"وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع، حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد"
ربما كان الأمر كذلك كما قال محمد الماغوط، لكنني لست فقيرة، مع ذلك أشاركهم هذا العذاب في كل يوم.
الأمر ببساطة ، أنني طالبة جامعة. أهجر سريري في الخامسة فجرا وقد ألتقيه في الثانية صباحا .نوع من العذاب.
وأحمل معي فطوري لألتهمه في مطعم الجامعة أو على أحد المصاطب فيها ملفوفا بكيس من الورق أو النايلون، لا يهم، باردا على الأغلب، مع قدح من الشاي من أحد الأكشاك المهملة. هناك أتجرعه مجبرة. نوع آخر من العذاب.
أتصدقون أني (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
شيء من العذاب
1 آذار (مارس) 2017, ::::: محسن الغالبي -
نقد بناء: قصص قصيرة
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: ضياء الشرقاوي, محمد السعودييسر "عود الند" أن تنشر ثلاثا من القصص القصيرة جدا ضمن باب نقد بناء الهادف إلى تشجيع الكاتبات والكتاب الجدد من خلال تقديم نقد بناء لنصوصهم.
القصص من تأليف ضياء الشرقاوي، وهو كاتب من مصر مقيم في أستراليا.
قيم القصص د. محمد سليمان السعودي، مدير مركز اللغات ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية (الأردن).
ونعتذر عن عدم استقبال نصوص جديدة للتقييم. النصوص التي أرسلت وقبلت سوف تـنشر.
ظلال عدنان العقلة
المشرفة على باب نقد بناء
النصوص
ضياء الشرقاوي
الزهور (…) -
ســر وثـعــالــب
1 نيسان (أبريل) 2010, ::::: بشير عمري=1=
فاجأني بعدما كشفت له لأول مرة عن موطني بأغرب سؤال سمعته وأنا أودعه مع أول صيحة لديك الجيران:
"ما رأيك في بلد بلا ثعالب؟"
"بلد بلا ثعالب، بلد بلا نفط."
أصعب ما في الإنسان غموضه، وأصعب منه تعابير لحم وجه الراقصة، إذ ولم أهتد لفهم سبب ابتسامة الرجل لما أجبته، أسخرية من إجابتي التي لم تكن طبعا أقل غرابة من سؤاله؟ أم من لون بشرتي؟ فهو يراني إذ أحدثه عبر شاشة الكمبيوتر فالأكيد ليس من الطاقية البيضاء التي أضعها على رأسي، ثم قال لي:
"إنها ثروة لكن نسر المحيط الأطلسي الذهبي خطر عليها (…) -
الباحث
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: زكي شيرخانالسير الطويل أعياه. طاف الشوارع والأزقة والحارات. تطلع إلى الجدران والشبابيك ووجوه البشر. في مسيره شم ما زكم أنفه من الروائح. بلا هدى كان يسير وظن أن قد يهديه سيره إلى ما يجّد بحثا عنه.
لم يعد يعرف كم مضى عليه منذ بدأت خطواته تجره إلى اللامكان. توقف مرات عديدة أمام أماكن كان يتطلع إليها ولكنه لم يلجها وبقي يسير بمحاذاتها. أغراه بعضها ولكنه نازع نفسه رغباتها بالدخول إليها.
وجد نفسه أمام جامع لفت انتباهه كبره، وعلو مئذنته، وكثرة زخارف قبته. وجد الباب مفتوحا فدخل. لم يفكر ولم يقاوم. ترك (…) -
الحياة هنا ممكنة
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: غانية الوناسلا أَقول: الحياة بعيدا هناك حقيقيَّة
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول: الحياة، هنا ممكنةْ
(الشاعر محمود درويش)
مشط أطرافَ شعري الباقية، تلقفها بأصابعك خصلة خصلة، تذكر لونها جيدا، سأغدو بعد أيام بدونه. أحببته دائما بلون أشقر، سأحتفظ به في قلبي وذاكرتي، سأذكر دائما بأني كنتُ ذات يوم جميلة جدا بشعر طويل، وأنت هل ستذكر؟ سميح هل ستذكر ذلك؟ هل ستذكر كل تلك الأشياء الجميلة التي جمعتنا لسنوات مضت؟
أنا آسفة جدا، لأني لن أستطيع منحك ذكريات أخرى، ليس بإمكاني أن أصنع من أجلك فرحا تلمسه بيديك، (…) -
ثلاث قصص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: محمد التميميسمراء
تمددت أمامه بشعر أصفر ذهبي كسنابل قمح حان حصادها، وعيون زرق كسماء صافية في يوم مشمس، أبرزت له مفاتنها وسألته بلغة أجنبية وبلهجة متكبرة: "أتحبني؟"
تبسم مشفقا عليها وقال بلغة عربية فصيحة:
عيون المها بين (الرصيفة) والجسر --- جلبن لي الهوى من حيث أدري ولا أدري (*)
ثم قال لها بلغتها: "لن تفهمي ما أقصد، ولكن قلبي أسير سمراء الوجه، ذات العيون السود، لقد أحببتها ولن أنساها".
سألته مستنكرة: "أهي أجمل مني؟"
لم يستطع أن يكتم ضحكته، فخرجت عالية مدوية وقال لها: "نعم أنت جميلة، ولكنها (…) -
بقرة حسين
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: عبد الحميد صيامتجمعت النساء في وسط الحارة مع ساعات الغروب. عشرون امرأة أو أكثر ومعهن أطفالهن. الليلة سيتوجهن إلى مقام سيدي «الدوير» يتضرعن إلى الله لعله ينزل غيثه على الأرض العطشى. القناعة لدى أهل القرية أن أهازيج الاستسقاء والدعاء في مقام سيدنا «الدوير» جنوبي القرية مستجاب بوجود الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذا الجفاف والقحل والمحل الذي يهدد الزرع والشجر والموسم الزراعي بكامله.
مر شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط «الخبّاط الذي يحل البقر من الرباط» دون نقطة مطر واحدة. بدأت سيقان الزرع في أوائل آذار (…) -
موجة أخيرة لغزة
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: هبة محمد الأغامنذ وقت طويل لم أكتب لغزة، كانت تسكن في الغياب أكثر، وحين عدتُ إليها، تشبعت منها، تشبعت من الحضور المبالغ فيه، لكنني كلما أذهب للكتابة عن أي مدينة أخرى، أجدني أعود إلى غزة.
الصبية الحنطية التي تقف على شاطئ البحر، العصبية دائماً، المجنونة أكثر أوقاتها، العاشقة في لحظات الرحيل. إنها المكابرة حتى حين يعترف لها العشاق، ويرسمون على رملها الساخن قلوباً وهمية، ورسائل يرمونها في عرض البحر.
إنكِ تبعثرين كل شيء، تبعثرين حقائبنا المدرسية ونحن نطوي المسافات بين مدرستنا وبينك، تبعثرين كتبنا ودفاترنا (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
لا أنـام
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: فنار عبد الغنيوجدت نفسي مندفعا في الجري، أجوب الشوارع المتأججة من الشمس، بعد أن نجوت بأعجوبة من تلك المركبات الفضائية العملاقة التي اجتاحت سماء الأزقة، ونفثت غضبها على ساكنيها واقتادتهم عراة، ثم حلّقت فوق الأبراج، وألقت بكائنات حديدية عليها التي أخذت تتسلقها بخفة، مثيرة الرعب في قلوب الجميع، بعد أن صهرت نيرانها الحرس وحولتهم إلى أشياء مشتعلة، ثم استولوا على قصر المدينة العريق، ولم يدمروه، ولم يلوثوا حدائقه الغنّاء بعد أن فُتحت لهم أبوابه العظيمة. كل هذا حدث ساعة الظهيرة.
لم أدرِ كيف تمكنت من الهرب، (…)