حلمت بها كثيرا، يا إلهي لم اصدق نفسي عندما زٌف لي الطبيب الخبر بأني حامل، سنوات طالت وأنا أنتظر أن تحمل أحشائي حياة طفل أعيش معه الوجه الآخر من جمال دنيتي. طفلة حلمت بها، تمنيت أن أرى وجهها المنير بندى الصباح بين يدي.
رزقت بها وكانت جميلة بالنسبة لي، جمال يفوق عالمي، فهي نعمة رزقني بها الله. لطالما كنت أناجيه بأن ينعم عليّ بخيره. كنت أحلم بأن أخيط لها رداء أزرق مطرزا، لأراها تلبسه وتطير كالفراشة وسط حديقة الحياة، تجري إلى أحضاني، أشم براءتها وشقاوتها، أسمع لنغمات حديثها كأنه حديث الطير (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
ذات الرداء الأزرق
1 أيار (مايو) 2008, ::::: منال الكندي -
حلم العنقاء البدوية
25 آذار (مارس) 2014, ::::: الهادي عجب الدور=1=
الكلمات تتوهج كالقناديل السحرية عندما انظر إلى عينيك بلا انقطاع، كالمطر الاستوائي يروي غابات الأبنوس بغبطة وسرور، فأولد بين يديك رجلا مستحيلا بحجم أرخبيل العسل والأحلام وصدى الرياح، وأتجلى قديسا وشاعرا من زمن خرافي، وأتوج نفسي ملكا على حروف الورد، وكل القصائد المهاجرة على مسارات رمشة عيونك، ومدن النور والبلور والياسمين ورمال الصحراء، موشحا بكل لغات العالم شرقا وغربا. وأنت احلى من كل أناشيد الشجن القديم، وقبلات الوادع الدافئة، وابتسامة الموعد المدهش، وروحي العنيدة ترنو إليك، وتتراقص (…) -
فراشة
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: محسن الغالبيمنذ عشرين عاما، ربما أكثر، حينما أجتمع كبار قومي على قتل كل الطيور في بلدي، لم أدرك حينها غايتهم من القتل. كنت غبيا مغسول الدماغ أصدق ما يقال. وحين كبرت أدركت أن غايتهم كانت ألا نتعلم الطيران حين نكبر. كبرت وظل كبار قومي يتصاغرون ويصغرون. أظنهم تلاشوا كلهم الآن ولم يبق منهم سوى تلال قاذورات وفوضى.
قتلوا فيّ وفي الآخرين رغبة الطيران، وحين هبت رياح السوء تكشف سوءاتهم، حملتني الرياح غربا.
كنا نخرج ندفن قتلى الطيور حتى استحالت بلدي مقابر لها. خلت السماء من سكانها وضجت الصحراء بالسجون (…) -
قرّرت الرحيل
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: أحمد عبد اللهعلى الرغم من كثرة نجوم سماء كونهم، ولكنّ نورها باهت، حتى عندما اقتربت منه لينير لي، وجدته مؤقتا.
بحثت عن قمره، وعندما وجدته اكتشفت أنه لا ينير لي دائما، وحتى لو أنار فإن له دائما جانبا مظلما، حتى شمسه على الرغم من دفئها ونورها فإنها حارقة لا ترحم. فقررت الرحيل.
ليتني لم أترك عالمي الخاص، لن ألومهم على إصرارهم عليَّ للخروج منه، فربما كانوا يرون أنه لا حياة به من غير شموس أو أقمر أو حتى نجوم، وليتني لم أبحث أنا عنها.
ولكنّي لا ألومهم، ربما عالمهم غير مناسب لي، وربما أنا غير مناسب (…) -
وتكون غريبا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: فراس ميهوبوتكون غريبا، لا لغة تربطك بمن حولك، ولا صدى لصوتك.
وتكون غريبا يوم تعود، وأنتَ ما زلت طفلا وقد شاخت أرض صباك، وشاب كل من عرفت.
وتكون غريبا، حين تحدِّثُ نفسك بكلمات مكرورة، وتلعق مع دمك المرَّ أغانيك التي لا تطرب سواك.
وتكون غريبا، تحدقُ في آنية الفضة فتراها نحاسا، وتنظر إلى قمر الرغبة فينعكس في قلبك بردا وجفافا.
وتكون غريبا، فينكرك الكلُّ ولو عرفت مفارق شعورهم وألوان عيونهم، ورنَّ في أذنيك وقع كعوبهم.
وتكون غريبا، زمنك هو الأمس وأزمانهم هي اليوم الجامد كالثلج القطبي، ودربك محاط (…) -
ثلاث خواطر
1 أيار (مايو) 2011, ::::: ميادة عوداتالخاطرة الأولى: أحزاني
عندما يتوقف بك الزمن لحظه تشعر فيها بأن الوقوف لا بد منه لتتأمل ما يدور في هذا الزمن الغريب ويراودك شعور حزين عندها لا بد لك أن تصنع حزنا. عندما تشعر بملايين البشر حولك لكن لا تجد من يسليك وحدتك التي تشعر بها عندها تستحق يا قلبي أن تصنع حزنا آخر. عندما تكتشف للحظة أن المشاعر التي كنت تعتقد بأنها خارجة من القلب مزيفة عندها لا بد أن تصنع حزنا. عندما تفكر بأنك ستواصل في هذه الحياة الأليمة رغما عنك عندها سأجبرك على أن تصنع حزنا بحجم الجبال. عندما تموت أحلامك فجأة دون (…) -
وردتـان لأمـي
1 آذار (مارس) 2008, ::::: داليا الحاجلم يكن يعني لي عيد الأم شيئا قبل أن أجد أختي ذات يوم تـنسحب لغرفة أخي، وتطلب منه أن يصطحبها للسوق حتى تتمكن من شراء هدية لأمي دون أن تعلم.
كطفلة أعجبتُ بعدم معرفة أمي بالمفاجئة، وكطفلة أكثر نضجا مني أعلمتني أختي بأن هنالك يوما مميزا سيحل علينا خلال أيام وهو عيد الأم، سألتها حينها: "أتقصدين عيد ميلادها؟" فأجابت: "بل هو عيد لكل الأمهات."
اكتفيت بأنهم سوف يعتبروني مساهمة بهدية أمي لمجرد ذهابي للسوق معهم فلم أكثر من الأسئلة. كنت سعيدة حيث عقدت صفقة رابحة، وأعترف بأنني لو علمت حينها أنهم (…) -
الحنين إلى أنا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: منى كاظماحتضنت كتبها وقراطيسها وفيها آمالها وشتات فكرها، احتضنتها لتحتفظ بها في مكان يليق بها. كانت تتأمل أن تعود إليها بعد جزء من الزمن ظنّت أنه قريب. هذه قراطيسي وكتبي. لن يفتحها أحد سواي. إنها عنواني. إنها (أنا).
سأعود إليك عندما انتهي من هذا المشوار. سأذهب للبحث عن فرصة في هذه الحياة لأضمن الوقوف على أرض صلبة، لكي أنظر إلى ضوء الأمل في وسط الزحام. إنها كومة من الأعباء تلاحقني. ستنتهي يوما ثم أعود إليك يا (أنا).
أصبحت يداي مكبلتين بهذه الأعباء. ليس الأمر باختياري، فالضوء لا يزال في نهاية (…) -
عبير وعبرات
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: ميسون حسينأما عبير فهي ابنة الخمسة عشر ربيعا التي اغتصبت وقتلت مع عائلتها في بلدة المحمودية في العراق من قبل جنود أميركيين. وعبير هي العراقية المغتصبة منذ بدء الاحتلال، ورمز الكرامة المداسة، والشاهدة على القهر والظلم، وشهيدة كل العراقيين، ككل العراقيين.
وعبير أيضا هي العربية المغتصبة منذ بدء زمن القوة والغطرسة، والشاهدة على انحطاط العصر، ورمز الانكسار، وشهيدة كل العرب، ككل العرب. عبير العراق أخت هدى فلسطين، أمهما جميلة بو حيرد الجزائرية، وجدتهما سمية، أم عمار بن ياسر.
أما العبرات، فكثيرة هي (…) -
سمعة مستباحة
25 أيار (مايو) 2015, ::::: إبراهيم يوسفركن الحكاية في زاوية من زوايا ذاكرته المتعبة العجوز، لكنّها أبتْ إلاّ أن تنشط وتستفيق في نفس الموعد من كلّ عام، لتتمرّد عليه وتنغّص عليه هناءة عيشه، كلما حلّ الشتاء ببرده وثلجه وزمهريره، وعواصف تنوّعت تسمياتها من زينة وهدى إلى وندي وجنى ويوهان والحبل على الجرّار، فتعود ذكرياته وتجلده من جديد.
كان عليه أن يسافر على جناح السّرعة في مناخ انخفضتْ حرارته كثيرا وبلغت عشر درجات مئويّة تحت الصفر وما دون، فالصقيع يتجاوز الثياب السميكة ومعاطف الصّوف، ويخترق اللحم حتى يصل إلى العظام. ينال من الأنف (…)