يجمعن مع أمتعتهن أطراف ذكريات، وبعض عصارات نفس تذوب بالشوق على قصاصات ورق تحنو في بعضها، وتلقم أنفاس الروح في بعضها الآخر، خرجن في مساء موعود، تجمعن أربعتهن في صالة المسافرين، قبل موعد إقلاع الطائرة بساعتين بناء على ترتيبات مسبقة فيما بينهن، استعدادا للسفر إلى البلد الشقيق الذي سينعقد على أرضه المؤتمر الثقافي الذي دعين إليه، وخلف عربة واحدة حملت أمتعتهن جميعاً تحركن بين مواقع إنهاء المعاملات إلى صالة الانتظار الأخيرة.
تبادلن عبارات الحمد لسير الإجراءات، وسِرن بعد أن تخَفّفن من حِملهن عند (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
أوراق الزمن
1 أيار (مايو) 2008, ::::: هيام ضمرة -
عندما اشتعل الحريق
1 حزيران (يونيو) 2022, ::::: فراس ميهوبعندما اشتعل الحريق في غرفة أرشيف الإذاعة الوطنية، وصل فريق الإطفاء بسرعة، نصف ساعة كانت كافية للسيطرة الكاملة، الخسائر مع ذلك كانت فادحة، آلاف من الأفلام النادرة والتحقيقات المهمة صارت رمادا، نسخة أصلية وحيدة من مسلسل قديم اختفت إلى الأبد.
لا أحد يعلم كيف اندلعت النار، أغلب الظن أن سيجارة منسية أضرمت الشرارة الأولى، التدخين ممنوع بتاتا، لكن المخالفة طبع إنساني أصيل، قيل إن مخرجا مشهورا دخل للبحث عن شريط لبرنامجه ونسيها على أحد الرفوف.
نظرية المؤامرة تقول إن مخربا هو من تعمد وضع النار، (…) -
عنق الزجاجة
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: زكي شيرخانجرت العادة أن يجتمع أفراد العائلة ضحى أول أيام كل عيد في منزل الوالد. الأولاد المتزوجون مع زوجاتهم وأبنائهم. البنات المتزوجات مع أزواجهن وأبنائهن. كنت الأصغر من بين الأشقاء والشقيقات والأوحد بينهم الذي لم يتزوج. كنت أعيش مع والديّ وحدي في الدار. لم أكن أحب العيد، ليس لأني لا أحب أن ألتقي بأفراد العائلة، بقدر ما كنت أنزعج من ضجيج العدد الكبير من الأطفال الذين يجتمعون. كانوا وبموافقة والدي يستبيحون الدار كلها. يحتلونها، عدا القبو حيث مكان خلوته، وبه كتبه، نفائسه، أوراقه، أقلامه، (…)
-
انفجار
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: زكي شيرخانفجأة، أصبحت الظلمة حالكة. سكتت الأصوات، وأطبق السكون على كل شيء. المكان اصبح مجهولا. والزمن صار بعلم الغيب. توقفت الحركة، وسكن كل شيء. وبدأ الانكماش.
حاسة اللمس هي الأخرى فقدت فاعليتها، ولم تعد تميز الأشياء. بين المكان والزمان المعاشين هذه اللحظة وما قبلهما فقدت الذاكرة قدرتها على الوصل؛ وفقد العقل هو الآخر قدرته على إحصاء وحدات الزمن.
صور تراءت، دم (الرجل) ما زالت تصطبغ به الذاكرة، ومشاهد مواراته الثرى هي هي لم تتشوه.
جيبوتي في طريقها إلى الاستقلال. بيروت الممزقة الأوصال. الطائرة (…) -
عـائــشــــة
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: ضياء البرغوثيكانت النظرات البريئة التي رمقتني بها تحاول أن تجد حولها من يجيب عن تلك الأسئلة التي تتساقط من عينيها. بعد هنيهة شرعت عائشة بالبكاء عندما عجزت عن الالتقاء بإجابة عن أسئلتها الحائرة بين الأزمنة والمكان، فالمكان كان بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال. أما الزمان فلا يُنسى، لأنها في تلك اللحظة كانت مسلوبة من حضن أمها التي تركتها خلفها تعيش في زنزانة صغيرة، بين أربعة جدران، وأكثر من سجان يعدون عليها أنفاسها، ويحصون عليها أيامها التي تمر ثقيلة ثقيلة. كيف لا وهي ترقد في زنزانتها التي كانت تؤويها هي (…)
-
العشق الأبدي ونصوص أخرى
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: أمين دراوشةالعشق الأبدي
مليئة بأشجار الليمون واللوز والرمان والزيتون. عندما انهض صباحا يداعب أنفي أريج زهر الليمون، فاستقبل يومي بفرح عارم يعجز جسدي عن احتماله، فأطير قليلا فوق الأشجار، ارتع قليلا بين ثمارها، قبل الذهاب إلى عملي.
كانت الشمس قد "عملت عمايلها وما خلت عشبة إلا ومن الدفى طلعت". ونسيم البحر الرقيق يصل من بعيد يحمل الندى والمنى.
ومن فرط السعادة، أقرر أن أصلي "صلاة النعنع البري" في كنيسة البشارة و"صلاة الميرمية" في كنسية المهد، وانهي يومي الجميل بتكحيل عينيّ برؤية قبة الصخرة الفريدة، (…) -
الخاتم المبهر
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: فنار عبد الغنيبكل خفة كنت أحاول اختلاس النظر إلى خاتمها المُبهر الذي تزين به بنصرها العاجي. في الواقع لقد أبهجني خاتمها الأنيق الغريب الشكل وجذب انتباهي دون إرادة مني. لا أذكر أنني رأيت خاتماً بمثل هذه الروعة منذ أن تغيرت خريطة مفاهيمي للعالم القيمي التي جعلتني بدورها أمتنع عن الذهاب الى سوق الذهب نهائياً.
كان خاتمها المُبهر من الذهب الأبيض، تتوسطه لؤلؤة بيضاء برّاقة متوسطة الحجم تحيط بها حبيبات ماسية لا تقل بريقاً عنها، وتتخذ هذه الحبيبات الماسية شكل وريقات زهرية تفتحت لتوها، فتبدو قطعة اللؤلؤ المشرقة (…) -
عينان خضراوان وفرع صفصاف أصفر
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: فكري داودفي مواجهة الداخل بابان لحجرتين متجاورتين. على يسار الباب الأول ركن هو أحد أركان الردهة الأربعة. قاعدتا جداريّ الركن مسندان لظهرها. من تحتها يمتد فراش جلدي يخفي الأرضية عارية البلاط.
منذ بضع سنوات وهذا مجلسها تقريبا، تنام ساق ملمومة فوق ساق ملمومة أخرى. تحتهما مقعدة ممتلئة، قياسا إلى سائر البدن البض. على يسار الداخل، ويمين الخارج تقبع، تدور الأقدام، تتعالى الأصوات أو تتواطى، لا تقترب من سيرتها إلا مرات قلائل. لم يعد يصل إليها الخطو، إلا لوضع طبق طعام، أو كسرات من خبز في صمت.
توقفت عيناها (…) -
وحوش فضائية
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: مهند النابلسيأينك أيها النوم اللذيذ؟ وبدأ ينام، فتخيل في منامه فتاة جذابة عذبة، باهرة الفتنة والجمال، ذات ابتسامة مشرقة، وقد وقع نظره للوهلة الاولى على شفتيها المغمورتين بحمرة وردية داكنة، تشبه زورقين يبحران بعيدا، فأحس برغبة عارمة في رؤية اللون الحقيقي لهذا البحر الغامض وشم عطره ولمس زبده وتذوق ملوحته!
تخيلها تسقط من الفضاء هاربة الى مركبته الفضائية، طالبة باستعطاف وحنو آسر أن يحميها من المهاجمين الأوغاد: انهم وحوش فضائية تشبه السلاحف والديدان والحشرات، وقادرة على التخفي بمهارة فائقة، فاحذرهم! فوعدها (…) -
هزيمة الضوء
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: نوزاد جعدانكان يوما بعد كل يوم، مختلفا ومضطربا، وأنا أقود سيارتي وسط هذه الصحراء، كانت الأسئلة تشدني والأفكار تراود خاطري بطريقة جنونية، أحاول أن أصنع وشائج بينها، ولكن كل شيء يبدو ضوءا منهزما تحت ظل شجرة؛ حين يرتبط الأمر بالدين بالفلسفة.
فكرتُ كثيرا. من هي التي تغادر، الروح أم النفس، أثناء الموت والنوم؟ فالروح نُفخت من روح الله ومحال أن تموت بذلك، والنفس ذُكرت في الكتب السماوية أكثر من مرة وهي التي تغادر كما ذكر في القرآن الكريم.
وإن كان الجسم عربة والروح مولدة العربة، فالنفس إذاً هي سائقها، (…)