في محفل هذا المستبد القادم يغيب العقل لتتوارى الإرادة. تجثو الحواس كلها في نهايات السكون، مره مستعذب يتلحفه القلب. حلوه عذب وعذاب يتلثمه الوجدان. وطنه مدينة تدوّي فيها لحظات مؤنسة تارة وموحشة تارة أخرى. رذاذه حنين مرسل مأخوذ في اتجاهين مختلفين، ينشطر قلبا واحدا غده نصفان اثنان.
كيان مهدد بطفرة روحية يراوح ويغادى في سعة الزمن وضيق المكان، ممتطيا أغوار السريرة كشموخ الوتد. يداعب الأمل في الدجى، يحمله في الخلد أشواقا حبيسة مكبلة بالجوانح، ليحتفي به القلب ابتهالا ويرهف له بالبذل خفقانا. لحنٌ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
وهجه يستنطق الوصف
25 أيار (مايو) 2013, ::::: ولاء المصري -
رمضانيات: هدأة في مد من الصخب
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةتتقطع الأوصال، تنفلت الأعضاء لاهثة خلف سراب لا بد زائل، تلهث كمخلوق كاسر يتأهب للانقضاض على فريسة، تتخبط الأطراف علها تدرك سر إكسير الحياة وحلم السعادة الأزلي، فيما العقل الضعيف القاصر ينسج مجلدات وملفات من معالم تيك الأحلام مستعينا بعلوم المنطق والكوانتم وخريطة الجينات وجميع نظريات الذكاء الاجتماعي ومسميات التطوير الذاتي والبشري مرورا بعلوم الميتافيزيقيا والأبراج الصينية، ينطلق في مد من الصخب تتقاذفه تارة أخبار بني الجلدة غربي النهر وقد استطالت رؤوس تاجرت بالقضية وباتت تجهض أجنتها، ورؤوس (…)
-
فراشة
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: محسن الغالبيمنذ عشرين عاما، ربما أكثر، حينما أجتمع كبار قومي على قتل كل الطيور في بلدي، لم أدرك حينها غايتهم من القتل. كنت غبيا مغسول الدماغ أصدق ما يقال. وحين كبرت أدركت أن غايتهم كانت ألا نتعلم الطيران حين نكبر. كبرت وظل كبار قومي يتصاغرون ويصغرون. أظنهم تلاشوا كلهم الآن ولم يبق منهم سوى تلال قاذورات وفوضى.
قتلوا فيّ وفي الآخرين رغبة الطيران، وحين هبت رياح السوء تكشف سوءاتهم، حملتني الرياح غربا.
كنا نخرج ندفن قتلى الطيور حتى استحالت بلدي مقابر لها. خلت السماء من سكانها وضجت الصحراء بالسجون (…) -
مَن بعدك "يُمّة" مَن؟
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: سمية الشوابكةمَن يقسو على مَن؟ مَن بغفر لمَن؟ يا حبة القلب أمي. نحن الممتلئين بأمهاتنا وبكل ما يشبههن من قريب أو بعيد. من لنا سواهن وطنا دافئا؟ من لنا سواهن معينا زاخرا؟
فكلما تقدم بنا العمر والزيف تقدم بهن الدفء والعطاء. آآآآآآآآآه لو أن العمر يغسل، لغسلنا أعمارنا فداء لأعمارهن. لخلعنا عنا رداء العمر وألبسناهن إياه. غير أن من النعمة أننا لا نستطيع. فلعلها أمنية جميلة في الظاهر، قاسية أنانية في الباطن. أنخلع أعمارنا البائسة المثقلة هما من أجلهن فنرتاح نحن ويشقين هن؟ يا الله، من لنا سواهن حناء لما ابيض (…) -
استفاقة الأمل
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةقبل أن تدق الساعة ويذكروا اسمي بين قائمة المغادرين، سأكتب لك وأنا أنتظر قطار الرحيل، أحبك وأنت تعلمين، يا أرضا باتت أجمل من أَرجِ المسك والياسمين، ما الذي حل بكِ وجعلك تهرمين؟
لا أسمع منك إلا صوت الأنين، وأنت من كل مكان تنزفين وتنزفين، هل ستعودين صنديدة كما كنت قبل سنين؟
أخبريني إلى أين ذهب رفاقي إن كنت تعلمين، رأيتهم يخرون سُقطا بائسين، ومدامعي مستهلة تبكي عليهم حين تركوها بعزلة، كيف لها أن تَجِّفَ وهي تشعر بحيرة، على أرض مليئة بالحسرة، وأوراق العمر المنهمرة؟
تحطمني الحيرة كثيرا؛ (…) -
قيود الانتصار
25 أيار (مايو) 2013, ::::: غانية الوناسيستقبل صباحه كلّ يوم عبر ثقب في سقف زنزانة، تراه الشمس بخجل عذب، تراود سحره وتختفي بغنج الأميرات.
تحاول استمالته فيغار البهاء من نور فجره المطرّز بضياء الشّموخ. فلسفة الوجود تكسبه لون التفرّد، ويعبق من إطلالته عطر النّدى المبجّل. إشراقة في وجهه لا تفارقه. يتدلّى المجد بعنفوان من جبين عال ويعلو بالغا منتهى السماء.
في ملامحه لا وجود للبؤس مطلقا. هي العزّة تخط عبر كلّ عرق طريقة في الوجود المطلق، أسلوبا في الصمود ليس يفهمه كلّ البشر، وليس يتقنه سوى من يحترف الوجود، نموذجا في صنع الحياة (…) -
أتمنى لو
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: ليلى زخرياأتمنى لو
لو أن حجم المحبة تكبر بحجم كبر الكون، ولو أن الكون يصغر ويصبح بحجم قلوبنا. لو أنني أصبح أمنية تتحقق لطفل يطلبها، ولو أن الأطفال يضحكون بدون خوف من حرب أو مأساة تحدث بجانبهم.
لو أن الحروب تنتهي، كما أتمنى أن تمسح من قلوب الذين يعانون منها.
لو أن الغربة تصبح كتذكره سفر، ولو أن هذه التذكرة ترجعنا إلى أوطاننا.
لو أن البحر يبتلع الفقر، ولو أن الغيوم تمطر بمستقبل واعد لأحلامنا.
لو أن الخوف طعام يرمى في المحيط لتأكله الأسماك، ولو أن الأسماك تأخذني لترقص معي في القاع.
لو أن (…) -
بين رحيله والغياب
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: ولاء المصريإلى من يكفيني نزف الحروف في رسائله، فقد تموجت نغما يشدو بالوفا، أيار ينتفض، شارد الخطى إعشوشب فيه القلب المفؤود، من بين كل الفصول ينشد السلام والثنا في سره النديّ، خيوط نهاره أحبسها برفق لترتد في كياني وهجا، ثمة صوت يدعوني صداه يناديني لأرتاح إليه، إلى من بوجوده اندلقت روحي مني، يشدّني رسم شدقيه الساحر برهبه لأبحث عني، ينتشلني شعوره المغموس بالحمرة، ينبئني قلمه حبراً أن نبض قلبه يكتبني وجعا ويتوثب الغرق في اطمئنانه إليّ، إلى من ينفرط الحنان من أساريره ممسكاً عنه فوران الألم، إلى من تلح عليه (…)
-
وردتـان لأمـي
1 آذار (مارس) 2008, ::::: داليا الحاجلم يكن يعني لي عيد الأم شيئا قبل أن أجد أختي ذات يوم تـنسحب لغرفة أخي، وتطلب منه أن يصطحبها للسوق حتى تتمكن من شراء هدية لأمي دون أن تعلم.
كطفلة أعجبتُ بعدم معرفة أمي بالمفاجئة، وكطفلة أكثر نضجا مني أعلمتني أختي بأن هنالك يوما مميزا سيحل علينا خلال أيام وهو عيد الأم، سألتها حينها: "أتقصدين عيد ميلادها؟" فأجابت: "بل هو عيد لكل الأمهات."
اكتفيت بأنهم سوف يعتبروني مساهمة بهدية أمي لمجرد ذهابي للسوق معهم فلم أكثر من الأسئلة. كنت سعيدة حيث عقدت صفقة رابحة، وأعترف بأنني لو علمت حينها أنهم (…) -
مـسـافــر
1 آذار (مارس) 2008, ::::: زينب عودةأعلم أنك مسافر. دعني أنظر إلى عينيك من زاوية خريف ممتد. دعني أتذوق جرعات مرارة الفراق واحدة تلو الأخرى، وأرى خريطة عمري بتذكرك. كم مرة عليّ أن أتقبل قرارك بالرحيل؟ وكم عليّ أن التزم الصمت؟ لقد سئمت. أكان قدرا على مشاعري أن تذبح عند محطات القطارات، وعند أبواب الطائرات، وأنت تغرد مزهوا تقطع المسافات هنا وهناك. لأجل من: ما عدت أدري.
واثق، غريب، راحل. حياتي أضحت معك مشوارا طويلا، وتذاكر سفر أعرف بدايتها مع كل واحدة ونهاية لا أدركها. عالم مريب يحتويه عقلك بمسافات لا حدود لها. أيـستهويك البعد (…)