عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

دنيا فاضل فيضي - العراق

الكتابة وهالة الإطراء


دنيا فيضيسيلُ التعليقات التي تتلقاها المواد والنصوص الكتابية هي بلا شك هدفٌ أساسي يخدم غاية النشر، وذلك لمنافع كتابيّة وأدبية ومن اجل تلقّي النقد الموضوعي والبنّاء وما يحلل النص ويظهر النواحي السلبية والإيجابية فيه.

المجاملات والإطراءات ذات الألوان الزاهية تُعطي جماليّة للنص، كباقة ورود تُزيّن بها سطور مواد النشر، ولكنّها في الوقت ذاته تحيطُ الكتّاب والمؤلفين بأضواء من أوصاف تملقيّة، خاصة اذا كانت دون تبريرٍ مُقنع، وعندها تتشكل هالة الإطراء التي ستبدو خلابة وجذّابة حقاً؛ ولكن من الخارج فقط.

الانتقادات للأخطاء اللغوية والنحويّة ضرورية حتى قبل تحليل النص؛ وإبداء الرأي بموضوعية النص أو منفعته امر في غاية الأهمية لأنه يعكس حضارة ذلك التجمع الثقافي سواء أكان في صحيفة أم مجلة أم موقع ما، وبالتالي يكون الإطراء أولى في الثناء على بعض التراكيب الوصفيّة الجميلة وإلقاء الضوء على حبكة الكلام، بل وإبرازه بين قوسين، اذا ما أخذنا بالاعتبار أن النص الأدبي هو كالعمل الفني والأغنية التي اذا أطربتنا قلنا "يا سلام!"

النقد المسيّر أو لغرض المحسوبيات والمنافع الماليّة والكتابيّة للأسف، يدفع بسير عجلة الفكر إلى الوراء تماماً. فاذا ما استعان الكتابُ والمؤلفون بجماعة محدودة من الأصحاب والمقربين في نقد كتاباتهم دون استشارة الخبراء والمحللّين ستصبح كتاباتهم مع مرور الوقت مكرّرة ورتيبة، وخالية من الإبداع.

الغرور الذي يُصيب الكاتب أشبه بمرض شائبة العين، يحجب بعضاً من الرؤيا ويحول دون الوضوح التام، والنقد البنّاء هو السبيل الوحيد لتقويم نظرهِ، أو نظرها، هذا إن حضر، وان لم يحضر فسيصيب العينين العمى التام.

والنقدُ على اختلاف صوره، وحتى إن كان مسيّساً أو مسيّرا، له منافع، أي حتى وان كان مُضراً (سواء بقصد أو بدون قصد) وكما القول المأثور "ربّ ضارةٍ نافعة"، فهو كالمصل الذي يحصّن الكاتبُ فيه بدنه وعلى مر السنين ضد الانجراف إلى ما تمليه عليه الأنا العليا من مآرب في كتابة كل شيء دون رقيبْ.

الناقدُ فنّان، سواء أكان محترفا أو مبتدئا، يرى نواحيَ يغفلُ عنها الكاتب أو المؤلف ويكشفها للجميع وعلى الملأ، وهنا تبرز ديموقراطية مشاركة الرأي والرأي الآخر.

ما يغفلُ عنه بعض الكتاب والمؤلفين والمحللين، هو ثقافة الموقع أو الصحيفة التي يرغبون النشر فيها. فإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن كل إصدار ثقافي يمثل فئة ثقافيّة وحضارية ربّما تختلف عن الأخرى من حيث العقليّة الأدبية أو السياسية، يكون كتابة ونشر ما هو غير مألوف ومتعارفٍ عليه في الموقع الثقافي المقصود غير لائق وبالتالي لن يتلقّى الدعم النّقدي الكافي.

تظهرُ بوادر عدم تلقّي النصوص الكتابية ردّ الفعل النقدي المُفترض حين تغيب التعليقات والآراء. عندها يكون سبب ذلك احدى الاحتمالات، إما أن النص غير جيّد، أو أنّ الكاتب غير مرحبٍ به، أو أن الموضوع ليس في مكانه الصحيح. في هذه الحالة تجب إعادة النظر وإعادة حسابات الكتابة وهي حالة صحيّة وباعثة على التجديد والبحث اكثر ناهيك عن إقرانها باستشارة خبير أدبي أو ناقد متمرّس.

إن العلاقة ما بين الكاتب والباحث والناقد والناشر والمعلّق غلاقة جدليّة، مطلبُها الانسياب التفهّمي والصريح بغض النظر عن الفئات والمناصب والانتماءات القوميّة والسياسية، والقارئ والمتلقي "الجيّد" باحثٌ وكاشفٌ للضوء المنبعث من النص الجيّد، والمُنتبه إلى هالة الإطراء موضوع المقالة. أمّا من يجيدُ قراءةَ ما بين السطور، فهو من يستحق الكتابة من أجله حقاً، وستكون تعليقاته أو تعليقاتها بلا شك، محط اهتمام الجميع.

D 25 تموز (يوليو) 2013     A دنيا فيضي     C 24 تعليقات

7 مشاركة منتدى

  • الاستاذة دنيا،
    مقالك هذا لامس وترا لطالما عزفت عليه، أنا هاوي الكتابة. فالبرغم من طلبي من الناس انتقاد نصوصي وتبيان نقاط القوة ونقاط الضعف في النص الا أنني لا زلت أتلقى تلكم الردود التي تمدح في بعض الاحيان الكاتب أكثر مما تمدح النص، وهي بلا شك تسعدني وتسعدني كثيرا. ولكن لدي بعض التساؤلات:
     كيف يمكننا دفع المعلقين لانتقاد النص؟
     كيف يمكن للانسان العادي ان يكون ناقدا؟ ربما بأن يبين كما قلت ما اثار اعجابه في النص؟
     بالنسبة لمتلقي الانتقاد، كيف يعرف ان كان هذا الانتقاد مسيسا متقصدا للتقليل من شأن النص، ام هو انتقاد فعلي يهدف لتعليم المُنتقد من اخطاءه؟


    • تحية طيبة والسلام عليكم، وفي البداية اشكر لكم مطالعتكم. يتطلب الامر استشارة خبراء حتى ان كان مقابل مبلغ مالي. معظم الطلاب يستشيرون اساتذتهم والموظفين يستشيرون المدراء وبعض الاحيان عبر مواقع الكترونية وهكذا. كيف يمكننا دفع القراء الى انتقاد النص، نطلب منهم ذلك في ملاحظة صغيرة او من خلال الإتصال المباشر. كيف يمكن ان نعرف ما اذا كان التعليق لغرض التملّق او التقليل من شان النص لغرض محاربة الكاتب؟ يمكننا ذلك من خلال تحليل الكلمات. تكون التعليقات انتقادية دون ابداء نقاط الضعف، او تملقيّة دون ابداء مواطن الجمال، وبعض الاحيان جماعية تهكميّة وفي الوقت نفسه. والسؤال الاول كيف يكون الانسان العادي ناقدا؟ القارئ العادي "هاوي" يخصص جزءا من وقته للقراءة، وممكن ان تكون ابسط تعليقاته ذات جدوى والكاتب الجيد يفهمها ويقرا ما بين السطور. على الصعيد الشخصي لطالما وجّهني الدكتور الهواري واعجز عن شكره على ذلك.

    • ومرة اخرى اشكرك استاذ محمد على مطالعتك واخيرا وليس اخرا اللقاءات الأدبية سواء في المقهى او الزيارات هي ارضية جيدة لاثارة جدليات الكتابة والنقد ومواطن الضعف والابداع في النص وكذلك الالتقاء بالشخيات الادبية ومحاولة الاستفادة منها وتبقى المطالعة الموجهة جيدا والرجوع الى قواعد اللغة العربية المفتاح الأكثر ملائمة لأقفال بحر اللغة العربية. شخصيا، احتجت قبل ايام الى قراءة اصول العدد والمعدود للتأكد من جملة قد كتبتها قبل نشرها. ارجو ان اكو قد اجبت جيّدا على الاسئلة وانا بصدد استشارة استاذ جامعي في اللغة العربية لدراسة نصوصي وانتقادها واتمنى من الجميع القيام بذلك. جزيل الشكر

    • عذراً لخطئين مطبعييّن ورِدا في تعليقي، "شخصيات" كانت الصاد مفقودة، و"اكون" كانت النون مفقودة. ورمضان كريم!

    • أشكرك أستاذة دنيا على هذا المقال المهم وعلى ردك المميز و الواضح، فعلا نحن نعاني من التعليقات الإنتقادية دون ابداء نقاط الضعف في معظم الأحيان. وهذا اجحاف بحق الكاتب، خاصة وأن عود الند لا تنشر إلا ماهو جيد بمقاييس معتدلة.
      النقد البناء والتشجيع بلا مبالغة هو ماحملني على مواصلة المشوار الكتابي.

      أشكر الدكتور محمد على تعليقه

      وكل عام والجميع بخير

    • وأنت بالف خير استاذة اشواق بالتوفيق دائما ان شاءالله واشكر الجميع على مطالعتهم ودمتم.

    • ليال فضيلة وايام مباركة الجميع" دينا قيضي حييت ومسالنور" قبل ان ادخل في مضمون الموضوع، ارفع للجميع ـ هدى الكناني، مهند النابلسي،مهند فودة، محمد التميمي واشواق ميلباري، جل الامتنان عما وضعوا من حروف على النقاط التي رسمت قران انامل النص بمعصم الكاتبة، بمعنى الجميع خط نشيج ليس بأطراء هو ولا بمديح، بل تقييم وتضمين لمحتوى الجوهر، ووقوف على مستوى المضمون نوعا كما، وهذا يقدم مؤشرا ان الكل مهر على ما قرأ وختم ببصمة على انه قاريء وليس بناقد ولا مراءي مدح وتطبيل، والشاهد القيم ان دينا الفيضي شهدت بوقوفها على نوع المداخلات ببعد عن التضادية وبمنأى عن التقابل بالالغاء، كالعارف بأن الدخول ها هنا رمز لثقافة الحرف والتثقف بالكلمة، ثم الاعتراف بخطأ "مطبعي" لا لغوي نحوي بفضيلة الاشارة وتلك حامدة عقبى، واسمحوا لي ان اشير لمثيل عنوان المقال وشاكل النص للكاتب مصطفى اللداوي تحت عنوان (ادب التعليق واصول التعقيب)

    • مسالنور الجميع" عودة ثانية لنراكم كما نسيم تحت اسفير الكلمة وفضاء المعنى، مداخلتي المرفوعة لشخصكم جميعا،فبعض الحقيقة مضاضة، وكثير من الحق مكروه، ان احيانا كثير من المداخلات تحت خانة الـ "التعليق، التعقيب،او الردود"تأتي من اعجاب بشخص الكاتبـ ، ة، من مدلول سماع لا عن دلالة عمق، كما الطبيب الشهير اسما لقبا لا المعروف شهرة مهنية اداءا وعملا، حتى بات هذا في الاعلام صرحا يروج لـ كم النشر لا لجودة المنشور،دفع بمقابل او لا،عنوان المقال وضع مفردة"الهالة" دليلا قيما حازما لما يعني المضمون جوهرا، فأحيانا عشوائيا نقرأ "تلميع" لاسم لا لمسمى، رغم بعض ان لم كثير من جزئيات الهون اوذرات ضعف النشيج،ولا نعني هنا ان سباكتنا عالية الكعب فاخمة الجودة، لكن فعلا هناك سذاجة يفترض الا تقولب مديحا واطراءا الا من بادرة التشجيع والتعضيد لتقيويم يأتي بتميز ... وعذرامع تمنيات

    • الكاتبة الفاضلة مكارم احييّك أنا لكتاباتك القيّمة وترنيماتك الذهبيّة التي أنارت افئدتنا وما زالت. اشكرك على المطالعة والتعليق وكلّي فخر بزيارتك، وأشكرك على الإشارة مقال اللداوي فقد كنت في أمسّ الحاجة لإستذكاره.

  • حقيقة يا أستاذ دنيا, الموضوع الذي طرحتيه في غاية الأهمية (النقد البناء) الذي طالمت بحثت عنه أنا شخصياً, صحيح أن اصدقائي والقراء لموضوعاتي طالما يبدون إعجابهم فيما أكتب بتعليقاتهم,وذلك بلا شك يسعدني إلا انه في ذات الوقت يلازمني دوماً الشك أنه ربما لا يكون أكثر من مجاملة منهم, أو لأنهم حقيقة غير متخصصين وليسوا سوى مجرد هواة للقراءة, وارائهم وتقييمهم لما أكتب قد لا تكون أراء موضوعية
    نحتاج ككتاب غير محترفين فعلاً إلى متخصص ينتقد ما نكتبه, يوجهنا, يقول لكل منا أصبت هنا, وبالغت في تلك, و كنت في تلك المعالجة سطحياً , سنسعد كثيراً بلا شك وخاصة ان كان نقداً بناءاً يهدف إلى الرفع من مستوى مانكتبه وليس على الملأ, من المؤكد أن للنقد آدابه وأصوله كما ذكرتِ, وجميعاً في حاجة لذلك الناقد ربما أكثر من حاجتنا لكلامات الاطراء والثناء.
    سعيد جداً بما كتبتِ (دون إطراء ومجاملة) ..سلمت يداكِ


    • أشكر مطالعتك، وأشكر تفاعلك استاذي الكريم.
      التعليق وابداء الرأي يحتاج الى وقت يخصصّه القارئ او الناقد، والكاتب بدوره يجب ان يكون قدْ طرح موضوعا قيّماً وملفتاً للنظر، ذا منافعَ ومدروس، كي يحظى بذلك التعليق. حين يكتمل النص بتعليقٍ بنّاء، يكون كل من الكاتب والقارئ قد تفاعلا سويةً لخدمة الثقافة بصورة عامة.

  • موضوع فائق الأهمية ونادرا ما تكتب فيه المقالات الصريحة المعبرة ، ولقد تجرأت الكاتبة الفذة لاقتحامه بموضوعية بلا مجاملات ومواربة ، وهي حقا تستحق الثناء والتقدير لملاحظاتها البارعة والتي بدت كعملية المنظار الجراحية التي ترصد بدقة الحالة الراهنة للعضو الانساني ، والحقيقة أن الكثير من التعليقات تصب في ما تسميه الكاتبة "هالة الاطراء " وتحوي كما كبيرا من المجاملة والاطراء الشخصي وتبتعد كثيرا عن التناول الموضوعي او لنقل الحرفي للعمل المكتوب ، مما يجعل أية ملاحظة نقدية تبدو نشازا وكانها تتعرض لصاحب العمل شخصيا ، وهذا مؤسف ونلاحظه بالكثير من تعليقات عود الند ، كما أن الغريب هو ان بعض هؤلاء اللذين يطلبون صراحة نقد اعمالهم يتحسسون كثيرا من الملاحظات النقدية ويتصدون للدفاع عنها وكأنها اعمالا ادبية خالدة ، أما فيما يتعلق بظاهرة ما يسمى كبار الكتاب فحدث ولا حرج ، وقد نجحت عود الند في كسر هيمنتهم .


    • نشكر مطالعتكم استاذنا الكريم النابلسي. واضح جداً تمكنكم من اللغة والطرح والنقد الموضوعي وهذا ما نفتخر به حقاً.
      بالفعل، مجلة عود الند منفردة من حيث الإسلوب والأهداف وهي ترسّخ مقومات اللغة العربية والنصوص الأدبية المتكاملة قبل درجة الكاتب او الكاتبة وبالتالي، تنتقي ما يُنشر وهو المطلوب. دمتم لنا وللمجلة.

    • تحية طيبة وشكرا لمطالعتكم استاذنا الكريم النابلسي. واضح جداً تمكنكم من اللغة العربية واسلوب المعالجة والنقد البنّاء وهذا ما نفتخر به حقاً. بالفعل، مجلة عود الند تنفرد بإنتقاء النصوص على اساس القياسات اللغويّة والأدبية الصحيحة. دمتم لنا وللمجلة.

  • سيدتي ،إنك في موضوعك لم تضعي النقاط على الحروف فقط ،بل وكأنك أضفت حتى الضمة والفتحة والشدّة ..الى آخرها من حركات اعرابية .
    كلماتك صريحة، واثقة ،واضحة جداً وما جعلها أكثر هيبة وصواباً ،تلك التشبيهات التي إستُخدِمت بحرفية (شائبة العين التي تمنع وضوح الرؤية )وكذلك (المصل الذي يحصّن الكاتب).
    انه حقا موضوعاً بعيد كل البعد عن الرتابة ، ذلك المرض الذي يصيب غالبية الموضوعات النقدية أو تلك التي تزوٍّد القاريء بالمعلومات .
    تحياتي


    • تحية طيبة استاذة هدى وشكرا عزيزتي للمطالعة. ما افرحني هو تفاعلكم مع المقال واستيعاب الرسالة التي يحملها، ومن الآن ستبدأ رحلة التعليقات الوصفيّة والأدبية والصريحة والتي ستضفي لونا راقيا اضافيّاً للمجلة، بل ستعكس ارضيّتنا اللغوية المتينة لأجيال قادمة اكثر متانة. شكرا مرة اخرى عزيزتي.

  • مقالة تستحق القراءة ليس مجاملة ولكنها حقيقة، وأعتقد أن النفس البشرية تبحث عن الإطراء وترتاح له وتنفر من النقد وتبتعد عنه، وما اجمل تلك النصائح والتوجيهات التي تكون نابعة بحق من فهم عميق للنص ومحاولة النهوض بالتجربة وإثراءها من خلال ما يقدمونه من نصح ومشورة، وما أكثر المجاملات التي كما قلت تسبب غشاوة تصيب الكاتب بالغرور ... رائع


  • طرح عميق استثنائي لموضوع جدلي حيث أصبحت المجاملات لشخص الكاتب تغرق الكاتب بالزهو والغرور وتتجاوز النص وهفواته مما قد يقوده لاستهلاك ذاته ومخزونة الابداعي بالتكرار والنمطية ، ويخلق لديه حالة استعلائية ! كما ان التركيز على الأخطاء اللغوية والمبالغة بعرضها أصبح اداة شرعية لدى البعض لاحباط الكتاب المبتدئين ولاستعراض العضلات اللغوية ، مع تجاهل مكونات النص وقيمته السردية الابداعية ..كما نلاحظ عدم التوازن فبعض النصوص المتواضعة تلقى ترحيبا ونقاشا واسعا ، بينما تجد محدودية بالتجاوب مع بعض النصوص والتحليلات والدراسات العميقة اللافتة ، وربما يعزى السبب للكسل الفكري والتقاعس عن القراءة النقدية الجادة ، اقدر كثيرا طروحات الكاتبة الجريئة هنا وتبني منبر عود الند لمثل هذه الكتابات الفريدة .


  • بدءا أشيد بالكاتبة لمعالجتها هذا الموضوع الذي يحتاج فعلا لإعادة نظر ...في أغلب الأحيان يأخذ التعليق منحى المجاملة التي تنصرف بالقارئ عن دوره الأساسي فيصبح "متملقا" وأرى أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى عدم توسله للآليات التي تمكنه من تشريح النص والكشف عن مكامن الجمال والخطابات المضمرة فتبدو قراءته أفقية و تعليقاته انطباعية هذا من ناحية ..إضافة إلى ذلك فللتلقي مستويات عديدة ..ربما ما نعيبه فعلا هو إحجام الناقد المتخصص عن الإدلاء برأيه في النتاج الأدبي وهذا ما يفسح المجال لطغيان ذلك الزخم من المجاملات خاصة في مجال الأدب التفاعلي ...تحياتي.


    • تحية طيبة استاذة شهرة. لقد وضعت يدك على جرح وصفته بـ"احجام الناقذ" عن الادلاء بنقده وهو وصف دقيق وموضوعي وكلنا امل ان تتظافر الجهود للنقد البناء شكرا للمطالعة عزيزتي.

    • تماما اوافقك الرأي فالعملية الابداعية تستند لثلاثة محاور : المبدع والنص والمتلقي ، كما تتجلى اللحظة الجمالية في ثلاث حالات : مايسبق الكتابة ، حقيقة النص ، والثالثة وهي لحظة التلقي لدى القارىء ، وهذه هي التي تضمن التفاعل والتحفيز والمشاركة ، تماما كأي منتج معين ، فتخيل منتجا لا يلقى الرواج ولا الاستهلاك ، حيث يصبح مصيره الفشل والاخفاق ...وكما تقول الكاتبة المتمكنة فأنت عندما توجه الاطراء لصاحب العمل متجاهلا محتويات النص فكأنك تمدح باستمرار شركة تويوتا لشهرتها مع أن سيارتك هي من نوع كيا الكورية ! وهذا ما يحدث كثيرا عندما يستجدي صاحب العمل الاطراء وينسى التركيز على ابداع نصوص جديدة ممتعة مثيرة للجدل كحالة مقالة دنيا فاضل الرائعة ، وربما يعزى ذلك ايضا لاهمال النقاد وانشغالهم بذواتهم والشللية المنغلقة على ذاتها ، حيث تضيع نصوص لافتة بلا تعليقات ، وربما ايضا لمحدودية الثقافة وافق المعرفة !

    • اشكرك استاذ محمد وتعقيبك وضّح لنا اصول التلقي التي يقترن نجاحها برواج النص او المقال وبالتالي كلما كان النص هادفا كلما زاد رواجه. اشكرك مرة اخرى ودمت.

في العدد نفسه

كلمة العدد 86: عن القانون واستقلال القضاء

تهنئة برمضان والعيد

الإيقاع في شعر الحمداني

اتجاهات فكرية في النظرية النسوية

بحث: جماعة الإخوان المسلمين ...