في ذلك الوقت من كل يوم، اعتادت أن تراه في قمة تألقه. بنظارته الشمسية وسواد حذائه وساعته في يسـراه. بطلبه المعتاد على الصباح في هذا المكان الأنيق. دخان القهوة المتصاعد يضفي عالما مميزا من الرقيّ مع لمسة خشبية في التصميم تعطيك إيحاء بالسكون والفخامة.
كل ذلك يزول تأثيره بمجرد وصوله. عطره يجبر الورود المتفتحة على امتصاص روائحها لهيمنة وجوده. تنتظر أن ترى عينيه لتضيء المكان من غمامته على الرغم من إضاءته. أيا كانت ألوان ملابسه، تتغير الألوان المحيطة به لتتلاءم معها. أحيانا توقن بأنه ليس بشـرا، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ليس بيدي
25 أيار (مايو) 2015, ::::: أحمد عبد الله -
باقة الورد
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: صابرين حكيمكعادتي أخذت كوب النسكافيه وجلست في شرفة غرفتي المطلة على البحر الذي أعشقه كثيراً، وشد انتباهي رجل يسير بتمهل يمتزج شعره باللون الأبيض والأسود ويحمل بين يديه باقة رائعة من الورد ويجلس على مقعد أمام البحر. لا أدرى لماذا ظللت انظر إليه. كنت أتشوق لرؤية محبوبته التي سوف يهديها باقة الورد، وبعد قليل شاهدت الرجل وقد حمل الباقة وألقاها في البحر ثم غادر المكان ورحل، فزادت دهشتي وعجبت لأمره، ونظرت إلى الساعة فجدتها الثامنة صباحا، فأسرعت للذهاب إلى عملي. في اليوم التالي تكرر نفس المشهد، فزادت (…)
-
عابر جسر
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: محمد التميميكانت احدى ليالي كانون الباردة، وكنت أتجول في وسط المدينة، التي يوحى لداخلها أول مرة أنها مهجورة، كان الجو صحوا رغم برودته، كنت استعين على هذا البرد بمعطف جلدي وكوب من القهوة الساخنة.
توقفت على جسر قديم، عمره مئات السنين، يمر من فوق نهر يسير ببطء وهدوء حد الرتابة شأنه شأن سكان المدينة. خلعت احدى قفازاتي ومسحت بضع قطرات من الماء تكاثفت على حجارة الجسر المتعبة، وكأنما قد تعب من الوقوف كل هذه السنين حتى تعرقت حجارته. اقتربت منه وهمست خوفاَ من أن يسمعني أحدهم وينعتني بالجنون:
"من أنت أيها (…) -
غير معطف غوغول
1 آذار (مارس) 2009, ::::: غادة المعايطةكان اكاكي اكاكيفيتش يسير في اشد مشاعره ابتهاجا واحتفالا. وكان يحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيه معطفه الجديد. وضحك بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سروره الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه جيدا.
لم يكن صاحب المعطف هذه المرة غوغول بل كانت السيدة أم راضي، التي كانت "تسير في اشد مشاعرها ابتهاجا واحتفالا. وكانت تحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيها معطفها الجديد. وضحكت بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سرورها الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه (…) -
في قاعة الامتحان
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محمد التميميأصوات دعوات وتهجدات تسابيح وقرآءة لآياتٍ من الذكر الحكيم، ليست جلسة ذكر أو حلقة في مسجد من بعد صلاة الفجر. هي دقائق قبيل امتحان نهائي لإحدى المواد الدراسية. خوف، ترقب وقلق على وجوه الطلبة، وقاعة رغم ما فيها من إضاءة الا أنها كانت معتمة باردة. كل طالب جلس في مقعده يمارس طقوس اللحظات الأخيرة قبل بدء الامتحان.
دخل رجل سمين يشبه المعلمين في الافلام، رجل في أواخر العقد الخامس من العمر، كث الشاربين، متجهم الوجه، يلبس بدلة "السفاري" ويتأبط شرا ملف الأسئلة. يتقدم بهيبة اتجاه الطاولة المعدة مسبقاً (…) -
طيف على جدار
25 أيار (مايو) 2013, ::::: فاطمة نزال=1=
تراءت له طيفا. كان كالغريق الذي تعلق بخشبة من حطام زورق على أمواج القدر الذي ساقها إليه. قرأت كلماته التي تقطر آسى ومرارة. حاولت مواساته، استفزته بتعليقاتها اللاذعة، جعلته يستيقظ من تلك النكسة التي أصابته بعد قصة حب فاشلة.
"عليك أن تتعملق في وجه مشاكلك، مثلك لا بجب أن يكون بهذا الضعف. من تركتك لا تستحق إلا النسيان. مثلك سيدي عليه أن يخرج من هذه القوقعة التي حشرت نفسك فيها طواعية تبكي حبا قد رحل".
كانت كلماتها كالصاعقة في وقعها عليه. كل من يتابع كتاباته يثني عليها ويجامله ويبكي أو (…) -
الخديعة الكبرى
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: آمال سلامة"لا تحمل الأمس على رأسك فتبقى مطأطئ الرأس بين هامات مرفوعة".
أذكر أنني قرأت هذه العبارة من زمن بعيد، اتّخذتها شعارا لي، دفنت الأمس في قلبي لأبقى مرفوعة الرأس، ولم أدرِ حينها أنّ هذه المقبرة سيأتيها يوم تفيض بما فيها، أين سأدفنه؟ لا أستطيع حمله على رأسي، ولم أعد أحتمل دفنه.
الأمس يحمل الكثير، لكن شيئا واحدا بقي يكبر ويكبر، قلت دفنته، فكيف يحيا من يموت؟ إنه ينمو ويكبر، تغلّب على قلبي وقوي عليه. قتل كل المشاعر الجميلة، كل الأحاسيس ليسيطر هو وحده.
أسمعهم يتحدثون عن الحب، وأكاد أجزم أنني لم (…) -
عصر الكومبيوتر
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصقبل عقدين من الزمن شاهدت رسما كاريكاتيريا في مجلة للمهندسين. جهاز كومبيوتر ضخم يطبع، والأوراق متكومة قربه. الموظفون جالسون في المكتب على مقربة من الحاسوب. بعضهم يدخن الأرجيلة (الشيشة)، وبعض آخر يلعب طاولة الزهر (النرد). التعليق المصاحب للرسم كان: "عصر الكومبيوتر." والسخرية الواضحة في الكاريكاتير أن عصر الكومبيوتر لم يغير شيئا في طباع البشر، على الأقل في أماكن العمل.
طبعا تطورت أجهزة الكومبيوتر كثيرا منذ عشرين سنة، ودخلت في الكثير من الأعمال، ويصعب الآن تصور أعمال لا يستخدم فيها الكومبيوتر، (…) -
موتى بلا عذاب
1 آذار (مارس) 2007, ::::: رحاب الصائغجلس الرجل على الكرسي الذي يكاد أن يفقد لمفاصله التراخي والانسحاق، وبجلوسه عليه غيّر الكرسي رأيه وحاول الصمود ريثما يقوم من فوقه. لكنّ الرجل وجد أن الجلوس مريح في هذا المكان. فعقد حاجبيه وصوبّ نظره على الزهرية المنفوخة البطن وحلقها الرفيع تعلوه بعض الزهور الذابلة رؤوسها. ظلّ يحدق تارة في بطن الزهرية، وتارة في زهورها إلى أن فقد الكرسي كلّ طاقته في التحمل وتهاوى فلم يكن أمام الرجل إلاّ محاولة الإمساك بشيء لكي يستند عليه فلم يجد غير الزهرية فهوى الاثنان معا وشهد التحطم.
الاثنان كانا قرب حافة (…) -
لا تـطــل الغياب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: أميمة أحمدلا زالت آثار النوم غافية على جفونها. جالت عينيها في الغرفة، توقفت إلى الوسادة الخالية وما زالت محضونة بين ذراعيها، تأملت الألوان المنسجمة في غرفتها، كلها مستولدة من مشتقات الأصفر، اللون المحبب لها. أعجبتها الأناقة المتواضعة، وتلك الوردة المتسلقة على نافذة غرفة نومها. كل شيء يوحي بالشاعرية المفرطة.
هكذا أصبحت بايا تبحث عما يُريحها، وكان هذا الأمر مهملا لديها، لأن راحتها كانت خارج منزلها، في الحياة العامة، حيث السياسة والنقاشات الحادة غالبا، فهي لا تعرف أنصاف الحلول، وهذا ما جعلها تحزم (…)