدقاء. الأمنية هي: يا حبذا أن يكون لقاء يجمع الصحبة ويلم شمل كاتبات وكتاب "عود الند" من بقاع الأرض. وكي لا اكثر في الكلام ولأصيب كبد الموضوع، عل هناك من بادرة ومساع إلى دعوة وتنسيق لقاء ينظم على شرف "عود الند". فهل من مجيب؟
وبالنسبة لما جاء في الموضوع: "أطفال في ظل الأزمات" عنوان بصدى وصدح بلا ضجيج، ومكتبة "العطاء" و"الشوكة" وأفكار عن قصص محببة واستماع إلى أصوات الإنشاد رغم عدم توفر احتياجات ومتطلبات، تؤول إلى زيارة ناجحة. وها هي 18 يوما "لا تنسى"، زيارة ستظل فاكهة. مهما حلا فيها الكلام، إن لم يكن من ماس، فلا بأس أن يكون فضة، فالعزة في بناء تاريخ لا في ترميمه.
لمصر أم لربوع الشام؟, إبراهيم يوسف - لبنان | 30 أيار (مايو) 2013 - 03:41 5
سأكون أو المشاركين إذا تلقيت بطاقة سفر مجانية
أسعد الله يومك بالخير يا سيدتي
أبيض يالبن.
1. لمصر أم لربوع الشام؟, 30 أيار (مايو) 2013, 14:06, ::::: مكارم المختار / العراق
اسعد الله ايامكم بفضله كما لبن صحة وعافية الجميع
مساك الله باليمن والخير والبركة ابراهيم يوسف / لبنان،
يا ثلج يا ريح معتقة بأريحا وبعلبك، يا زمهريرة تدفء الروشة وتمشط شارع الحمرا وتهدهد نوارس الساحل ...
لبنان بياض عربي بنكهة اوربية
مسالنور د. عدلي الهواري،
اتمنى الا تحملني فتح نافذة نطل منها على مصاريع الاصحاب الاصدقاء، انا عني، لا أحمل أحد تكاليف او نفقات، فقط انت اعمل على ما نتمنى عسى ان يكون فلاح وخير،
علنا نطرد وساوس البعاد، ولمسار لقاء نحول ونحول؟!
فلا خيبة ستار على امالنا نرجو تسدل،
ولا منك نتمنى براعم الامل راوية تذبل،
والكل لا يغب يقين، متعطش للحن، عسى لا محال يعارض ظمأ غول،
فبكل بساطة، في كل منا، براعم ورد،في رحمها انخلاق،
والكل لا الشعولا ولا الاحساس تطرد ملول ......
فـ هز الينا ايها الهواري تباشير
ولك ان تدعي ما تدعي وتقدم لمدعي التفسير،
ونحن بأنتظار مزن حتى وان تغرق ضواح او تطوف منزال، فكل ما نلتزم نلزم شد الرحال لا الترحيل
عذرا للجميع بعض الاسراف، لكنها تهجدية
للجميع تمنياتي واعتباري
دعواتكم من بعد معها دعواتي الى مغامرة مفتوحة على الدنيا تكظ بالاحلام والاماني
لمصر أم لربوع الشام؟, مدا وفا | 30 أيار (مايو) 2013 - 18:14 6
الصداقة الافتراضية التفاعلية قد تكون أحيانا بديلا مقبولا وجذابا للقاء فيزيائي بارد وتقليدي وخجول ! ...من هنا ينبع سحر عود الند كموقع الكتروني ابداعي تفاعلي جامع...فالثرثرة والعلاقات العامة ليست بديلا للقراءة النابضة ...والتوازن بالقراءة والتعليقات المتنوعة هو الذي يعطي للمجلة نكهتها المميزة ويحولها لكائن حي ابداعي تشاركي . عود الند عودتنا أن نخرج من نرجسيتنا وشرنقتنا لنطلع على ابداعات وأفكار الآخرين لنغني ذواتناوطرق تفكيرنا وننفتح على عالم الأدب والفن والثقافة بلا تزمت ...دامت لنا جميعا !
لمصر أم لربوع الشام؟, إبراهيم يوسف - لبنان | 31 أيار (مايو) 2013 - 05:13 7
يجب أن أنوه بالسيدة "مكارم"، وأبدي أسفي أولاً؛ على ما قلته عن تلك اللغة الموروثة، التي بدأتُ أتعودها وأفهمها من جديد، بفضل مكارم الصديقة التي يشرفني أنني تعرفتُ إليها حديثا.
في الواقع هذه اللغة كان يستخدمها في الماضي ثلة من الأدباء في لبنان وسائر الوطن العربي.. كانت مستخدمة على نطاق واسع، وعنوانا للفصاحة والبلاغة في ذلك الزمن، وما زال يتمسك بها بعض المريدين من عشاق (الكلاسيك).. ومكارم واحدة من هؤلاء.. ولو أن السهل الممتنع أتى ليضارب عليها ويزيحها من الطريق، ما دام يتوسل لغة أوضح وأبسط، تتوافق مع واقع ومفهوم التطور في العصر الحديث.
ينبغي أيضاً أن أشكرها على الاستجابة الشجاعة لندائي، وقد برهنت أنها صاحبة قلب كبير أبيض. ليس أكثر بياضا من اللبن فحسب.. بل من الثلج على سفح جبل الشيخ، أو على أعلى قمة في صنين. بعلبك مدينة أثرية، كانت مشهورة بالمشمش ودبس العنب، والجيم المعطشة في لهجة أبنائها وقسوتهم أيضاً. تقام في قلعتها مختلف المهرجانات السنوية، وبلدتي ضيعة في ريفها.. وأما في بيروت العاصمة، فتحلو النزهة البحرية للنفوس المتعبة من المنارة إلى الروشة في الصباحات الباكرة.. فأهلا وسهلا بك في قلوبنا وديارنا حينما ترغبين.
لا أملك إلا أن أتمنى الخير للعراق وأرضه وحفظ دماء أبنائه.. والحال في لبنان لم تكن يوما أفضل.. عسى يصحو الجميع على خطورة ما يجري في أنحاء الوطن العربي.. حتى تصطلح الأمور لا يملك المغلوب على أمره مثلي.. إلاَّ أن يعمل ويأمل ويَكِلِ الأمر لله، وأن يلعن الشيطان بكرة وأصيلا.
1. لمصر أم لربوع الشام؟, 6 حزيران (يونيو) 2013, 16:57, ::::: مكارم المختار / العراق
ياآرز يا دبس العنب الروشة والحمرا مسالنور لبنان العرب
عود الند ـ ابراهيم يوسف الضيعة والجبل حياكم الله وبياكم
مسالنور الجميع طابت ايامكم
والله استغلظ علي الرد، هل ابدأ بالامتنان عن الدعاء للعراق، ام ارفع قبعة الشكر والعرفان؟
ابراهيم يوسف .... اصقلت التعبير حتى بدا نزهة بين ربوع الفصاحة ومعارج البلاغة، فاسمحوا لي بتواضع اترك بصمة علها رسم يلوح ان لكم جميعا ـ عود الند، دعوات صادقات وتمنيات .....عللي،
أستذيق ملح الحروف بصخب كما شهد من طمي، وكأن الوقت يستفيق كوشم على خرائط العبث، أو خطوات تقتفي نبضا سريا، نبضا يستدثر البرد ويفيض كحبر من رمال في أوردة محمومة بتعاويذ ترقية، ودمع يحرق أوصال العراء بين مخدع من صمت، وعطر يتعرى في أقبية النسيان كليل آثم، أو نهار يستفيق على جثة الحضور وجسد الغياب، حتى تتجسد ايقونة تنصت الى ما يغور في سطح فخاخ التعثر، كأصداف في خدر بحر، هكذا،....
هكذا وليس لي ان ازيد، ليس لي ان اتخطى عود الند والكل انتم حضور فيه، الا ان اقول : سلاما سلاما
فأنــــــــــــــــــــــــــــــم
عبق المدى شفق من خزف، أشد من ماس صلابة، وأسمك من حبر صوتها الذي يعلو،
تحياتي
مكارم
لمصر أم لربوع الشام؟, موسى أبو رياش / الأردن | 6 حزيران (يونيو) 2013 - 05:44 8
زيارة كريمة ورائعة لغزة... وكلنا يتوق لزيارة غزة وقبلها القدس وبقية الأراضي الفلسطينية... ولكن الموانع كثيرة.. والأمل بالله كبير أن يتحقق النصر وتتحرر فلسطين كل فلسطين قريباً بعون الله.
زيارة الأهل في غزة وتقديم العون لهم من خلال برامج عملية مميزة ونوعية أمر في غاية الأهمية، ويشعرهم بأن أهلهم لم ينسوهم بعد، وأنهم معهم ولم يتخلوا عنهم.
كل التحية للدكتور عدلي الهواري على هذه الزيارة الإنسانية الراقية.