تحت أغصانها المتكاتفة الرحيمة أستريح، ويتكئ جسدي على جذعها الحنون. تحميني بثوب نقي مازال بادي الخضرة، تخشخش، وتداعب قدميّ بأوراقها اليابسة التي تتساقط بين الحين والحين.
ورقة كبيرة منها ضممتها بين دفتي كتابي، لتكون إشارة للصفحة الأخيرة التي بلغتها، وحينما هبَّ نسيمٌ منعش لطيفٌ زارتني نعيمة الطيبة، ويدها كالعادة لا تخلو من طبق فاكهة أو حلوى، وفي اليد الأخرى شمسية تزهو بها اعتزازاً وإعلاناً ينم عن حبها لشاكر من أهدى لها الشمسية.
تلهو أصابعي بطرف ورقة من الكتاب، وأنا أستمع لحديثها الأسطوري (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
كذبة صغيرة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: إيناس ثابت -
هم أو لا أحد
1 أيار (مايو) 2007, ::::: سعيد الأمينصراحة لا أدري من أين أبدأ، أو كيف أبدأ. ولا أدري حقيقة ما هو الشيء الذي دفعني إلى أن أكون على الخط. لم أتردد، وحملت السماعة. عفوا. وحملت القلم كي أكون أول من يتحدث، أو بالأحرى أول من يكتب في برنامجكم. عفوا. قصصكم : مواطنون على الخط. ربما تتساءل من أكون. من أنا وما اسمي. لا أكذبك القول، أنا لا أحد، أو ربما كل أحد. تستغرب. لا داعي للاستغراب.
تراه إشكالا فلسفيا؟ دعك من الفلسفة وجدالها العقيم.، ولكن للتواصل بيننا، فيمكنك نعتي إن أردت بـ"كحل الراس"، هكذا أفضل نكرة معرفا. وإن أردت بعد الحلقة أن (…) -
مدن الخواء
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: فريدة إبراهيم بن موسىفي لحظة ما، قد يبدو لك الرحيل فرحا، تزهو كل الأشياء أمامك، وتحسها أكثر ابتهاجا، وكلها تتحرك صوب فرحك اليتيم، لتقيم لك العرس الجميل.
وحده قلب أمك يحس الفجيعة، ويقيم للفرح مأتما حزينا. فلانتقال من بلد الأهل إلى بلد فارغ من الحب، كان بالنسبة إليك فرحا تصنعه رقصات حلم في عينيك المنفرجتين عن آخرهما، على غير العادة.
فهل تصنع الفرحة بك كل هذا المأتم الذي حل فجأة بقلب أمك؟
أنت لم تفكر بهذا القلب الضعيف الحزين بعدك، وكل ما فعلته بعض القهقهات والحركات البهلوانية التي تعزز قمة النشوة لديك، وتغرز (…) -
رجل كبير بحجم قطعة الشوكولاتة
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محمد صالح البحرلم تتسع مخيلتي لأكثر من هذا، أن أفرد ذراعيّ عن آخرهما، وأن تثب القدمان لأعلى لأقف على أطراف أصابع قدميّ فوق سور السطح، ومع الارتفاع الشاهق للعمارة التي أقطن بها ستبدو نظرتي أكثر عمقاً، بحيث تظهر الأشياء صغيرة جداً، وفي حجمها الطبيعي. لم أستعذب فكرة الطيران إليها من قبل، ليس لأن مريم لا تستحق ذلك، لكنني رأيتها فكرة رومانسية بأكثر مما تحتمل علاقتي بها، ففي المرحلة التي تعقب تشبُّع الجسدين بمتعتهما الحسّية، حيث تتكشف كل الكهوف المختبئة من خلف ستائر الأقمشة التي تراصت فوق بعضها، لتطلق نمورها (…)
-
زوجة ثانية
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: زكي شيرخانالغضب تمكّن من الأصغر فهب واقفا. وبصوت علت نبراته:
= هذا هراء. كذب. افتراء.
وبشيء من حدة، قال الأكبر:
= لا أدري إلى متى تبقى نزقا؟ لم تعد مراهقا.
= كيف صدّقتَ ما سمعتَ؟
= تعرف أني لا أتكل على ما يُقال، ولا أصدّق ما أسمع. حتى ما أرى، أشك فيه إلى أن أتيقن. ولو لم أكن متأكدا مما سمعتم مني للتو، ما قلته. رأيتُ العقد الصادر من المحكمة الشرعية.
= أين هو؟
= عند عمو سالم.
تهاوى على مقعده. ألقى نظرة على الأوسط الذي راح ينقل القلم الفضي بين أصابعه بخفة وكأنه في عالم آخر. قال له:
= (…) -
المنعطف
21 آذار (مارس) 2016, ::::: زهرة يبرمجواز سفرها في الحياة سُرق منها. محتارة كيف ستعيش ما تبقى من أيامها؟ باتت غريبة في بيتها، ضعيفة بين الأنام، تهزمها العواطف ويبكيها النسيان. يطاردها شبح الوحدة وتقسو عليها الأيام.
يمضي الليل والقلب وجيعا كسيرا، تتوسد ذراعها المبلل بالدموع وسط الظلام، تتأمل سَرابَ من أَوْلَاهَا ظَهره هجرا، ويأتيها صوتُه مغيظا: اغمضي عينيك نامي، أو اقضي الليل سهدا لن أعود.
ذاكرة ليل ثقيل يسير في مدار الزمن على مهل كأنه سنوات طوال، والليل يضخم أحزان الغرباء. تتقهقر بها الذاكرة إلى الوراء، تحاول أن تقيس (…) -
مطر الكلام
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: محمد ياسين رحمةالبارودة الصدئة تطلق ملحا والرصاصة تلهث تائهة في خيط دخان يمتد من فضاء مكاني إلى حيث يشيع عطرك. دم ينزّ من جرح على حائط أسنده منذ عمر، والساعة الرملية أعلنت عواصفها والتهمت عقارب كل الساعات التي تتكتك.
نهار أملس آخر يتزلج على ربوة العزلة، والغيم يسوق الغيم إلى أمكنة ليس فيها نبض ولا ظمأ.
البرق الخاطف يصر على طعن خاصرة الراعي. البيارة استسلمت للجدب واليباس وتحن في شحوب إلى العشب الندي، وثدي العنزة السوداء يتدلى في ذبول ولم يعد يدر حليبا أبيض يزرع في الجدي المسكين شهوة القفز والحياة.
أنا (…) -
زمن الرجال
1 أيار (مايو) 2007, ::::: آمال سلامةعشرون، أربعون، ستون،... المبلغ صحيح أربعمئة دينار، وضعتها في جيبي وأنا أحاول إخفاء ابتسامة النصر التي أبت إلا الظهور على وجهي، ثم التفت ناحية زوجتي الجالسة بانتظاري وقلت لها: "هيا بنا."
أحسنت يا مصعب. كنتُ متأكدا أنها ستوافق في النهاية. فعلا لقد كانت هذه المرة صعبة قليلا واضطررت لإظهار الندم والأسف كثيرا، ولكن كلّ ذلك لا يهمّ: المبلغ معي، سأنفقه كما أريد، وستتولى هي التسديد كالعادة. لكن الشيكات! ما همّك؟ لم توقّع شيئا هي التي وقّعت، وهي من سيدفع. عليك أن تنسى التفكير بذلك وتفكّر ماذا ستفعل (…) -
نصان: قلمي وأقنعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: منال الكنديقلمي
لم الخوف منك؟ ابحث عنك. أتساءل لم الخوف منك؟ أنت شئ عظيم. استطعت أن تسطر تاريخا وحضارات. كنت الرفيق لمن أراد أن يكون خيرا لأمته. وكنت سلاحا ذا حدين. استخدموك لقوتين: الخير والشر، العدل والظلم. كنت صامدا معهم، قادرا على تسطير تجليانهم ومشاعرهم وأفكارهم.
كلما أردت الاقتراب منك أحسست ببعدك، بقوتك، ابحث عنك لأبحث عن نفسي فيك وبك. حيرة أعيشها لأجلك. أتأمل أصابعي وهي تمسك بك لتخط ما تستطيع أن تخط وتقول. ابحث عنك لأجد سلوتي فيك، ولكن خوفي منك كبير وعظيم. حاولت التخلص منك فلم استطع. حاولت (…) -
قطعة حلوى
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: رامي أبو شهابلم تكن تعلم أن الذهاب للتسوق سيبعث حيواتها التي بادت منذ زمن بعيد، وسيعيد تقشير خلايا عقلها لتسحق قشور الخيبة والإهمال، وربما الكف عن عادة إدمان أحلام اليقظة على فراش بارد وجاف، لعل الحائط الذي مارست معه الحب مرارا وتكرارا سيكف عن كونه شاغلا ومشغولا فيه، لم يكن يكلفها شيئا حين لا ترغب به سوى أن تضع رأسه تحت الغطاء وتنهي معادلة الحلم وتغيب في بياض النوم المتأرجح.
شعرت به يقترب تارة ويبتعد تارة أخرى ، يحاول أن يلتقيها مصادفة أو أن يظهر كذلك ، أحست بعينيه ترصدانها أينما ذهبت، تداعت أحاسيسها (…)