من كان يعلم بأن ذلك اليوم يومنا الموعود؟ وأن تلك الساعة هي التي كُتب لنا فيها ذاك اللقاء المتألّق الحييّ البهيّ من بعد تسليمٍ وشوق. ثلاثون عاما بالتمام والكمال مرّت منذ استلام تلك الرسالة المفاجئة الأولى والأخيرة. كنت أملك حينها بضعة أسئلة وبعض عبرات أو ربما العكس. ارتأيت أن أحتفظ بها لنفسي وأن أصمت للأبد. أظنني خشيت الكلام وسحر الكلمات، وربما خفت من البدايات التي لا تنتهي، ومن قدرة المُريد ألا يعترف بالأبد إن أراد.
أحيانا نحتاج أن يمسك راحتينا في الحياة أحد. أن يُريحها ويُريحنا ويقول: "لا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
ورق الغار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: شفاء داود -
في ظلال العتمة والنّور
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: وهيبة قويّةفي ظلال العتمة والنّور
الجزء 1: "نور" في غياهب العتمة
كانت تزرع الفرح على جنبات طريقها بألوان قوس قزح وتُوسِعُ أمامها الفضاءَ بالأحلام وتشغل يديها بكلّ الأمل. أمامها لا تتلبّد السّحبُ وعيناها تريان أمواجَ النّور المتدفّقة وأشعّة الشّمس والقمر والنّجوم وخيوط الفجر وكلّ قبس من الإشعاع. وكانت ترسم دوائر النّور حولها إذا تراءت لها بوادر عتمة في سماء روحها فتبدّدها.
ولم يخِبْ من سمّاها "نور"، فعيناها ممتلئتان بالألوان النّورانيّة الشفّافة تتبعها كما الفراش حيث جالت. تستنشق العبير صرفا وتفتح (…) -
جنون دمعة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: راضية عشيكان حلم الطفولة غيمة أنام عليها، أو نجمة هاربة تلقى حتفها في حديقة منزلنا فأصادقها، كان حلم طفولتي وهما بحجم خيالي الواسع. كبرت وكبرت أحلامي، وأدركت أن الدراما التي تقبع في مقلتيّ سببها أنني، غباء، قد أغلقت باب الفرح عن سابق الألم والتجربة.
ها أنا اليوم أجلس هنا كالطفلة أفرق بين أصابع يدي وأعد. أعدد خيباتي، فلا أجد غير خيبتي بك التي أكبرتني عشر سنين. حلم واحد، فرصة واحدة، وعد واحد، صدفة واحدة، قدر واحد، صدمة واحدة، لقاء واحد، حقيقة واحدة، وداع واحد، ونهاية واحدة. أوصلت العشرة أم ليس بعد؟ (…) -
قلب من سحاب
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: غانية الوناسولكنني كنت أحب الحياة، لم أكن بعد قد ضجرت منها، ربما أصبت بحالات ملل عادية، كتلك التي تصيب كل الأشخاص، ربما واجهت مشاكل كثيرة، وربما خيبات بالجملة وانكسارات كثيرة، وخذلانا من المقربين.
لم أحقق الكثير في حياتي، لم أحقق كل الذي كنت أرغب به، كلّ أحلامي وآمالي، لكني لا زلت أحب أن أعيش وأحيا، لا زلت أحبّ الحياة نفسها بشدّة، وأحبها كل يوم أكثر، لا أريد الموت، أريد أن أعيش المزيد من السنوات، ليس لأني أخاف الموت، فمنذ يتمي الأول، ومنذ زمن الحروب التي لا تنتهي، لم تعد ترهبني فكرة الموت كشيء طاغ، (…) -
وعادها الشّوق إلى العالم السّحريّ
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: وهيبة قويّةمازالت تُحسّ أحيانا أنّها طفلةٌ صغيرةٌ تحتاج إلى من يُهديها لعبةً فتعرف أنّها موجودة مثل الجميع وبإمكانها أن تَصنع أحلامَها وهي تلعب. وتظلّ تحلم بكلّ شيء جميل وتبني عوالم جميلة من حولها ثمّ تَهُدّها ثمّ تُعيد بناءَها بنفس الحماس وفي شكل وإن كان يُرضيها في البداية فإنّه يبقى قابلا لإعادة التّشكيل إلى ما لا نهاية.
وأحيانا تحسّ أنّها ما زالت مراهقةً تحتاج إلى من يُهديها وردةً تُخبّئُها بين صفحاتِ كتابٍ تعشق قراءتَه، ولكنّها لا تقرأ من حروفه بالقدر الّذي تقرأ به من حروف الوردة. وتفتح بعدها (…) -
فلسطين
1 آذار (مارس) 2024, ::::: فراس ميهوبفلسطين ليست مكانا، ولا حلما، ولا أرضا وطلل.
فلسطين، ليست حقَّا مسلوبا، ولا مبعث أنبياء ورسل، ولا قبلة مصلِّين، ولا كنيسة.
فلسطين ليست هاتفا في سحر، ولا قمرا للسهر.
فلسطين ليست ليلَ العاشقين، ولا نهار الصابرين.
فلسطين ليست زيتونة ولا نهرا، ولا سنبلة ولا برتقال.
فلسطين ليست صيف الحصاد، ولا عين العواصف، ولا صحوا ومطر.
فلسطين ليست كوفية ولا بندقية ولا حجر.
فلسطين ليست شهيدا ولا جريحا ولا مفقودا.
فلسطين ليست مفتاحا ولا منزلا ولا معتقلا ولا خيمة.
فلسطين ليست ثائرا، ولا متعاطفا (…) -
ذات الرداء الكرستالي
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: بدر الدين عبد العزيزوكأنما انطفأت شمعة بداخلها. كانت تجول ببصرها أنحاء جسدها الأسود الداكن. مسحة حزن تعتري وجدانها المختلج تجاه فقده لأشياء تبدو حيوية وحقيقية رغم زيفها بالمنظور الثقافي الإنساني الحديث. ولكنها تبدو كإلحاح، تمارس ضغطاً بالمفاهيم التي تولدت. تجتاح كل خمائر الفكر المتلبد المتجهم إزاء موروثات هي بالأحرى بقايا لنسق مفاهيم الرق القديم، حيث كان الأقوى يستعبد الأضعف منه تعسفاً وقهراً. حتى الأديان لم تعف الإنسان من ذلك.
وضعت على إصبعها السبابة قليلاً من عجينة كريم تفتيح البشرة، ودلكت وجهها بها. (…) -
رسالة إلى عود الند
25 آذار (مارس) 2013, ::::: دنيا فيضيتلقّيت رسالة من «عود الند» تطلب اقتراحات ملاحظات للأخذ بها عندما تبدأ المجلة سنتها الثامنة قريبا. وحملت الرسالة رسما بيانيا يشير إلى عدد زوار موقع المجلة خلال شهر شباط/فبرا 2013، ويظهر فيه بلوغ عدد الزيارات في أحد أيام الشهر 1483 زيارة (انطر الرسم البياني أدناه).
تحت مظلّة استطلاع الآراء والاقتراحات للمجلة مع اقتراب طيّها سبعة أغوام أقول: ألف تحية وأربعمائة سلام وثلاثةٌ وثمانون صباح خير ومساء نور. هذه الكلمات ليست من باب المجاملة أو التملّق، إنها من باب الاحترام والود لمجلة كرسّت جهودها (…) -
امرأة الطين ورجل النار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: فوزية العلويلا أحد يعلم ما الذي جعل مرجانة تسدُ نوافذ البيت. سدّتها جميعها إلا فوهة الباب، وكوّة صغيرة في السقف، تعدُ عبر ضوئها الشحيح طعامها وترتبُ أشياءها وترتقُ أثوابها. وما كانت لتستعين بأحد في ذلك، بل خلطت بنفسها الطين والقش والماء وقطع الزجاج والصفيح، ورصّفت الحجر في النوافذ، ثم طلته بحرص شديد، ووقفت ترقبُ أن يجف البناء، وهشت الصبيان لئلا يعبثوا بجهدها.
لم تكن مرجانة كثيرة الكلام، ولا كانت تستسيغ هذر الآخرين. لذلك لم تر موجبا لشرح ما أقدمت عليه، ولكن زوجة ابنها التي كانت تسكنُ غير بعيد عنها ذكرت (…) -
من دفاتر المنفى: الكذابون
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: أميمة أحمداندلق على خوان خشبي. كان الله في عون هذا الخوان وقد سقط عليه ما لا يقل عن مئة وأربعين كيلو غراما من اللحم والشحم المكدس طبقات في البطن والفخذين والصدر والعجيزة. سمنة شوهت هذا الرجل الذي كان يوما على وسامة معقولة. اليوم عندما تنظر إلى وجهه المنتفخ وخديه المترهلين ولونه الشاحب من شدة التدخين ونقص التروية بالأكسجين، يخيل للمرء أن هذا الحاضر لا يمت لذاك الماضي بصلة.
وتجلس إلى جانبه زوجته، قصيرة القامة فيها شيء من التشوه، فقد ابتليت بعدم تناسق كتفيها الضيقين مع ثديين ضخمين. ويبدو وجهها لامرأة (…)