بائع الرمل (1): قصة للصغار
ملاحظة من الكاتبة: تقتضي الأمانة الإشارة في البداية إلى أنني أخذت هيكل القصة "بائع الرمل" من موقع فرنسي موجه للأطفال بين سن الثالثة والسابعة (pommedapi.com)، وهي قصة كتبت قبل عشرين سنة، وكاتبها غير معروف. القصة الأصلية بسيطة تدرب على المحادثة، ولذا كانت بلا نهاية. أما النص أدناه فهو نتاج تطوير الهيكل، ووضعه في إطار تاريخي متعلق بالجزائر.
مقدمة: أغيلاس يريد أن يصبح بائع رمل. لكنه ليس إلا طفلا. هل تظنون أنه سيحقق مبتغاه؟
في عصر موغل في القدم، كانت هناك مملكة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
بائع الرمل
25 آذار (مارس) 2013, ::::: زهرة يبرم -
المنتظــر
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: فنار عبد الغنيكنّا ننتظره بوجل، تجول أبصارنا بحثا عن شيء يعلمنا بدنوه منا، ننصت بكثير من الرهبة لندرك أقل حركة ترشدنا إلى حضوره.
كنّا ننتظره ولا نعلم لحضوره المتوقع وقتا. هو لا يأتي في أوقات معلومة، هو الخارق لكل المواعيد والحسابات، هو لا يجري عليه الزمان. أرهقت أبصارنا من انتظاره، لكننا بقينا ننتظره، ننتظره ونحن على يقين من أنه سيأتي بغتة ودون أن يشعرنا بحضوره.
كنّا ننتظره ونحن نخشى رؤيته ونجهل صورته وهيئته، بينما هو يدرك صورنا وهيئاتنا، ويعلم الوقت المحدد للقائنا.
إن التفكير بلقائه يثير الرهبة في (…) -
قطة زرقاء
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: أشواق مليباريكانت تجلس أمام طاولة المقهى تتناول مشروبا برفقة صديقة لها. تتحدث إليها بملل وقد ارتسم الضجر على وجهها المستدير ذي الملامح " القططية". تستدير لتمسك ذيلها الحريري الأزرق، وتمرر أصابعها من خلال فروه السميك، لتلاطفه بين الفينة والأخرى. حينما انتبهت خلفها إلى جلبة صاخبة، وغبار كثيف. همست صديقتها: "يبدو الأمر شجارا".
شقَّ الغبارَ شابٌ يترنح، تعثر ثم سقط على الأرض، فوقف عند رأسه مخلوق أسود؛ ضخم الجثة كث الشعر يشبه القردة، يضرب على صدره ويطلق صرخات مدوية. رفع قدمه العملاقة ليهوي بها على رأس (…) -
وظيفة شاغرة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: رزق فرج رزقفي عشية كل يوم من أيام البحث عن عمل، أعود إلى البيت في شوق يجدده الإنهاك الذي يتملكني أثناء البحث المتعب وما أن ادخل غرفتي الصغيرة حتى أشعر براحة يملأها شهي الصفاء ولذيذ الاسترخاء. ومع بداية يوم جديد قرأت على صفحات جريدة، خبر عن وظائف شاغرة، والمطلوب بعض الإجراءات.
وفي فترة زمنية ضيقة، حملت نفسي إلى العنوان المذكور. طرقت الباب. استقبلتني موظفة. بابتسامة خافتة، قالت:
"تفضل."
قلت: "أبحث عن عمل، وقرأت في ..."
"هل سبق لك التقدم إلى وظيفة؟"
"طرقت أبوابا عديدة. مقابلة بعد مقابلة. رسالة (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
ريحانة الخريف
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتتترك الأغنام بداية الطريق المؤدي إلى الوادي وتعود إلى منزل الشيخ نوري البصير لتستمع إلى درس في اللغة العربية والتجويد. تجلس في آخر صف والخوف يتملكها. تتابع قليلاً حركات فم الشيخ نوري البصير في الشدة والفتحة والضمة وتتذكر أغنامها التي تركتها ترعى لوحدها. وتردد مع الصغار بعض الآيات والعبارات. وبحاسته السادسة يتساءل الشيخ نوري البصير هل جاءت ريحانة الخريف؟ يقصد رمانة. فتقول نعم جئت يا شيخ لأسمع الدرس وأفهم، فيتلو عليها بعض الأحوال في فنون التجويد. تتذكر رمانة الأغنام، فتترك دفترها مع محمود، ذاك (…)
-
انتهاء الزيارة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: مرام أمان اللهما زال يصر على الرحيل عن هذه البلدة الوادعة، يجهّز للسفر بلا حقيبة، قاصداً ترك التفاصيل البعيدة والقريبة في ثناياها وبين ضلوعها.
هذا الصيف الغريب الذي لفّ أجواء المدينة بانتعاش الروح في لقيا الأحبة تارة، وبالألحان الفيروزية الحزينة وقت الأفول تارة أخرى. كم أحببته وكم أحبّته. وها هي أضواء بيت لحم تستعد للنوم بعد سهر دام بضعة أشهر في ليالي القمر الصيفية الهادئة.
أَجَنَباتها عطشى للسبات؟ أم أنها تهرب من وجع الفراق لتلقى محبوبَها في الحلم؟ أو لربما في طيفٍ سكن أجفاناً مطبقة؟
جاءها يحمل (…) -
همس البحر
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: زهرة يبرمسكيكدة، تلك المدينة الهادئة الصاخبة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، والتي تسخو بالعطاء بلا حد. تهب الجمال لمن يتذوقه، وتحنو على زائريها. ترتفع شواطئها في سماء الجمال شامخة حين تعانق خضرة الجبل وزرقة السماء وروعة ما وهبها الخالق من بديع الصور.
دعاني هذا المساء شاطئ "ميرامار" ، أحد شواطئ سكيكدة. وحين يدعوك شاطئ مثله فلا يمكن أن تتأخر أو تلهيك انشغالات عارضة أو تتحجج بأعذار واهية. يعرف هذا المكان أن الكاتبة في أعماقي أشد عشقا له مني، فلا تضيع فرصة لمثل هذا اللقاء دون أن تؤرخه بكلمات تبعثرها (…) -
شيء من حتى (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصدخلت شابة مبنى دائرة جوازات السفر، واتجهت إلى إحدى نوافذ استقبال مقدمي الطلبات، وفتحت شنطة وأخرجت منها أوراقا، أرفق مع بعضها صور ملونة. قدمت الأوراق إلى الموظف، فبدأ يقلبها ليتأكد أنها كاملة، ثم بدأ يراجع المعلومات الواردة في الطلب ليتأكد من وضوحها واكتمالها. رفع الموظف رأسه وسأل:
"عفوا، هل الاسم الكريم مـنـى أم جـنـى؟"
"لا هذا ولا ذاك"، ردت الشابة، "إنه حـتّى."
"حتى كما في الأغنية التي تقول "حتى فساتيني التي أهملتها؟" سأل الموظف وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة.
"نعم، ومثل حتى أنت (…) -
رجل بين أوراقي
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: زهرة يبرمصوت كسر زجاج أخرجني من كابوسي، ففتحت عيني مع قفزة. كانت الغرفة غارقة في الظلام والمطر يصفع النوافذ. اعتدلت بمشقة، وشعرت بجفاف في حلقي. كنت محمومة ومبللة عرقا. أتنفس بصعوبة لكنني لا أزال حية.
العاصفة في الخارج مجنونة، والمنزل تحت نيران البرق يشبه منارة وسط العاصفة، وأنا أسيرة الفراش، وصخب يعم الطابق السفلي. أسمع بوضوح الكراسي تُدفع والستائر الخشبية تَصفَع الحائط بعنف. يرتطم شيء بالأرض. يبدو أنها فازة الكريستال التي تتوسط طاولة السفرة. من يا ترى؟
تحاملت على نفسي وقمت من فراشي بصعوبة أتوكأ (…)