لا زالت آثار النوم غافية على جفونها. جالت عينيها في الغرفة، توقفت إلى الوسادة الخالية وما زالت محضونة بين ذراعيها، تأملت الألوان المنسجمة في غرفتها، كلها مستولدة من مشتقات الأصفر، اللون المحبب لها. أعجبتها الأناقة المتواضعة، وتلك الوردة المتسلقة على نافذة غرفة نومها. كل شيء يوحي بالشاعرية المفرطة.
هكذا أصبحت بايا تبحث عما يُريحها، وكان هذا الأمر مهملا لديها، لأن راحتها كانت خارج منزلها، في الحياة العامة، حيث السياسة والنقاشات الحادة غالبا، فهي لا تعرف أنصاف الحلول، وهذا ما جعلها تحزم (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
لا تـطــل الغياب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: أميمة أحمد -
شواطئ العشق
25 أيار (مايو) 2013, ::::: فتحي العكرميأقف تحت سنديانة وارفة الظلّ. أحدّث الرّبيع عن التي تسافر في ثنايا روحي. أجلس في حقل ملوَّن بأزهار تتمايل على إيقاع هواء خفيف. أجمّع قبيلة الحنين لوجهها الطّفوليّ.
تطير الفراشات قربي. أغنّي لها لحنَ حبٍّ ألّفتُه ذات فرَح. ترقص روحي على ذكرى مزركشة، تنثر حولها رذاذا من عطر الشّوق. تسير مراكب الوجد خبَبا بأشرعة مُلوّنة.
أغازل طيفها، يحضر مُفاجئا كمطر استوائي. ها هي زهرة الأمنيات الجميلة تطلّ من سقف القلب، مُبلَّلة برذاذ العشق. رمت بجذورها إلى أقاصيها.
أرحل في ذاكرة ملوّنة بالحبّ توغل (…) -
حـنـيـن
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: أميمة أحمدتلف بايا ريح صبا مليئة بالحنين والشوق. كيفما اتجهت تلفح وجهها، وتنبجس ينابيع، تنساب رقراقة بين ثغورها. كل شيء في منزلها يثير الحنين إلى رسم أبدعت في تصويره، بأحرف رقصت على لسان قلمها كلما خلت إلى نفسها، وما أكثر خلواتها في ربوع الاغتراب، حيث كلما ازدحمت شوارعها بالبشر، أثارت شعورا بالوحدة أكثر.
قفزت بايا عن كل هذا الواقع، وتسلقت أكمة الحلم بكل بهائه، واتكأت على شرفاته. تحدث ضياء الذي هوى نيزكا في أعماقها على غير توقع أو ميعاد، فامتلأت الأكوان موسيقى تعزف على أوتار أعماقها الزاهية فرحا، (…) -
لحظة حب
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصأوشك حفل الزفاف على الانتهاء. أُدخل المصور إلى القاعة ليلتقط الصور التذكارية للعروسين مع افرد العائلتين والأصدقاء. إنها الفترة الوحيدة القصيرة التي يسمح فيها للرجال بالدخول إلى قاعة النساء، ويبدأ الأهل والأقارب والأصدقاء بالصعود إلى المنصة جماعات صغيرة وأخرى كبيرة. أطفال. عجائز. شابات. شيوخ. شباب. فتيات. فتيان. بشر من مختلف الأعمار. أزياء من مختلف الألوان. أجسام من مختلف الأحجام. وجوه تجعدت، وأخرى ملساء كتفاحة التقطت للتو من الشجرة. وجوه ضاحكة. وأخرى لا تبتسم. يصعد كل واحد وفي نفسه خاطر أو (…)
-
على حافة الحلم
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: زهرة يبرمأقصى ما كان يتمنى وهو يرسل خامس طلب له إلى شركة البتروكيمياء المعتصمة على إحدى شواطئ مدينته، هو أن يحصل على عمل ضمن برنامج وطني لتشغيل الشباب براتب زهيد لا يتعدى خمسة عشر ألف دينار جزائري (*) في الشهر. لكن المفاجأة كانت كبيرة، وكأن أبواب السماء قد انفتحت له فجأة على مصراعيها في ليلة القدر، فكانت المكافأة بحجم الصبر وطول الانتظار. أجابته الشركة بالإيجاب، وفوق ذلك عينته موظفا في القاعدة النفطية الرئيسية لها، "تيقنتورين"، المتواجدة بالجنوب الشرقي على خارطة البلاد، وقلوب الشباب متعلقة بالصحراء، (…)
-
ريـحـــانة الـــوادي
1 تموز (يوليو) 2010, ::::: ظلال عدنانها هي تتلاشى. بدأتْ بالانسحاب. سئمتْ هذه الحياة؛ لا ثبات، ولا استقرار نفسيا. هي لا تعلم من تكون، وماذا تريد أن تكون. لا تثق بنفسها. هي فاشلة في كل شيء. لم تكن تريد الحياة، لكن الحياة تريدها؛ لتسقيها سما زعافا.
فاشلة، فاشلة، فاشلة. لا تستحقُّ أي نفـس تـتـنـفسه، لا تستحقُّ أن تكون أما.
أنت مهملة، غبية، بلهاء، خرقاء. ليتك لم تولدي. ليتك مُتّ لحظة ولادتك.
كانت تدور في دوائر مفرغة، وحلقات متصلة، لا تعلم لها بداية، وتخشى أي نهاية. روحها تبحث عن السلام، وأنّى لها ذلك؟ بحثت حولها عن مخرج. أين (…) -
وحش جميل الجائع
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: نوشين الكيلانيلا شيء في الدنيا يستحق الألم أو حتى الانكسار أكثر من الفقد. فقدنا الكثير الكثير وما زلنا نفقد، وكلما تقدم بنا العمر تلاشت تدريجيا الأشياء ذات القيمة في نفوسنا، في حاضرنا وماضينا، في ذاكرتنا وفي طيات النسيان. نتألم كأطفال فقدوا متعة اللعب ونبكي بحرقة لدرجة الابتسام.
نبدأ مئات البدايات بعد آلاف الآلاف من النهايات وكل مرة نحاول أن نجمع شتات أنفسنا. لكن في الحقيقة لا نجمع سوى ما فقد غيرنا فينا.
وكعادتنا الفطرية البريئة نعتقد أننا نتحكم بما يجري حولنا، وأن لنا حق اتخاذ القرار، ونغفل حقيقة تلك (…) -
نحن والحزن
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: محمد التميمينحن كتلة واحدة ولدنا سويا ونعيش ملتصقين كتوأم سيامي، لا نحن نستطيع الانفصال عن الحزن ولا هو يقبل أن يبعد عنا. نبرع بسرد الحزن، ونتقن سرد حكاياته ورواياته. نبرع في تعظيم الفرح الواهم لنختمه بطامّة كبرى.
وحكاياتنا على عكس كل الحكايات الأخرى تبدأ بالفرح وتنتهي بالترح، لتبقي طعم المرارة ملتصقا بالفم والحسرة ساكنة في القلب حتى حكاية أخرى، تذيقنا حلاوة في البداية ننسى معها مرارة الحكايا السابقة، وتنفرج بها أسارير القلب لتعود مرة أخرى وتقصم ظهورنا بحزن أشدّ ومرارة أقوى، تجتمع فيها مرارةَ ما سبق (…) -
أندلس ونصان آخران
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: محمد التميميأندلس
الأندلس، هي كذلك: أندلس. لا تحتاج لوصفها سوى اسمها، كأي شيء جميل، كالورود واللؤلؤ والمرجان، فاسمها يكفي لاستحضار آيات الجمال. هي الأندلس.
هي الأندلس، لا نحتاج لوضع ليالٍ أو أيام أو أي شيء من هذا القبيل لسرد قصصها وحكاياها، فالأندلس حكاية لا نهاية لها، فهي رائعة بأيامها ولياليها وبكل ما فيها، هي الأندلس.
ماذا عساي أن أكتب عن الأندلس بعد زيارة قصيرة دامت أسبوعاً؟ ماذا عساي أن أكتب عن الأندلس وأنا لم أرَ سوى بعض مدنها؟ ماذا عساي أن اكتب عن الأندلس وما لمحت سوى طرف لحظها المكحل (…) -
ســـؤال
1 أيار (مايو) 2007, ::::: مرام أمان اللهلم أتردد في الإجابة. كانت المرة الأولى التي أجيبه دون تفكير على أحد أسئلته التي لا تنتهي. "طبعاً لأ،" إجابةٌ سبقت نهاية السؤال. خرجت بسرعة الهارب من سجنٍ مؤبّد. لم أقم لحظتها وزناً لسؤاله، مع أني كنت أطيل التفكير في كل ما يسأل، ثم أتبعه بالنقاش التفصيلي والتحليل الذي يحمل في جزئياته شيئاً من الإعجاب المستتر بحكمته المغلّفة بقشور الشيب الذائب في أنحاء السواد. لا أدري، أشعرته بديهيّ الإجابة؟ أم كنت في واقع الأمر أنتظره بلهفةٍ منذ سنين. ابتسم متفاجئاً وغاب دون تعقيب. وغابت معه تلك اللحظات، (…)