هدية الإله(*): قراءة في مخطوطة "سفر العاشقين"
تتضارب الأقوال والتصريحات والمراجع والأسفار المقدّسة حول سبب خلق ذلك الكائن العجيب الذي اسمه امرأة، لكنّها جميعا تجمع على أنّ الإله قد خلقها في لحظة تجلّ ورضى، وعلى أنّه جعلها خلاصة إبداعه، وشبيه كلّ مخلوقاته، فأخذ من البحر هديره، ومن السماء كرمها، ومن الأرض حنانها، ومن الشجر حنينها، ومن الشمس وهجها، ومن الوحوش غضبتها، ومن الزهور أريجها، ومن الماء عذوبته، ومزجها جميعا، ونفث فيها من روحه، فكانتْ المرأة. وأهداها للرجل الأوّل، الذي لا تذكر (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
هدية الإله
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: سناء شعلان -
أكفانُ الفراشَات
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: غانية الوناسكان الوطنُ حزيناً في ذلك المساءْ، وقسنطينةُ(1) كانتْ باردةً جداً كقبرٍ يفتحُ فاه لاستقبال الموتى القادمينَ من زمنِ المجهول. كلّ شيءٍ كان غارقاً في السّواد كأنّما يقيمُ حداداً داخلياً، والسّماءُ كانت تشاركهم النّحيب فراحتْ تهطلُ بمطرٍ بدا وكأنّه يغسلُ المدينة منْ أوجاعها التي تراكمتْ. لكنّ من عساهُ يغسلُ تلك القلوبَ الّتي استحالت أحجاراً تضاهِي في قسوتها صخورَ الوادِي التي تجثو بصمتِ تحتَ الجسورِ المعلّقة تلك؟
معلّقةٌ قسنطينة كجسورها السّبعة في ذلك المساءْ الحزينِ ما بينَ الحلمِ والكابوس، (…) -
أسطورة الذكريات
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: ربا الناصرتمهيد
عندما أتى المساء وتشرب السكون وقع أقدام المارة، لم يبق في منزلي سوى الهدوء ورعشات ضوء السراج الضعيف يمضيان معي ليلي الطويل. وعندما توسدت أوراقي المبعثرة على الأرض بدأت تجول في عقلي أسئلتي المعتادة، محاولا إشباع فضولي في المعرفة، فداهمني سؤال سألت قاع نفسي عنه:
"هل من الممكن أن تحتفظ الأماكن بذكرياتها دون أن تذريها رياح الزمن ويخفيها ظل الإهمال؟"
لم أعلم إجابته، فحولت نظري إلى ضوء السراج حتى شعرت بنور روحي تنسلخ من جسدي وتحلق بالقرب منه وحدها، قبل أن تنضم إليها فراشة دخلت من نافذة (…) -
إلى مدينة مختلفة
25 آذار (مارس) 2012, ::::: هبة محمد الأغاشتاء مجنون، وبردٌ هرم، يتسلل إلى بيوتنا الحالمة بالدفء، الخالية من المصابيح، المحترقة بينها وبين نفسها، والتي _رغم كل شيء_ تغني في آخر الليل أغنية النوم الطويل، وتحلم بكلام غير مفهوم.
لا يعرف أهل مدينتي رجل الثلج أبداً، فهم منذ أن خلقوا في هذه المنطقة، وهم لا يرون إلا الريح والمطر، وإذا ما حالفهم الحظ فهم ينظرون من نوافذهم إلى "البَـرَد" الذي يطرق أسطح "الزينكو" فلا يستطيعون فتح الباب للضيف المتعب. إنهم لا يملكون إلا حماية أنفسهم من البلل، لكنهم يعيشون على صخب المطر طيلة الشتاء، فصوت طرق (…) -
لـم نـكن شـيـئـا
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: ياسمينة صالحلم نكن يتيمين مثلما نحن اليوم. فقدنا أمنا الوطن وفقدنا والدنا العدل، وانتهينا إلى هذا الملجأ الشاسع كالبلاد. هل كان علينا أن نصدق أم للمسافة صوت يشبه خطانا لنمشي مثلما مشينا أول مرة نحو النهاية بهذا الزهو المتوج بالهباء؟
***
لم نكن حزينين مثلما نحن اليوم. كان للدهشة صدى الأصوات القديمة التي أسميناها أغنيات لنغطي بها فراغات اليأس/الضمير، وما يتبقى من خيبة كنا ندسها في ثقب الكلام اليومي الذي ـ عبره ـ نسأل عن حال بعضنا، لنتلمس جسد الحياة فيه، ونتمنى له يوما آخر أقل بأسا مما مضى.
***
لم (…) -
نخسر لأننا نحب
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: ياسمينة صالحيمكنني إعلامك بملء الفم أنني نجحت. لم أفشل حين توقعت مني ذلك. ولم أسد ثغراتك المفتوحة للحزن والضجر والكلام. لكني نجحت. نجحت حين خسرتك. ألا يستحق ذلك احتفاء جديرا بنا يا عزيزي؟ قل أي شيء يخرجك من ركام الوقت الضائع بيني وبينك، ومن ثقوب الكلام الذي لم يعد يجدي في شيء. خسرتني حين قررت أن تفوز بي، وخسرتك حين فكرت أنني قادرة على تعويضك في نفسك، وحين فكرت أنني قابلة للفرح على حدود هذا الهباء الشاسع، والكارثة اليومية. تصور كيف ستكون حياتنا لو لم أخسرك ولو فزت بي؟ كنا سنجلس كل مساء قبالة التلفاز نعد (…)
-
امرأة لكل المناسبات
25 نيسان (أبريل) 2014, ::::: غانية الوناسقد يكون هذا عنوانا سخيفا أو مبتذلا في بداية الحديث عنك، وأنت كما وصفوك نصف المجتمع، فأنت الأم والأخت والزوجة والصديقة والرفيقة والقريبة. لكني ما رأيت وصفا أدق من هذا، ولا أفضل من هذا كي ألج به إلى عالمك، لأجول فيه لبعض الوقت، وهو ذاته عالمي، أنا التي أنتمي إلى صفك وصف اللواتي يسمونهن النساء.
كم تبدو عميقة كلمة امرأة، وكم تبدو ساحرة لمجرد النطق بها، ولَكَم تجذب قائلها وسامعها على حد سواء، ولكم هي مغرية أشد الإغراء لكثيرين ممن قلوبهم مريضة، لا يرون فيك سوى جسدك وضفائرك وأنوثتك، لا يدركون من (…) -
بيانات امرأة المجاز
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: فوزية العلويبيان رقم واحد
* أنا امرأة زائفة لذا لا تعولوا كثيرا على ما أقول ولا تلقوا الدلاء إليّ لأمطركم فلست واثقة تماما من أن هذا السحاب الذي يوشح سمائي سيكون واعدا.
* أنا امرأة أكره اللون الأحمر لذلك لا أنتعل إلا الأحذية الحمراء، قل هو نوع من العداء المثالي لهذا اللون لذلك أبيح لنفسي أن أعفر هامته في التراب وأن أهين كبرياءه بعنجهية الدوس.
* أنا لست من النساء السافرات، لذا أحجب عنكم كل نواياي، ولا بأس إن شربت الشاي معكم أو لبست على سبيل المجاز أساور وخلاخيل أو خبأت لكم في معنى المعنى، بعض (…) -
للأمنيات سعيٌ يُذكر
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: شفاء داود. ابتداء من المرحلة التمهيدية في التعليم، وحتى ختام الصف الثالث من المرحلة الثانوية، اعتاد المعلمون والمعلمات سؤال التلاميذ عما يتمنون أن يكونوا حين يصبحون كبارا. عاما بعد عام يرى الطفل نفسه في حلم أكبر، أو يكبر حلمه معه في وجدانه أكثر فأكثر.
هل يبدو الكبار كبارا في نظر أنفسهم كما هم في نظر الصغار؟ من يدري؟ هل كبرنا حقا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟ ما هو العمر الذي يكبر فيه البشر؟ هل تمثل التواريخ المطبوعة على شهادات الميلاد شيئا من ذلك؟ هل من أحد يريد معرفة الجواب يُذكر؟ ربما.
الحصة المدرسية التي (…) -
لست وحدك
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: زينب عودةجاءني بعد طول غياب يطرق باب العمر. يقول: كان القرار لحظة ولكن الانتظار كان أسرع. نظرت إليه وعشت لحظات ما بين التأمل والصمت والوحدة. أحسست كم بينها من أشياء مبهمة لا يدركها أحد. وما بين الغربة والحب جذور عميقة من نبض الحياة. أكان القرار لحظة بداية أم نهاية مطاف اتسعت فيه مسافات ومسافات وبقينا نحن في محطة انتظار؟ كان القرار لحظة.
كانت شفتاه ترتعشان وبدا عصبيا على غير كعادته. أجلسته حيث الهواء. اغرورقت في عينيه الحزينتين. مددت يدي على جبينه أمسح قطرات مثل حبات الندى بدت تلمع من وهج الألم. بدا (…)