ودعت بصري بعد اثنين وثلاثين عاما أمضيتها بإنارة كل طريق أسلكه، أبدل ملامح الوحدة بكثير من الألفة والحيوية.
في ليلتي الأخيرة من الإبصار، وقبل أن تهب ريح الخذلان لتطفئ جذوة الأمل المؤقت الذي عشته ولم أتمتع بضيائه، عدت بذاكرتي لما كنت أفعله بسنين البراءة عند انقطاع الكهرباء والسهر على ضوء الشموع.
الحائط مسرحي المتواضع، وضوء الشمعة المتراقص يحفز كفي على رسم ظلال الحيوانات بعقد الأصابع: ذاك أرنب يقفز، وتلك قطه تموء. أنسج قصصا يتبعها صوت يغرد فرحا وضحكا في المكان. وإن عاد الضوء من جديد، ألملم (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
إبصار مؤقت
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: نورة صلاح -
وداعا أنيس البرغوثي
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصانتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني أنيس البرغوثي عن عمر يناهز ثمانين عاما. وقد وافته المنية في قريته دير غسانة في 2 شباط (فبراير) 2016. أتقدم لأسرة المناضل بأصدق التعازي.
تعرفت على الفقيد المناضل أثناء مرحلة دراستي في نيويورك (1981-1983)، فقد كان من الناشطين في أوساط الجالية الفلسطينية في منطقة نيويورك ونيوجيرزي، وكان مديرا لقسم المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة. وقد مكنني من العمل معه بصورة غير رسمية ودون ساعات عمل محددة، فكنت أطالع الصحف وأقص (…) -
أيام من الأيام
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: يوسف بونينيمنذ أن تقاعدت عن العمل، وقد كنت قاضيا في مجلس المحاسبة، وعدت إلى الديار بعد غيبة فاقت العشرين سنة لازمت بيتي. لم أغادره إلا لقضاء الحاجات الضرورية المفروضة أو لأداء عمل خيري. ترسخت هذه العادة في نفسي حتى أصبحت طبعا لا تطبعا، بحيث لا أحس في حياتي اليومية بالرتابة، ويرجع الفضل الأكبر في هذا إلى قراءة الكتب والانهماك في حفظ الأشعار والحكم واتقان الكتابة بخط النسخ. وقد ساعدتني هذه العادة في التعامل بصفة مثالية مع وباء "كورونا" الذي حل بديارنا دون سابق إنذار.
لذا، لم يغير الحجر الصحي، الذي فرض (…) -
ست خواطر
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: رها الخرابشةكم هو جميل فصل الخريف
كنت دائما أقول كم هو جميلُ ذلك الخريف أو لربما كل خريف. تتناثر الأوراق الصفراء لتفرش ثوبها على الرمال، تلك الرمال التي تبعثرت هنا وهناك. تطايرت من قسوة الرياح لها ولكنها سرعان ما عادت لتحتمي بتلك الأوراق. في فصل الخريف عندما تتساقط الثمار، ربما للوهلة الأولى نحزن، ولكننا لا ندرك تماما أنها في سقوطها تفرح الأراضي التي طالما عانت من الجوع والألم. نعم إني أتكلم تماما عن أولئك الذين يفكرون دائما بأنفسهم وينسون الآخرين. لا يمدون يد المساعدة لهم. دعونا لا نكون تلك الرياح (…) -
رمضانيات: هدأة في مد من الصخب
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةتتقطع الأوصال، تنفلت الأعضاء لاهثة خلف سراب لا بد زائل، تلهث كمخلوق كاسر يتأهب للانقضاض على فريسة، تتخبط الأطراف علها تدرك سر إكسير الحياة وحلم السعادة الأزلي، فيما العقل الضعيف القاصر ينسج مجلدات وملفات من معالم تيك الأحلام مستعينا بعلوم المنطق والكوانتم وخريطة الجينات وجميع نظريات الذكاء الاجتماعي ومسميات التطوير الذاتي والبشري مرورا بعلوم الميتافيزيقيا والأبراج الصينية، ينطلق في مد من الصخب تتقاذفه تارة أخبار بني الجلدة غربي النهر وقد استطالت رؤوس تاجرت بالقضية وباتت تجهض أجنتها، ورؤوس (…)
-
فراشة
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: محسن الغالبيمنذ عشرين عاما، ربما أكثر، حينما أجتمع كبار قومي على قتل كل الطيور في بلدي، لم أدرك حينها غايتهم من القتل. كنت غبيا مغسول الدماغ أصدق ما يقال. وحين كبرت أدركت أن غايتهم كانت ألا نتعلم الطيران حين نكبر. كبرت وظل كبار قومي يتصاغرون ويصغرون. أظنهم تلاشوا كلهم الآن ولم يبق منهم سوى تلال قاذورات وفوضى.
قتلوا فيّ وفي الآخرين رغبة الطيران، وحين هبت رياح السوء تكشف سوءاتهم، حملتني الرياح غربا.
كنا نخرج ندفن قتلى الطيور حتى استحالت بلدي مقابر لها. خلت السماء من سكانها وضجت الصحراء بالسجون (…) -
مَن بعدك "يُمّة" مَن؟
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: سمية الشوابكةمَن يقسو على مَن؟ مَن بغفر لمَن؟ يا حبة القلب أمي. نحن الممتلئين بأمهاتنا وبكل ما يشبههن من قريب أو بعيد. من لنا سواهن وطنا دافئا؟ من لنا سواهن معينا زاخرا؟
فكلما تقدم بنا العمر والزيف تقدم بهن الدفء والعطاء. آآآآآآآآآه لو أن العمر يغسل، لغسلنا أعمارنا فداء لأعمارهن. لخلعنا عنا رداء العمر وألبسناهن إياه. غير أن من النعمة أننا لا نستطيع. فلعلها أمنية جميلة في الظاهر، قاسية أنانية في الباطن. أنخلع أعمارنا البائسة المثقلة هما من أجلهن فنرتاح نحن ويشقين هن؟ يا الله، من لنا سواهن حناء لما ابيض (…) -
استفاقة الأمل
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةقبل أن تدق الساعة ويذكروا اسمي بين قائمة المغادرين، سأكتب لك وأنا أنتظر قطار الرحيل، أحبك وأنت تعلمين، يا أرضا باتت أجمل من أَرجِ المسك والياسمين، ما الذي حل بكِ وجعلك تهرمين؟
لا أسمع منك إلا صوت الأنين، وأنت من كل مكان تنزفين وتنزفين، هل ستعودين صنديدة كما كنت قبل سنين؟
أخبريني إلى أين ذهب رفاقي إن كنت تعلمين، رأيتهم يخرون سُقطا بائسين، ومدامعي مستهلة تبكي عليهم حين تركوها بعزلة، كيف لها أن تَجِّفَ وهي تشعر بحيرة، على أرض مليئة بالحسرة، وأوراق العمر المنهمرة؟
تحطمني الحيرة كثيرا؛ (…) -
قيود الانتصار
25 أيار (مايو) 2013, ::::: غانية الوناسيستقبل صباحه كلّ يوم عبر ثقب في سقف زنزانة، تراه الشمس بخجل عذب، تراود سحره وتختفي بغنج الأميرات.
تحاول استمالته فيغار البهاء من نور فجره المطرّز بضياء الشّموخ. فلسفة الوجود تكسبه لون التفرّد، ويعبق من إطلالته عطر النّدى المبجّل. إشراقة في وجهه لا تفارقه. يتدلّى المجد بعنفوان من جبين عال ويعلو بالغا منتهى السماء.
في ملامحه لا وجود للبؤس مطلقا. هي العزّة تخط عبر كلّ عرق طريقة في الوجود المطلق، أسلوبا في الصمود ليس يفهمه كلّ البشر، وليس يتقنه سوى من يحترف الوجود، نموذجا في صنع الحياة (…) -
أتمنى لو
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: ليلى زخرياأتمنى لو
لو أن حجم المحبة تكبر بحجم كبر الكون، ولو أن الكون يصغر ويصبح بحجم قلوبنا. لو أنني أصبح أمنية تتحقق لطفل يطلبها، ولو أن الأطفال يضحكون بدون خوف من حرب أو مأساة تحدث بجانبهم.
لو أن الحروب تنتهي، كما أتمنى أن تمسح من قلوب الذين يعانون منها.
لو أن الغربة تصبح كتذكره سفر، ولو أن هذه التذكرة ترجعنا إلى أوطاننا.
لو أن البحر يبتلع الفقر، ولو أن الغيوم تمطر بمستقبل واعد لأحلامنا.
لو أن الخوف طعام يرمى في المحيط لتأكله الأسماك، ولو أن الأسماك تأخذني لترقص معي في القاع.
لو أن (…)