قبلَ الطوفان، لم تكنِ القططُ مَخْلوقَة بعد، فلم تكنْ في عدادِ الحيواناتِ على ظهْرِ السفينة. لكنْ حينَ انتشرتِ القوارضُ والفئران، وأخذتْ تلتهمُ مَخْزونَ الطّوْفِ من الزادَ، أوحى الرَّبُ "لجلجامش" أو "نوح" كما تقولُ "الأسطورة" أن يضربَ الأسدَ على رأسِه. وحينما فعل عطسَ السَّبعُ، فانحدَرَ من منخاريه زوجانِ من القطط: ذكراً وأنثى. ومنذ ذلك الوقت خُلقَتْ هذه الكائنات، وتولتْ مَهَمَّةَ القضاءِ على الزواحفِ والهوام. أمَّا وقد تبدَّلَ الزمن، وَتَقَلّصَتْ قدرةُ القطط على النّيلِ من الفئران، وتحولتْ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
من لا يتقن لغة أخرى
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: إبراهيم يوسف -
الشمس لن تشرق من جديد
25 أيار (مايو) 2012, ::::: غانية الوناستُلاحقناَ الحياةُ لعنةً دائمَةً تتبعُ خطوَاتنَا، تسْتفزُنَا، تُبكينَا، تَظْلمنَا، تَقْهرنَا تمنحنَا الفرحَ لسَاعَاتٍ، ثمّ لاَ تلبثُ أن تسْرقَ منّا كلّ شيْء، وتُحِيلُنَا مجردَ رَمَادٍ للذكريَاتْ.
كان يوما ممطرًا وباردًا جدًا، كان كل شيء خارج الغرفة يشارك المطر حزنه ودموعه، كان كل شيء يعانق التراب المبتلْ.
في لحظة التقاءٍ فريدةٍ لا تتكرر، كان السّحابُ يلّف كلّ ما كنتُ أراهُ من وراءِ نافذتي، وقفتُ طويلاً أتأملُ المطر ،كنت أشعر به ينزلُ في أعماقي، يتهادَى بنعومته ليسكن أعمقَ نقطةٍ في كياني، (…) -
نصوص قصيرة
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: نورة صلاحأهداني لوحة، يُبلل بكاؤها الحيطان، تستبيح ثقافة الألوان، تُغيب ملامح اللوحات الأخرى، تصرخ فيهم. ذات يوم رأيتها تخرج من إطارها تهشم كل ما حولها، تستنشق رائحة الورد في المزهرية، تَسرقُ بسمة فتاة تداعب قطتها الصغيرة، تُغير مسار قطار للهاوية، تزمجر في الموج لتغرق أطفالا يلعبون على شاطئ هادئ، فرقت أحبه يتابعون غروب الشمس، كسرت قلوباً تعشق، أغرفت أرواحاً بالبكاء، وأتلفت كل ما كان يزين حائطي، حطمت كل الصور.
**
هل أرقي نفسي لأبتعد عن حبك، وأطلب من السماء أن ترفع عني وعنك نار اللقاء. أراني أرقي (…) -
قمــر ينــادي بــدرا
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: محمد عبد الوارثكاك. كاك. كاك.
فزعت أسراب طائر الغراب الوادعة وأطلقت أصواتها المميزة، لما شرخ الفضاء أزيز طائرات الميراج 2000 الفرنسية، ودوي الهدير الصاخب لطائرات إف 15 الأميركية، وتهادي مروحيات الجازيل تلقي عشرات الأكياس الصغيرة الملونة. ابتعدت الطائرات تحمل طنينها و صخبها الذي راح يخفت ويتلاشى رغم البرق الخاطف لوميضها الأبيض في السماء الصافية.
كاك. كاك. كاك.
عادت أسراب طائر الغراب تهبط بخفة، تسقط، لكن بلا فعل للجاذبية، هبط طائر أخر على النجيل الذي تجمعت تلتقط منه طعامها.
في جلسته المعتادة بالحديقة (…) -
نـصـان
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةعلياء وطيف جدة
مهداة إلى علياء محمود حماد
عرفتك والروح تلملم أشتاتها في مجالس الذكر، وخريف العمر يأمل بشتاء دافئ قرب كانون جدتي العتيق. وشاء حسن الطالع أن أرى، من خلالك، طيف ماض جميل استنشق فيه عبير الثرى الطيب، والشيح، والقيصوم، وسراج جدتي يتوهج بشعاع دافق من المحبة والحنان، والرضى بما كتب العليم الخبير. هذه قصة علياء.
لا تفتأ علياء تهدهد جديلة جدتها. هي كنزها الثمين وحرزها الأمين. هي نور يستضاء به عندما يغشى الروح القنوط وتشكو العين السهاد. تناجي علياء الجديلة التي لطالما اغتسلت بشمس (…) -
مسافر وموجة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: عباس علي عبودكنت أمتطي صهوة الفراغ؛ بلا وطن، ولا زوجة، ولا هوية. أحمل حقيبتي الرمادية على كتفي اليسرى، قاطعا المسافة بين الزميل والآخر في سرعة متخثرة. أبادر بالتحية أحيانا بلا كلمات، ألوِّح بيدي أحيانا أخرى وخيالي سادر في مجاهل عنيدة.
الأفق غائم والبرق ساكن بين تجاعيد الفراغ، ولا دروب. تحوصلت ذاكرتي، تبدأ الأحداث تتفاعل، تنتهي، لتبدأ من جديد عند نقطة اللامبالاة. فوقها مجهول كثيف، وتحتها يقين غامض. قالت لي ذات الشعر المتموج، تحت النخلة، على طريق البوابة الرئيسية للجامعة:
"لكل سؤال لديك جواب. ألا تحتاج (…) -
أحلام قيد الانتظار
25 آذار (مارس) 2013, ::::: غانية الوناسأكذبُ على نفسِي وأكذبُ عليك، أخنقُ شوقِي إليكَ باستهتارِي واستهزائِي ولا مبالاتِي، أمضِي في خيبتِي السريّةِ غيرَ آبهةٍ بالوجعِ الّذي صار يتدفقُ في روحِي، دون أن أعِي أنّي إنّما أنتحرُ ببطءٍ شديدٍ، كمدمنٍ يحاولُ إقناعَ نفسهِ في كلّ مرّة بأنّها الجرعةُ الأخيرة وبعدها سيتوقّفْ.
يخيّلُ إليّ وكأنّي مهرّجٌ طاعنٌ في الحزنِ، يعلّقُ أوجاعهُ قبلَ كلّ عرضٍ على مشجبِ الانتظارِ في الكواليسِ، يرسمُ بالألوانِ ابتسامةً صاخبةً على وجههِ الحزينِ ذاك، ويرتدِي سعادةً باذخةً ليخرجَ إلى النّاسِ بكاملِ أناقتهِ (…) -
وأخيرا عادت الطيور المهاجرة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: عبد السلام فزازيهكذا في نهاية المطاف رجعت الطيور المهاجرة إلى أوكارها وفضاءاتها التي ظلت مسمرة العيون صوب غد مشرق يحمل معه الذكريات الجميلة وليواري إلى غير رجعة زمنا حربائيا نتنا وغشوما.
هكذا نطق أخيرا الحق وزهق الباطل، وسالت على الخد دمعة الفرحة واللقاء مع من غيبتهم سلطة الجور والقهر والطغيان، أولئك الذين باعوا الوطن بثمن بخس زهيد، ونكلوا بحماة الحب، ونجوم في السماء تنظر ولا تسعف، فمن كان رباه يصدق أن العناق آت لا ريب فيه؟ ومن كان يصدق عناق الميت للحي في لحظات ربانية ناطقة؟
أبدا لن تضيع أحلام (…) -
إلى مدينة مختلفة
25 آذار (مارس) 2012, ::::: هبة محمد الأغاشتاء مجنون، وبردٌ هرم، يتسلل إلى بيوتنا الحالمة بالدفء، الخالية من المصابيح، المحترقة بينها وبين نفسها، والتي _رغم كل شيء_ تغني في آخر الليل أغنية النوم الطويل، وتحلم بكلام غير مفهوم.
لا يعرف أهل مدينتي رجل الثلج أبداً، فهم منذ أن خلقوا في هذه المنطقة، وهم لا يرون إلا الريح والمطر، وإذا ما حالفهم الحظ فهم ينظرون من نوافذهم إلى "البَـرَد" الذي يطرق أسطح "الزينكو" فلا يستطيعون فتح الباب للضيف المتعب. إنهم لا يملكون إلا حماية أنفسهم من البلل، لكنهم يعيشون على صخب المطر طيلة الشتاء، فصوت طرق (…) -
مشروع خيانة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: وهيب وهبةضم الطفلة، تفتحت في القلب وردة، أراد أن يبتسم. خاف أن تفضح الابتسامة سر القلب العاشق. شعر بسعادة كبيرة. حين تستطيع أن تخنق أسرار القلب في القلب، تلك معجزة.
إن أصعب حالات النفس أن تفرح، وتستطيع أن تكتم الفرح. يتلون الوجه، يتغير. تقاطيع الجلد تأخذ شكل الزهو. غريبة هي الأشياء ولكن.. ما يدور في قلبي. آسف – آسف جدا – في عقلي وتفكري، أن القلب هو المضخة، تضخ الدم إلى شبكة من القنوات تسمى الأوعية الدموية، لماذا يصر هذا الشرق، أننا عبيد لهذا القلب، لماذا في هذا الشرق نحاول إلغاء العقل كليا. هل (…)