في الليلة الثانية بعد الألف قررت شهرزاد أن تحزم متاعها، وخرجتْ باحثة عنه، تاركة لشهريار، ذاك السلطان، رسالة جاء فيها:
سيدي السلطان، يا مالك البلاد ورقاب العباد على عرش من ذهب وقصور من دماء وأشلاء وبقايا كرامة. وبعد ألف ليلة وليلة ثم ليلة اقتطعتها من ربيع عمري أغادرك؛ لأبحث عنه، فقد تملّك روحي ووجداني. لست خائنة، لكن الخيانة -كل الخيانة- في بقائي معك. سأبحث عن ذاك الرجل الذي طالما تمنيت وحلمت ورأيت.
سأجوب كل بلاد العرْب، وسألملمه من كل بقاعها، سأجده بين ذرّات ترابها، وفوق شجيراتها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
رحلة الشوق: الليلة الثانية بعد الألف
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: ظلال عدنان -
لـيـلـة زفـافـها
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: مازن الرفاعييوم خريفي ممطر. الشتاء في طريق عودته من رحلته الجنوبية. سيعود ثانية ليطرق الأبواب داخلا دون استئذان. الشارع يتحرك تحت مظلة من الغيوم الداكنة الممطرة. المارة يفرون هاربين من البلل.
تقف على الناصية تراقب المشهد. نظراتها تخترق جدار الزمن. تعرض في مخيلتها شريط من الذكريات الخاطفة. شريط الشتاء الماضي. في نفس المكان في منتصف هذا الشارع امسك بيدها واجبرها على الوقوف صارخا بها بحنان:
"ارفعي رأسك بشموخ، واستقبلي حبات المطر هذه. هي الرحمة، فلا تفري منها."
دمعة تنساب على الخد تتابع سيرها نحو (…) -
موعد مع حفيدة جنكيز خان
25 آذار (مارس) 2012, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصكان يوم الموعد يوما من أيام الشتاء التي سبقها هطول الثلوج بضعة أيام، وبقي الناس في البيوت لأن الثلج كسا كل شيء بطبقة بيضاء، وجعل قيادة السيارات أمرا محفوفا بالمجازفة. وكان الاتفاق على اللقاء قبل بضعة أيام من حلول الموعد، وظل مشروطا بأن يتحسن الطقس، ويمكن الخروج من البيوت.
ما أن وافقت على الموعد حتى بدأ يتابع تطورات الأحول الجوية متابعة مكثفة. قبل ذلك اليوم لم تكن حالة الطقس تهمه. صار كل بضع ساعات، وكل يوم، يبحث في الإنترنت مستخدما حاسوبه الصغير عن آخر المعلومات عن حالة الطقس المتوقع، وخاصة (…) -
تدقيق لغوي
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتأعمل مدققا لغويا، ولي في هذه المهنة ست عشرة سنة، لم أخطئ، ولم يكتشف أحد بعدي خطأ نحويا واحدا. أولعت بالتدقيق، وصرت أدقق بكل شيء، صرت - في كل عبارة أقرأها- أبحث في الوجوه الإعرابية المحتملة إذا رأيت فيها خطأ ما. صرت أرى الشارع أسطرا، و الناس والأطفال -على وجه الخصوص- نقاطا متحركة تحتاج إلى من يضبط تواجدها على الحروف. الشوارع أسطر. البقالات نصوص تحتاج إلى ضبط.. الأصدقاء نص غير مرقوم. عرائض النواب نصوص تحتاج إلى مراجعة. سائقو التاكسي يحتاجون إلى تنصيص. مخالفات حزام الأمان الموسمية تحتاج مدققين. (…)
-
حق الوفاء
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: هيام ضمرةاليوم الأول
تلفعها وهج ساخن ليوم قائظ، تصاعدت معدلات ارتفاع الحرارة فيه إلى مستوياتها القصوى، ملابسها السوداء تبتلع الحرارة بنهم، لتجمع وهجا على وهج، وليصبح كامل جسدها كمرشح يعتصر ملوحة عرقها بلا هوادة، حتى جلدة رأسها هي الأخرى أعلنت دورها في المؤازرة، ونزت عصارة العرق من تحت الحجاب، كنبع ينداح على عنقها ويسري كما النمل المجتهد على ظهرها قبل أن تتشربه ملابسها، تتصاعد دقات قلبها، والهواء الساخن يلفح وجهها ويدفع إليه الدم، لتبدو كلوحة فاتنة سهرت عليها يد مباركة.
ترجلت من سيارتها وقد اتخذت (…) -
عصر الكومبيوتر
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصقبل عقدين من الزمن شاهدت رسما كاريكاتيريا في مجلة للمهندسين. جهاز كومبيوتر ضخم يطبع، والأوراق متكومة قربه. الموظفون جالسون في المكتب على مقربة من الحاسوب. بعضهم يدخن الأرجيلة (الشيشة)، وبعض آخر يلعب طاولة الزهر (النرد). التعليق المصاحب للرسم كان: "عصر الكومبيوتر." والسخرية الواضحة في الكاريكاتير أن عصر الكومبيوتر لم يغير شيئا في طباع البشر، على الأقل في أماكن العمل.
طبعا تطورت أجهزة الكومبيوتر كثيرا منذ عشرين سنة، ودخلت في الكثير من الأعمال، ويصعب الآن تصور أعمال لا يستخدم فيها الكومبيوتر، (…) -
نظرات متقاطعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: أحمد عبد الجليلصليت العشاء على عجل، ثم هرعت نحو خزانة ملابسي، أنتقي من ثيابي أجمل ما اشتريت من محال بلدنا، أدعو الله في سري ألا يغير رأيه في اللحظات الأخيرة، أعرف أنه لم يوافق إلا على مضض على اصطحابي معه إلى ذلك المطعم المكشوف، المقابل للفندق الذي نقيم فيه، وبعد إلحاح لم يعتده مني منذ زواجنا قبل أكثر من عام، ظل يرقب عن كثب ثوبي الطويل غامق اللون، ما أتزين به من مصاغ ثمين، وكذلك مكياجي الخفيف، الذي يكاد لا يلحظ، عسى أن يجد ما يؤنبني عليه بشراسة تجبرني على إغماض عيني بقوة لئلا تطفر من إحداهما دمعة قد تثير (…)
-
صابر بلا حدود
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: طه بونينيسقط ذراقُ حمامة متعبة على عباءته البيضاء.
لم يحرّك ياسر ساكنا، رغم سخونة تلك اللطخة التي بدت واضحة تزعج بياض العباءة. لم تشغله رائحتها العفنة ولم تبعث ألوانها المقززة الاشمئزاز في نفسه. وبدا هو والشجرة الوارفة التي يرتكز عليها والظلّ الظليل الذي يستلقي على فراشه، والحشائش التي تتناثر من حوله...بدا كلّ ذلك كلوحة لا تتجزّأ.
كان يكتفي في تلك اللحظة بقيلولته المقدّسة التي ينعم بها كلّما آوى إلى شجرة الصنوبر المنعزلة في عمق الحديقة. وقد دلّت تقاطيع وجهه المنبسطة على الارتياح.
لم تؤثر في (…) -
وأفل القمر
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: رامي حسينإنه الحب بكل ما يعنيه من معنى: سعادة، حنان، عاطفة. ذاك الدفء الذي يحل على ليالي الشتاء الباردة، جرح، حزن، ألم. نعم إنه الحب، يبدو كطفل بريء لكن سرعان ما ينقلب إلى كائن متوحش عندما يصطدم بواقع المجتمع.
كان يوما من أيام الشتاء الجميل البارد. تتجمع قطرات الندى العليل على شبابيك البيوت القديمة لتشكل لوحة فنية صاخبة بمعاني التفاؤل. لكن سرعان ما تهب الرياح القادمة من شمال الحي مزيلة جميع هذه المعاني.
نظرت إلي بنظرات مضطربة ملأها الخوف والحيرة والنظر إلى مستقبل مخيف فيه الفراق والألم والمعاناة. (…) -
ملائكة الشوق
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: هيام ضمرةرحلة متأخرة، إنما تفسح متسعا للوصول والتقاط مساحة كافية للراحة قبل بدء فعاليات المؤتمر الاقتصادي العالمي، والمباشرة في أعماله الهامشية كعادة الكثير من هذه المؤتمرات، هي فرصة لقاء لا تتفلت من بين أيدي المشاركين من محركي اقتصاد العالم.
أقلعت طائرة الإيرباص العملاقة في رحلتها العادية، تمام الساعة الثامنة صباحا، متوجهة إلى الدار البيضاء عروجا على العاصمة الفرنسية "باريس" على نحو مطمئن يوحي بالأمان والاطمئنان، وبمحاذاة النافذة جلس عواد بارتخاء ظاهر، شاب مهندم بحلته الشانتون الرمادية في عقده (…)