يستقبل صباحه كلّ يوم عبر ثقب في سقف زنزانة، تراه الشمس بخجل عذب، تراود سحره وتختفي بغنج الأميرات.
تحاول استمالته فيغار البهاء من نور فجره المطرّز بضياء الشّموخ. فلسفة الوجود تكسبه لون التفرّد، ويعبق من إطلالته عطر النّدى المبجّل. إشراقة في وجهه لا تفارقه. يتدلّى المجد بعنفوان من جبين عال ويعلو بالغا منتهى السماء.
في ملامحه لا وجود للبؤس مطلقا. هي العزّة تخط عبر كلّ عرق طريقة في الوجود المطلق، أسلوبا في الصمود ليس يفهمه كلّ البشر، وليس يتقنه سوى من يحترف الوجود، نموذجا في صنع الحياة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
قيود الانتصار
25 أيار (مايو) 2013, ::::: غانية الوناس -
الحنين إلى أنا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: منى كاظماحتضنت كتبها وقراطيسها وفيها آمالها وشتات فكرها، احتضنتها لتحتفظ بها في مكان يليق بها. كانت تتأمل أن تعود إليها بعد جزء من الزمن ظنّت أنه قريب. هذه قراطيسي وكتبي. لن يفتحها أحد سواي. إنها عنواني. إنها (أنا).
سأعود إليك عندما انتهي من هذا المشوار. سأذهب للبحث عن فرصة في هذه الحياة لأضمن الوقوف على أرض صلبة، لكي أنظر إلى ضوء الأمل في وسط الزحام. إنها كومة من الأعباء تلاحقني. ستنتهي يوما ثم أعود إليك يا (أنا).
أصبحت يداي مكبلتين بهذه الأعباء. ليس الأمر باختياري، فالضوء لا يزال في نهاية (…) -
إلى طفلتي: لا تكفّي يوما عن اللعب
25 أيار (مايو) 2015, ::::: غانية الوناسأكتب إليك، قبل سنوات من وجودك في حياتي، ربمّا إن حدث ذات يوم وإن حالفك الحظ، ستقرئين ما أكتبه لك هنا، لست أدري دافعي لفعل ذلك، لكنها رغبة اجتاحتني، فما رغبت في كتمانها ولا كبتها وحرمانها من نور الوجود والواقع.
ربما بمنظور أي شخص عادي، يكون هذا الأمر لا معنى له، وربما هو أمر سخيف للبعض الآخر، ولكنه بالنسبة إلي أمر ذو شأن كبير لدي، أحمل في ذاكرتي أشياء كثيرة، ربما تكون هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم، ربما لست شخصا مثاليا لأتحدث عن نفسي، لكن فعلت ما استطعت حتى لا أصبح مثالا سيئا لأحد، وحتى (…) -
ذات الرداء الأزرق
1 أيار (مايو) 2008, ::::: منال الكنديحلمت بها كثيرا، يا إلهي لم اصدق نفسي عندما زٌف لي الطبيب الخبر بأني حامل، سنوات طالت وأنا أنتظر أن تحمل أحشائي حياة طفل أعيش معه الوجه الآخر من جمال دنيتي. طفلة حلمت بها، تمنيت أن أرى وجهها المنير بندى الصباح بين يدي.
رزقت بها وكانت جميلة بالنسبة لي، جمال يفوق عالمي، فهي نعمة رزقني بها الله. لطالما كنت أناجيه بأن ينعم عليّ بخيره. كنت أحلم بأن أخيط لها رداء أزرق مطرزا، لأراها تلبسه وتطير كالفراشة وسط حديقة الحياة، تجري إلى أحضاني، أشم براءتها وشقاوتها، أسمع لنغمات حديثها كأنه حديث الطير (…) -
افتتاحيات وشعراء
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: رعد مطشروانغلق الهواء بين يديَّ الحائرتين ممّا تكتبان، انغلق على خسائرَ أخرى وسوء ِفهمٍ آخر: خسائر الشعراء وسوء فهم الحياة لبدايتهم وخاتمتهم، فالشعراءُ لا يشبهون البدايات في جمودها ولا الكتابات في رتابتها، ولا الزمن في وحشته. لياليهم هائمة في سُهادٍ تملأهُ وحوش النوم الراكضة بصور الفراغ. قيسُهم مجنون بالحرف والنقطة والدائرة. أعوامهم محض ُسرابٍ في زمن الكابوس حيث تندمجُ الحواجزُ بالسلاسل، والأغلالُ بالعوارض ونقاط التفتيش، والأصدقاء بأدلاّء القتلى وتقرير المخابرات، وإشارات المرور بالحواجز والدبابات، (…)
-
أراكَ بقلبي
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: إيناس ثابتطفولة في وجه الشمس
طفولتي هامت في وجه الشمس. سمعتُ في المذياع: الشمس أمُّ الكون، فسألتُ نفسي: ترى كيف يكون وجه الشمس، ومن أي نقطة تشرُق؟ كيف تعلو في السماء ثم تغرق كجمرة وتنصهر في الماء الأزرق وتعود لنا صفراء زاهية؟
نويتُ الاستيقاظ قبل الفجر ومراقبة مطلعها، أصغيرة ثم تكبر؟ ألها عينان وتبتسم أم خجلى كوجه القمر؟ أراقبها من النافذة فتصيح أمي: لا تنظري للشمس، ستؤلمين عينيك.
ناديت الشمس: أيها القرص العجيب في السماء أتشرق لأجلي وتلاحقني وحدي؟
ركضتُ كثيرا وكل ما ابتعدتُ رأيتها برفقتي لا (…) -
رمضانيات: هدأة في مد من الصخب
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةتتقطع الأوصال، تنفلت الأعضاء لاهثة خلف سراب لا بد زائل، تلهث كمخلوق كاسر يتأهب للانقضاض على فريسة، تتخبط الأطراف علها تدرك سر إكسير الحياة وحلم السعادة الأزلي، فيما العقل الضعيف القاصر ينسج مجلدات وملفات من معالم تيك الأحلام مستعينا بعلوم المنطق والكوانتم وخريطة الجينات وجميع نظريات الذكاء الاجتماعي ومسميات التطوير الذاتي والبشري مرورا بعلوم الميتافيزيقيا والأبراج الصينية، ينطلق في مد من الصخب تتقاذفه تارة أخبار بني الجلدة غربي النهر وقد استطالت رؤوس تاجرت بالقضية وباتت تجهض أجنتها، ورؤوس (…)
-
أم الأسير
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: نادية شيخةفي أحد الأيام، كنت عائدة إلى المنزل بعد يوم مرهق من العمل. استقللت الحافلة مثل العادة، ودفعت للسائق الأجرة وذهبت لأجلس.
جلست بالقرب من امرأة كبيرة السن، في ملامحها علامات من الصمود والصبر والقوة. نظرت لي بعينيها المرهقتين وقالت لي: اجلسي يا بنتي.
طرحت التحية وجلست. سألتها: ما بالك يا خالة؟ لماذا عينيك حزينتين لهذه الدرجة؟ ألست سعيدة بقدوم العيد؟"
قالت لي: أي عيد وابني عني بعيد؟
سألتها: أين هو؟ هل هو مسافر أم ماذا؟
قالت لي: ليته كان مسافرا أو حتى مريضا. ابني خلف القضبان أسير. أراه (…) -
نقتات كلمات من أجل الحرية
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: منال الكنديسبب المنافسة بين الثورتين الفرنسية والأمريكية، كلتاهما تدعي الكونية وتحاول تعميم ذاتها على الكرة الأرضية بأسرها، وكلا الشعبين معتقد بأنه محمل رسالة حضارية إلى العالم. (بول ريكور: كاتب فرنسي).
كل يوم يأتي نفقد الكثير من أنفسنا، من قيمة كانت تسكن داخلنا وتعطينا الحياة والأمل لنبقى. كنا في الماضي نكتفي بأغنية للعندليب لتلهب الحب بيننا ونعيش معها الحب والأمل. عشرات بل مئات الكلمات والصور من الحب والعشق لا تعني لنا شيئا سوى أنك رجل لا حبيب.
خرجت بكل حماسك وانتفاضتك لتصرخ، لتقول كلمة حق، لتصنع (…) -
حبيب من بقايا وطن
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: زينب عودة