ودع أصدقاءه جميعا إلا روبرتو الذي وجه إليه بالأمس شتيمة تخص المقدسات الدينية بسبب خلاف بسيط، بعد أن كان متفقا معه على أن يوصله بسيارته إلى المطار. اتصل بابن عمه فؤاد الذي اشترى سيارة في الأسبوع الفارط. لم يجد سوى العلبة الصوتية في استقباله، عاود الاتصال ثلاث مرات أخرى لكن دون جدوى.
قرر أن يأخذ طاكسي لكنه فكر كيف يمكنه نقل الحقائب المحملة بالهدايا والأغراض إلى رصيف الشارع. تذكر أن مذكرته تحتوي على رقم هاتف سائق طاكسي إسباني. قرر الاتصال به من أجل أن يأتي ليقله من قدام المنزل الذي يسكنه. سعد (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
العودة إلى الوطن
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: إبراهيم دشيري -
أرجوك أبي
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: هيام ضمرةببؤس الوحدة بدأتُ أولى خطواتي وعلى تردداتها سارت حياتي. ووجدتني مضطرة أن أُلملم على حطام الأماني أطرافها وأقبع في زاوية من زواياها، تؤذيني وحدتي إلى أبعد الحدود ويعذبني صمتها رغم استغراقي الخياري بأركانها، إلا أن الوحدة راحت تنحت بعمق نقوش تشكيلاتها على أجزاء حياتي، تحتل بواطن عقلي وكياني وتتماهى على خطواتي بدأت نفسي تتقبل وحدتي منذُ زمن لستُ أدري مبدأه، لكني أُحس وحشتها قد طغت على كياني، وكبيت العنكبوت تمددت داخلي، نمت وشاخت في عقلي وتشكلت عقدتها الباهتة على سلوكي، رغم سني عمري العشرين، (…)
-
لا تـقـتـلــوا نــومــي
1 أيار (مايو) 2009, ::::: بسام الطعانكالعادة في كل صباح، جلس القاضي في مكانه المعتاد ليحكم بين الناس الذين لا تنتهي مشاكلهم، وقبل أن يبدأ بالنظر في القضية أو المشكلة الأولى، اندلعت زوبعة في بهو المحكمة، صراخ، عراك، بكاء، وطعن بسيوف الكلام.
فتح الباب بحركة سريعة، ألقى نظرة، فشاهد ثلاثة أشخاص يلعبون لعبة الذئب والفريسة، لكنه لم يعرف من الذئب ومن الفريسة، رجل في العقد الرابع يرتدي بنطالا نظيفا وقميصا ممزقا بلا أزرار ويدعي أنه أب، وامرأة تصغره بعشر أو تسع سنوات، جميلة الشكل وأنيقة الثياب، وطفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وهو محاصر (…) -
دخل مهاجما وخرج مدافعا
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: هدى الكنانيتناول ماجد عدة كؤوس من الخمر علّه يطفئ نار تلك الخديعة التي أوقعه بها غيث، لكنها ازدادت استعارا مع كل كأس صبه في جوفه، فأنّى له نسيان ذلك المشهد وهو يرى سيارته تقطَر أمامه حين أبى محركها الدوران بعد خروجهما من ذلك النادي الليلي الذي اعتاد هو وغيث السهر فيه.
اتصل غيث بصديقه الميكانيكي ليقطرها على امل أن يرجعها في الصباح التالي أو الذي بعده. لكن مر شهر ولم يرَ ماجد أثرا لسيارته أو لغيث الذي لولا علمه أن الأرض تأنف من أن تستسيغ أمثاله، لقال إن الأرض قد ابتلعته، فقرر أن يزور بيته في وقت متأخر (…) -
طار الحمام
1 أيار (مايو) 2011, ::::: بسام الطعانسقسقت في حناياه سواقي الإعجاب والانبهار حين رآها لأول مرة، ويا له من شهر، أجمل شهر في كل الفصول، لم ير فيه غير السحر والطيب واخضرار الروح، بعد هذا الشهر الذي مضى على وجوده في الشركة، كتب بنور حبه الأول قصة بدايتها بهجة ونهايتها بهجة، ثم رسم لها صورة زاهية على وجدانه، كيف لا وقد غدت له الدر واللآلئ، وأغنية بدم القلب مكتوبة.
إنها مديرة الشركة التي يعمل فيها، تكبره بعشرة أعوام أو أكثر بقليل، أرملة، لكنها عذبة وخصبة وتشبه حمامة السلام، كلما يراها يقول في نفسه أشياء كثيرة، ونظراته تقول أكثر، (…) -
ويبقى الفرح وحيدا
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: هدى أبو غنيمةلم يسمع أحد من المدعوين إلى حفل الزفاف الآخر، فقد عطلت الموسيقى الصاخبة التواصل، فتواصل كل منهم ببصره مع ما استهواه في القاعة من الناس والثريات الفخمة، وفنون التزيين، وصورته في عيون الآخرين كما يراهم، بينما كان الفندق غارقا في عتمة مثل عتمة المجهول، عتمة لا يبددها سوى مصابيح خافتة مبثوثة هنا وهناك بين الأشجار المحيطة بالحديقة وعلى بعض الجدران، تتأرجح مع كل هبة ريح تأرجح قلوب حائرة بين السعادة والرضا.
وما إن دخل العروسان القاعة حتى تعالى صوت الموسيقى ممتزجا بالزغاريد، وكأنه صوت وجدان جمعي (…) -
العلم البرتقالي
1 أيلول (سبتمبر) 2021, ::::: قمر النجاريحدثُ أن يصبّحكمُ المغتربُ بمنشورِ شوقٍ، ويُمسّيكمْ بمنشورٍ مغايرٍ تماماً. الحكاية بدأت ما قبلِ الرّحيل، حيث لم يكنْ راضياً عن كلّ شيءٍ على أرضِ الوطن، فقد كان يشتمُ واقعهُ في اليوم ألفَ مرّة، ويُمنّي نفسه بأنّه سيهاجرُ كاسراً من خلفهِ ألفَ جرّة.
يمقتُ وبِشدّة، مُردّدي عبارة: "الوطنُ ليس فندقاً نغادرهُ عندما تسوءُ الخدمةُ فيه". ويردّ عليهم بعبارةٍ أشدّ مقتاً: "والوطن ليس بقبرٍ، يُلزمنا بالخلود فيه. حتّى في فلسفةِ الفنادقِ يمكن للقبورِ أن تُزاح، تُبعثر، أو تُردم".
قُبيلَ قرارِ (…) -
حبات الماء
1 آذار (مارس) 2007, ::::: هدى الدهانإلى متى يظل العمر يتسرب من بين أيدينا كحبات الماء ولا نشعر به؟ تترك قطراته آثارها على أناملنا، ولكنها حين تضم بعضها بعضا في راحة اليد، لا تجد نفسها تحتضن سوى فراغ.
ليت شفاهها بقيت ظامئة إلى تلك القطرات. تحلم بها. ترويها. وتُنبت الحياة فيها على أن تتذوق طعمها المالح كعرق المتعبين وكدموع الحزن. كلماته في ثورة غضبه ما تزال تذكرها. أصابـع يديه وهو يمسك بشعرها ويهزها لتنطق بكلمة ألم تأبى النطق بها لأنها لا تتألم، فالحرية لا تؤلم. ضرباته التي كان كأنه يضرب بها نفسه ليصحو من عشقه لها. كلماته. (…) -
استكانة
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: سالم ياسينجلس متهالكا من وطأة السّنين على ركبتيه الضّعيفتين، شاغلا مقدارا ضئيلا من زاوية المقعد، ومنشغلا بنظرات هائمة في أرجاء الغرفة، ولكن متابعا بصمت حوارا وديا يأخذ مجراه في بيت ابنته الصغرى، في زيارة هي الثّانية له منذ اضطررنا للانتقال للسّكن جنوبا لمتطلّبات الوظيفة.
اطمأنّ من مقتطفات الحديث أنّ الأمور تجري بمستقرّ لها في سير حسن، تاركا أفراد العائلة يجتهدون بالتّحضيرات لوجبة غداء مما تيسّر من حواضر المنزل، وهو يستحثّنا بالإسراع لأخذه إلى مقهى شعبيّ من مقاهي المدينة، من باب التّغيير الطّفيف في (…) -
ذاكرة الصّد
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: هيام ضمرةمِنْ قاع ذاكرة البدايات، حينَ بدأتْ معالم النضوج تختبر وجودها على قارعة الخلجات، كان ذلك في زمن غارق في القدم، صار مجرد ذاكرة تترنح على حافة منحدر، حملت برودة الزمن في أعطافها، تطوف اليوم ذاكرتها أمام ناظريّ دونما سبب وجيه، فهل تراكَ تذكُرُ ما أذكر؟ أتذكر معي تلك اللمحات؟ أم تراك أنتَ الآخر ألقيتها بعيدا إلى أنْ اعتلاها الموج وسحبها إلى القيعان البعيدة فصارت نسيا منسيا؟ أحقا يمكنك أنْ تنسى حكاية صدود أثارت حفيظتك، وملأتك مع الحزن مهانة أمام نفسك دون قصد من الطرف الآخر؟
كنا يومها نخترق جدار (…)