1/3
أحفظُ خزانةَ صغاري كخارطة، كشارعٍ مَليءٍ بالمطبّات
وأعرفُ غسالتَنا المزعِجة، أجمعُ من أجلِها كومةَ غسيلٍ كبيرة، يتمدَّدُ الغسيلُ مثلَ رجلٍ كسول، فتفاجئُنِي سُترةٌ كُحليّةٌ مُقلَّمة كأنني أراها لأولِ مرّة.
أحتفلُ بزوجينِ من الجرابينِ التَقَيا أخيراً، أرى ابتساماتٍ صغيرةً في فستانٍ أحمر، وجدائلَ شقراءَ وعيوناً عسلية، وتباغتُني رجولةٌ تكبُرُ في كنزةِ الصوف وجسدٌ يَشقُّ طولَه مثلَ نخلة، وصوتٌ خشن!
أطرافُ أصابِعي تتحوَّل إلى قَفَّازات، حينَ أتذكَّرُ كيفَ تشقَّقَت أصابعُ أمّي، وهي (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
ثلاث قصائد في الأمومة
1 آذار (مارس) 2022, ::::: هبة محمد الأغا -
حبيب من بقايا وطن
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: زينب عودة -
علاقة سرّية
1 أيلول (سبتمبر) 2016, ::::: مرام أمان اللهعن العلاقة بين الإنسان والمكان يكثر القول. بينهما سرٌّ لا يدركانه إلا إذا افترق أحدهما عن الآخر، وكأنّ العلاقة تبقى سريّة إلى أن يبوح بها الفراق. هذا ما كان يجول في خاطرها عندما قررت أن تبحث عن كتاب تصبّ فيه جنون "غربتها" وصمت الجدران.
لم تكن القراءة التي لطالما أحبتها هي الهدف الرئيس وراء البحث، لأنها كانت تبحث في بطون الكتب عن أنيسٍ تستحضره متى شاءت، وتجتثه من المشهد وقتما تشاء.
راحت تتهاوى الكتب واحدا تلو الآخر، بين يديها إذ كانت تتصفح على عجل بغية العثور على أنيسها المختبئ في إحدى (…) -
الحنين إلى أنا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: منى كاظماحتضنت كتبها وقراطيسها وفيها آمالها وشتات فكرها، احتضنتها لتحتفظ بها في مكان يليق بها. كانت تتأمل أن تعود إليها بعد جزء من الزمن ظنّت أنه قريب. هذه قراطيسي وكتبي. لن يفتحها أحد سواي. إنها عنواني. إنها (أنا).
سأعود إليك عندما انتهي من هذا المشوار. سأذهب للبحث عن فرصة في هذه الحياة لأضمن الوقوف على أرض صلبة، لكي أنظر إلى ضوء الأمل في وسط الزحام. إنها كومة من الأعباء تلاحقني. ستنتهي يوما ثم أعود إليك يا (أنا).
أصبحت يداي مكبلتين بهذه الأعباء. ليس الأمر باختياري، فالضوء لا يزال في نهاية (…) -
محاكمة الياسمين
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةعذرا دمشقي هل من العدل أن ترفع جلستك وفلسطين لم يحدد موعد جلستها بعد؟ عذرا منك أيها القاضي؛ أين العدل في الماضي؟ لن ترفع الجلسة حتى يحدد موعد القضية. لست بأنانية لكنني دستورية وديموقراطية، وقوانيني بكل صراحة عصرية وحضارية.
أرجوك لا تجادلني؛ كي لا تجبرني أن أرفع القضايا الأخرى؛ بلاد الشام بأكملها قضية لم يعين لها محام ليدافع عنها؛ قضية أهملت، وبالدم الأحمر لطخت. قضية وبكل سهولة نسيت، ومن ذاكرة أحدهم حذفت. تجدها تحت الحطام وبين الضحايا والأنام. قضية خلف القضبان تنتظر حكم الإفراج.
جادلني في (…) -
ذات الرداء الأزرق
1 أيار (مايو) 2008, ::::: منال الكنديحلمت بها كثيرا، يا إلهي لم اصدق نفسي عندما زٌف لي الطبيب الخبر بأني حامل، سنوات طالت وأنا أنتظر أن تحمل أحشائي حياة طفل أعيش معه الوجه الآخر من جمال دنيتي. طفلة حلمت بها، تمنيت أن أرى وجهها المنير بندى الصباح بين يدي.
رزقت بها وكانت جميلة بالنسبة لي، جمال يفوق عالمي، فهي نعمة رزقني بها الله. لطالما كنت أناجيه بأن ينعم عليّ بخيره. كنت أحلم بأن أخيط لها رداء أزرق مطرزا، لأراها تلبسه وتطير كالفراشة وسط حديقة الحياة، تجري إلى أحضاني، أشم براءتها وشقاوتها، أسمع لنغمات حديثها كأنه حديث الطير (…) -
وتكون غريبا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: فراس ميهوبوتكون غريبا، لا لغة تربطك بمن حولك، ولا صدى لصوتك.
وتكون غريبا يوم تعود، وأنتَ ما زلت طفلا وقد شاخت أرض صباك، وشاب كل من عرفت.
وتكون غريبا، حين تحدِّثُ نفسك بكلمات مكرورة، وتلعق مع دمك المرَّ أغانيك التي لا تطرب سواك.
وتكون غريبا، تحدقُ في آنية الفضة فتراها نحاسا، وتنظر إلى قمر الرغبة فينعكس في قلبك بردا وجفافا.
وتكون غريبا، فينكرك الكلُّ ولو عرفت مفارق شعورهم وألوان عيونهم، ورنَّ في أذنيك وقع كعوبهم.
وتكون غريبا، زمنك هو الأمس وأزمانهم هي اليوم الجامد كالثلج القطبي، ودربك محاط (…) -
ثلاث مساحات للهوى
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: هبة محمد الأغاالمساحة الأولى
يا رمدة الحر، رغم البرد زرتنا. يا قسوة الليل رغم الصبح تأتيتا. يا وجع الفؤاد المتيم بعشقك يا هذه الأرض، هلاّ من رحيقك العذب تعطينا؟ يا موطن الأجداد عدنا، نحمل العبق المسافر في حقائبنا المزركشة بألوان العلم، في مساحات عشقنا المتلون بالدم، في أرجوحة الصبا، وبقايا الألم، في كل شيء يمت للشموخ بصلة، نعيش مع الشمس حكايتها، ومع القمر مناجاته. نشتاق إليكِ أيتها الأرض الطيبة مع كلِ فجر جديد، ومع كل شمس توزع ضوئها على هذه البسيطة.
المساحة الثانية
يا أيها المشرد في المنافي، يا (…) -
لَكُم عالمُكم ولي عالمي
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: مليكة علاوي"لكُم عالمُكُم ولي عالمي". عالمي أتمثله، أسرح فيه خلال ما أتصوره ضِمنه. يبدو لي الأمر هكذا، حتّى وإن أبى عازفا عنّي متمنعا، فإنّي أستمرُّ أطلبه، ويأتيني طوعا. عالمي كلّه ألوان وصُور. لكن لا صوت فيه؛ لا صوت للمياه الجاريّة في صهاريج المنازل المجاورة للبيت الذي يأويني، ولا للعصافير المُحلّقة في سما صديقتي شجرة الليمون وصويحباتها من نعنع الماء وزهْر القرنفل والخزامى وهي ترشق شذاها المُوقّع بسمات على الشّفاه هنا وهناك؛ فلا جريان الماء قد يضطرب في أذني، ولا حركة تحليق الطيور تصل سمعي.
عالمي (…) -
وشاخت الذكريات
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: محمد التميميما أصعب العودة لمرابع الصبا بعد طول غياب، وما أصعب أن ترى الطفولة وقد كبرت، والمراهقة وقد أتم الله عليها بنعمة العقل فهدأت، وابنة الجيران ذات الحب الافتراضي وقد أصبحت أماً لنصف دستة من الاطفال الذين لم يأخذوا منها سوى شقاوة الطفولة.
تتجمد الصور في عقولنا عند آخر مرة خرجنا فيها من بلادنا، وتبقى مدننا صوراً معلقة على الحائط، لا حياة فيها سوى من بعض الحكايات التي ننسجها من ذكرياتنا تارة ومن خيالنا عن المستقبل تارة أخرى. تمضي الايام في الغربة متشابهة حد الرتابة، يتخللها اكتشاف بعض شعيرات بيض (…)