وعدها أن حياتهما ستكون كابتسامة الشمس لا تغيب أبدا عن إحداثيات يومهما، وأن يسيرا معا على سحب هو رسمها في عالمهما الخاص، وهي وعدته أن تحف حياتهما أجنحة ملائكة؛ لتمنحهما الحب والمودة، فقامت بإهدائه يومها وردة ليشمها، لكن يده ضغطت عليها بقسوة فهشمتها إلى قطع صغيرة.
نظرت إليه باستغراب للحظة، ثم ابتسمت وقالت: "لا بأس، سنحتفظ بهذه البتلات بين صفحات كتاب حياتنا، سوف تضيف عبيرا فوق صفحاته سنحب شمه من الحين إلى الآخر". كانت يومها ترقص كفراشة حرة، فوق تلك السحب التي أوهمها بامتلاكه إياها، تفرد (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ارتعاش الفراش
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: ربا الناصر -
نصان: غير آسفة + ديليت
1 أيار (مايو) 2009, ::::: غادة المعايطةغير آسفة
لملمت ما تبقى من كرامة لتحتويها حتى نهاية الدرب، ربع قرن أو يزيد كانت كفيلة بتحرير أعتى المشاعر، أيام، شهور، سنين، ليل، نهار، شتاء، صيف، دولاب الحياة كما طاحونة عتيقة تئن من أسيادها، ولكن لا بد من الدوران والدوران والدوران، تسحق أنفاس قدر لها أن تحاول اقتحام حاشية هامش الحياة، الحاشية فقط.
سدود وسواتر وترسانات قوى الأرض تحاصرها، هي بالتأكيد لا تستطيع اختراقها، قدر لها أن تقبع دوما في ظل الظل، أو في ظلمة الظل، أو أي بقعة غير معقولة أو مقبولة في أساسيات الحياة الطبيعية.
تهمتها (…) -
على حافة الحلم
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: زهرة يبرمأقصى ما كان يتمنى وهو يرسل خامس طلب له إلى شركة البتروكيمياء المعتصمة على إحدى شواطئ مدينته، هو أن يحصل على عمل ضمن برنامج وطني لتشغيل الشباب براتب زهيد لا يتعدى خمسة عشر ألف دينار جزائري (*) في الشهر. لكن المفاجأة كانت كبيرة، وكأن أبواب السماء قد انفتحت له فجأة على مصراعيها في ليلة القدر، فكانت المكافأة بحجم الصبر وطول الانتظار. أجابته الشركة بالإيجاب، وفوق ذلك عينته موظفا في القاعدة النفطية الرئيسية لها، "تيقنتورين"، المتواجدة بالجنوب الشرقي على خارطة البلاد، وقلوب الشباب متعلقة بالصحراء، (…)
-
سوق العزبات
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: حاتم الشبليزيارة خاطفة إلى هذا المكان ستجعلك تغير اعتقادك القديم حول إرادة الأنسان، فإن كنت مع فلاسفة الإرادة الذين يؤمنون بأن قوى الأنسان الداخلية وتصميمه على تحقيق أهدافه تحقق له ما يريد، وبأنه ما من شيء خارج متناول تلك الإرادة السحرية، فستنبري لك حاجة أم ملاح وتخبرك بغير ذلك.
ستجزم لك ملء عينيها الحزينتين بأنها لم تترك بابا ولا مجالا إلا وطرقته حتى ترفع عن نفسها تلك التسمية التي يجلدها بها الناس صباح مساء، ويتغامزون فيما بينهم ويتبادلون أسرار نقصها وعيبها الكبير من خلف ظهرها، أو أمامها في بعض (…) -
البدوي
1 أيار (مايو) 2009, ::::: رزق فرج رزقترك أغنامه وهو يرفع الآلام عنه، وارتمي بجسده المتعب على فراشه، يحلم بالعيش ميسور الحال. كان دائما يطمح أن يكون ثريا، على الرغم من بداوته. لا يعرف سوى الرعي والاهتمام بشؤون الأغنام وكل أمور الحياة البدوية البسيطة.
كان ينام بحذائه وقميصه ومعطفه، ويستحم مرة كل شهر إذا سمحت الظروف. يعشق المزمار الشعبي ويتشدق به دائما.
كان بقريته الصغيرة مستوصف الشفاء. طالما عانى مشكلة العلاج، ولكن غالبا ما يساعده أهل القرية في ثمنه.
يتقلب على فراشه ويتمتم بهذه الكلمات: إلى متى سأظل على هذا الحال؟ يجب أن (…) -
أحوال كائن
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: حاتم الشبلياتكأ على شجرة سيال عجوز وقد شبك يديه مع بعضهما ووضعهما على ركبته المنثنية، حيث مدد رجله الأخرى على الأرض وأغمض عينيه دون أن يقصد، وراح يبحر مع موسيقى خاصة.
رأى وريقات شجر النيم والمانجو والجوافة التي بدت أمامه تتراقص في طرب وعذوبة، وحطّ الدباس والبجابجا والعصافير الصغيرة على الأغصان المتشابكة التي تظهر من بعيد كجزيرة معلقة أمام الوادي المتسع.
وبعد حين، عندما بلغت الجغرافيا كامل طربها، توافد الناس ليسمعوا ويطلقوا أرجلهم وأجسادهم للرقص والحبور الوسيع.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أتت (…) -
مذكرات
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: زكي شيرخانبهمة فاترة، أو بالأحرى بالقدر الذي يتجاوب فيه جسده المجهد، وبدقة أكثر بما تسمح به حالته النفسية المتعبة، بدأ بحزم أمتعته الأقل من القليلة والتي كانت عبارة عن بضع قطع من الملابس يمكن أن تحويها حقيبة سفر متوسطة الحجم، ومجموعة من الأوراق المكتوبة بخط يده وبأنواع مختلفة من الأقلام والألوان، وكتب قليلة متهرئة أو تكاد أن تكون، يمكنه أن يضعها في حقيبة أخرى ليست أكبر حجما من الأولى.
كلتا الحقيبتين يمكنه وبسهولة أن يحملهما بيديه ويسير بهما مسافة طويلة بما يكفي دون أن يشعر بالإعياء. أما ما تبقى، فهو (…) -
ربات التمرد
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: رحاب الصائغمكتب المدير في الطابق السابع. غرفة مكيفة. سكائر من نوع جديد. تمر عليه بين الفنية وأخرى السكرتيرة بفستانها الزهري. تنفخ علكة أجنبية خارجة من فمها كالبالون. ترفع سماعة التلفون. وتعلن للمدير عن وجود ابنته غادة. قدماه يغوصان في الحذاء المبطن. يومئ لها برأسه المغطى بالشعر المصبوغ.
تدخل غادة كالأميرة. شابة وسيمة تعشق الكلاب، وتبحث عن أفضلها أثناء تجوالها في البلاد. بغنج تناديه: "بابا" تاركة عفويتها المتشحة بالعزلة، مثل غزال شارد يصعب صيده.
حدث أمر ما أمس، واليوم قلبي يلوك اللعنات على كل لحظة. (…) -
لحظة نصر (*)
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: هدى الدهانهذا؟ لا.
هذا؟ لا.
هذا؟ نعم. هذا ولا غيره.
قلّبت يديها بين عدّة أثواب لترتديها في سهرة العرس الليلة. كل عين تراها يجب ألا ترى بعدها أنثى، وتنسى كل النساء قبلها. نعم، سترتدي هذا الفستان. أغرتها البائعة بشرائه بأنه يمتاز عن غيره أن معظم الفساتين تُصمَم على أن يٌبْدِع المصمم من الأمام. أما هذا الفستان فكان تصميمه يجعلها إذا أقبلت أكلتها عيون الرجال نشوة والسنة النساء غيرة بصدره المفتوح من الأمام ما يُثير ويُغري إن هي أقدمت، ومن الجانب ما يُعزي النفس بالأمل إن التفتت وتحرر (سهوا) من عقدته (…) -
عندما ينزل القمر
25 تموز (يوليو) 2015, ::::: طه بونينيسمع صوتا قادما من الشّمس يهمس له: "لا تفعل، أنا أمّك، أنا أكبر منك، اسمع كلامي".
أوّل مرّة يسمع فيها القمر حديثا مباشرا من الشّمس، ولقد بدت غاضبة، تصدر منها ألسنة النيران وعواصف اللهب. لم يسمع أحد صوت الشمس ولا القمر إلّا أنّه مؤخرا قد أسهب الحديث يخاطب نفسه وبصوت عالٍ.
ولقد أمهَلَت الشّمسُ القمرَ وتركته علّه يتوانى ويتراجع عن مراده، لكنّها ما فتئت تسمعه يردّد نفس الحديث. وأخيرا خرجت عن صمتها وخصّته بكلمات خالدة سيتردّد صداها في أرجاء الكون إلى الأبد.
وقد كان القمر مشغولا أثناء ذلك (…)