تتقطع الأوصال، تنفلت الأعضاء لاهثة خلف سراب لا بد زائل، تلهث كمخلوق كاسر يتأهب للانقضاض على فريسة، تتخبط الأطراف علها تدرك سر إكسير الحياة وحلم السعادة الأزلي، فيما العقل الضعيف القاصر ينسج مجلدات وملفات من معالم تيك الأحلام مستعينا بعلوم المنطق والكوانتم وخريطة الجينات وجميع نظريات الذكاء الاجتماعي ومسميات التطوير الذاتي والبشري مرورا بعلوم الميتافيزيقيا والأبراج الصينية، ينطلق في مد من الصخب تتقاذفه تارة أخبار بني الجلدة غربي النهر وقد استطالت رؤوس تاجرت بالقضية وباتت تجهض أجنتها، ورؤوس (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
رمضانيات: هدأة في مد من الصخب
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: غادة المعايطة -
وشاخت الذكريات
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: محمد التميميما أصعب العودة لمرابع الصبا بعد طول غياب، وما أصعب أن ترى الطفولة وقد كبرت، والمراهقة وقد أتم الله عليها بنعمة العقل فهدأت، وابنة الجيران ذات الحب الافتراضي وقد أصبحت أماً لنصف دستة من الاطفال الذين لم يأخذوا منها سوى شقاوة الطفولة.
تتجمد الصور في عقولنا عند آخر مرة خرجنا فيها من بلادنا، وتبقى مدننا صوراً معلقة على الحائط، لا حياة فيها سوى من بعض الحكايات التي ننسجها من ذكرياتنا تارة ومن خيالنا عن المستقبل تارة أخرى. تمضي الايام في الغربة متشابهة حد الرتابة، يتخللها اكتشاف بعض شعيرات بيض (…) -
أشواق وحنين
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: هدى الكنانيجاءني متخما شوقا وحنينا، ودقات قلبه تسمع عن بعد ميل، وحبات العرق تتلألأ على جبينه النادي.
تأملته وتشبعت كل خلايا عيني برؤياه، وقد غاص القلب في الأعماق وعاد وارتفع إلى الحنجرة، فأفرد شوقي إليه القلوع، ورفع مرساته وأبحر في شرايين دمي والعروق.
وجيب القلب يدعوني للارتماء في أحضانه، وكبرياء الأنثى وخِدرها يمنعاني، وأنا بين قلبي وعقلي تمزقني الآهات.
تسمّرت في مكاني محاولة استرجاع مرارة لقائي الأخير معه، وعدم استجابته لتوسلاتي ودموعي، وكيف لملمت أشلاء كرامتي وسحبت حبال خيبتي، وقد أشاح بوجهِه (…) -
رسالة إلى جهرا
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: عيسى ريتاعزيزتي جهرا
ها أنا اكتب بجوار الحديقة على أنقاض العشق البديع. لطالما أحببتك وطالما كتبت ما ادعيه شعرا ونثرا اقرب منه للجنون، وأرسله هنا وهناك لعله يجد من ينشره. تترائى أمامي صورتك وأنت تذوبين مثل حبات الثلج بين يدي أحيانا، وتراوغين وتنزلقين من بين يدي كالزئبق في أكثر الأحيان.
ما كنت احسب أني قد احدث طائرا بجواري في أمر الحب لولا أن سحقته العاطفة أمامي عندما تركته عصفورة بالغة البهاء وطارت حتى توارت عن الأنظار. حدثته كيف أن روحينا كانتا تعيشان في قوقعه بقاع البحر، وأن روحا منهما لا تزال (…) -
ثلاث مساحات للهوى
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: هبة محمد الأغاالمساحة الأولى
يا رمدة الحر، رغم البرد زرتنا. يا قسوة الليل رغم الصبح تأتيتا. يا وجع الفؤاد المتيم بعشقك يا هذه الأرض، هلاّ من رحيقك العذب تعطينا؟ يا موطن الأجداد عدنا، نحمل العبق المسافر في حقائبنا المزركشة بألوان العلم، في مساحات عشقنا المتلون بالدم، في أرجوحة الصبا، وبقايا الألم، في كل شيء يمت للشموخ بصلة، نعيش مع الشمس حكايتها، ومع القمر مناجاته. نشتاق إليكِ أيتها الأرض الطيبة مع كلِ فجر جديد، ومع كل شمس توزع ضوئها على هذه البسيطة.
المساحة الثانية
يا أيها المشرد في المنافي، يا (…) -
شال الحنان
1 آذار (مارس) 2018, ::::: رانيا حميدذات حنين استوحش القلب، تنهد وحدته والرعب، تاه في أرجاء النداء، حار بين صمته والهذيان، توقف به الزمان، فطفق عائدا إلى ما كان، إلى براءة أزهرت يوما في حديقة الحنان، داعبها نسيم الصباح، والندى قبلات لثمتها، شفاه من بريق المرجان، إلى دفء غارت منه ابتسامة الشمس، وعطف أهدى الحياة لنيسان، وضحكة جلجلت، اهتزت لها عروش الحزن، وأعلنت ولاءها، لعرش سنديانة النساء، وحوت بحر الأمهات، لؤلؤة البشر، سليلة نور القمر، وحامية القلوب من علة الكسر، إليك أمي.
عاد القلب باحثا عن جذور تركها في ارض الماضي وغاب، عن (…) -
هزمتك وانتصرت
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: غانية الوناسهزمتك وانتصرت
لا أدري ماذا يعجبك في تقفّي آثار أشياء انتهت صلاحيّتها، ولم يتبّق منها إلاّ الرماد، وحتّى ذلك الرّماد هبّت عليه ريح القطيعة وما عاد منه شيء لا في القلب ولا في الذّاكرة حتّى.
تشعر بالمتعة في تقليب المواجع عليّ، في فتح تلك الجروح القديمة الّتي وجدت طريقها للإلتآم، تجد سعادة غريبة في نبش قبر الحبّ المنتحر على عتبات قلبك، مع أنّه لم يعد هناك ما يجمع بيننا، حتّى ذلك الوجع جعلته سخيفا جدّا، جعلته فارغا من كلّ شيء حتّى من بعض الدّموع والأشواق الّتي كان يمكن أن تكون زينة مناسبة (…) -
حبيب من بقايا وطن
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: زينب عودة -
قيود الانتصار
25 أيار (مايو) 2013, ::::: غانية الوناسيستقبل صباحه كلّ يوم عبر ثقب في سقف زنزانة، تراه الشمس بخجل عذب، تراود سحره وتختفي بغنج الأميرات.
تحاول استمالته فيغار البهاء من نور فجره المطرّز بضياء الشّموخ. فلسفة الوجود تكسبه لون التفرّد، ويعبق من إطلالته عطر النّدى المبجّل. إشراقة في وجهه لا تفارقه. يتدلّى المجد بعنفوان من جبين عال ويعلو بالغا منتهى السماء.
في ملامحه لا وجود للبؤس مطلقا. هي العزّة تخط عبر كلّ عرق طريقة في الوجود المطلق، أسلوبا في الصمود ليس يفهمه كلّ البشر، وليس يتقنه سوى من يحترف الوجود، نموذجا في صنع الحياة (…) -
إهداء خاص: إلى أم أبنائي، زوجتي الحبيبة
1 أيار (مايو) 2011, ::::: عادل جودههَا هُوَ الْحَادِي والْعِشْرُونَ مِنْ مَارِسْ
يَخْتَالُ فِي مَشْيَتِهِ شَامِخاً مُبَاهِياً سَائِرَ الْأَيَّامْ
وَالدُّنْيَا كُلُّهَا تَنْظُرُ إِلَيْهِ بِابْتِسَامَةٍ تَمْلَؤُهَا الْغِبْطَةُ وَيَعْلُوهَا الْابْتِهَاجْ
لِأَنَّهُ بِالْفِعْلِ لَيْسَ لَهُ فِي الْأَيَّامِ مَثِيلْ
فَهُوَ الْوَحِيدُ الَّذِي اقْتَرَنَ بِأَعْظَمِ مَا فِي الْوُجُودْ
اقْتَرَنَ بِالْأُمِّ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْأُمّْ
الْأُمُّ:
أَحْلَى بَسْمَةْ، وَأَنْقَى هَمْسَةْ، وَأَعْذَبُ نِسْمَةْ، وَأَرْوَعُ لَمْسَةْ (…)