جاءني بعد طول غياب يطرق باب العمر. يقول: كان القرار لحظة ولكن الانتظار كان أسرع. نظرت إليه وعشت لحظات ما بين التأمل والصمت والوحدة. أحسست كم بينها من أشياء مبهمة لا يدركها أحد. وما بين الغربة والحب جذور عميقة من نبض الحياة. أكان القرار لحظة بداية أم نهاية مطاف اتسعت فيه مسافات ومسافات وبقينا نحن في محطة انتظار؟ كان القرار لحظة.
كانت شفتاه ترتعشان وبدا عصبيا على غير كعادته. أجلسته حيث الهواء. اغرورقت في عينيه الحزينتين. مددت يدي على جبينه أمسح قطرات مثل حبات الندى بدت تلمع من وهج الألم. بدا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
لست وحدك
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: زينب عودة -
مملكة الجراح ونصوص أخرى
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: إبراهيم يوسفمملكةٌ الجراح
"مملكةُ الغرباء" في "صبرا وشاتيلا" لهيَ أشدُّ قسوةً من "مملكةِ الجراح". ومن التعاسةِ والخيانةِ والخيبةِ والمرارةِ والقتل، أو مما يخطرُ لكِ في البال، فنكبةُ الأوطانِ والجماعاتِ يا صديقتي، من الظلم أن تقاسَ بها متاعبُ الأفرادِ وأحزانهم، ولو بلغتْ من القسوةِ أعلى الدرجات.
"وداد الشركسيَّة" أذهلتْها الحوادثُ عن نفسِها مُذْ خُطِفَتْ، لتفتحَ عينيها تُباعُ رقيقاً أبيضَ في بيروت، هكذا تقولُ الحكاية. اشتراها "اسكندر نفَّاع". فضّلها على زوجتِه ومن أجلها اعتنقَ الإسلام، في إجراءٍ (…) -
شجرة اللبخ تحاكي النحل
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمد(1)
يا نيل طامح وعالي، فوق الصفحات شمسه تلالي.
النيل في رحلته المقدسة، قادما من أرض الـنبـع من جنوب الخير، قوافـل الموج في تدافع، متجهة شمالا نحو المصب.
طائر يمارس الطيران المنخفض ليختلس قبلة من سطح ماء سبقه شعاع الشمس إليه وترك أثاره واضحة عليه، في زمن الفيضان؛ في مثل هذا الوقت من العام يزيد الماء ويعلو فوق الضفاف. يتحول لون ماء النيل الأزرق إلى طيني غامق، وماء النيل الأبيض يظل لونه ابيض رمليا فاتحا. عندما يلتقي الماءان -الأزرق والأبيض- عند المقرن، يحتفظ كل بلونه .
أمام مسجد النيلين (…) -
ورق الغار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: شفاء داودمن كان يعلم بأن ذلك اليوم يومنا الموعود؟ وأن تلك الساعة هي التي كُتب لنا فيها ذاك اللقاء المتألّق الحييّ البهيّ من بعد تسليمٍ وشوق. ثلاثون عاما بالتمام والكمال مرّت منذ استلام تلك الرسالة المفاجئة الأولى والأخيرة. كنت أملك حينها بضعة أسئلة وبعض عبرات أو ربما العكس. ارتأيت أن أحتفظ بها لنفسي وأن أصمت للأبد. أظنني خشيت الكلام وسحر الكلمات، وربما خفت من البدايات التي لا تنتهي، ومن قدرة المُريد ألا يعترف بالأبد إن أراد.
أحيانا نحتاج أن يمسك راحتينا في الحياة أحد. أن يُريحها ويُريحنا ويقول: "لا (…) -
عطر الفردوس من الشّام
30 أيار (مايو) 2014, ::::: إبراهيم يوسفعند بداية موسم التّوت في النصف الأول من تموز عام 1935، ما من أحد من الشهود القلّة الأحياء يذكر اليوم بالتحديد. في ذلك الحين مات إمام البلدة الشيخ "السّبليني"؛ الصوت الخطابيّ الصافي واللثغة النّجفيّة المميّزة، ذات الحروف الدّافقة المغرّدة، التي تتحول فيها الجيم شيْنا وتبقى القاف على أصالتها. رحل صاحب الجبّة البيضاء والكفّين الضخمتين والخطّ النّسْخيّ الأنيق، يكتب به وثائق البيع والشراء، ووصايا الناس من المتّقين المؤمنين باستخدام الريشة والدواة.
قدم من النّجف مباشرة، بتنسيق مسبق وتمويل من (…) -
سيدوري في مملكة الحيوان
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: عدنان الظاهرمن غير سيدوري قادر على تفسير رؤياي؟ ركبت أول قطار متجه صوب العاصمة التشيكية براغ. استأجرت فور وصولي براغ ومعي حقيبتي سيارة تاكسي قاصدا مقهى وحانة الصديقة المخلصة سيدوري.
لاحظت تغييرات كثيرة طرأت على محلها، إذْ تقلصت مساحته وقل تعداد ما كان فيه من حجرات وصالات وغرف طعام واستقبال وزوايا قمار البوكر والروليه الأمريكي، فضلا عن اختفاء ذاك العدد الكبير من عمال وخدم المحل.
ما كانت سيدوري حزينة ولا مبتئسة ولا بالمتشائمة أبدا. وجدتها كما عهدتها دوما عالية الرأس شامخة الهامة والقامة. قالت: (…) -
مخيلة ماطرة
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: غالية خوجةليس المطر وحده من ينزع عن المكان صحراويته، بل الغيمات المنطلقات من روحها المتفتـّـحة مثل لوتس تغزو الموج لتذوب مع المكان والزمان، فتظهر الرائحة البخورية، وتتكون الرمال الخضراء، فلا صوت الماء يتوقف عن وشاياته الغريبة، ولا صمت حبيبها يصمت عن لهجات الوقت.
المطر زائر غريب ومفاجئ للشارقة، مثلها تماماً. والنخيل مشتاق لفوضاها الجديدة. نوارس البحيرة تزقو. وظلها المنخطف من الشمس تتخطـّـفه الكلمات. الموج يصطدم بالبغتة، فتبدو الصخور كالأرواح أشد طهراً. هي تتهيـّـأ ذلك، والغيب يسحب الغروب إلى الجهة (…) -
ذات الرداء الكرستالي
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: بدر الدين عبد العزيزوكأنما انطفأت شمعة بداخلها. كانت تجول ببصرها أنحاء جسدها الأسود الداكن. مسحة حزن تعتري وجدانها المختلج تجاه فقده لأشياء تبدو حيوية وحقيقية رغم زيفها بالمنظور الثقافي الإنساني الحديث. ولكنها تبدو كإلحاح، تمارس ضغطاً بالمفاهيم التي تولدت. تجتاح كل خمائر الفكر المتلبد المتجهم إزاء موروثات هي بالأحرى بقايا لنسق مفاهيم الرق القديم، حيث كان الأقوى يستعبد الأضعف منه تعسفاً وقهراً. حتى الأديان لم تعف الإنسان من ذلك.
وضعت على إصبعها السبابة قليلاً من عجينة كريم تفتيح البشرة، ودلكت وجهها بها. (…) -
مراسم إقالة الضوء الأحمر
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2010, ::::: أمل النعيميمن قبل أن يؤرّخ التاريخ بقبل وبعد الميلاد، وقبل وبعد الهجرة، اعتاد الحقّ والباطل أن يسيرا كخطّين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا. وفي حلّهما وترحالهما بين الأزمنة والعصور كان لكلّ منهما مريدوه ومعادوه. الحق يزهو بالتقدّم في المسير وكثرة الأنصار الأخيار الّذين طالما عاضدوه كلّما كبا وتقهقر، والباطل يتوعّد بالويل والثبور وعظائم الأمور وتحرقه الغيرة فيتظاهر بالغرور.
في يوم لم يؤرّخه الزمن بأرض مجهولة الاسم والعنوان فكّر الباطل أن يستأجر شيطانا ليغتال الحق. دار بينهما جدال عقيم ما لبث أن أثمر، حيث (…) -
الصباح السعيد
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: شفاء داودإنها التاسعة صباحاً، سبتٌ آخرٌ لا نسبتُ فيه. يفترضُ بنهايةِ الأسبوع أن تُرتّب أكثر، وتقسّم كالتالي:
اليوم الأول للراحة والاسترخاء ولملمة لشتات الروح، والثاني للتنظيم أو الأخذ بالأسبابِ المعينةِ لبدءِ أسبوعٍ جديدٍ مُتوهّج حافلٍ بالإنجازات الصغيرة على طريق الحلم الكبير.
كتبتُ «يُفترض» لأننا لا نُطبّقُ كثيراً من الفرضيّات.
يرنّ منبّه الأم. بالتأكيد ليس منبّه الاستيقاظ. منبّهاتٌ جديدةٌ لطيفةٌ على جوّالي اليوم، محاضرة «مدخل إلى اللغة العربية» تمام الساعة التاسعة، تليها تمام العاشرة، محاضرة (…)