وصل إلى أرض المطار بعد رحلة استغرقت عدة ساعات بالطائرة. كان منهك القوى متصدع الرأس، سيء المزاج. نظر إلى من حوله فوجد جميع الوجوه غريبة عنه، مما زاد في وحشته.
تقدم إلى مكان تقديم الجوازات، كان يسبقه طابور طويل من جميع الجنسيات غير الأوروبية، كان طابوره يتقدم ببطءٍ شديد، أما طابور الجنسيات الأوروبية فكان الناس لا يتوقفون لسرعة تقدمه، تمتم في داخله ببضع كلمات من الشكوى وصرف نظره إلى طابوره.
أصبح يحدق في موظفي الجوازت. قال في نفسه: "الله يبعث لي ابن حلال يمشيني بسرعة، أو حتى ابن حرام المهم (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
زجاجة العطر
25 آذار (مارس) 2012, ::::: محمد التميمي -
لو أنه لعق يده
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: داليا الحاجما بال هؤلاء القوم؟ منذ فتحت عينيها للمرة الأولى وجدتهم يحيطون بها، مجموعة من العمالقة، أشكالهم غريبة، ويصدرون أصواتا مخيفة. أحدهم يمد يده نحوها يريد أن يلمسها، فتنهره عملاقة أخرى تفوقه حجما. قد تكون أمه، لا بد أنها كذلك. وأخرى تقفز وتصفق بيديها، وشعرها الذي هرب من أنحاء جسدها ليتدلى من فوق رأسها كأنه أذنان كبيرتان يقفز معها. وآخر يضع شيئا مخيفا على عينيه يزيد من ضخامتهما. وأشياء غريبة مترامية بأنحاء الصندوق الذي يعيشون فيه. أي نوع من الكائنات هم؟ مخيفون، ومملون حد الضجر، لكنها ترى بهم شيئا (…)
-
أصوات داخل الكرتونة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: بشير عمري=1=
توهته ظلمة القبو المعزول والمجهول في جغرافية الكون، فاستحال إلى معلق في خواءات الوجود. لا شيء يعكس له حقيقة كينونته سوى جسده المحرق وهو يتحسس أطرافه المضروبة بالحديد والنار لكنه لا يرى تلك الأماكن المضروبة. ولكم يغدو صعبا أن تحس بعذاب أعضائك دون أن تراها، فصار يدرك وجوده بالآلام الراقصة على جسده.
لم يقو على حمل راحة يمناه كي يمسح عن ركبته الدم النازف، ولا يسراه ليكفكف دمعة منصهرة تكاد بألاهيب الحسرة أن تحرق خذه، بعد أن انتهى من حصة اليوم في الاستنطاق، وما ظل يحز في نفسه هو أنه لم يكن (…) -
هَيْلَمان
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: زكي شيرخانبعد قيلولته، استبدل الحاج خليل إبراهيم ملابسه، وصفف ما تبقى من شعره الذي فقد الكثير منه على مدى سنواته التي دنت من الثمانين. تعطّر. توجه نحو معقده الهزاز المقابل للشباك المطل على الحديقة. تبعته الخادمة بقدح الشاي.
= "مساء الخير يا حاج".
اكتفى بإيماءة من رأسه.
عادة صارتْ أقرب لطقس مُوجب الأداء، تتكرر عدا يوم عطلة نهاية الأسبوع. نظرة سريعة ألقاها على الصحف اليومية. توجه بصره نحو الزهور اليانعة في الحديقة، وهو يرتشف أول دفعة من الشاي. انشرح صدره.
دقائق مرت قبل أن تجلس سندس أمامه، وتبدأ (…) -
النار لا تبعد عن الحليب
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: بدري إلياسالتمر يغلي في حدود الكاف، والنون تتربص به حتى يتربع في الكأس. الوقتُ: عصر تحاورُ العناصرُ بعضها، والنارُ قاض لا يتحيز، ولا يأبى رشوة الهواء.
ها هي كاكا تدخل بكامل عتادها. تدخل كاكا وهي تتمثّلُ عنطزة ملك شأنُه أرزاق النّحل والعصافير. تضع أشياءها جوار النار. النارُ التي يضيئها المزاجُ، وتضبطُها حدّةٌ تراوح بين آه وأحححح. نارٌ كأنما أصابع عذارى تجرّبُ اللّذة على إيقاعها.
يطير دخانٌ خفيف ستخذله قوّتُه حالا لينتهي إلى خطوط لا تعلو رأس كاكا كثيرا وهي تعدل ثوبها برميه على كتفها اليسرى، كأنما (…) -
عندما اغتالوني
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: زهرة يبرملم أعهد نفسي رجلا بكاء ولا شكاء، بل كنت دوما أكتم غيظي وأساي وحزني. أقاوم دموعي حين ترغب في اجتياحي فأزجرها وأقمع ضعفي. لكني اليوم أستسمح كبريائي عذرا لأبكي بحرقة. أبكي أحرفا من حبر على الورق على عمر ضيعوه مني لذنب لم أرتكبه ولم تكن لي يد فيه، بل لفق لي في عمري البرعمي. فمتى كان للأطفال مكان في لعبة شطرنج يمارسها الساسة الكبار بكل ما أوتوا من شطارة وحقارة؟
أخرجوني من طفولتي عنوة ورموا بي في متاهات الكبار، دوخة الأحزاب والإيديولوجيات، الانقسامات والنزاعات، الصراعات على المناصب والكراسي. (…) -
بين فقاعات الصابون
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: شيماء غفارفقاعات الصابون تملأ شاشة الحاسوب، كم مر من الوقت وأنا مشدوهة في بياض صفحة "الوورد" أفكر فيما يمكن لي أن أكتبه عن يومي الاعتيادي جدا.
الأيام تمضي سريعا، أسرع مما ينبغي. منذ أن أصبحت وحيدة وهي تنسحب من بين فراغ يدي كحبات البازلاء، الكثير من الأيام المتشابهة التي تمضي دون أن أحس بها أو حتى أن أريد الإحساس بها.
ترى كم سيمضي من الوقت حتى أستطيع أن أفعل الشيء الوحيد المختلف في أيامي؟ أن أكتب.
كنت تسألني مرارا عن سبب تعلقي بالكتابة، دون أن أجيبك. ربما لأنني لا أعرف الإجابة الحقيقية الشافية، (…) -
العالـم لا يسمعني
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: غانية الوناسكنت أريد أن أقول الكثير اليوم، لكنّ حاسة من حواسي خذلتني.
وقفت أمامهم ولم أجهز شيئا أقوله، أقصد أعبر به، كان شيئا جديدا ومختلفا على فتاة مثلي، بدوت كالغبية، تائهة، ضائعة، مشوشة الأفكار، ربّما كان العرق الذي يتصبّب من جبهتي واضحا جدا لكل من كان يراني ويرقبني بعين المنتظر.
اسمي كوفان. لست كردية لكن اسمي ارتبط بتلك الأرض البعيدة جدا، والتي لا أعرف عنها الكثير، لكنها ربّما تعرفني بشكل أفضل. حين ولدت لم يكن هناك من شخص يسجلني. احتاج الأمر معجزة وهكذا تطوعت ممرضة في ذلك المستشفى الرثّ تماما (…) -
نصان: صراع + أوهام
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: وسام هلالصــراع
انتقلت في الصيف الماضي مجبرة إلى بيت عمتي بالمدينة لأكون قريبة من الجامعة. البيت تسكنه أشباح من هدوء، تمتلك مهنة صنع الملل بجداره، ليس فيه أحد من عمري لأتقرب إليه، وأؤنس وحدتي به.
عمتي أرمله لديها ولد يصغرني بثلاث سنوات، لاحظت منذ بداية إقامتي تعلقه الشديد بها، وانه نسخه مطابقة من كل تصرفاتها وحركتها. لا يشبه من هم في سنه من الصبيان الممتلكين لطاقه اللعب والحراك الدائم، حتى أنني ظننت أن الأشباح التي منحت لي الملل هي أيضا من وضعت الهدوء والسكينة بداخله. بمرور الأيام وجدته قد تأثر (…) -
طاغية صغير
1 أيلول (سبتمبر) 2019, ::::: زكي شيرخان"لم توفّق، كما أظن، في اختيار العبارة الصحيحة،" قالتها دون أن تظهر حتى النزر اليسير من الاستياء الذي اعتراها، "لم أرغب أن أضمك إلى مقتنيات عائلتي، كما قلتَ، لأنكَ لست قطعة جامدة يُزين بها جدار، أو تُركن في زاوية منزل،" أعطت لنفسها وقتا لكتم غضب بدأ باجتياحها، " إن كنتُ قد ولدتُ وفي فمي ملعقة ذهب فهذا ليس ذنبا ارتكبته، ولم يكن خيارا."
مُركّزا ناظريه على أوراق على منضدته يقلّبها، "لقد وجدتُ نفسي في موقف محرج أمام والدكِ وهو ينهال عليّ بأسئلته، وطريقته المتعالية."
"ولكنكَ رددتَ له الصاع (…)