سيلُ التعليقات التي تتلقاها المواد والنصوص الكتابية هي بلا شك هدفٌ أساسي يخدم غاية النشر، وذلك لمنافع كتابيّة وأدبية ومن اجل تلقّي النقد الموضوعي والبنّاء وما يحلل النص ويظهر النواحي السلبية والإيجابية فيه.
المجاملات والإطراءات ذات الألوان الزاهية تُعطي جماليّة للنص، كباقة ورود تُزيّن بها سطور مواد النشر، ولكنّها في الوقت ذاته تحيطُ الكتّاب والمؤلفين بأضواء من أوصاف تملقيّة، خاصة اذا كانت دون تبريرٍ مُقنع، وعندها تتشكل هالة الإطراء التي ستبدو خلابة وجذّابة حقاً؛ ولكن من الخارج فقط. (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
الكتابة وهالة الإطراء
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: دنيا فيضي -
أحلام قيد الانتظار
25 آذار (مارس) 2013, ::::: غانية الوناسأكذبُ على نفسِي وأكذبُ عليك، أخنقُ شوقِي إليكَ باستهتارِي واستهزائِي ولا مبالاتِي، أمضِي في خيبتِي السريّةِ غيرَ آبهةٍ بالوجعِ الّذي صار يتدفقُ في روحِي، دون أن أعِي أنّي إنّما أنتحرُ ببطءٍ شديدٍ، كمدمنٍ يحاولُ إقناعَ نفسهِ في كلّ مرّة بأنّها الجرعةُ الأخيرة وبعدها سيتوقّفْ.
يخيّلُ إليّ وكأنّي مهرّجٌ طاعنٌ في الحزنِ، يعلّقُ أوجاعهُ قبلَ كلّ عرضٍ على مشجبِ الانتظارِ في الكواليسِ، يرسمُ بالألوانِ ابتسامةً صاخبةً على وجههِ الحزينِ ذاك، ويرتدِي سعادةً باذخةً ليخرجَ إلى النّاسِ بكاملِ أناقتهِ (…) -
مخيلة ماطرة
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: غالية خوجةليس المطر وحده من ينزع عن المكان صحراويته، بل الغيمات المنطلقات من روحها المتفتـّـحة مثل لوتس تغزو الموج لتذوب مع المكان والزمان، فتظهر الرائحة البخورية، وتتكون الرمال الخضراء، فلا صوت الماء يتوقف عن وشاياته الغريبة، ولا صمت حبيبها يصمت عن لهجات الوقت.
المطر زائر غريب ومفاجئ للشارقة، مثلها تماماً. والنخيل مشتاق لفوضاها الجديدة. نوارس البحيرة تزقو. وظلها المنخطف من الشمس تتخطـّـفه الكلمات. الموج يصطدم بالبغتة، فتبدو الصخور كالأرواح أشد طهراً. هي تتهيـّـأ ذلك، والغيب يسحب الغروب إلى الجهة (…) -
ألواح عشتار المفقودة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: غالية خوجةرائحة الفحم القادمة من شتاء بعيد ترمي ذاكرتي في نبع مجهول. ستمرّ شجرة زرقاء وتلتقط البخور، ولن يعيد المشهد ترتيب عناصره، كما لن يعود ثانية إلى مخيلتي.
لماذا نفقدنا، مرة واحدة، وإلى الأبد؟
جرّبتُ الخروج من النشيد لكنّ كلماته تأبى مغادرة دمي وروحي. ثمة عرائش للغياب تفوح عطرا ورائحة محترقة غريبة ومنعزلة مثل موسيقى إلهيّـة ضائعة. ثمة فحم يحترق في شتاء مضى وشتاء سيأتي، ورائحته تشدني إليّ لعل الهواء الهارب من الغربة يتآلف مع ذاكرة جديدة، لعل مخيلتي تغادرني. وفي الحضور الأشد غموضا، أرى أطيافا (…) -
الواحة السوداء (*)
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: ربا الناصر(*) أهدي نصي إلى كل متضرر جراء التلوث البيئي المحيط به. وأشكر من ألهمني الفكرة: الإعلامي أحمد الشريدة. . كانت بين الحشود المتزاحمة في الخيمة، تراقب من بعيد تلك السحب السوداء التي غطت الواحة، والتي بدت كوشاح أسود لف المكان. نظرت إليها بعينين دامعتين، متحسرة على بيتها الصغير الذي تركته، وفي الوقت ذاته قلقة على والدها الذي يعد في عداد المفقودين، فالناس يتزاحمون فوق بعضهم كأكوام من الرمل، يختزنون في قلوبهم أحزان عمر قضوه في الاقتناع بكفاف العيش وحب الحياة، بل حب السلام الذي تلاشى مع بزوج فجر (…)
-
الدنيا لا زالت بخير
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحين رنّ جرس الهاتف كان يجفف شعره بعد الحمّام، يراوده شعور بالراحة والانتعاش بعد نهار حافل بالحركة واليقظة والنشاط، وزوجته لم تكن قد انتهت بعد من إعداد السفرة للعشاء. ردّ على الهاتف، وأتاه من الطرف الآخر صوت نسائي رخيم يفيض بالرقّة؛ ويأسر القلب بعفويته وعذوبته.
عرّف الصوت عن نفسه بالقول: معك "جيريترود" موظفة الاستقبال في فندق الماريديان؛ هو يعرفها جيدا ويمبّز صوتها في الهاتف، معجب أيضا بلطفها ونعومتها؛ تناديه دون سواه عندما تدعو الحاجة إلى طبيب. سألته؛ إن كان حضوره إلى الفندق متاحا؛ ليعاين (…) -
في ظلال العتمة والنّور
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: وهيبة قويّةفي ظلال العتمة والنّور
الجزء 1: "نور" في غياهب العتمة
كانت تزرع الفرح على جنبات طريقها بألوان قوس قزح وتُوسِعُ أمامها الفضاءَ بالأحلام وتشغل يديها بكلّ الأمل. أمامها لا تتلبّد السّحبُ وعيناها تريان أمواجَ النّور المتدفّقة وأشعّة الشّمس والقمر والنّجوم وخيوط الفجر وكلّ قبس من الإشعاع. وكانت ترسم دوائر النّور حولها إذا تراءت لها بوادر عتمة في سماء روحها فتبدّدها.
ولم يخِبْ من سمّاها "نور"، فعيناها ممتلئتان بالألوان النّورانيّة الشفّافة تتبعها كما الفراش حيث جالت. تستنشق العبير صرفا وتفتح (…) -
أسود وأبيض
1 كانون الأول (ديسمبر) 2020, ::::: منال الكنديإن كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا يبدو في نظرنا حكيما ومعقولا. أما ما يناقض رغباتنا وأهواءنا فهو دائما عين الحمق والخطأ (اندريه موروا ـ أديب فرنسي).
استيقظت مع أول إسدال لخيوط شروق الشمس لتصلي الفجر وتدعو ربها أن يكون يومها موفقا ورزقها كريما، فهي تحمل على عاتقها مسئوليات أسرة، وتحب أن تكمل مشوار النجاح مع أفرادها.
رتبت غرفتها وشربت قهوتها كما اعتادت مع أحاديث والدتها، مصغية لقصصها وكل ما يدور في كيان الأسرة والحياة ونصائحها لها، ثم قبلت يدها مودعة لتخرج من بيتها إلى على عالم آخر يختلف عن (…) -
دموع المطر
1 أيلول (سبتمبر) 2021, ::::: شفاء داودمثلك يعرف ماذا تعني أوّل اللّيالي، إنّها الواحدة والأربعون بعد خمسة آلافٍ وثمانمئة، كلّ ليلةٍ هانئةٍ مع من نحبّ هي ليلةٌ أولى، حتّى وإن مضى بعد الخمس عَشَرَة أُخرى، حتّى وإن اشتعل الرأسُ شيباً، يبقى الحبيب في عين المحبّ شبيباً.
إنه المطر أخيراً، هل تسمعه؟ هل تشمّ ما أشمّ؟
هل له صوتٌ أم أنّه أبكمٌ وما ذاك إلا صدى وَقْعِ قطراته على الأرض لا أكثر؟
هل له رائحةٌ أم أنّها التربةُ فاحت أَرَجاً أفشى أسرار حنين المشتاق لحظة العناق؟
هل يبكي مثلنا، أم يضحك؟
هل يدرك (…) -
للانتظار طيف يفرّ من سجن الأحلام والكلمات
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: وهيبة قويّةقالت له بهدوء: "أراك متعبا. أنتَ تحتاج إلى كثير من الرّاحة. يمكنك أن تحصل على قسط منها يكفيك. أمّا أنا فسأنتظرك في مكاني، حيث أنا. سأظلّ أراقبك عن بعد، فيدي قاصرة عن أن تمتدّ لتساعدك. ولكنّ بعضَ اللّحظات المحتملة من عمري تمتدّ إليك، فخذها، هي كلّ ما أقدر عليه. بل هو كلّ عمري قد عرّش في حدائقك ليظلّل نومك ويقظتك، أهبُه لك فخذه ولا تردّني خائبة."
لم يُجبها فتابعت حديثها وقد سرت الحماسة في صوتها: " هل تعلم أنّني عندما أتعب لا يزول تعبي إلاّ بقهوة؟! أشربها في هدوء وأغفو بعدها وإن صحوا. أسترخي (…)