وقفت على الرصيف وعشرات من البؤساء غيرها في انتظار قدوم الحافلة رقم 68. ولكن الحافلة لم تلتزم بالميعاد كعادتها. وأمطار ديسمبر لا ترحم أحدا. ومظلة محطة الحافلات لا تتسع إلا لعدد محدود من الركاب والمارة الذين قرروا الاحتماء من المطر تحتها.
لم يستغرق الأمر سوى لحظات حتى تحولت جوانب الطريق لمجموعة من برك المياه الممزوجة بالوحل. تتفادى كل السيارات المرور في الحارة المجاورة للرصيف عدا تلك السيارة الفارهة الرمادية التي يقودها شاب صغير السن استغل خلوها من السيارات وقرر السير فيها بسرعته هربا من (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
كلهم متحرشون
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: مهند فوده -
حكاية لابن لم يولد بعد
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: سهام السرورإليك بُني: صفحات من سيرة حياتي قبل أن تُخلق. أكتبها قبل أن يصبح الكلام وهنًا على وهن
بني الغالي: لن أكلمك عن قريتي كثيرًا، ولن أقول لك هي قرية جميلة جدًا، ولن أجعل أهلها ملائكة، بل إنني أكره أيامي التي قضيتها في هذه القرية، ولا أبالغ إن قلت لك هي من أسوأ أيام حياتي على الإطلاق، بل هي ما أعمل جاهدة على نسيانه وطرده خارج ذاكرتي القريبة البعيدة.
هي قرية فيها اللص وتاجر المخدرات والقاتل والمرأة المومس والعجوز النمامة والشاب الضائع الضارب في متاهات الهوى والغواية والطفلة ذات اللسان الطويل، (…) -
أكتبك بأحمر شفاهي
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: سهام الجبوريهذا الأحمر سأرشه على جسدكَ تعويذة سومرية من تعويذات جلجامش، كي لا يموت الحب ثانية كما مات انكيدو، وأحمر شفاهي سأشهره سيفا بوجهكَ، كي تكف عن أن تكون جلادي وحبيبي ومخلصي وصليبي. (عشتروت)
=1=
أعرف أنكَ مزاجي الطباع، سوريالي الذائقة، زئبقي الانفلات من بين أصابع قدري معكَ، لن تستهويكَ أي امرأة، وأيا من النساء العابرات لقارات حزنكَ. كتبتكَ من قبل بأسود كحلي، وحبر وجعي، وعهر بوح قميص نوم فجائعي الأسود الفاجر. ولما أيقنت أنك ما كنت عاشقا لاسود غوايتي لكَ، بل كان لون حدادكَ على فجيعتكَ بامرأة (…) -
من وحي الرصيف
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: زهرة يبرمركنٌ من شرفة مطلة على الرصيف، وواجهة من زجاج معتم، تتيح الرؤية لمن في الداخل وتحجبها عمن كان في الخارج. كرسيان متقابلان حول طاولة مستديرة عليها قهوة صباحية وحاسوب، بالإضافة إلى قلم وأوراق. ذلك هو المكان المفضل الذي أجلس فيه كل صباح حين يكون الجو معتدلا، أتصفح النت وأقرأ أو أكتب.
هذا الصباح أردت أن أكتب شيئا، لكن لم يكن في ذهني موضوع محدد، والكتابة عندي حالة طوعية وليست إلهاما ولا وحيا يتنزل. تراودني أحيانا بعض المحفزات، فتأتي الأفكار وتتزاحم، بينما يصيبني القحط الفكري في أحايين أخرى. كنت (…) -
الحاجب أيتها المدينة المتمنعة
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عبد السلام فزازيمن كان يحلم على أن الطفولة الأولى ستختزل يوما ما إلى فقاقيع هوائية وتأتي على كل ما سطرته براءة الأشياء؟ فما أعظم الأحلام، وما أقسى أن تسلبنا الذاكرة مسحة لذة ربانية لا يستطيع المرء العيش دونها!
هل تستطيع الذاكرة هي الأخرى أن تنسينا الصباحات الباردة القارسة في فضاءات مدينة الحاجب، وكيف كنا نتأبط محافظنا الأزلية صوب إعدادية أكسبتنا مع مرور الزمن مناعة المقاومة والبحث عن اكتمال الأشياء خارج سوداوية السنين العجاف؟
كانت الحياة بسيطة وقاسية، وكانت المناهج المدرسية واضحة وهادفة، لا تغترف من (…) -
أحلام قيد الانتظار
25 آذار (مارس) 2013, ::::: غانية الوناسأكذبُ على نفسِي وأكذبُ عليك، أخنقُ شوقِي إليكَ باستهتارِي واستهزائِي ولا مبالاتِي، أمضِي في خيبتِي السريّةِ غيرَ آبهةٍ بالوجعِ الّذي صار يتدفقُ في روحِي، دون أن أعِي أنّي إنّما أنتحرُ ببطءٍ شديدٍ، كمدمنٍ يحاولُ إقناعَ نفسهِ في كلّ مرّة بأنّها الجرعةُ الأخيرة وبعدها سيتوقّفْ.
يخيّلُ إليّ وكأنّي مهرّجٌ طاعنٌ في الحزنِ، يعلّقُ أوجاعهُ قبلَ كلّ عرضٍ على مشجبِ الانتظارِ في الكواليسِ، يرسمُ بالألوانِ ابتسامةً صاخبةً على وجههِ الحزينِ ذاك، ويرتدِي سعادةً باذخةً ليخرجَ إلى النّاسِ بكاملِ أناقتهِ (…) -
أنــت
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: زينب عودةسألوني كثيرا، والحوا ليعرفوا: من هو؟ أو من أنت؟ ما اسمه؟ ما شكله؟ من تكون؟ كثيرة هي أسئلتهم ولكن، ما كنت أدري بأي حروف أو كلمات أرد، تلعثم لساني، واحتار دليلي، عدت للوراء كثيرا، واسترجعت شريط ذكريات لم تمحوها سنون وأيام، أتأمل سطور عمري، أقلبها حرفا حرفا، وبكل حرف كنت أجدك فيها. هم في شوق. كانوا ينتظرون بم سأجيب عنك. سادت لحظات صمت عميق. ولكني نطقت. قلت هو ساكني بروحي وبدمي، قد أكون أعرفه ولا أعرفه، وقد يكون أنت هو أنا، وقد يكون هنا أو هناك، وقد لا يتسعه مكان ولا زمان، وقد يكون وهم وخيال، (…)
-
الكتابة وهالة الإطراء
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: دنيا فيضيسيلُ التعليقات التي تتلقاها المواد والنصوص الكتابية هي بلا شك هدفٌ أساسي يخدم غاية النشر، وذلك لمنافع كتابيّة وأدبية ومن اجل تلقّي النقد الموضوعي والبنّاء وما يحلل النص ويظهر النواحي السلبية والإيجابية فيه.
المجاملات والإطراءات ذات الألوان الزاهية تُعطي جماليّة للنص، كباقة ورود تُزيّن بها سطور مواد النشر، ولكنّها في الوقت ذاته تحيطُ الكتّاب والمؤلفين بأضواء من أوصاف تملقيّة، خاصة اذا كانت دون تبريرٍ مُقنع، وعندها تتشكل هالة الإطراء التي ستبدو خلابة وجذّابة حقاً؛ ولكن من الخارج فقط. (…) -
للانتظار طيف يفرّ من سجن الأحلام والكلمات
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: وهيبة قويّةقالت له بهدوء: "أراك متعبا. أنتَ تحتاج إلى كثير من الرّاحة. يمكنك أن تحصل على قسط منها يكفيك. أمّا أنا فسأنتظرك في مكاني، حيث أنا. سأظلّ أراقبك عن بعد، فيدي قاصرة عن أن تمتدّ لتساعدك. ولكنّ بعضَ اللّحظات المحتملة من عمري تمتدّ إليك، فخذها، هي كلّ ما أقدر عليه. بل هو كلّ عمري قد عرّش في حدائقك ليظلّل نومك ويقظتك، أهبُه لك فخذه ولا تردّني خائبة."
لم يُجبها فتابعت حديثها وقد سرت الحماسة في صوتها: " هل تعلم أنّني عندما أتعب لا يزول تعبي إلاّ بقهوة؟! أشربها في هدوء وأغفو بعدها وإن صحوا. أسترخي (…) -
مخيلة ماطرة
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: غالية خوجةليس المطر وحده من ينزع عن المكان صحراويته، بل الغيمات المنطلقات من روحها المتفتـّـحة مثل لوتس تغزو الموج لتذوب مع المكان والزمان، فتظهر الرائحة البخورية، وتتكون الرمال الخضراء، فلا صوت الماء يتوقف عن وشاياته الغريبة، ولا صمت حبيبها يصمت عن لهجات الوقت.
المطر زائر غريب ومفاجئ للشارقة، مثلها تماماً. والنخيل مشتاق لفوضاها الجديدة. نوارس البحيرة تزقو. وظلها المنخطف من الشمس تتخطـّـفه الكلمات. الموج يصطدم بالبغتة، فتبدو الصخور كالأرواح أشد طهراً. هي تتهيـّـأ ذلك، والغيب يسحب الغروب إلى الجهة (…)