هل تعلم أن أجمل العشاق لم يحبوا غير ذواتهم في شخص حبيبة كانوا يعتقدون أنها قريبة من سراب الكون إلى الحقيقة؟ لم يكن الحب ندا لندخل جبهاته واثقين من الانتصار. لهذا لم يكن غريبا أن نخسر الحب والحرب معا. وبينهما خسرنا بعضنا.
* * *
لا تعتقد أنني كنت عاشقة سيئة. لم أكن سوى ما علمتني الحياة المتجذرة في تراب الجهات. كنت أعي أنني أرتكب شيئا عظيما في حبك، وأن النهاية لن تكون أجمل من هذا الحريق الذي يشعل مدننا المتوجة بالخسائر التاريخية. لم أكن سيئة حتى وأنا أتنازل عن حقي في الدفاع عنك كما كان على (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
أمـام الـنــهايـــة
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: ياسمينة صالح -
إلى طفل المخيّم
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: غانية الوناسأعرف أنّ كتاباتي مقارنة بما تشعر به لا تساوي شيئا، أدرك ذلك حين أرى وجعك مرتسما على حروفك، حتّى وجهك المبتسم ذاك يخفي وراءه حزنا عميقا لا تنجح الكتابة ولا الأسئلة الكثيرة في اختراقه.
ربّما في لحظة ما تناسيت كلّ الظروف وفكّرت فقط في شيء واحد، وهو رؤيتك في حال أفضل، لكنّ حالك كانت تسوء، ولا زالت تسوء كلّ مرة أكثر كلّما طالعت صفحتك وما تكتب فيها.
لا جديد سوى الوجع المتكرر كلّ يوم، ذات النفس الذي لا يستطيع أن يخرج بحرية إلى الأفق، لا يستطيع أن ينشد أملا ما، فكل شيء مكبّل بواقع من أسفلت لا (…) -
بيوت تبكي ومآس تتراكم
25 أيار (مايو) 2013, ::::: شروق حساننتكلم، ونتكلم، ونتكلم، ولطالما تكلمنا. لكن ليس هناك من يسمع. أو ربما يسمعون، لكنهم يتجاهلون كل الأصوات، ولا نعرف إلى متى سيستمر هذا الحال.
صرخات وأنات، تؤرق ليلهم الطويل، حتى نهارهم، يشبه ليلهم. ومن الضحية؟
الضحية تلك الأم الكبيرة العاجزة، التي تسهر الليالي الطوال، ترعاهم، تخدمهم، تواسيهم، فلا تقر عينها، ولا أعينهم.
ابنة مطلقة، أبناؤها مرضى. لربما يشفى المريض من مرضه، لكن هؤلاء لا يبرؤون.
وأخوة وأخوات مرضى، لا يميزون بين الصواب و الخطأ. والمسؤولية تقع على عاتق الأم.
جاوز الثمانين (…) -
جراح مبللة بالرؤى
1 كانون الأول (ديسمبر) 2010, ::::: غالية خوجةلم يكن في آخر الكون سوى شمعة. هل هي الشمس وقد تجمدت؟ أم أنها روحي المتناثرة؟
* *
ومضينا: خطواتنا في نفس الطريق. نظراتنا في نفس الاتجاه. هل حقا أعرفه ويعرفني؟
* *
غبنا في المسافات البعيدة والقريبة. أحدق فيه: أعرفه أكثر من نفسه، أكثر من معرفة النار للرماد حين تتطاول في اللهب. ويجهلني أكثر مما يجهل الجهل مفرداته الأولى.
مضيت قرب نفسي، حيث لهب الشمعة في اشتعاله الأبدي، هناك، منذ سنين، كنت قادمة من الجامعة، جروحي مبللة بالمطر، وحياتي تتعبني كمخيلتي. كان ينتظرني متألقا بالفرح. يومها، تاه (…) -
الواحة السوداء (*)
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: ربا الناصر(*) أهدي نصي إلى كل متضرر جراء التلوث البيئي المحيط به. وأشكر من ألهمني الفكرة: الإعلامي أحمد الشريدة. . كانت بين الحشود المتزاحمة في الخيمة، تراقب من بعيد تلك السحب السوداء التي غطت الواحة، والتي بدت كوشاح أسود لف المكان. نظرت إليها بعينين دامعتين، متحسرة على بيتها الصغير الذي تركته، وفي الوقت ذاته قلقة على والدها الذي يعد في عداد المفقودين، فالناس يتزاحمون فوق بعضهم كأكوام من الرمل، يختزنون في قلوبهم أحزان عمر قضوه في الاقتناع بكفاف العيش وحب الحياة، بل حب السلام الذي تلاشى مع بزوج فجر (…)
-
مناظرة ميتافيزيقة
1 أيار (مايو) 2008, ::::: بدر الدين عبد العزيزمزرق لون السماء. يبدو غامقا وأصيلا في زرقته، وأنت ترى غابة ديتانق منتصبة الأشجار بالجانب الغربي للنيل الأبيض قبالة مدينة ملكال في طرفها الشمالي. أشجار الدليب العالية تبين ثمارها الكثيفة البرتقالية اللون حول إبط سعف أوراقها والنيل رائقا يمتد بوسطه شريط طويل من أعشاب زهرة النيل في رحلتها الطويلة وهي تهبط صوب الشمال، وبعض عجول أفراس النهر تتسلقها لتهبط معها إلى قاع النهر الأشهب، وثمة ثور يخور بمرعى جزيرة القرنتي التي يفصل بينك وبينها خور المك.
تبدو الدنيا عجولة متصاعدة الخطى. هذا هو إحساسك (…) -
مسارات النغم
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: جليلة الخليعأريد الهدوء التام الذي توقعه الموسيقى على أوتار الروح. ما عدا ذلك فهو صخب، إزعاج، توتر.
أشد على الوتر، تنفلت الأصابع، فأقبض على الفكرة في مسارات النغم. تجوب أرجائي علها تعثر على تلاشياتي في جزء ما من الخريطة اللامتناهية لظلالي.
أتعثر مرة تلو الأخرى، والنوتات تظل عالقة ما بين الوتر والفكرة، والكلمات تنتظر عند بوابة سمعي، عند قصري الذي تمتلكه أنفاسي، حتى يأتي ذلك الهبوب، فتتدفق النصوص وتنغمس في دواة الألحان المعتقة، فتولد من جديد.
ها أنا، في تكتلات الظلال المتحدة بي، المتشعبة مني، أوقع (…) -
مخيلة ماطرة
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: غالية خوجةليس المطر وحده من ينزع عن المكان صحراويته، بل الغيمات المنطلقات من روحها المتفتـّـحة مثل لوتس تغزو الموج لتذوب مع المكان والزمان، فتظهر الرائحة البخورية، وتتكون الرمال الخضراء، فلا صوت الماء يتوقف عن وشاياته الغريبة، ولا صمت حبيبها يصمت عن لهجات الوقت.
المطر زائر غريب ومفاجئ للشارقة، مثلها تماماً. والنخيل مشتاق لفوضاها الجديدة. نوارس البحيرة تزقو. وظلها المنخطف من الشمس تتخطـّـفه الكلمات. الموج يصطدم بالبغتة، فتبدو الصخور كالأرواح أشد طهراً. هي تتهيـّـأ ذلك، والغيب يسحب الغروب إلى الجهة (…) -
سقيفة الحياة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2021, ::::: شفاء داودلنكتب ها هنا الحنين. أريد أن تصل رسالتنا لعيني كلّ مشتاقٍ يحنّ إلى ثرثرة الأشواق. رسائل المرسال البنفسجيّ لا تروي قلوب البشر ولا تصل بهم إلى تلاقٍ أو مستقرٍّ إلاّ ما ندر.
لا بأس أن يقرأ النّاس مشاعر بعضهم لأحبتهم أحياناً. لا ضيْرَ أن نرى أنّ أحداً مثلنا في هذا الكون يحسّ بما نحسّ، يعيش كلّ الأحاسيس البشريّة جميعها معنا وليس إحساساً واحداً فحسب.
الذين يبرعون في تقمّص شخصيّة الإحساس الجامد الواحد الذي لا يتغيّر ولا يتجدّد مع الوقت والظروف قد يشكّلون لهواة التّجديد كارثة.
أين تكمن (…) -
شاشة
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: كروان السكريصافحتني عن بعد، وجلست تحدق بي طويلا، ثم راحت تتحدث دون توقف، وأنا صامتة لا أنطق بحرف. فتحت ألبوم صورها وبعثرت محتواه في عينيَّ مشاهد حارقة تلسع عقلي فيشيط قلبي.
"أنتِ من اختار. يمكنك أن تنظري في صور أخرى لو شئتِ"، هكذا همست لي.
حسن، صور أخرى مما في جعبتك.
هذا أفضل. أناس طبيعيون، يضحكون ويتبضعون. ثيابهم أنيقة، وأولادهم يقفزون داخل الفرح. يرتادون منتجعات الثراء. يمخرون عباب البحر بيخوت فخمة. يسبحون في اللون اللازوردي. لا ينحنون أبدا، بل تنحني لهم الحياة وتؤدي طقوس الاحترام والتبجيل. لا (…)