إليك بُني: صفحات من سيرة حياتي قبل أن تُخلق. أكتبها قبل أن يصبح الكلام وهنًا على وهن
بني الغالي: لن أكلمك عن قريتي كثيرًا، ولن أقول لك هي قرية جميلة جدًا، ولن أجعل أهلها ملائكة، بل إنني أكره أيامي التي قضيتها في هذه القرية، ولا أبالغ إن قلت لك هي من أسوأ أيام حياتي على الإطلاق، بل هي ما أعمل جاهدة على نسيانه وطرده خارج ذاكرتي القريبة البعيدة.
هي قرية فيها اللص وتاجر المخدرات والقاتل والمرأة المومس والعجوز النمامة والشاب الضائع الضارب في متاهات الهوى والغواية والطفلة ذات اللسان الطويل، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
حكاية لابن لم يولد بعد
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: سهام السرور -
خطوات في حقول الذاكرة
1 آذار (مارس) 2009, ::::: هيام ضمرةآليت جلسة طال حثيثها، وجلت بين أعمدة الذكريات آمل لها حضورا ووصالا يؤجج فتيلها، فأي نسيم مدهش يحقق هذيان الشوق وأي عالم تتناثر على شطآنه تضاريس حروفي، والإطلالة تراود شاطئ الخليج عند "رأس السالمية" وفي جزئها "دوار البدع" في وضعيته القديمة، وميناء القوارب يرجو مناجاة رواده لأغاني الغوص والحداق، البحر يتمدد ببراءة واقتدار يفترش زرقته المخضرة الناعسة في عيوني ويتمدد إلى جانبه شاطئ الرمل الأصفر تغفو على وثيره مراكب الذكريات. كنا يوما ها هنا نجالس الصحب على ثرثرة تبدد بؤس الملل، ومن حولنا أطفالنا (…)
-
إيقاعات زمن البياض
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: هيام ضمرةحين تتجلى الذاكرة في دلالها تصبح لها أرجل طويلة تسابق الخطى إلى العمق، تمعن في رحيلها المترع بالشغف والفضول، لتنبش في فتنة الطفولة، عن الزمن المفترش رياضه بإيقاعات البياض، نخاتل لحظات مطعمة بالبراءة والشقاوة.
حينها كانت أصواتنا تغلفها قسمات التساؤل ونحن نشرئب بأعناقنا حتى لا يفوتنا انسياب الجواب، كنا نطرح الأسئلة كمزاولة فنية متقنة وعيوننا تصدر بريقها شغفاً، فقد كان للأشياء من حولنا وميض زاخر بالغموض مثير للفضول. لم يكن غريباً أن نزاول صخبنا بإيقاع متغير، فقد كنا نشق شرنقة الوعي بلهفة (…) -
أسطورة الذكريات
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: ربا الناصرتمهيد
عندما أتى المساء وتشرب السكون وقع أقدام المارة، لم يبق في منزلي سوى الهدوء ورعشات ضوء السراج الضعيف يمضيان معي ليلي الطويل. وعندما توسدت أوراقي المبعثرة على الأرض بدأت تجول في عقلي أسئلتي المعتادة، محاولا إشباع فضولي في المعرفة، فداهمني سؤال سألت قاع نفسي عنه:
"هل من الممكن أن تحتفظ الأماكن بذكرياتها دون أن تذريها رياح الزمن ويخفيها ظل الإهمال؟"
لم أعلم إجابته، فحولت نظري إلى ضوء السراج حتى شعرت بنور روحي تنسلخ من جسدي وتحلق بالقرب منه وحدها، قبل أن تنضم إليها فراشة دخلت من نافذة (…) -
ثلوج وفراشات
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: سحر قراعينوعلى نبضات قلبي استيقظت فجر هذا اليوم، الثاني من آذار، لأرى البياض يسود الكون. السماء بيضاء. والأرض بيضاء. وفراشات بيضاء تطير من السماء إلى الأرض لتبعث في نفسي التفاؤل والسرور في أيام التعاسة والملل. لشد ما كان هذا المنظر يؤثر في نفسي، وكأن تلك الفراشات بعثها الله خصيصا لتدخل الفرح إلى قلبي، فأرى فراشة تطير شرقا، وأخرى غربا، وواحدة شمالا، والأخرى جنوبا، وأخريات في جميع الاتجاهات. وأرى فراشة كبيرة من بين مئات الفراشات الصغيرة وكأنها أمرت عليهن.
أنتظر الصباح حتى يأتي لأرى المنظر بوضوح أكثر، (…) -
أنــت
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: زينب عودةسألوني كثيرا، والحوا ليعرفوا: من هو؟ أو من أنت؟ ما اسمه؟ ما شكله؟ من تكون؟ كثيرة هي أسئلتهم ولكن، ما كنت أدري بأي حروف أو كلمات أرد، تلعثم لساني، واحتار دليلي، عدت للوراء كثيرا، واسترجعت شريط ذكريات لم تمحوها سنون وأيام، أتأمل سطور عمري، أقلبها حرفا حرفا، وبكل حرف كنت أجدك فيها. هم في شوق. كانوا ينتظرون بم سأجيب عنك. سادت لحظات صمت عميق. ولكني نطقت. قلت هو ساكني بروحي وبدمي، قد أكون أعرفه ولا أعرفه، وقد يكون أنت هو أنا، وقد يكون هنا أو هناك، وقد لا يتسعه مكان ولا زمان، وقد يكون وهم وخيال، (…)
-
مطلوب قصة رومانسية
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: غادة المعايطةمفكرتي العزيزة:
طلبت مني صديقة أن أكتب قصة رومانسية، ولتكتمل المصادفة لصالحي ولصالح ما أكتب، فإن اسم هذه الصديقة (عابدة). ولسمو هذا الاسم وما تحمله صاحبته من خلق نبيل (عابد وراكع وساجد لله)، فقد فرضت علي روح (عابدة) أن أحدد إطار هذه القصة الرومانسية بالشرعية والطهارة والمطلوب والذي يجب أن يكون، وصولا إلى موقع مناسب على جدار طليت مساحاته حديثا بألوان هادئة، تومض بها صور كوب شاي في يد سيدة ستينية تتأمل الحمائم التي اتخذت نافذتها مسكنا، أو تلة صغيرة انبثقت منها فوهات صغيرة لا ترى بالعين (…) -
البسمة التي أنعشتني
25 أيار (مايو) 2012, ::::: هيام ضمرةكان يوماً مبتسماً ذلك الذي عزفت فيه صرخة الحياة الأولى لحفيدي، يومٌ تعطَّر برائحة المسك وشذى الانتعاش، انتقلت صرخته عبر الهاتف النقَّال منْ غرفة الولادة إلى مسامعي، فإذا معزوفته تطل على روحي بكل أوتار عزفها، لتزغرد الدنيا مِنْ حولي، كأنَّ كل شيء بات فيها ناطقاً، مغموراً برائحة الفرح، ومغموساً بشوق اللهفة، كأنما يعرف هذا الخداج أنَّ هذه الصرخة ستلئم الجراح وتبلسم الوجع، فقد عزفت اللحظة كل أشجانها وأفراحها في آن معاً.
انهمرت دموعي مدرارة، وتلمست موجوعة جراحي، فصرخته كانت نداءً، وأُولى دفقات (…) -
هذيان عربي مكرر
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: غانية الوناسيحدث أن أعتزل العالم كلّه، حين أشعر أنّه لم يعد هناك تحديدا شيء ما يستحق التوقّف عنده، حين يصبح كلّ شيء بلون السّواد، وحين يغمرنا الضّباب من أقدامنا وحتّى رؤوسنا، نصبح كأوان قديمة صدئة لم تعد صالحة للاستعمال، ولم يعد حتّى حضورها في البيت مرغوبا فيه، ولو من باب الاحتفاظ بكلّ شيء عتيق، رائحة وعطرا.
لم يتبق شيء من ذلك الزخم الذي يملؤنا لحظة نستذكر شيئا جميلا مرّ بحياتنا، حتّى تلك الذّكريات البسيطة الّتي كانت تلوّن الذّاكرة بحضورها الآسر، مع الوقت بدأت تذبل، بدأ ذلك اللّون الفاقع الجميل يبهت، (…) -
قمــر ينــادي بــدرا
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: محمد عبد الوارثكاك. كاك. كاك.
فزعت أسراب طائر الغراب الوادعة وأطلقت أصواتها المميزة، لما شرخ الفضاء أزيز طائرات الميراج 2000 الفرنسية، ودوي الهدير الصاخب لطائرات إف 15 الأميركية، وتهادي مروحيات الجازيل تلقي عشرات الأكياس الصغيرة الملونة. ابتعدت الطائرات تحمل طنينها و صخبها الذي راح يخفت ويتلاشى رغم البرق الخاطف لوميضها الأبيض في السماء الصافية.
كاك. كاك. كاك.
عادت أسراب طائر الغراب تهبط بخفة، تسقط، لكن بلا فعل للجاذبية، هبط طائر أخر على النجيل الذي تجمعت تلتقط منه طعامها.
في جلسته المعتادة بالحديقة (…)