راحت بايا تقرأ قصيدة أمام دهشة ضياء بها، الذي لم يرها من قبل وعرفها بما سمع عنها، تكاد عيناه تحضنها فرحا بها وهي تقول:
تربّص بي الحزن لا تتركيني لحزن المساء سأرحل سيدتي أشرعي اليوم بابك قبل البكاء فهذي المنافي تُغرّر بي في انتظار تراودني للرحيل عله يشفي غليل الحنين حنين إلى وطني صار رحلة عشق دائمة في الخيال
كانت أحلام تستمع لأول مرة إلى بايا وهي تقرأ شعرا، كان صوتها موسيقى لآلة لم تخلق بعد، فيه مساحة حزن، وكان خُلق للفرح، وعزف الصوت لحنا آخر، لحنين أشبه بالعشق. وكان ضياء يستمع إليها بشيء (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
يا حبا على شاكلة وطن
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: أميمة أحمد -
معركة تسوق
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: هيام ضمرةللأسواق ومعروضاتها جاذبية عجيبة، وقدرة عظيمة على أن تجعلك تتبع رعشة الأهداب لتبصر إذكاءات الرغبة بالاقتناء، تحفزك على فك أقفال محفظتك دون تردد، تدفع ما حرصت على جمعه، وتتخلى على ما قضيت أياما وشهورا تعمل بلا كلل للحصول عليه، فالسوق رحلة إغراق واستغراق، إغراء مستحوذ ينسيك أولوياتك ويبدد حرصك، ليبدي بشاعة الانفلات بالإنفاق وسيطرة التبذير في طبعك، مرض العصر القبيح الذي يؤكد سذاجتك وأنت تغوص بحره بمجاديف الرغبة وتلج شواطئه بتهمة الإسراف حينا، والشطارة أحيانا.
ما أن تنزلق قدمك مع حاجتك لتسوق (…) -
أقوى من الحب
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: فنار عبد الغنيلم يكن الحب هو ما ربط بين حياتها وقلبه. لا زالت واثقة بأن شعورها تجاهه فاق الحب. في الواقع ظنت أن الأشياء الكثيرة التي جمعت بينهما كالشتات والفقر والنفي داخل مخيم مظلم يزداد صغراً يوماً بعد يوم لتزاحم اللاجئين المنبوذين والممنوعين من الأحلام عليه، هي ما جذب روحهما المعذبتين، لكن تباعد أماكنهما وتغير عوالمهما بعد مرور عقدين دحضا تلك الفكرة لديها.
لقد ظلت ومنذ اللحظة الأولي لتدفق هذا الشعور شديدة الحرص على حجبه ومراقبته حتى في نومها كي لا تُضبط متلبسة وهي شاردة الذهن أو باسمة المحيا. كانت (…) -
سهرة
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: ظلال عدنانسهرة
تجمعوا وشموعهم تبدد ظلمة اجتماعهم تحلقوا حول تلك الشموع وخيالات أجسادهم النحيلة تتراقص فوق تربة رطبة باردة.
رغم تباين أعمارهم وأشكالهم ومناصبهم؛ وتراوحهم بين فقر مدقع وغنى فاحش، إلا أن انسجاما كبيرا يلفهم. حتى الأطفال الرضع بينهم صامتون. ما أزعجوا يوما ذاك الجمع بصوت جوع أو حنين للأم والحليب.
مريضهم، ذاك الذي كاد يذوي، يجلس بينهم منتصبا ويقول: "ذاك الألم مرّ بي وانتهى كحلم. بل ككابوس".
قهقهت الفتاة الشقراء رغم عنقها المذبوح: "احمد ربك يا عم، فالتماعة السكين وهي تهوي فوق عنقي (…) -
ما لم تكتبه جودي أبوت
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: غانية الوناسعزيزي،
لم يكن الوقتُ قد حان بعد للنهاية، حين تراءت لي تلك المسافة الفاصلة ما بين دفء الحلم، وبرد الواقع، لم أختبر يوما إحساس البتر بمعناه الكامل، أنا المبتورة منذ بدئي، كجذعٍ لا شجرة ينتمي إليها، ولا غابة يركنُ إلى دفئها في المساء وحيدا.
لم أدرك ذلك إلا حين قررت فجأة عدم جدوى المضي في خلقِ الأمل من الحبر، وجعله مخلوقا يتمشى على الورق، كانت تلك طريقتي في التمهيدِ لإسدال الستائر، فلم يكن المسرح يوما هوايتي، ولا الوقوف بثقة موهبتي. أنا الغريبة الوحيدة دائما.
كنتُ أثق دائما بالوقت، أتصدق (…) -
عناق حميم
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: مهند النابلسيعناق حميم (قصة من الخيال العلمي)
اتضح له الآن المغزى من بقاءه حيا، وماهية الرسالة التي يحملها، حيث مده رب العالمين بقوة مضاعفة عجز عن تفسيرها، فقاوم الأشرار بضراوة غير معهودة، وانتصر عليهم وأنقذ الفتاة الجميلة. اتصل به صديقه الحكيم من محطة الرصد الفلكي، وحذره من اقتراب كويكب ناري يزيد قطره عن عشرة كيلومترات، وأبلغه بقلق أنه يتسارع نحو الأرض بسرعة 217 ألف كيلومتر في الساعة، وقد تم رصده بواسطة تلسكوب ضخم يعمل بالأشعة تحت الحمراء.
واستطرد الحكيم المخلص: لو قدر لهذا الكويكب الناري أن يصطدم (…) -
فرعون والشاعر المتمرد
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: فراس ميهوب= خمس سنوات تصرّمت، قبلناك طريدا، من أرض كنعان، ادّعيت الهرب من الخوف، تقول إنّك من يافا، ما يدرينا لعلّك لصّ، أو قاتل؟
= هل بدر منّي في مصر ما يدخل الشّك إلى قلب الوزير؟
= نعم، أنت تتغنّى بطير فرّ من قفص، وتنشد للعشّاق تحت المطر، بل تنظم الشّعر عن جمال القمر، وتعمّدت قاصدا، أو تناسيت متجاهلا، أن تمدح الملك المعظّم الّذي آواك.
= تعرف يا حضرة الوزير أنّي لم أقل شعر الإطراء في حياتي، كما الهجاء.
= سكتنا عنك كلّ هذا الوقت، ولكنّ شهرتك زادت عن الحدّ، وباختصار أمامك حلّ من اثنين، إمّا أن (…) -
دوائر
25 آذار (مارس) 2012, ::::: ناصر خليلالليل بكل وحشية يلتهم أحلامنا ويبتلعها في جوفه ونحن كالبلهاء ننتظر النهار. ما جدوى أن تشرق الشمس فلا تجد ما تغازله سوى شواهد القبور.
ما بين الجبل الذي يرقد بداخله الصامتون والشارع الذي يئن من صرخات القتلى، وقفت على الجسر والجسد ينتفض والشمس علاها شحوب. عيناها حائرتان ما بين الجبل الصامت والشارع الصارخ الذي في نهايته تقع القرية حيث مسقط رأسها.
أغمضت عينيها، كأنها ترى لحظة ميلادها وسط صرخات الرافضين ونظرات الكارهين لها دون سبب.
صفعات تنهال على وجهها الغض مع أول خطأ لها من هذا الذي قيل (…) -
الفرح على تخوم الحرب
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: فتحي العكرميعرفَته المدينة شجاعا ومحبّا للضّعفاء وللمظلومين. يهاب الجميع عضلاته المفتولة. يقضّي وقته مستعدّا لنُصرة الغرباء. يتدخّل لفضّ الخلافات التي تقع في المقاهي وفي السّوق. ينتقل من حفلات الزّفاف إلى المآتم ناصحا ومساعدا.
جمّع حياته في قِيَم الكرَم فأطلقوا عليه كنية الطّاهر.
ذات توحّش، نشبت الحرب في المدينة المجاورة فقرّر الذّهاب إلى المخيّم لمساعدة اللاّجئين. ساعده جسده القويّ على تحمّل مشاقّ السّفر في صحراء شاسعة. دلّه رجل يرعى الإبل على الطّريق الذي أوصله إلى مخيّم واسع تقطنه عائلات جاءت من (…) -
رحلة ونصان آخران
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: أمين دراوشةرحلة
وهو يلفظ أنفاسه الدنيوية الأخيرة، كان مكبلا بالسلاسل، وحراسه مع ذلك يشعرون بالخوف، حتى عندما أغلق عينيه، استمر القيد في يديه والفزع في عيونهم يصاحبه بلاهة تثير الاشمئزاز.
هو بدأ سفره ورحلته الأكثر وحدة وغربة ومتعة من الأسفل إلى الأعلى، من أدنى الأرض إلى قمة السماء.
وكان من زمن طويل قد نشأ على القيام بأشد الأمور خطورة دون خوف أو تردد، وستكون رحلته المتشعبة والمتعبة والطويلة، رحلة صوب الضوء. وعليه أن يتسلح بالصلابة والشدة ليحتمل وحشة الطريق، فقبل الشروع بالصعود عليه أن يغسل نفسه في (…)