وقفته أمام المتجر تذكره بهاجسه.
الآن يستطيع أن يزعم، أمام نفسه على الأقل، بأن هذا المتجر المرابط منذ سنين أمام "دوار فراس" يقع في قلب المنطقة التجارية لجبل الحسين، الذي ما يزال قلب العاصمة عمان. ومع أنها تمطت ومدت ذراعيها وساقيها في وجه الأفق الدائري كله، وافترشت لجسدها الشرق والغرب والجبل والوادي والسهل والوعر إلا أنه يراها تقبع أيضا في قلب الأردن.
وربما جزم، لنفسه على الأقل، بأن الأردن يراوح بشكل ما كبندول الساعة في قلب العالم العربي. وبشكل ما أيضا يرى وطنه العربي مركز الصليب في (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
هاجس
1 أيار (مايو) 2009, ::::: نعيم الغول -
جزيرة أحلامي
1 أيار (مايو) 2011, ::::: رحاب مليباريرسمت أحلامي كجزيرة خضراء هادئة، تسمع فيها أنغام طيور تغرد ألحانا رائعة، وتسقي أنهار الحب فيها ما حولها فتزهر وروداَ ذات ألوان زاهية، ركبت سفينتي الصغيرة محاولةَ الإبحار نحو جزيرة أحلامي، كنت مرتاحة البال فقد كنت في طريقي نحو جنتي الدنيوية، وكنت أنظر إلى هدفي وقد ارتسمت على شفتي ابتسامة شوق هادئة، فكم كنت أتشوق لملاقاة أحلامي على جزيرتي الملائكية.
أغمضت عيني وأخذت أدير عجلة خيالي، فقد كنت أتخيل اللحظة التي ستعانقني فيها أحلامي، وأتساءل: هل ستتسابق دموعي مصافحة وجنتي لتهنئني على فوزي بما (…) -
مهمة صحفية
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: نازك ضمرةطال الحديث عن عدم نظافة الشواطئ، وأثر ذلك على الأسماك التي يتغذى بها الإنسان، وعن عدم تنظيم الصيد. وكأننا نسينا ما نحن ذاهبون له. قال السائق: = "ما زلت أشعر بالحر برغم برودة مكيف السيارة، فهلا برَد جسم كل منكم وروحه؟"
تتردد أصداء الموسيقى مضخمة الصوت، انتقلت أصابع السائق تعبث بمنظم الصوت تقوية وتفخيما، ترقيقا وموازنة، تبدو الراحة النفسية على الصحفية، فتسارع بفتح علبة شرابها، وتلصق فتحتها بشفتيها في شغف، أما رفيقتنا الأخرى ما زالت أناملها تداعب العلبة، تتحسس برودتها، تقلبها ثم تلف سبابتها (…) -
حين ينبت الشر في السباسب العليا
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: لطفي بنصرتقطع أربع دقائق يوميا في اتجاه المقهى وتجلس ووجهك مسكون بنظرات المحيطين بك، والأحلام الضائعة تطاردك. عيناك تسافران إلى هناك حيث الشغل والمال والكرامة. الكل يعرف حكايتك. إنك عاطل عن العمل. ما ذنبك؟ ما ذنب السنين تلك الطويلة التي قضيتها خلف أسوار الجامعة، واليوم تتحطم وتتوارى وتنساب في شوارع مدن هجرك فيها الفرح؟
تجلس في مكانك المعهود وتطلب من النادل العجوز فنجان قهوة، ثم تتناول الجريدة وتتصفحها بعصبية زائدة، وينطبق صدرك. أربع سنوات عجاف والدنيا هناك جميلة. أينتهي العمر، وأنت ل تزال بلا شغل؟ (…) -
الـــتـــيــــه
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: السيّد نجمها هنا في الشقة الصغيرة الضيقة، شقتنا التي كنا معا نعيش فيها، أصبحت وحدي مع الجدران، الأوراق المنثورة، وذكريات الأيام. هنا كنت بمنجى عن كل شئ: الأنباء الواردة عمدا، الشمس الساطعة الغافية، الريح الهوجاء، الزمهرير، الهديل، النعيق، الفحيح، الحفيف. كلها، لم أعرها اهتماما. كنت أطل من زجاج نافذة حجرة نومنا. أضحك. الأرض مبتلة، والأشجار مرتعشة، وأناس يخبئون رؤوسهم داخل فكرة النجاة، فتغوص أقدامهم عفوا في المياه الآسنة العكرة شتاء.
أطل ثانية في الصيف. أضحك. الأرض جافة، والإفريز يعلوه الغبار، وشمس (…) -
روكس والعالم الآخر
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: أوس حسنكمن تسكنه بحار هائجة من النور، كان يرى الحياة واقفة على ساق واحدة، الليل والخمر والخريف، وأنين الشعوب المقهورة، كانوا زاده اليومي منذ زمن بعيد، لكن في الليلة الأخيرة التي قضاها واقفا على أنفه تراءت له الأشباح والظلال، وكائنات صغيرة من الدم والملح.
لم ينم في سريره هذه الليلة، لأن السرير كأي مادة أخرى تآمر عليه هو الآخر، ونبتت له إبرا طويلة وسكاكين جانبية حادة، والجدران التي قضى معها أياما جميلة، وذكريات ثورية حافلة بالكفاح والشعر، بدأت تضيق عليه رويدا رويدا، بعد أن نبتت لها قرون مدببة طويلة (…) -
رابعة
25 حزيران (يونيو) 2011, ::::: إبراهيم يوسفرابِعَةْ
وَلَيْتَ الَّذي بَيْني وبَيْنَكَ عامِرٌ وَبَيْني وَبَينَ العالَمِيْنَ خَرابُ
ما الذي يُفجِّرُ ينابيعَ الحنينِ إلى الماضي؟ هل هي رغبةٌ دفينة بالهُروب مِن قسوة الحاضر، إلى العيشِ في دِفءِ حبٍ قديم؟ أمِ عُذوبةُ الماضي المدهشة، بدّدَها عَقلُ اليوم، ومَسَخَتْها ثقافةُ هذا الجيل؟
وأنا أستطلعُ أفكاري مساءَ اليوم، توَلاّني قلقٌ وحزنٌ وغموضٌ وحبٌ وحسرةٌ ونَقْمةٌ وارتباك. كان ينبغي يا صغيرتي أن تنتزعي حقّكِ عنوةً، فالبقاءُ للأقوى، ولا مكانَ لضعيفٍ أو مُتَرَدِّدٍ أو خائبٍ، تحتَ عينِ (…) -
نصان: تواصل وكم أغبط الشمس!
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: هدى أبو غنيمةبدا عيد ميلاد الصغير احتفالا إنسانيا اجتمع فيه أطفال من جنسيات مختلفة، جمعت بينهم مقاعد الدراسة.
أقبل الأطفال حاملين هداياهم متألقين بثيابهم الزاهية، وانشغلت الأم والجدة بالترحيب بالصغار ومتابعتهم وهم يتراكضون في الحديقة. وحينما حان وقت الاحتفال أقبل الصغير لاهثا، وعيناه معلقتان بالباب قال: "لم تأت باولينا بعد. لا أريد إطفاء الشمعات الآن". بعد دقائق أقبلت باولينا ترافقها جدتها. وبعد إطفاء الشمعات وتوزيع الحلوى انصرف الصغار إلى اللعب، وجلست الجدتان في ركن من الحديقة للتحدث والمجاملة. لم (…) -
الخلاص
1 كانون الأول (ديسمبر) 2016, ::::: زكي شيرخاننفض رماد سيجارته بقوة، ناظرا إلى المنفضة، يحسب الأعقاب. هذه هي السيجارة الخامسة خلال أقل من ساعتين دون أن يهدأ، أو حتى يبعد عن ذهنه ما يُصدّع رأسه الذي يحمل من الهموم ما يهد من هو أشد منه صلابة وأكثر شكيمة. يحاول منذ أكثر من ساعتين وسط دخان السجاير جمع شتات أفكاره علّه يستطيع حلا لمعضلته التي باتت تلازمه منذ أشهر لم يعد يعرف عددها.
للمرة العاشرة حدث نفسه. "لنبدأ من جديد، ولنبدأ بحل المشكلة على طريقة الرياضيات: (المفروض)، (المطلوب إثباته)، (البرهان). ماذا تهلوس يا هذا؟ أنت أمام معضلة (…) -
اليوم الأخير من حياة موظف
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: تامر عبد العزيز حسنكان يجلس في ركن شبه مظلم من الحجرة، لا تكاد تميز ملامحه. كان كأنما يهرب إلى الظلام ويتخفى في ذلك الجزء من عالمه الخاص. تشعر بوجوده فقط عندما يلقي عليه لهيب الشمعة الوحيد بعض من ضوئه، وذلك يحدث عندما يتحرك أحدهم بالقرب منها أو عندما ينساب بعض الهواء البارد من الجزء المكسور من النافذة التي حاول من قبل أن يغلقها بقطع من الكارتون. ولكن يبدو أن الأمر يأبى أمام تيارات الهواء القوية التي كثيرا ما تخلع بعض مسامير التثبيت، فساعتها يتراقص لهيب الشمعة ويخبو ضوؤه حتى تظن أنه سينطفئ، لكنه لا يلبث أن (…)