في مساء ليلة شتوية ماطرة زادت فيها الرياح العاتية حاملة معها قطرات المطر تدفع بها أينما تحب نثرته على أقرب زجاج شرفة مقابلة لها والقمر يلوح في الأفق نضيا لامعا كأن السماء غسلته بمياهها الطاهرة.
عبر الشرفة جلست فتاة في ربيع عمرها الوردي على كرسيها المتأرجح تنظر إلى القمر وهو يغتسل بماء المطر وأثناء ذلك حيث القمر والمطر والمدفئة والكرسي المتأرجح يتسنى لسلطان النوم أن يبسط جناحيه على الإنسان بسهولة فاستسلمت الفتاة له وغفت حتى تعمقت في النوم وبدأ يداعبها حلم جميل.
وجدت نفسها في بستان مليء (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
إشراقة حياة في غمرات الأحلام
1 نيسان (أبريل) 2010, ::::: أسماء حمدي -
بـدائـيـة نـاصـعــة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2009, ::::: هيام ضمرةمثل أيام سابقات، يحمل نهاية يوم الدوام الحافل بالعمل بقايا أثقال موهنة، وقد نال العقل ما ناله من إجهاد، لا يألو يحصر تركيزه في قضايا انتشال الحياة الإنسانية من براثن المحن ومقارعة الأمراض، يصيب خلايا الجسم بكلل تتناقله الخلايا العصبية ليعم كامل الجسد ويصاب بما يشبه التراخي المنضوض.
ما أن تلقفتني جدران غرفة نومي وحررت أزرار قميصي المعبأ بإرهاق يوم حافل من الإنجاز، وما أن فككتُ عن وسطي قيد الحزام، حتى تمددت شعبي الهوائية مع سحبي جرعة عالية من الهواء عبأت تجويف صدري، ثم زفرت بقاياه دون (…) -
غفلةُ النسيان
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: هيام ضمرةكانتْ مُفعمةً بالاهتمام، فيما تنهمكُ بحوارٍ مُشوِّق مع زميلاتِها حول مسألة التشبث بالمبدأ، على مائدةِ الغداء في مطعم الفندق ذي الخمسة نجوم، عقبَ انتهاءِ جلسات المرحلة الصباحية مِنْ أعمالِ المؤتمر، فيما الحوارات على المناضدِ الأخرى، تشكِّلُ بأصواتِ شاغليها رجالاً ونساء، هسيساً عالياً نوعاً، يشبهُ إلى حدٍ كبير جاروشة الحبوب، هو في العادةِ هذا حالُ المكان الذي يَجْمعُ جُموعاً مِنَّ البشر المناوحين للآراء المختلفة، ويشتدُ بهم وطيس النقاش. لكنها لاحظتْ عينين تتعمدا تركيزَ نظرهما نحوها، وما عادتْ (…)
-
الرّحيل إلى تخوم الجنون
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: فتحي العكرميبعينين تجمّعان الحزن وبوجنتين خطّ عليهما الزّمان وشم الصّبر كانت تخفي تفاصيل فجيعتها، تتدثّر بألم حفر جروحا في روحها وتلفّ جسدها بثياب قديمة مرقّعة، قدماها حافيتان وعلى كتفيها ينساب شَعر رماديّ مجعّد.
تقضّي وقتها على تخوم الحياة غارقة في الصّمت ترجّها الوحدة. هي الحزينة وسط اليتامى والشّريدة على حافّة كل القبائل، تسير مسرعة كأنّها مُطاردة تمتدّ خطواتها تبحث عن مكان يقيها من غربة تلاحقها.
نشأت في عائلة فقيرة وزوّجوها من شيخ قبل أن تُكمل فرحها الطفوليّ، يوقظها باكرا فتقضّي يومها تلبّي (…) -
جزيرة أحلامي
1 أيار (مايو) 2011, ::::: رحاب مليباريرسمت أحلامي كجزيرة خضراء هادئة، تسمع فيها أنغام طيور تغرد ألحانا رائعة، وتسقي أنهار الحب فيها ما حولها فتزهر وروداَ ذات ألوان زاهية، ركبت سفينتي الصغيرة محاولةَ الإبحار نحو جزيرة أحلامي، كنت مرتاحة البال فقد كنت في طريقي نحو جنتي الدنيوية، وكنت أنظر إلى هدفي وقد ارتسمت على شفتي ابتسامة شوق هادئة، فكم كنت أتشوق لملاقاة أحلامي على جزيرتي الملائكية.
أغمضت عيني وأخذت أدير عجلة خيالي، فقد كنت أتخيل اللحظة التي ستعانقني فيها أحلامي، وأتساءل: هل ستتسابق دموعي مصافحة وجنتي لتهنئني على فوزي بما (…) -
نظرات متقاطعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: أحمد عبد الجليلصليت العشاء على عجل، ثم هرعت نحو خزانة ملابسي، أنتقي من ثيابي أجمل ما اشتريت من محال بلدنا، أدعو الله في سري ألا يغير رأيه في اللحظات الأخيرة، أعرف أنه لم يوافق إلا على مضض على اصطحابي معه إلى ذلك المطعم المكشوف، المقابل للفندق الذي نقيم فيه، وبعد إلحاح لم يعتده مني منذ زواجنا قبل أكثر من عام، ظل يرقب عن كثب ثوبي الطويل غامق اللون، ما أتزين به من مصاغ ثمين، وكذلك مكياجي الخفيف، الذي يكاد لا يلحظ، عسى أن يجد ما يؤنبني عليه بشراسة تجبرني على إغماض عيني بقوة لئلا تطفر من إحداهما دمعة قد تثير (…)
-
منازلة
1 أيلول (سبتمبر) 2017, ::::: زكي شيرخان"لَمْ تسألني لِمَ فعلتُ ذلك؟"
وبدون أن يتردد، وكمن كان يتوقع مثل هذا السؤال، كانت إجابته حاضرة: "مثلك لا يُسأل".
مط شفته السفلى أكثر مما هي متدلية، مما زاد من قبح فمه. أدرك بدون عناء ذهني، أنه لم يفهم قصده، فاستدرك: "أأدركتَ معنى إجابتي؟"
بدا وكأنه أمام مسألة رياضية عويصة الحل على تلميذ بليد. ارتسمت على وجهه إمارات الحيرة والذهول. نظر إليه بعينين شع منهما زهو الاستخفاف به، فأضاف:
"يفترض بمن كان بمثل سنك أن يكون قد أدرك الخطأ والصواب، وأن تكون له، أيضا، الإرادة في اتخاذ قراره، وله (…) -
الطاولة
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: هويدا سليمأكثر من عشرين عاما وها هي في مكانها، لم تتزحزح قيد أنملة ولم يتغير شكلها، غاب من غاب بسبب السفر المؤقت في بلدان العالم أو السفر النهائي من الدنيا، ولكنها هي ظلت في مكانها هكذا، وكأن قوانين الزمن لا تنطبق عليها ولا تطالها، أو كأن الزمان نسيها. ابتسم هامسا لنفسه: أو علها تعيش خارج إطار الزمن.
سرح بخواطره قليلا تذكر ليلة شراء هذه الطاولة القابعة أمامه الآن بثباتها العجيب، شعر كأن ذلك كان بالأمس وليس قبل نيف وعشرين عاما، لعن ذلك اليوم الذي امتلك فيه هذه الطاولة التي صارت جزءاً منه هي وطقم (…) -
بقايا جثة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: فريدة إبراهيم بن موسىكما لو أن الزمن يمر بطيئا هذه الليلة، تظل مزروعا على حافة الوقت المتآكل، كقطعة حديد مهملة في ركن من الحديقة. صدأ الجسد يكورك كومة حلم غير قابل للتأجيل. تراقب جحافلهم تقتحم خلوتك، ثم تجر جسدك، وتجعلك تركض ما قدر لك من العمر، خلف حلم موشوم بخدوش أظافرهم. الآن تنتعل ما تبقى من جروح حلم، لتبحث لك عن مكان يكمل نقصك.
وعبثا تحاول أن تمحو تلك الخدوش بريشة ألوانك الليلكية، وقبل انتصاف حزنك على قارعة الأرصفة التي عبدوها، بنتوءات أجساد صدئة، للحالمين الذين مروا قبلك في هذا الدرب، وأسالوا جرح ألوانهم (…) -
حلم مسروق
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: زهرة يبرمحي قصديري بائس يجثم على مساحة أرضية قد أصبحت موقعا لبداية مشروع عمراني جديد. عشرات الأكواخ المشيدة بفوضوية لا تزال تحتل الموقع منتظرة دورها في الهدم، وساكنوها معلقة قلوبهم بأمل الترحيل إلى مساكن جديدة تليق بآدميتهم على هذا الكوكب.
في هذا المكان الغارق في الظلام، إلا من قمر قد التهم ظل الأرض معظم قرصه، يوجد كوخ مضاء ببعض الشموع بعد أن فصل عنه خيط الكهرباء الذي كان يصله من إحدى المباني القريبة. إنه كوخ العم منوّر وابنته مايا.
الابنة مايا لا تعمل هذا المساء، فهي عاملة بإحدى المستشفيات ليلا. (…)