لم أكن أرغب بالكتابة عن هذا الموضوع الذي يعيدني إلى سنوات الطفولة العجاف حيث جرت أحداث هذه القصة، لكنني تشجعت عندما كنت أشرح في الصف لطلابي عن أثر الطفولة وذكرياتها في تكوين اللاوعي وأثره على شخصية الفرد.
لم أكن حقا أرغب في كتابة هذه الأحداث لكيلا أغوص في تحليل شخصيات الناس واستخراج عقدهم النفسية. لكن حدثت أمور عديدة جعلت هذه القصة تعود إلى وعيي من جديد، منها موت المعلم أبو شادي بطل قصتي، ومنها شرح درس الوعي الذي أكد لي أن الأحداث المؤلمة التي تنطبع في ذاكرتنا ونحن أطفال تكون أعلى من مستوى (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
لِمن المخترة؟
1 آذار (مارس) 2022, ::::: فنار عبد الغني -
تداعيات من قبر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: آمال يحياويالإهداء: إلى روح أختي، وإلى الموت في نشوة انتصاره. . المدخل: كنا موتى صديقي، موتى. قتلنا الحضور. . ضمني إليك أيها الليل الغارق في سواده القاتم كقبر، ضمني إليك أيها الليل المتخم بتخاريفه الأزلية، بأمنياته المسروقة، بسخرياته الخريفية. امنحني أغنية الشتاء الأخيرة، وألحان الهذيان المجنونة. دع المطر يجتاح سنواتي المشردة. امنحني في غربة انصهاري، حقيبة احتضار جاهزة، قليلا من الدموع، وكثيرا من الصمت.
ضمني إليك أيها الليل الأبدي. افتح جراحي على أنغام سكونك. امنح ضياعي تأشيرته الأخيرة، خذني أين (…) -
ولفي يا مسافر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصاضغط/ي على الصور لمشاهدتها بحجم أكبر.
في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2014، تلقيت عرضا من مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت الفلسطينية لأكون المدرب في دورة استخدام الوسائط المتعددة في سياق العمل في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.
أعطيت موافقتي المبدئية على الفور، وزودتني ياسمين مسك، منسقة وحدة الصحافة المكتوبة، بما أحتاج من معلومات إضافية لتساعدني على تحويل الموافقة إلى نهائية. بعد أيام قليلة، اتفقنا على المواعيد المناسبة للطرفين لعقد الدورة، وتولى المركز ترتيبات السفر والإقامة، وبدأت أنا (…) -
بانت الفضيحة وانقضى الأمر
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: إبراهيم يوسفتلك البلدة في شمال لبنان، ولا تبعد كثيرا عن الفيحاء، صعودا إلى الشرق في اتجاه باب الشمس، وغابة الأرز في بشرّي، موطن الأرواح المتمردة وجبران النّبي، والتي لا تحتاج إلى تفكير طويل، لكي يكتشف المرء أين تكون، وما اسمها بالإشارة إلى الحرف الأول من الاسم. يكفي التذكير بالكرم والضيافة والشئمة وقسوة الطباع وكلام موثوق لا رجوع فيه إلا بانقضاء الأجل.
وجرن الكبّة الحاجة البسيطة. وله في الأعراس شأن وتاريخ شعبيّ طويل، يلقي على البلدة مزيدا من الضوء. كما الرصاص يلعلع في ساحة الكنيسة أو في فضاء المآتم (…) -
مغالٍ في قناعته
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: إبراهيم يوسفتعَدَّيتُ مسألة الغنى والفقر إلى حالٍ من الرضى والحمد، والقناعة بقسمتي في الدنيا، فالفقيرُ لله وعبدُه لا يملكُ مالاً يبدده على "الهوى" في السياحة والسفر "وشم الهوا" في النّمسا، ولا في قبرص من بلاد الجوار؛ أو الشام قبل أن تغرق في "مآسيها"، أو في دنيا الله الواسعة البعيدة، فلم تعدْ تغريني مباهج البلدان العريقة "وخمرتها".
لكنني تلقيت دعوات متكررة من ابني يرفض حججي وأعذاري، ويدعوني في كل مرَّة إلى زيارته في إيطاليا حيث يقيم ويعمل. لم أزره مذ تخرّجَ طبيباً في أمراضِ الدم، فكادتِ العلاقة معه (…) -
رحلة في الماضي البسيط (*)
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: إبراهيم يوسفكان لي بالأمس قلب فقضى
وأراح النّاس منه واسْتراحْ
ذاك عهد منْ حياتي قد مضى
بين تشبيب وشكوى ونواحْ
(جبران خليل جبران) . منذ عقود طويلة من الزمن، مع نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، طويت الحكاية في نفسي وألقيتها جانبا، وقلت ذاك عهد من حياتي قد مضى. لكنّ الحكاية تمرّدتْ عليّ، وأبتْ إلا أن تستفيق لتؤرّقني من وقت إلى آخر؛ وتكدّر هناء عيشي. لعلّها "الانطباعات يتلقاها المرء في طفولته، تحفر مدى العمر آثارا عميقة في القلب"، على ما يقول أونوريه دي بلزاك (*).
تلك الأيام كانتْ وسائل التدفئة (…) -
"اتفرج يا سلام"
1 نيسان (أبريل) 2010, ::::: إبراهيم يوسفكان يأتي إلينا على بغلته بين الحين والآخر، لمداواة المرضى ومعالجة العقم، يقال إنّه قلّما فشل في تشخيص داء أو خاب له دواء. غالبا ما كان العلاج بالنار، ينسى معه المريض الوجع. فتيل من نسيج يحترق بطيئا على اللحم الحيّ؛ يذكّر بالثأر لله يوم الحساب، ومن أساليبه "الحجامة وكاسات الهوا"، بالإضافة إلى ختان الصبيان وتجبير الكسور.
كنت أحد ضحاياه عندما قرّر مداواتي بالكي فوق الخصيتين، بعدما لاحظتْ أمي فارقا في حجميهما، وهي تساعدني في الاستحمام على النهر. يومها لم أبك لأنني غبت عن الوعي، وعندما أفقت من (…) -
هجرتنا الطير
1 تموز (يوليو) 2010, ::::: إبراهيم يوسفوأرى الأباطيل الكثيرة، والمآثم، والشّرورْ
ومذلّة الحقّ الضعيف، وعزّة الظلم القديرْ (*) . عندما لم يكن "الإسمنت" واسع الانتشار، واستعماله يقتصر على القليل النادر من المنازل، إضافة إلى المسجد والمدرسة ودار "النّبي".
كانتْ معظم البيوت، مبنيّة من حجارة "عمياء" (*) وطين. أمّا السّقوف فمن جذوع أشجار عملاقة، تقوم فوقها ألواح خشبيّة عريضة، يتراكم فوقها تراب السطوح، تراب كلسي أبيض هو الحوارة (*)، يمنع تسرّب مياه الأمطار بخلطه مع التبن، "وحدله" جيّدا في فصل الشتاء. كلّ ذلك يشكّل بيئة ملائمة (…) -
احتراق الغريب لوجع الحبيب
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: هبة محمد الأغاكل يوم تفاجئنا الدنيا بجديدها، ويسكن الحزن مرابعنا، ويطول مكوثه. ليس الحزن جديداً علينا، فقد جبلنا على الوجع وعلى النزف، عرفنا أن الفلسطيني أينما ذهب، لابد أن يحترق من الغربة ومن أوجاع أحبته في الأرض المحتلة.
بيت حانون: كانت تجربة الحزن الذي أرقنا، أجل. كنا هناك أرواحاً متناغمة مع أهلنا، كنا مذبوحين مثلهم، نتمنى لو كنا مكانهم، أو على أقل القليل أن نخفف شيئاً من أوجاعهم وآلامهم.
ليست بيت حانون فحسب، كلما يجرح الوطن في كرامته ننتفض ألماً في غربتنا، تبدأ أقلامنا تنزف، ودمع العين يرويها، (…) -
بغل الوالي
1 آذار (مارس) 2011, ::::: إبراهيم يوسفهبّت رياح الخيل
وانطفأت رياح الخيل
وأتى من البعيد
البعيد
فاصعد بنا سفحا فسفحا
واهبط الوديان
فأنت أدرى بالمكان
وأنت أدرى بالزمان
يا نشيد (1) . امتعض صاحب الفرس ورفض عرضا لا يخلو من وجع بدا واضحا على وجهه، لكنّه لم يتعد آداب الناس في بيوتهم فاعتذر عن بيعها، لكيلا يذبحوها طعاما لضواري "سيرك" يتواجد في إحدى مدن الاصطياف. ثمّ "أغمض عينيه" لاحقا فاتخذ القرار، وتخلى عنها بلا مقابل لبيطريّ طبيب، يعمل في مركز للأبحاث الزراعية، كان عالجها ولم تشف. تنازل مكرها عن الفرس واحتفظ بمهرها بعد (…)