وقف فوق أرضه يبكي غدر الزمان له وخيانة عِباد الدنيا. وقف متأملا اللوحة أمامه شبه مكتملة: خراب ودمار، تصريحات، إعلام متحايل. رأى صورته شبه إنسان عند عدوه ليس من حقه امتلاك الحياة مثله. صورته مشوهة في عيون الآخر.
اللوحة أمامه. يرى زيتونه وأشجاره التي باركها الله في قرآنه الكريم بقوله تعالى "والتين والزيتون (1) وطور سينين (2) وهذا البلد الأمين (3)" تقتلع من جذورها. الأمان حلم يبحث عنه في جنبات الوطن الممزق داخله.
صرخات تعلو لامرأة ثكلى. وامرأة تزغرد لشهيد توارى جسده تحت تراب وطنه يسقيه من (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
السلام
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: منال الكندي -
حكاية مئتي جنيه
25 آذار (مارس) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصلم تكن مصيبة فصل كاظم من العمل كافية. كان فصله قبل عامين من بلوغه سن التقاعد المبكر، وبعد ستة عشر عاما من العمل في وظيفة دخلها صار يكفيه، ويمكنه من مد يد العون إذا مر أحد أفراد عائلته في ضائقة مالية.
بعد أيام من صدمة القرار غير المتوقع، جاءته رسالة من مصلحة الضرائب تطالبه بثلاثة عشر ألف جنيه إسترليني. هذا مبلغ ضخم يصعب تسديده حتى لو كان لا يزال في عمله. وهو أيضا لا يصدق أنه يدين لمصلحة الضرائب بمبلغ كهذا، فدخله الرئيسي كان راتبه الشهري، الذي تقتطع منه أولا بأول نسبة لمصلحة الضرائب.
كان (…) -
جراح مبللة بالرؤى
1 كانون الأول (ديسمبر) 2010, ::::: غالية خوجةلم يكن في آخر الكون سوى شمعة. هل هي الشمس وقد تجمدت؟ أم أنها روحي المتناثرة؟
* *
ومضينا: خطواتنا في نفس الطريق. نظراتنا في نفس الاتجاه. هل حقا أعرفه ويعرفني؟
* *
غبنا في المسافات البعيدة والقريبة. أحدق فيه: أعرفه أكثر من نفسه، أكثر من معرفة النار للرماد حين تتطاول في اللهب. ويجهلني أكثر مما يجهل الجهل مفرداته الأولى.
مضيت قرب نفسي، حيث لهب الشمعة في اشتعاله الأبدي، هناك، منذ سنين، كنت قادمة من الجامعة، جروحي مبللة بالمطر، وحياتي تتعبني كمخيلتي. كان ينتظرني متألقا بالفرح. يومها، تاه (…) -
أنهى المهمة بنجاح
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: إبراهيم يوسفغافلتْ أباها واستولتْ على مفاتيحِ سيارتِه، ولم يمضِ على شرائِها من الوكالةِ إلاّ بضعة شهورٍ لا تبلغُ العام. ثم اصطحبتْ معها صديقتَها، إمعاناً في الطيش واستكمالاً لمتعةِ "المشوار". قادتِ السيارةَ بلا رخصة؛ مزهوةً بنفسِها تتفرسُ من وراءِ المقودِ في وجوهِ المارة، في سيّارةٍ خمرِيَّةِ اللون حديثة العهد تثيرُ الحسد، وتأسرُ قلوبَ أترابِها من صبايا وشباب.
قامتِ الفتاة والصديقة إلى جانبِها، بنزهةٍ إزاءَ الشاطئ؛ الممتد نزولاً من صخرةِ الرَّوْشَة حتى المنارة فتمثال عبد الناصر (*) ذهاباً وإياباً، ثمّ (…) -
بيوت تبكي ومآس تتراكم
25 أيار (مايو) 2013, ::::: شروق حساننتكلم، ونتكلم، ونتكلم، ولطالما تكلمنا. لكن ليس هناك من يسمع. أو ربما يسمعون، لكنهم يتجاهلون كل الأصوات، ولا نعرف إلى متى سيستمر هذا الحال.
صرخات وأنات، تؤرق ليلهم الطويل، حتى نهارهم، يشبه ليلهم. ومن الضحية؟
الضحية تلك الأم الكبيرة العاجزة، التي تسهر الليالي الطوال، ترعاهم، تخدمهم، تواسيهم، فلا تقر عينها، ولا أعينهم.
ابنة مطلقة، أبناؤها مرضى. لربما يشفى المريض من مرضه، لكن هؤلاء لا يبرؤون.
وأخوة وأخوات مرضى، لا يميزون بين الصواب و الخطأ. والمسؤولية تقع على عاتق الأم.
جاوز الثمانين (…) -
أنـتِ أغنية المطر والشجون
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: الهادي عجب الدور=1=
الليل الطويل يرسمني شموعا بوهج الحزن الدافئ، وصورة على محراب المطر السريالي العنيد. والأشواق الغضة تنحتني تمثال للشلالات العنيفة وللفنتازيا المدهشة والأسطورة المخملية. وقلبي المفطوم بدفء الأغاني ولبن الشجون العذبة يتراقص بهدوء كالدموع السرية في أحشائي. وعلى جنبي يرقد النهار المثقوب بطعم الأغنيات الحائرة يبخرني بشموس القصائد الرخوة. وأحلامي الرائعة امتدت على حنايا المسافات المرضعة تناجي أهداب جرحي المسكون بالأرق الأبجدي.
ونبض أشواقي الحالم يتقفى أثر الأشرعة المسافرة سرا في خلايا (…) -
مسارات النغم
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: جليلة الخليعأريد الهدوء التام الذي توقعه الموسيقى على أوتار الروح. ما عدا ذلك فهو صخب، إزعاج، توتر.
أشد على الوتر، تنفلت الأصابع، فأقبض على الفكرة في مسارات النغم. تجوب أرجائي علها تعثر على تلاشياتي في جزء ما من الخريطة اللامتناهية لظلالي.
أتعثر مرة تلو الأخرى، والنوتات تظل عالقة ما بين الوتر والفكرة، والكلمات تنتظر عند بوابة سمعي، عند قصري الذي تمتلكه أنفاسي، حتى يأتي ذلك الهبوب، فتتدفق النصوص وتنغمس في دواة الألحان المعتقة، فتولد من جديد.
ها أنا، في تكتلات الظلال المتحدة بي، المتشعبة مني، أوقع (…) -
شهريار يتوب
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: سناء شعلانكانتْ غلطة كبيرة جعلت شهريار يدفع سمعته ثمنا لها، بل ويدفع ألف ليلة وليلة من السّهر المضني والمتواصل محبوسا مع نزير الماء والطعام في مخدعه السّلطاني الذي يحرسه السيّاف المرتشي مع زوجته الثرثارة شهرزاد، ولولا ستر الله، ودفعه الفتنة بالحكمة، والتمرّد بالحلم، لكـان رأسه الآن متدحرجا بعيدا عن جسده، وملقى عند قدمي زوجته الغيورة الثرثارة شهرزاد، وما أبعده من اسـم عن ودّ قلبه !! فما هو إلا اختزال لكلمتي "شر" و "زاد"، فهي الشرّ كلّه قد زاد عن حدّه، وتوّج قباحة خلقتها وسوء معشرها، وقاتل الله الطّمع، (…)
-
حامل الهوى تعب
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: إبراهيم يوسفنشر في العدد الماضي موضوع للكاتب إبراهيم يوسف بعنوان "غفلة إلى جانب أمّ العيال". أحد التعليقات كان من الكاتبة في "عود الند"، أشواق مليباري، اعترضت في جزئه الأول على اغفال حق المرأة في اختيار ارتداء النقاب. أدناه الفقرة التي أثارت الاعتراض، ثم نص التعليق، فرد الكاتب على التعليق.
الفقرة:
اعترضتْ "أمُّ العيال"؛ كما يقولُ المستبدُّون بنسائِهم؛ المغالون في الخوفِ على المرأة في بعض الدِّيار، وما ينطوي عليهِ التعبير من الخجلِ والاحترام المزيَّف أوِ النفاق. ألخوفُ من أن تفتحَ عينيها على حاضر لن (…) -
سَـــكـيـنـتـي
1 آذار (مارس) 2008, ::::: منال الكنديأعلم أني فقدتك، أضعتك من يدي. في لحظه أصبحت سرابا لا أرى منه غير بريقه. أحببتك حتى الثمالة ولن أنكر أني أموت كل لحظه وأنتِ بعيدة عن شاطئ. اعترف بأني كنت غبيا معك، رغم ما تعلمته على يديك بأن المرأة تعني الحياة. كنت أظن كل النساء مجرد كتلة لحم تشبع جوع صاحبها ولهفته. ولكن نقاءك، صفاءك، عطر روحك، وعذوبة طفولتك جعلتني أحلم أن أكون فارسا عاشقا يكتب تاريخ الحب على يديك، ويعلم الرجل ما معنى أن يحب امرأة ليست مجرد امرأة. سامحتني، غفرت لي كل زلاتي وجنوني وأخطائي. أردت أن تكوني الأخيرة في حياة رجل (…)