وهل تتلاقى الأرواح عبر الأزمنة؟ هل يمكن أن تتلاقى أرواح يفصلها الزمان والمكان والإنسان ودوران النجوم في المدارات؟ رسائل تغدو وتروح في الفضاء صداها حفيف الشجر في نيسان ولؤلؤات المطر المتساقط في كانون. تطلين علي الليلة مع همسات الكنار الحزين؛ تمسكين بيديك الناعمتين شمعات الليالي الآفلات؛ لم يبق منها إلا القليل إيذانا بالرحيل مع سدول الستار على الفصل الأخير.
الليلة تأتيني مختلفة. يأسرك الصمت، وتتحدث العينان. كان وداعا قاسيا. أنا من اعتدت على زيارتك المميزة، وطلتك البريئة التي يسبقها صوتك (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
همسات الكنار الحزين
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: نهى صقر -
إبصار مؤقت
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: نورة صلاحودعت بصري بعد اثنين وثلاثين عاما أمضيتها بإنارة كل طريق أسلكه، أبدل ملامح الوحدة بكثير من الألفة والحيوية.
في ليلتي الأخيرة من الإبصار، وقبل أن تهب ريح الخذلان لتطفئ جذوة الأمل المؤقت الذي عشته ولم أتمتع بضيائه، عدت بذاكرتي لما كنت أفعله بسنين البراءة عند انقطاع الكهرباء والسهر على ضوء الشموع.
الحائط مسرحي المتواضع، وضوء الشمعة المتراقص يحفز كفي على رسم ظلال الحيوانات بعقد الأصابع: ذاك أرنب يقفز، وتلك قطه تموء. أنسج قصصا يتبعها صوت يغرد فرحا وضحكا في المكان. وإن عاد الضوء من جديد، ألملم (…) -
أبي العزيز
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: أشواق مليباريأتيتك أحمل حقائبي بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت، شاكية باكية، أبوح لك بسري وأطرح أمامك همي وأنت أبي. ففتحت لي قلبك ودارك، وأوليتني سمعك وانتباهك. لجأت إليك بعد أن ضجَّ الصبر من سكوتي وحرضني على الشكوى، وما أقدمت إلا لأسترشد برأيك وحكمتك.
أنا يا أبي ومن سوء حظي، أو حسنه لا أدري، أملك قلبا ضعيفا هشا كقلب فرخ الطير، تفعل فيه الكلمة الحانية عمل السحر، فيرتعش شغافه ارتعاشات النخيل على الشواطئ الدافئة إذا داعبها النسيم. لكنه يتداعى وينهار كقلاع الرمل وقد ضربتها أمواج الكلمة القاسية.
لذلك فأنا (…) -
ولادة يائسة
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: جليلة الخليعأضع رأسي في ركام الأفكار المتزاحمة، أستل حلمي من أهرامات الذاكرة التي أتعبت كاهلي بدون جدوى، أمرر الأرقام علني أتصل بذاتي في لحظة حيرة، أو في هنيهة من غربة، أو عندما يرمي بي العباب الثائر إلى اللاأمان مني.
أتناسل ضعفا، يتضاعف القلق برحم ثقلي، وأنتظرني مولودا آخر لا يصلني بحبل سري أو بجينات من ذاكرتي.
هزيمة أخرى أطرز بها أذيال ثوبي، والمولود القلق ما زال عند أعتاب المخاض، ينتظر حتفه بعملية قيصرية تجهضه من رحم تكهناتي، من الآمال الموعود بها قلبي، من أحلامي المغروسة بوسادة عمري، من ذاكرتي (…) -
شال الحنان
1 آذار (مارس) 2018, ::::: رانيا حميدذات حنين استوحش القلب، تنهد وحدته والرعب، تاه في أرجاء النداء، حار بين صمته والهذيان، توقف به الزمان، فطفق عائدا إلى ما كان، إلى براءة أزهرت يوما في حديقة الحنان، داعبها نسيم الصباح، والندى قبلات لثمتها، شفاه من بريق المرجان، إلى دفء غارت منه ابتسامة الشمس، وعطف أهدى الحياة لنيسان، وضحكة جلجلت، اهتزت لها عروش الحزن، وأعلنت ولاءها، لعرش سنديانة النساء، وحوت بحر الأمهات، لؤلؤة البشر، سليلة نور القمر، وحامية القلوب من علة الكسر، إليك أمي.
عاد القلب باحثا عن جذور تركها في ارض الماضي وغاب، عن (…) -
أحاسيس
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: رجاء رحاليعلى نفس الطاولة، وفي نفس المكان، كل شيء غريب وموحش، طلبت مجرد فنجان، مرت الدقائق كأنها ساعات بذكريات أثقلتها الأحزان. غادرت؛ التفت في غير عادتي، لن أعود إليك أيها المكان.
في روايتي الكثير من الجروح وعلى جرحي وقف وابتسم، وهو آخر من على صورتي ارتسم، أهو يهزأ مني أم من تصوري أن النور يغلب العتم؟ وأن الحياة قد تخلق من العدم، وزاد الروح أن تسمو بمثاليات القيم، إنه من رقص على جرح هو من له وسم.
كنت في طريقي، وبين أحلامي صادفته، وكنت قد رسمته، عرفته وهو في علم الغيب، ولواقعي أحضرته. استأمنته، (…) -
نصيحة صديق
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: غانية الوناسوقفتُ اليوم ولأوّل مرّةٍ أمام المرآة منْ دونِ خوفٍ ولا قلقٍ، وبكثيرٍ من الشجاعةِ التي استحضرتُها هكذا كما لمْ يسبقْ لي من قبلُ أن فعلتْ، وبقوّةٍ كنتُ لا أحسبُ نفسي أتحلّى بها لحينِ هذِه اللّحظةِ، فما انتابنِي كان أكبرَ من مجرد قوّةٍ عاديةٍ، كان شيئًا أكثر توهّجًا واشتعالاً، أكثر عزيمةً وإرادةً، وبجرأةٍ كبيرةٍ فاقتْ تصوّرِي، بجرأةٍ عارمةٍ تغلغلتْ ما بين أوصالِي فجأةً، كأنّني شخصٌ جديدٌ، كأنّني أرَى أحداً آخر يقفُ مكانِي.
وقفتُ أمامَ مرآتِي الّتي تعرفُني وأعرفُها جيّدًا، لكنّني وجدتُها (…) -
إلى طفلتي: لا تكفّي يوما عن اللعب
25 أيار (مايو) 2015, ::::: غانية الوناسأكتب إليك، قبل سنوات من وجودك في حياتي، ربمّا إن حدث ذات يوم وإن حالفك الحظ، ستقرئين ما أكتبه لك هنا، لست أدري دافعي لفعل ذلك، لكنها رغبة اجتاحتني، فما رغبت في كتمانها ولا كبتها وحرمانها من نور الوجود والواقع.
ربما بمنظور أي شخص عادي، يكون هذا الأمر لا معنى له، وربما هو أمر سخيف للبعض الآخر، ولكنه بالنسبة إلي أمر ذو شأن كبير لدي، أحمل في ذاكرتي أشياء كثيرة، ربما تكون هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم، ربما لست شخصا مثاليا لأتحدث عن نفسي، لكن فعلت ما استطعت حتى لا أصبح مثالا سيئا لأحد، وحتى (…) -
استفاقة الأمل
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةقبل أن تدق الساعة ويذكروا اسمي بين قائمة المغادرين، سأكتب لك وأنا أنتظر قطار الرحيل، أحبك وأنت تعلمين، يا أرضا باتت أجمل من أَرجِ المسك والياسمين، ما الذي حل بكِ وجعلك تهرمين؟
لا أسمع منك إلا صوت الأنين، وأنت من كل مكان تنزفين وتنزفين، هل ستعودين صنديدة كما كنت قبل سنين؟
أخبريني إلى أين ذهب رفاقي إن كنت تعلمين، رأيتهم يخرون سُقطا بائسين، ومدامعي مستهلة تبكي عليهم حين تركوها بعزلة، كيف لها أن تَجِّفَ وهي تشعر بحيرة، على أرض مليئة بالحسرة، وأوراق العمر المنهمرة؟
تحطمني الحيرة كثيرا؛ (…) -
أراكَ بقلبي
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: إيناس ثابتطفولة في وجه الشمس
طفولتي هامت في وجه الشمس. سمعتُ في المذياع: الشمس أمُّ الكون، فسألتُ نفسي: ترى كيف يكون وجه الشمس، ومن أي نقطة تشرُق؟ كيف تعلو في السماء ثم تغرق كجمرة وتنصهر في الماء الأزرق وتعود لنا صفراء زاهية؟
نويتُ الاستيقاظ قبل الفجر ومراقبة مطلعها، أصغيرة ثم تكبر؟ ألها عينان وتبتسم أم خجلى كوجه القمر؟ أراقبها من النافذة فتصيح أمي: لا تنظري للشمس، ستؤلمين عينيك.
ناديت الشمس: أيها القرص العجيب في السماء أتشرق لأجلي وتلاحقني وحدي؟
ركضتُ كثيرا وكل ما ابتعدتُ رأيتها برفقتي لا (…)