أينك أيها النوم اللذيذ؟ وبدأ ينام، فتخيل في منامه فتاة جذابة عذبة، باهرة الفتنة والجمال، ذات ابتسامة مشرقة، وقد وقع نظره للوهلة الاولى على شفتيها المغمورتين بحمرة وردية داكنة، تشبه زورقين يبحران بعيدا، فأحس برغبة عارمة في رؤية اللون الحقيقي لهذا البحر الغامض وشم عطره ولمس زبده وتذوق ملوحته!
تخيلها تسقط من الفضاء هاربة الى مركبته الفضائية، طالبة باستعطاف وحنو آسر أن يحميها من المهاجمين الأوغاد: انهم وحوش فضائية تشبه السلاحف والديدان والحشرات، وقادرة على التخفي بمهارة فائقة، فاحذرهم! فوعدها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
وحوش فضائية
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: مهند النابلسي -
السد
1 آذار (مارس) 2007, ::::: محمد العصفوريالزمان: الثالثة قبل الفجر.
المكان: لا أدري ولا أستطيع أن أحدد بالضبط أين كنا.
فجأة، وسط سكون الليل، انبعثت طرقات مزعجة من ناحية الباب كانت أشبه بطلقات مدفع مكتوم.
قام أبي وقد أكلته الدهشة بفتح الباب فتحة صغيرة. دفعوه حتى فتح على مصراعيه. انتشروا في أرجاء البيت في أقل من لحظة.
أصابني الذعر. هرولت إلى داخل حجرتي. ربتت أمي على ظهري. أسرعتْ بارتداء ملابس أخرى فوق التي كانت ترتديها. سكنت في ركن.
بعد دقائق تحول البيت إلى ثكنة عسكرية. انقلب كيانه. استأذن الضابط-بدا لي مهذباً-في الدخول إلى (…) -
الرفيقة، الحاجة
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: أميمة أحمدكانت من جميلات الضيعة، شقراء، فارعة الطول، خصرها كباقة نرجس يانعة، وبسمتها الساحرة تنزلق على ثغر كحبات الكرز، ويظهر لؤلؤ الأسنان وضاء، يثير حسد صويحباتها بجمالها الأخاذ.
حكاية سمعتها من مصادر عديدة، أم علي الفقير قالت: "كانت نسرين آية من الجمال في صباها، تقدم لخطبتها أمراء، وأثرياء كبار، فلم تقبل، وهي مدللة والدها، لا يجبرها على شيء."
وتقول أم شحدو عاشور: "في أيام اصفرار الشعير (*) جاء الضيعة غرباء، ومعهم صناديق من الصدف الحر، تحملها ثلاثة من الإبل، ويتقدمها فارس، يمتطي حصانا أشعل، لا (…) -
رحلة الشوق: الليلة الثانية بعد الألف
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: ظلال عدنانفي الليلة الثانية بعد الألف قررت شهرزاد أن تحزم متاعها، وخرجتْ باحثة عنه، تاركة لشهريار، ذاك السلطان، رسالة جاء فيها:
سيدي السلطان، يا مالك البلاد ورقاب العباد على عرش من ذهب وقصور من دماء وأشلاء وبقايا كرامة. وبعد ألف ليلة وليلة ثم ليلة اقتطعتها من ربيع عمري أغادرك؛ لأبحث عنه، فقد تملّك روحي ووجداني. لست خائنة، لكن الخيانة -كل الخيانة- في بقائي معك. سأبحث عن ذاك الرجل الذي طالما تمنيت وحلمت ورأيت.
سأجوب كل بلاد العرْب، وسألملمه من كل بقاعها، سأجده بين ذرّات ترابها، وفوق شجيراتها (…) -
عندما ينزل القمر
25 تموز (يوليو) 2015, ::::: طه بونينيسمع صوتا قادما من الشّمس يهمس له: "لا تفعل، أنا أمّك، أنا أكبر منك، اسمع كلامي".
أوّل مرّة يسمع فيها القمر حديثا مباشرا من الشّمس، ولقد بدت غاضبة، تصدر منها ألسنة النيران وعواصف اللهب. لم يسمع أحد صوت الشمس ولا القمر إلّا أنّه مؤخرا قد أسهب الحديث يخاطب نفسه وبصوت عالٍ.
ولقد أمهَلَت الشّمسُ القمرَ وتركته علّه يتوانى ويتراجع عن مراده، لكنّها ما فتئت تسمعه يردّد نفس الحديث. وأخيرا خرجت عن صمتها وخصّته بكلمات خالدة سيتردّد صداها في أرجاء الكون إلى الأبد.
وقد كان القمر مشغولا أثناء ذلك (…) -
ويبقى الفرح وحيدا
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: هدى أبو غنيمةلم يسمع أحد من المدعوين إلى حفل الزفاف الآخر، فقد عطلت الموسيقى الصاخبة التواصل، فتواصل كل منهم ببصره مع ما استهواه في القاعة من الناس والثريات الفخمة، وفنون التزيين، وصورته في عيون الآخرين كما يراهم، بينما كان الفندق غارقا في عتمة مثل عتمة المجهول، عتمة لا يبددها سوى مصابيح خافتة مبثوثة هنا وهناك بين الأشجار المحيطة بالحديقة وعلى بعض الجدران، تتأرجح مع كل هبة ريح تأرجح قلوب حائرة بين السعادة والرضا.
وما إن دخل العروسان القاعة حتى تعالى صوت الموسيقى ممتزجا بالزغاريد، وكأنه صوت وجدان جمعي (…) -
مرايا
25 أيار (مايو) 2013, ::::: محمد التميميكان صانع مرايا؛ يُشكل ويَصقل مختلف الأشكال والأحجام وحتى الألوان من المرايا، لا تخفى عليه واردة أو شاردة في هذه المهنة؛ فهو منذ أربعين عاماً او يزيد في هذا الكار.
في كل مرة ينتهي من صنع مرآة، ينظر إليها فتكشف له عن أدق تفاصيله؛ شعرات لحيته البيضاء وما تخفيه من جرح قديم بفعل مرآة مكسورة أول عهده بالمهنة، وتفاصيل وجهه وخطوط الزمن فيه.
لكنه كان يريد هذه المرة انعكاس شيءٍ آخر، غير تفاصيل جسده. يريد غير صورة اللحم والدم التي تعكسها هذه المرايا منذ أربعين سنة أو يزيد، يريد من المرايا أن تعكس (…) -
وأضاعهـا النسيان
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: مهند فودهعزيزي: اشتقت إليك كثيراً رغم أنك معي كل يوم، ولكن بماذا يفيد جوارك لي وأنا لا أعي وجودك بجانبي يا حب العمر؟
اعذرني فليس بيدي ما حل بي ولا بيديك، واغفر لي إن لم أستطع أن أستكمل ما كنا نصبو إليه، فلقد زادت تعاستك بزواجنا ولم تجن معي ما كنا ننشده من هذا الحب. وهبت لي كل جميل، ومنحتك أشد أنواع الألم، وتحملتَ راضيا بلا شكوى أو ملل. أغدقت عليَّ بحنانك واحتويتني، فأبادر بسؤالك "من أنت؟ وأين أنا؟"
أدرك جيدا الآن كم تتعذب، كم هو موجع حينما لا يهتدي إليك حبيبك وهو بين يديك! كم كاد أن يفتك بك الهلع (…) -
في زقاق المخيم
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: رامي حسينأسير تائها بين دروب الزمان. أنظر حولي هنا وهناك. لا أرى سوى السراب الذي لف المخيم من كل جانب. دخلت عيادة الطبيب. صعدت الدرج بصعوبة بالغة. دخلت الباب وجلست على أقرب كرسي. رمقتني السكرتيرة بنظرة غريبة كما لو أنني مذنب في شيء. نظرت في المرآة المقابلة لي لأتفحص وجهي وملابسي لأرى إن كان هناك ما يدعو السكرتيرة لأن تنظر إليّ بتلك النظرة. لم أر أي شيء يدعو للريبة، إلا شيئا واحدا، وهو تجاعيد وجهي الكثيرة التي حفرها الزمان في وجهي بكل دقة، حتى أمسى وجهي لوحة فنية تعبر عن الحزن بكل ما تعنيه الكلمة. (…)
-
المبنى الجديد
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: مصطفى نصربدأت المشكلة حينما صعد حسن، وهو واحد من شاغلي المبنى الجديد، مع زوجته صبرية إلى السطح لتعليق هوائي التليفزيون (اريال). الليلة كانت شديدة الإظلام، والجو موحش. ظلام في كل مكان. أرض فضاء سوداء حول المبنى، ويظهر مبنى الإدارة الكبير من بعيد، بعض حجراته مضاءة. لكن الهواء كان منعشا.
دار حسن وصبرية حول المبنى للبحث عن المكان المناسب لوضع الهوائي. أطلا من فوق الجدار القصير الذي يحيط بالسطح. كل الحجرات أمامهما مكشوفة، والحمامات وحجرات الطبيخ. عدد كبير من الحجرات مضاء. شاهد حسن ولدا صغيرا يجري داخل (…)