قلمي
لم الخوف منك؟ ابحث عنك. أتساءل لم الخوف منك؟ أنت شئ عظيم. استطعت أن تسطر تاريخا وحضارات. كنت الرفيق لمن أراد أن يكون خيرا لأمته. وكنت سلاحا ذا حدين. استخدموك لقوتين: الخير والشر، العدل والظلم. كنت صامدا معهم، قادرا على تسطير تجليانهم ومشاعرهم وأفكارهم.
كلما أردت الاقتراب منك أحسست ببعدك، بقوتك، ابحث عنك لأبحث عن نفسي فيك وبك. حيرة أعيشها لأجلك. أتأمل أصابعي وهي تمسك بك لتخط ما تستطيع أن تخط وتقول. ابحث عنك لأجد سلوتي فيك، ولكن خوفي منك كبير وعظيم. حاولت التخلص منك فلم استطع. حاولت (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصان: قلمي وأقنعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: منال الكندي -
قطعة حلوى
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: رامي أبو شهابلم تكن تعلم أن الذهاب للتسوق سيبعث حيواتها التي بادت منذ زمن بعيد، وسيعيد تقشير خلايا عقلها لتسحق قشور الخيبة والإهمال، وربما الكف عن عادة إدمان أحلام اليقظة على فراش بارد وجاف، لعل الحائط الذي مارست معه الحب مرارا وتكرارا سيكف عن كونه شاغلا ومشغولا فيه، لم يكن يكلفها شيئا حين لا ترغب به سوى أن تضع رأسه تحت الغطاء وتنهي معادلة الحلم وتغيب في بياض النوم المتأرجح.
شعرت به يقترب تارة ويبتعد تارة أخرى ، يحاول أن يلتقيها مصادفة أو أن يظهر كذلك ، أحست بعينيه ترصدانها أينما ذهبت، تداعت أحاسيسها (…) -
أكلة منسف
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصلم ينم طوال الليلة الماضية. ذهب إلى المكتبة ليمضي بعض الوقت في تصفح الكتب وتصوير بعض صفحاتها، ويتفادى بذلك النوم في النهار. وذهب إلى المكتبة أيضا للتهرب من موعد يلتقي فيه مجموعة من الأشخاص على أكلة منسف.
كان يظن أن وقت أكل المنسف ظهرا، ولذلك غادر المكتبة حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. كان الطقس ربيعيا دافئا. نزل من الباص، وتمشى بقية الطريق إلى البيت.
استلقى على أحد المقاعد في غرفة الجلوس والنعاس يغالبه. لم يكن يريد أن ينام، لأنه إذا فعل ذلك فسوف يصحو في منتصف الليل، ويفسد نظام نومه من (…) -
نظرات متقاطعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: أحمد عبد الجليلصليت العشاء على عجل، ثم هرعت نحو خزانة ملابسي، أنتقي من ثيابي أجمل ما اشتريت من محال بلدنا، أدعو الله في سري ألا يغير رأيه في اللحظات الأخيرة، أعرف أنه لم يوافق إلا على مضض على اصطحابي معه إلى ذلك المطعم المكشوف، المقابل للفندق الذي نقيم فيه، وبعد إلحاح لم يعتده مني منذ زواجنا قبل أكثر من عام، ظل يرقب عن كثب ثوبي الطويل غامق اللون، ما أتزين به من مصاغ ثمين، وكذلك مكياجي الخفيف، الذي يكاد لا يلحظ، عسى أن يجد ما يؤنبني عليه بشراسة تجبرني على إغماض عيني بقوة لئلا تطفر من إحداهما دمعة قد تثير (…)
-
الـصّـفــر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: إبراهيم يوسفوعلى ضفاف "دجلة" ما يزال حشدٌ من الآلهة
يتباطأ. فبعضهم برزوا من الطوفان والكتب الأولى،
والآخرون قدِموا مع الفاتحين أو التجار.
وقليل من المؤمنين في "المدائن" يحتفظون
بصلواتهم لوثن أوحد (1).
مع تحيةٍ من القلب للأخ الصديق مهند النابلسي
ترك الكتاب مفتوحاً على الصفحة التي بلغها، ثم غطى به وجهه ليحجب النور عن عينيه، وراح يستعيد في ذاكرته المشاهد العديدة التي توالت أمام ناظريه لساعة من القراءة أو ما يزيد.
كان من أشهر علماء عصره في بلاد الرافدين، منذ حضارة العهد البابلي والسبي، وسيادة (…) -
الفرح حكاية لا تنتهي
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: إيناس ثابتمسكين أيها الفرح، لا مكان لك في قلوب الفتيات المخضبات بالجمال الهائمات في نزف القصائد، ولا في لحن الأغاني أو حديث العابرين وقصص الغرباء. وكلما طرقت قلبا تسارع الحزن ينهال منه ولو فتحت كتابا رأيته يضطجع بين أوراقه ويلمع فوق أحرفه وكأننا لا نطلق البسمات بل ننام على وثير الدمع وزفرة الصدر كل ليلة، ونحيا على وزن واجمين واجمين واجمات واجمات.
الذنب ليس ذنبك يا عزيزي، الذنب ذنب أقوال ادّعت أنك وهم لا يدوم وأن الحزن مفتاح بوابة الصبر والصبر ممر للجنان، أغرقوا أنفسهم في الحزن وحفظ أدق تفاصيله حتى (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
على ضفة الحلم
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: صفاء صيد. مقدّمة
ما أروع أن تجد أبا يحثّك بكلمات بسيطة وجمل مختصرة على حفظ ولو بعض من القرآن الكريم، وبيت أو اثنين من الشّعر الفصيح، وكذا مطالعة الكتب راقيها ودانيها! وتزداد تلك الرّوعة رونقا عندما تجد أمّا تصرّ عليك أن تدون أيامك على صفحات بيضاء تنتظر أن تدبّ فيها الحياة. تصرّ، فتكاد تجبرك أن تكتب أيّامك كلمات تعزف حروفها حسن التنسيق بين الجمل، وكأنّ الجمل صارت تصنع الكلمات.
آه لو كان ذاك الشّعور يسمعني لرجوته أن يمتدّ سرمدا ويتخطّى كلّ حاجز يقف له متصديا دون أن يصاب بمكروه. لذيذ هو ذاك الشعور (…) -
انتظار
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: روضة الجيزانييستيقظ من نومه مبكرا. يمارس تلك الطقوس التي اعتادها يوميا. وفي طريقه لمكتبه، يجري عشرات الاتصالات. يزدهر خياله بنجاحات حققها ومازال ينتظر تحقيقها. يلتقط شريطا اعتاد على سماعه يوميا. صوت الأماكن يحرك ذكرى سنواته العابرة. يحاول أن يلتقط صورا من أماكن كانت عناوين للقيا بينهما فلا يجد سوى مساحات فارغة تشيخ أمامه اللحظات، وتصبح الأشياء التي حوله عجوزا ينتظر نهايته بكثير من القناعة.
يواصل السير. "يا أنت لم تخلق للأحياء وإنما للأشياء،" عبارة رددتها كثيرا. ظلت بداخله تجسد أمسه وحاضره، تلوح بسنوات (…) -
لعنة الديك الرومي
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: أمل النعيميسيدي القاضي الليث ملك الغابة والعدل الموقر، حضرات المستشارين ممن صالوا وجالوا في مملكة كليلة ودمنة، الأخوات والأخوة الحضور من بني الإنسان والحيوان:
لم أطلب محاميا لأني أعرف وأعترف بأنني الجانية والمجني عليها، ولا أطمع في أكثر من حسن الإصغاء إلى كلمة حق في زمن أصبحنا نحتاج فيه إلى ألف وسيط ووسيط لكي تقال وتسمع. وصدقوني، إنني من أشد المعجبات بجمعية الرفق بالحيوان. لكنني أحيط عدالتكم علما بأن فصيلة الإنسان الذي يرعى هذه الجمعيات هو الذي دفع بي للمطالبة بالحكم على سلالة الديك الرومي بالانقراض. (…)