بكبسة زر تغير محطة من بين مئات المحطات التي تتقلب بين أصابعك، واحدة تلو الأخرى، وكلّك امتعاض مما يعرض أمامك، ولا تجرؤ على الانتقاد، فسبق أن سمعت الجواب الشافي: " إذا لم يعجبك ما ترى وأزعج أذنيك ما تسمع لا تنتقد؛ ببساطة غير المحطة " بكبسة زر، فبالتالي غيرنا وخرسنا.
وبكبسة زر تفتح الحاسوب؛ وبكبسة زر تغلق عالمك الحقيقي لتدخل عالمك الافتراضي وتصول وتجول ربما في مواقع تخجل منها صباحا عندما تتذكر (للاحتفاظ على الأقل باحترامك لنفسك ) الوقت الذي أمضيته في تصفح صور ومواضيع كنت قبل ساعات تعدها تافهة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
كبسة زر
25 تموز (يوليو) 2011, ::::: هدى الدهان -
عطر الفردوس من الشّام
30 أيار (مايو) 2014, ::::: إبراهيم يوسفعند بداية موسم التّوت في النصف الأول من تموز عام 1935، ما من أحد من الشهود القلّة الأحياء يذكر اليوم بالتحديد. في ذلك الحين مات إمام البلدة الشيخ "السّبليني"؛ الصوت الخطابيّ الصافي واللثغة النّجفيّة المميّزة، ذات الحروف الدّافقة المغرّدة، التي تتحول فيها الجيم شيْنا وتبقى القاف على أصالتها. رحل صاحب الجبّة البيضاء والكفّين الضخمتين والخطّ النّسْخيّ الأنيق، يكتب به وثائق البيع والشراء، ووصايا الناس من المتّقين المؤمنين باستخدام الريشة والدواة.
قدم من النّجف مباشرة، بتنسيق مسبق وتمويل من (…) -
ثلوج وفراشات
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: سحر قراعينوعلى نبضات قلبي استيقظت فجر هذا اليوم، الثاني من آذار، لأرى البياض يسود الكون. السماء بيضاء. والأرض بيضاء. وفراشات بيضاء تطير من السماء إلى الأرض لتبعث في نفسي التفاؤل والسرور في أيام التعاسة والملل. لشد ما كان هذا المنظر يؤثر في نفسي، وكأن تلك الفراشات بعثها الله خصيصا لتدخل الفرح إلى قلبي، فأرى فراشة تطير شرقا، وأخرى غربا، وواحدة شمالا، والأخرى جنوبا، وأخريات في جميع الاتجاهات. وأرى فراشة كبيرة من بين مئات الفراشات الصغيرة وكأنها أمرت عليهن.
أنتظر الصباح حتى يأتي لأرى المنظر بوضوح أكثر، (…) -
زينة المرأة والرجل: معايير مزدوجة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010, ::::: هدى الدهانضحكات وقهقهات خافتة تتناهى إلى سمعي، مكتومة بالأيدي وبالغمازات، وتلميحات جريئة وبريئة. آثرت أن انهض من على مقعدي وأن ابتعد عن مكان جلوس هؤلاء الشباب اليافعين، وإن كنت نادرا ما أغادر مجاورة الشابات الشباب لأن الساقية اليابسة تستمد من النهر الجاري حياتها. ولكن فضول الأنثى دفعني ألا أتغرب بعيدا عنهم، وبالطبع كلّي يصغي ويحفظ الحروف والكلمات والحوار. عجبت! ضحكت في بادئ الأمر واندهشت في أوسطه.
هل من الممكن أن يشرّح مبضع اللسان لأي رجل النساء هكذا؟ والله قد بزّوا هجاء جرير للفرزدق وهم ينتقدون (…) -
أجساد من الصفيح المعلب
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: آمال يحياويإهداء خاص: إلى العربي بن مهيدي (*). إلى التاريخ. وإلى الذاكرة.
المدخل:
اقرؤوا التاريخ كله مرة واحدة.
اجمعوا رفات كل الشهداء بمقبرة واحدة.
واتركونا نموت بعدها، ميتة واحدة.
علّ واحدا من الألف، واحدا من المليون، واحدا من الملايين، يستحق الشهادة.
مع الصباح الباكر انطلقت أبتلع الزمان والمكان. الشوارع تتصافح بصدق غريب والطرقات تحيي المارة في ألفة ورقة خاصة. الجو منعش هذه الأيام، صوت الحب، صوت العصافير، رنين ضحكات الصِبْية يداعب الربيع في حنان فياض مغدق. العالم يرقص على غير عادته، (…) -
مـقالة الشيطان (*)
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: إبراهيم يوسف(*) من وحي نص "لماذا الانسحاب؟" لغادة المعايطة المنشور في العدد الماضي (40). . يجب أن أنوّه في البداية بالكلمة الجميلة المستخدمة، واللغة الأدبية الرصينة، التي طوّعتها غادة المعايطة في سؤالها عن الانسحاب.
"ماذا؟ أتبصقني؟
والقيء في حلقي يدمّرني
وأصابع الغثيان تخنقني
ووريثك المشؤوم في بدني
والعار يسحقني
وحقيقة سوداء تملؤني
هي أنني حبلى
شكرا
سأسقط ذلك"الطفلا"
أنا لا أريد له أبا نذلا"
ذلك هو قانون الذكورة، مدعوما من السلطات الروحيّة والدين، يقف لكنّ بالمرصاد. تلك قناعتي ولا (…) -
وأخيرا عادت الطيور المهاجرة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: عبد السلام فزازيهكذا في نهاية المطاف رجعت الطيور المهاجرة إلى أوكارها وفضاءاتها التي ظلت مسمرة العيون صوب غد مشرق يحمل معه الذكريات الجميلة وليواري إلى غير رجعة زمنا حربائيا نتنا وغشوما.
هكذا نطق أخيرا الحق وزهق الباطل، وسالت على الخد دمعة الفرحة واللقاء مع من غيبتهم سلطة الجور والقهر والطغيان، أولئك الذين باعوا الوطن بثمن بخس زهيد، ونكلوا بحماة الحب، ونجوم في السماء تنظر ولا تسعف، فمن كان رباه يصدق أن العناق آت لا ريب فيه؟ ومن كان يصدق عناق الميت للحي في لحظات ربانية ناطقة؟
أبدا لن تضيع أحلام (…) -
لن نودعك
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: غانية الوناسإنــه الصبــاح بثقــله. وهـا هي الشمس تحــاول عبثــاً أن تـرسل بعضـاً من أشعتهـا عبر فراغـاتِ السحـابِ المتـراكم.
الغيـومُ تملأُ السمـاء في هذا الصبـاح. وأنـا أجلسُ على غيـر العـادةِ، أكتبُ في وقتٍ مبكــرٍ جــداً، أتـأمـلُ ما تبـقى من ســاعـاتِ العــامِ المغـادر، وأفكـر، لعـلِّي أتذكــر لحظـةَ فـرحٍ صـادفتـني فيـه.
الفرح بات شحيــحاً جـداً في أيـامنـا هذه. والحـزن أصبح عنــوانـاً لكـل شيء حولنــا.
حينـما نحــاولُ استعــادة بعـض من ذاكـرتنـا القريبــة، تبـاغتـنا ذكــرياتٌ بعيــدةُ كانـت (…) -
اعترافات نرجسية لقط شركسي أعزل
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: محمد صابر عبيدكان ذلك الفجر العازف أكثر إدهاشا من الدهشة ذاتها، فاللحظات التي حفّته جعلت منه كرنفالا تخجل من نضارته الألوان، وتستحي من بهجته الفصول. اقتحم كياني، وأنبت في سهول وجداني قمح المسرّات، وضخّ لساني بقدرة جبّارة على تحويل الأفعال إلى عصافير، والأسماء إلى شقائق النعمان، والحروف إلى مسلاّت للنور والوجد.
تُرى كيف سأجمع سربا من العصافير، وحقلا من سنابل ذهبيّة الثراء، ومسلّة من إشراق، في قارورة واحدة. أيّ عطر ذاك الذي يمكن أن يستيقظ من هذا القلب، وهو يجيد التحدّث بلغات العالم كلّها، ليمسح من زجاج (…) -
الحاجب أيتها المدينة المتمنعة
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عبد السلام فزازيمن كان يحلم على أن الطفولة الأولى ستختزل يوما ما إلى فقاقيع هوائية وتأتي على كل ما سطرته براءة الأشياء؟ فما أعظم الأحلام، وما أقسى أن تسلبنا الذاكرة مسحة لذة ربانية لا يستطيع المرء العيش دونها!
هل تستطيع الذاكرة هي الأخرى أن تنسينا الصباحات الباردة القارسة في فضاءات مدينة الحاجب، وكيف كنا نتأبط محافظنا الأزلية صوب إعدادية أكسبتنا مع مرور الزمن مناعة المقاومة والبحث عن اكتمال الأشياء خارج سوداوية السنين العجاف؟
كانت الحياة بسيطة وقاسية، وكانت المناهج المدرسية واضحة وهادفة، لا تغترف من (…)