انتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني أنيس البرغوثي عن عمر يناهز ثمانين عاما. وقد وافته المنية في قريته دير غسانة في 2 شباط (فبراير) 2016. أتقدم لأسرة المناضل بأصدق التعازي.
تعرفت على الفقيد المناضل أثناء مرحلة دراستي في نيويورك (1981-1983)، فقد كان من الناشطين في أوساط الجالية الفلسطينية في منطقة نيويورك ونيوجيرزي، وكان مديرا لقسم المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة. وقد مكنني من العمل معه بصورة غير رسمية ودون ساعات عمل محددة، فكنت أطالع الصحف وأقص (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
وداعا أنيس البرغوثي
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص -
شرفات حب
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: نورة صلاحعشق يذوبني، عشق يلونني، وآخر يبدل أسارير وجهي يضحكني ويبكيني، ينسيني المنطق وعلم الكلام.
**
أشتاق لصفاءٍ يملأ قلبي، وماءٍ يسقي صحراء روحي، أشتاق لو تأتي، تنسج من الضوء تفاصيل يومي، أشتاق لو تأتي، تقلب العتمة من حولي، تلفني تحت ذراعيك وتمضي، أشتاق لو تأتي، تهمسني بكلمتين، حبيبتي أنت غاليتي.
**
قريبا أتخلص من حمل عطرك الذي دسسته بأنفاسي عنوة، قريبا أنسى كل خطواتنا التي مشيناها سويا، وأبدأ برسم طريق جديد، قريبا لن أزور الشجر الذي ظلّـلنا أيام الحر، ولن أطمئن على أسمائنا المحفورة على (…) -
نصيحة صديق
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: غانية الوناسوقفتُ اليوم ولأوّل مرّةٍ أمام المرآة منْ دونِ خوفٍ ولا قلقٍ، وبكثيرٍ من الشجاعةِ التي استحضرتُها هكذا كما لمْ يسبقْ لي من قبلُ أن فعلتْ، وبقوّةٍ كنتُ لا أحسبُ نفسي أتحلّى بها لحينِ هذِه اللّحظةِ، فما انتابنِي كان أكبرَ من مجرد قوّةٍ عاديةٍ، كان شيئًا أكثر توهّجًا واشتعالاً، أكثر عزيمةً وإرادةً، وبجرأةٍ كبيرةٍ فاقتْ تصوّرِي، بجرأةٍ عارمةٍ تغلغلتْ ما بين أوصالِي فجأةً، كأنّني شخصٌ جديدٌ، كأنّني أرَى أحداً آخر يقفُ مكانِي.
وقفتُ أمامَ مرآتِي الّتي تعرفُني وأعرفُها جيّدًا، لكنّني وجدتُها (…) -
محاكمة الياسمين
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةعذرا دمشقي هل من العدل أن ترفع جلستك وفلسطين لم يحدد موعد جلستها بعد؟ عذرا منك أيها القاضي؛ أين العدل في الماضي؟ لن ترفع الجلسة حتى يحدد موعد القضية. لست بأنانية لكنني دستورية وديموقراطية، وقوانيني بكل صراحة عصرية وحضارية.
أرجوك لا تجادلني؛ كي لا تجبرني أن أرفع القضايا الأخرى؛ بلاد الشام بأكملها قضية لم يعين لها محام ليدافع عنها؛ قضية أهملت، وبالدم الأحمر لطخت. قضية وبكل سهولة نسيت، ومن ذاكرة أحدهم حذفت. تجدها تحت الحطام وبين الضحايا والأنام. قضية خلف القضبان تنتظر حكم الإفراج.
جادلني في (…) -
وردتـان لأمـي
1 آذار (مارس) 2008, ::::: داليا الحاجلم يكن يعني لي عيد الأم شيئا قبل أن أجد أختي ذات يوم تـنسحب لغرفة أخي، وتطلب منه أن يصطحبها للسوق حتى تتمكن من شراء هدية لأمي دون أن تعلم.
كطفلة أعجبتُ بعدم معرفة أمي بالمفاجئة، وكطفلة أكثر نضجا مني أعلمتني أختي بأن هنالك يوما مميزا سيحل علينا خلال أيام وهو عيد الأم، سألتها حينها: "أتقصدين عيد ميلادها؟" فأجابت: "بل هو عيد لكل الأمهات."
اكتفيت بأنهم سوف يعتبروني مساهمة بهدية أمي لمجرد ذهابي للسوق معهم فلم أكثر من الأسئلة. كنت سعيدة حيث عقدت صفقة رابحة، وأعترف بأنني لو علمت حينها أنهم (…) -
أنشودة الأبنوس الدافئة وثلوج الشمال
1 آذار (مارس) 2007, ::::: الهادي عجب الدورالسهول الواسعة المعطرة بالدماء الدافئة والممتدة على مد البصر بسطت أذرعها وصدرها برفق وحنان بنشوة دافئة، وتأملات عميقة، تداعب المسافرين في ذاكرة الرحلة الطويلة، وزخات المطر المتناثرة المنعشة، رسمت في الأفق لوحة متشابكة، كغابات الأبنوس المنسوجة بنعومة وتجلى، تستنشق رائحة دموع السافنا.
ترشف قبلات الأبنوس المتراقص وعبق الأطياف القديمة وإشراقات السهول الخضراء البكر، والنسمات الريفية الهادئة تكنس رائحة أطياف الثلج القديم بعيدا، بعيدا، وقتامة الغربة المرهقة الشاحبة أضحت معلقة على جدران المسافة (…) -
أبي العزيز
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: أشواق مليباريأتيتك أحمل حقائبي بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت، شاكية باكية، أبوح لك بسري وأطرح أمامك همي وأنت أبي. ففتحت لي قلبك ودارك، وأوليتني سمعك وانتباهك. لجأت إليك بعد أن ضجَّ الصبر من سكوتي وحرضني على الشكوى، وما أقدمت إلا لأسترشد برأيك وحكمتك.
أنا يا أبي ومن سوء حظي، أو حسنه لا أدري، أملك قلبا ضعيفا هشا كقلب فرخ الطير، تفعل فيه الكلمة الحانية عمل السحر، فيرتعش شغافه ارتعاشات النخيل على الشواطئ الدافئة إذا داعبها النسيم. لكنه يتداعى وينهار كقلاع الرمل وقد ضربتها أمواج الكلمة القاسية.
لذلك فأنا (…) -
فراشة
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: محسن الغالبيمنذ عشرين عاما، ربما أكثر، حينما أجتمع كبار قومي على قتل كل الطيور في بلدي، لم أدرك حينها غايتهم من القتل. كنت غبيا مغسول الدماغ أصدق ما يقال. وحين كبرت أدركت أن غايتهم كانت ألا نتعلم الطيران حين نكبر. كبرت وظل كبار قومي يتصاغرون ويصغرون. أظنهم تلاشوا كلهم الآن ولم يبق منهم سوى تلال قاذورات وفوضى.
قتلوا فيّ وفي الآخرين رغبة الطيران، وحين هبت رياح السوء تكشف سوءاتهم، حملتني الرياح غربا.
كنا نخرج ندفن قتلى الطيور حتى استحالت بلدي مقابر لها. خلت السماء من سكانها وضجت الصحراء بالسجون (…) -
مر الطريق من هنا
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: مكارم المختارحين أفتح الورقة البيضاء، ينتابني الفقدان، وشيء ما اختفى. يساورني ما سأرويه، وأهرب من النص، يهزمني ما يمر بخاطري، فألهو بفكرة بعد أن يتعثر عطشي على فناء عشب ما أستذكر وحافة النسيان. يأخذني هاجس أنثوي من شجن بركاني، تعممه التحفظات، ويتسلقها التكوين الأسطوري المسمى "المجتمع"، عله أعلى قمة في الخلاء الكوني، ولا يحدوه إلا العشب اليابس، ينسف جمره الدفين تحت رماد السنون.
علي ألا أصنع موعدا في منام، أو أقابل موعودا في يقظة، هكذا، ليرميني على مرمى التغييب ونوافذ ألا أكون، وكي أغـّيب يزيد من غناءه (…) -
وفي حلق الذكرى غصة
25 أيار (مايو) 2015, ::::: جليلة الخليعوفي حلق الذكرى غصة
يطالعني عطر أبي وأنا أفتح أدراج مكتبته.
أعيد تفاصيل الحنين ليدي، أستعيد طفولتي هناك، وهو يستمع لنشرة الأخبار زوالا، وأنا أنصت بتمعن لصوت المذيع الجهور، أهرب من الأحداث ، من نشرات الأخبار الرتيبة ، فأهرول نحو السطح أستجمع قطرات المطر وأبلل بها وجه دميتي لتستفيق من سباتها، وتعيد لي الأمومة بكف من وهم، وصحوة من جنون.
أبتلع شهقتي، وأجفف دموعي المتساقطة، أستل أوراقي من الدرج. هنا تطل يد والدي وهو يرتب مجهوداتنا، شهاداتنا ليرصها في ظرف كبير، يضع عليه الاسم ويضعه بأمان، (…)