تقديم: إنّها حروفٌ مبعثرةٌ في زوايا قُلوبنا الهشّة، إنّها نفسُ الأحلامِ والخيباتِ الّتي نتشاركُ بها جميعاً، جمعتها هنا لعلّها تصلُ إلى حيثُ مقدّرٌ لها الوصولُ ذاتَ يومْ.
تهنئةٌ متأخرة
كلّ عامٍ وخيبتِي بكَ تتجدّد، كلّ عامٍ والوجعُ الّذي زرعتَهُ يوماً ينبتُ ويُزهرُ أشواكاً مغروسةً في دربِي، كلّ عامٍ ودهْشتِي برحيلكَ تفـوقُ كلّ أمنيات الأعياد، كلّ عامٍ وضميركَ يؤنّبُـك كما تستحقّ وأكثر، كلّ عامٍ وزينةُ أعيادِي دمُوعٌ أثثتَ بها حياتِي بعدك، كلّ عامٍ وأنتَ الوجعُ نفسهْ يتكرر.
أنا لنْ أهنئك (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
أحلامٌ هشّة ونصوص أخرى
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: غانية الوناس -
غربال
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: طه بونينيكانوا يحقِرونه ولا يؤهّلونه لاحتلال أي مرتبة فضلا عن القدوم في طليعة الفائزين. كان "غُربال" جوادا عربيا أصيلا نحيلا أفحم، برأسه الصغير ورقبته الطويلة وعضلاته الضامرة البارزة وكأنّ الريح قد نَحَتها من العظم. هيئته المتواضعة لا تشجّع على الرهان عليه في سباق أو الاتكال عليه في حفلات "الفانتازيا" التي تقام في عدة مناطق وقد ظلّت من التقاليد الشعبية الجزائرية.
لا أعرفُ قِصّةَ اسمِه الغريب "غُربال" فقد كان يحمله حين اشتريتُه، لكنّه بلا شكّ مرادف لسنوات الخير والعطاء في حياتي. صادفتُه أوّل مرّة (…) -
رجل بين أوراقي
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: زهرة يبرمصوت كسر زجاج أخرجني من كابوسي، ففتحت عيني مع قفزة. كانت الغرفة غارقة في الظلام والمطر يصفع النوافذ. اعتدلت بمشقة، وشعرت بجفاف في حلقي. كنت محمومة ومبللة عرقا. أتنفس بصعوبة لكنني لا أزال حية.
العاصفة في الخارج مجنونة، والمنزل تحت نيران البرق يشبه منارة وسط العاصفة، وأنا أسيرة الفراش، وصخب يعم الطابق السفلي. أسمع بوضوح الكراسي تُدفع والستائر الخشبية تَصفَع الحائط بعنف. يرتطم شيء بالأرض. يبدو أنها فازة الكريستال التي تتوسط طاولة السفرة. من يا ترى؟
تحاملت على نفسي وقمت من فراشي بصعوبة أتوكأ (…) -
الحديقة المهجورة
1 آذار (مارس) 2018, ::::: فنار عبد الغنيهاربة تعدو وسط السعير المدوي، النافث لحممه على رؤوس المارة من العمال الكادحين القافلين من أشغالهم للتو، وعلى من ساءت حظوظهم وفرضت عليهم المشي في هذا القيظ، على المتواجدين هنا على الشارع كضحايا الحروب الذين أرغمهم الأعداء على المكوث تحت سياط الشمس.
أصوات الباعة المكتظين فوق الرصيف، تلح عليها دون كلل بالشراء. كل يوم يثيرون استغرابها أكثر فأكثر بإلحاحهم المتواصل عليها رغم أنهم ألفوا وجهها جيّدا. تنظر إلى أصناف وألوان الفاكهة الشهية المغرية، تمسح يدها بلطف على معدتها الخاوية، تهدهد ألمها، ثم (…) -
شيء من حتى (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصدخلت شابة مبنى دائرة جوازات السفر، واتجهت إلى إحدى نوافذ استقبال مقدمي الطلبات، وفتحت شنطة وأخرجت منها أوراقا، أرفق مع بعضها صور ملونة. قدمت الأوراق إلى الموظف، فبدأ يقلبها ليتأكد أنها كاملة، ثم بدأ يراجع المعلومات الواردة في الطلب ليتأكد من وضوحها واكتمالها. رفع الموظف رأسه وسأل:
"عفوا، هل الاسم الكريم مـنـى أم جـنـى؟"
"لا هذا ولا ذاك"، ردت الشابة، "إنه حـتّى."
"حتى كما في الأغنية التي تقول "حتى فساتيني التي أهملتها؟" سأل الموظف وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة.
"نعم، ومثل حتى أنت (…) -
النافذة المغلقة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيأشعر كأن عاصفة تهب في أعماقي، تدفعني لأن أنبش كل ما خبأته في زوايا الذاكرة، ولأعاين كل تلك التفاصيل الصغيرة التي ساهمت في رسم فسيفساء عمر أوشكت شمسه على المغيب.
وباتت تلح على مخيلتي تلك النافذة التي كانت تتوسط الجدار الكبير في غرفة معيشتنا، والتي كانت على الدوام تشكل أهم ملمح تحتفظ به ذاكرتي لتلك الغرفة، فكم اتكأت أمي على حافتها لتحادث جارتنا، أو لتستقبل ضيوفها حتى قبل أن يطرقوا بابنا.
ومن خلال تلك النافذة تعرفت على العالم المحيط بي، رأيت السماء وراقبت أسراب السنونو المهاجرة وسلمت على (…) -
أعتذر من غراديفا
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: فنار عبد الغنيلا زلت أبحث عن غراديفا. أبحث عنها بحرقة تكتويني، ورغم الكدر الذي أشعر به كلما ارتسمت صورة وجهها الأخيرة وهي تهرب مني، فإنني عازمة على البحث عنها بدأب لأقدم لها خالص اعتذاراتي.
أتخيل بصدق الموقف الذي سيجمعني بها عندما سأجدها. سوف أخفض رأسي المثقل بالخجل منها، سوف أذرف دموعا غزيرة ومكتومة، وأتصور أن صوتي سوف يغوص في ذاتي، ولن يجرأ على الخروج وحمل أي كلمة أو همسة.
لا أذكر أنني عشت موقفا مشابها، يعتصر كلي الخجل. ولكيلا أحمل نفسي فوق طاقتها، أوتـتحول ذكراها إلى سجن يعتقل عقلي ويمنعني من (…) -
الزمن الملغوم
25 أيار (مايو) 2015, ::::: خيرة جليلهذا بستان الحياة اليانعة، أحاطوه بأسلاك الخذلان والتواطؤ الشائكة. من يجرأ على سرقة تفاحة الأحلام في مقتبل العمر. جميع الجرائم في حق الإنسانية مباحة إلا الحلم بغد جميل وسرير مريح.
هي تعلم أنه يشحن بطارية إبداعه من لعب مسرحية العشق الممنوع، وهو يعلم أنها من فصيلة الحرباء الانتهازية، تقتنص كل فرصة للارتقاء الاجتماعي المسعور.
كل واحد منهما يراهن على فرس جامحة تزيد انتشاء كلما ركضت بالممرات الضيقة ومنعرجات الحياة لتسابق النذالة.
هو يقول:
كم هي لئيمة هذه المرأة حين راهنت على أحمر شفاه فاقع (…) -
لا أنـام
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: فنار عبد الغنيوجدت نفسي مندفعا في الجري، أجوب الشوارع المتأججة من الشمس، بعد أن نجوت بأعجوبة من تلك المركبات الفضائية العملاقة التي اجتاحت سماء الأزقة، ونفثت غضبها على ساكنيها واقتادتهم عراة، ثم حلّقت فوق الأبراج، وألقت بكائنات حديدية عليها التي أخذت تتسلقها بخفة، مثيرة الرعب في قلوب الجميع، بعد أن صهرت نيرانها الحرس وحولتهم إلى أشياء مشتعلة، ثم استولوا على قصر المدينة العريق، ولم يدمروه، ولم يلوثوا حدائقه الغنّاء بعد أن فُتحت لهم أبوابه العظيمة. كل هذا حدث ساعة الظهيرة.
لم أدرِ كيف تمكنت من الهرب، (…) -
أختي العزيزة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: سيف الدين مساعدةأختي العزيزة
كان عليكِ أن تري أخاكِ هذا المساء يتدحرجُ فوقَ أسفلت الشوارعِ بمعطفهِ الأسود مثل حبةِ إسفلتٍ نفرت من مكانها لتدوس غيرها بدلَ أن تُداس.
أقطعُ الأرصفة الملونة مثل رقعة الشطرنج جُندياً، خُطوةً خُطوةً للأمام، حيثُ لا مكان للتراجع. أميلُ مثل حصانٍ على شكل حرف (L) إذا تنشقتُ ياسمينةً في الجوار، و أقطعُ الشوارعَ قُطرياً إذا مرت فتاةٌ جميلة في الاتجاه المُعاكس.
أنا ملك الشوارع والشوارع لا تبالي بكثرةٍ من يدعون حقهم في عرشها.
قبل ليلتين أو أكثر وصلتني رسالة منك تقولين فيها: "أنا (…)