أقدام تتعثر بين عجلات السيارات شتائم لسائق لم يجد من يشتمه إلاه، أبواق تمثل لحنا واحدا ليد ضجرة لرجل قلق.
صبي صغير وحيد لأرملة شابة يركض بين السيارات ليبيع علب سكائره التي يحملها بخشبة معلقة على كتفيه. كم تشبه المقصلة! يتدلى رأسه منها. الحبل الجلدي يحز رقبته وتزيده قطرات العرق ألما بملوحتها، كم يفرح حين يخف حملها لتمتلئ جيوبه مكانها قروشا ليزيحها عنه في آخر النهار بعد أن احتضنها بطوله كأنها رضيع.
باع سكائره ذهب ليبتاع مكانها أُخرى من شخص يبيعهم إياها صباحا ليوزعوها له في مواقف السيارات (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
لسعة النار
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: هدى الدهان -
موظفة الترويج
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: محمد التميميتقف في وسط السوق بكامل أناقتها، مرتدية ابتسامة خفيفة وزي الشركة الذي يغطي شعارها كل ما حولها والجدار من خلفها . تعرض بضاعة وعروض شراء لها رغم عدم إقناعها بالبضاعة او عروضها ولكن "لقمة العيش". رغم هذا فهي تحاول إقناع الناس بها بكل الطرق، حتى في بعض الأحيان تضطر لأن تخلق كذبة بأنها ستأخذ هذا العرض لنفسها لو لم تكن قوانين الشركة تمنعها.
جلس على طاولة في مقهى قريب، وبدأ يراقب تحركاتها، علامات وجهها، انفعالاتها، ابتساماتها الجميلة عند إقناعها لأحد الزبائن بشراء قطعة، خيبة أملها من عزوف زبون عن (…) -
بـحـــارة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: أشواق مليباريما إن تعالى صوت المؤذن حتى قفزوا من أسرّتهم، منهم من نام مبكراً، ومنهم من منعته من النوم الإثارة المنتظرة، فاغتسلوا وصلوا، ثم حضروا أمتعتهم من الحقائبَ والمعاطفَ التي كانوا أعدوها بالأمس.
في المطبخ كانت الأم تجهز الشطائر والحليب الساخن، وتموين الماء للرحلة. الأم آخر من نام وأول من استيقظ لإعداد لوازم الرحلة.
كل شيء كان معداً بإتقان، مغلفاً أو معبأً في السلال.
الأب الربان وقائد الرحلة، كان في الفناء يجهز خيوط (الجلب) (1) الوترية، الخطافات، علب الطُعم، وحافظة البرودة تنوء بأكياس الثلج، (…) -
تــسـاؤلات
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: منال الكندي"أنـا أفـكــر إذن أنـا مــوجــود" (رينيه ديكارت، الفيلسوف الفرنسي)
ينفث دخانه قرب نافذته وكأنه بنفثه يطرد الهموم الجاثمة فوق صدره، يطرد عن رأسه تلك الأفكار عن كل شيء وحول كل شيء: حبيبته التي هجرته للبحث عن حياة أفضل مع رجل الضمان لديه بنك جيوبه.
فقد الأمل في أن يحصل على فرصة عمل واحده بعد أن تشقق حذاؤه بحثا وتنقلا من مكتب، لوزارة، لشركة. وهو يرى أمامه الإعلانات والبرامج برنامج تلو الآخر: فرص عمل وطرق للنجاح. بائعو الآمال والأحلام التجارية التي فرصتها في البقاء لتختمر ربع ساعة لا أكثر. (…) -
تاريخ
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: زكي شيرخانبين مرحلة الدراسة الابتدائية والجامعة، مضت السنوات سِراعاً. التحقتُ بكلية الآداب فرع التاريخ. كان معدلي يؤهلني للدخول في كليات، من وجهة نظر الآخرين، أهم وأرقى، يمكن أن تمنح المتخرج منها مركزاً اجتماعيا مميزاً. كان هذا الرأي بالنسبة لي مجرد هراء ولا يستحق حتى الرد على مردديه. أمام إلحاح وإصرار والدي، كنت أزداد عنادا.
= «أبي، صراحتي معك لن تقلل من احترامي لك، ولن تمس مودتي تجاهك، ولن تضعف فخري بك. هذا مستقبلي، فدعني أمضي فيه على طريقتي. التاريخ هو اهتمامي الأول، ودراسته هو ما خططت له. أعدك (…) -
المسافات تغادر مواقعها لاحقا
25 آذار (مارس) 2013, ::::: حاتم الشبليبألق وتوهج استلقت علي الكرسي المجاور. كان الجو في الغرفة حارا، والمكتب البني تفرقت علي سطحه أوراق مبعثره وجهاز كمبيوتر شخصي تنبعث منه أغنية رقيقة لأمال النور. ابتسمت، وحالا انطلقت نظراتي الليزرية تتأمل في مواضع منتخبه في جسد اللوحة. تذكرت صديقي الذي يمازحني دائما: نظراتك مسمة. اشتبكت الكلمات مع بعضها وانشغلت عنها بمعاينة اللوحة، اعيين نفسي علي ذلك ببعض الكليمات النازحة، كلمه يتيمة أخرجتني من خشوعي. قالت: "زوربا".
"نعم، زوربا". قالت: "أكيد في قصة ورا الحاجة دي".
بكل تأكيد، فهو قد روى (…) -
قصتان: سيمفونية الجراح + سيدة القصر
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: بسام الطعانسيمفونية الجراح
النيران تندلع في خافقه، فيضع الجرح فوق الجرح، يثور كبركان هائج، يحمل لهفته، يدور في الشوارع والأزقة، ويفتش عن الغزالة التائهة، التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى سراب.
يدور حتى يتدحرج فوق صخور التعب، فيجلس تحت شجرة توت عتيقة، يناجي السماء، يذرف دموعا صامتة، ومن حزنه عليها تنحني وتبكي عليه قامات الأشجار، يمسح دموعه ويتساءل بحرقة والتياع:" هل ضاعت أم اختفت إلى الأبد؟
يعرش العذاب في جسده، فيشعر كان الزمن توقف، فلا الليل ينجلي ولا الصباح يكشر عن نوره، يبقى شاردا على خطوط التيه، (…) -
صباح ظبية التلال الساكنة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمدفي الطريق المؤدي إلى داخل المدينة، يعبر القادم من الشرق امتداد جبل طويق، ويراها القادم إليها وهي تقف محفوفة بالتلال، كالتاج على رأسها. إن كانت جدة هي مدينة البحر والأسواق، فإن الزلفي هي عروس التلال أو ظبية التلال التي سكنت وامتنعت عن الحركة لتنصت وتستمع لأصوات المآذن الكثيرة التي تدعو إلى الصلاة والفلاح.
المدينة الصغيرة بشوارعها وإشارات ودوائر المرور فيها، كأنها نموذج مصغر لمدينة -أو مجسم تخطيط مدينة. في الكيلو الواحد توجد أكثر من إشارتين ودوار، ومع الصغر وقرب المسافات، يسمع المرء في (…) -
موجة أخيرة لغزة
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: هبة محمد الأغامنذ وقت طويل لم أكتب لغزة، كانت تسكن في الغياب أكثر، وحين عدتُ إليها، تشبعت منها، تشبعت من الحضور المبالغ فيه، لكنني كلما أذهب للكتابة عن أي مدينة أخرى، أجدني أعود إلى غزة.
الصبية الحنطية التي تقف على شاطئ البحر، العصبية دائماً، المجنونة أكثر أوقاتها، العاشقة في لحظات الرحيل. إنها المكابرة حتى حين يعترف لها العشاق، ويرسمون على رملها الساخن قلوباً وهمية، ورسائل يرمونها في عرض البحر.
إنكِ تبعثرين كل شيء، تبعثرين حقائبنا المدرسية ونحن نطوي المسافات بين مدرستنا وبينك، تبعثرين كتبنا ودفاترنا (…) -
رسالة إلى جــنـيــن
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: ظلال عدناننبض قلبك، حركاتك، انقلابك، ركلاتك وصورتك بالأبيض والأسود على جهاز الأشعة فوق الصوتية كلّها تؤكّد وتثبت وجودك وتنبئ عن قرب قدومك. وأنا يقلقني الانتظار. إليك يا صغيرتي أخطّ كلمات أنت ألهمتنيها حتى قبل أن يعانق النور عينيك، وقبل أن تلثم شفتاي نعومة خديك.
أنا يا صغيرتي اشتقت إليك وأشفق عليك؛ أنتظرك في دنيانا وأخشى عليك من قسوتها؛ فثلاث ظلمات تحيط بك هنا خير لك من ظلمات متراكبة في عالمنا، والضيق الذي يحاصرك فيجعلك تنثين حول نفسك تحتضنين جسدك أرحم من سعة هنا تخنق روحك تلوثا وضجيجا، وعيشك وحيدة (…)