هل أفادتني جائحة كورونا بما يكفي لأكتب حول فائدتها العظيمة؟ أو هل أضرتني الجائحة لأكتب فيها أيضا؟
ربما كنت شخصا من كثيرين لم يتأثروا كثيرا بالظروف الطارئة لعدة أسباب، منها أنني بطبيعتي منعزل، فلم أشعر كثيرا إلى حد القلق أن لها أثرا سلبيا أم إيجابيا عليّ. أنا شخص بطبيعتي لا أشارك في شيء من أمور المجتمع، حتى الصلوات الجامعة؛ العيدين وصلاة الجمعة لا أذهب إليها، مع أنني أواظب على الصلاة منذ سن العاشرة.
لعل ما أفادتني به كورونا، وأنا هنا أحب أن أعاملها معاملة المؤنث، لا أدري لماذا، ولكنها (…)
الغلاف > المفاتيح > عود الند > عدد خاص 3 (5/2020): كتابات من زمن كورونا
عدد خاص 3 (5/2020): كتابات من زمن كورونا
المقالات
-
كورونا وإعادة بناء لغة العالم وتفكيره
27 نيسان (أبريل) 2020, ::::: فراس حج محمد -
رسالة في زمن كورونا
27 نيسان (أبريل) 2020, ::::: زكي شيرخانالاثنين، 20 نيسان 2020
والدي العزيز
آثرت أن أكتب لك رسالة لأنك من جيل ما زال خط اليد له قيمته عندهم. وأنا أكتب بنفس قلم الحبر الفضي الذي أهديتني إياه يوم التحقت بالجامعة، والذي ما زال بحالة جيدة. سؤال لم أوجهه لك يومها: "هل أهديتني إياه لأني أنهيت مرحلة دراسية وبدأتُ أخرى، أم لأنك اعتقدت أني أتقنت فنون الخط العربي الذي أجهدتَ نفسك في تعليمي إياها وأتعبتني؟"
فجأة خطر في بالي أن أكتب لك. لم أتردد. لن أقيّد قلمي في خط ما يعتمل في داخلي.
لم استوعب، وما زلتُ، إجباري على دراسة الطب حيث (…) -
تأمّلات في زمن الكورونا
27 نيسان (أبريل) 2020, ::::: نجود الربيعييسعى الإنسانُ طوال حياته لنيلِ الحريةِ. وكلّما وصلَ إلى نهايةٍ، خابَ أملهُ في الظفرِ بها، فيعود بإرادةٍ أقوى لاهثاً يبحثُ عنها ويكسّرُ كلّ القيود. حتّى حانتِ اللحظة التي جاءت من كائنٍ غير مرئيّ، بل لا يُرى إلا من خلالِ أجهزةِ المكرسكوب شديدة الدقة ليشلّ حركةَ الحياة ولتُشَلَ بعدها حركةُ الإنسانِ مع كلّ ما يصحبها من لهوٍ وصخَبٍ وضجّةٍ وتعبٍ.
حوّلَ الفايروس الحياةَ إلى جمادٍ وأصبح كلّ شيء من دون حركة. أزهقَ أرواحَ الآلاف دونَ أن يفرّقَ بين كبيرٍ وصغيرٍ، شابّ أو شابة، رجل أو امرأة، وكأنّه (…) -
كورونا: من يومياتي وملاحظاتي
27 نيسان (أبريل) 2020, ::::: فنار عبد الغنيمات جيراني
مات جاري، هكذا دون أن يعاني من أي مرض. أسلم الروح إلى بارئها بكل هدوء. لم يثر موته أي ضجة كما هي العادة. ولم نعرف سبب موته حتى الساعة. علمت بالخبر من جارتي التي تسكن الطابق العلوي في نفس المبنى حيث أسكن أنا في الطابق الأرضي. كان الصباح في ساعاته الأولى عندما سمعت صوت جارتي وهي تنزل الدرج، ففتحت الباب ظناً مني أنها في طريقها إلى السوق، وهممت أن أطلب منها جلب بعض الخضار الطازج لي. لكنها فاجأتني بالخبر: "مات فرحات فجر اليوم".
تنهدت بعمق وهي تحمل سيجارتها وأضافت بصوت خافت: "أنا في (…) -
أيّام الكرنتينة
27 نيسان (أبريل) 2020, ::::: أصيل الشابيلم تعد الحياة عاديّة منذ أن انتشر وباء كرونا، هناك حالة طوارئ تشمل الجميع. لم أتخيّل ولو للحظة واحدة، أنّني سأحيا حالة شبيهة بما نحياه اليوم، ها هي الحياة الجماعيّة تتراجع بشكل غريب، لا يُمكنني في ظلّ الحجر الصحّي الذي تفرضه الدولة أن أتنقّل بحريّة بين مدينة وأخرى أو في مدينتي ذاتها، وأصبحت أشاهد بأمّ عيني سيّارة الشرطة تجوب الشارع محذّرة من الخروج إلى الشّارع.
لن أنسى مشهد سيّارة الشرطة ذات عشيّة متبوعةً بمركبة عسكريّة لمراقبة تطبيق حظر التجوّل الذي يمتدّ من السادسة مساء إلى السادسة (…)