اضغط/ي على الصور لمشاهدتها بحجم أكبر.
في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2014، تلقيت عرضا من مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت الفلسطينية لأكون المدرب في دورة استخدام الوسائط المتعددة في سياق العمل في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.
أعطيت موافقتي المبدئية على الفور، وزودتني ياسمين مسك، منسقة وحدة الصحافة المكتوبة، بما أحتاج من معلومات إضافية لتساعدني على تحويل الموافقة إلى نهائية. بعد أيام قليلة، اتفقنا على المواعيد المناسبة للطرفين لعقد الدورة، وتولى المركز ترتيبات السفر والإقامة، وبدأت أنا (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
ولفي يا مسافر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص -
البيت القديم: بيت التراب
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: زين العابدين الزيوديثمة علاقة حميمة بين البشر والتراب، تمثل الحياة والموت، وتربط بين قدوم الإنسان وذهابه بعد أن كفل له سبل العيش في مشواره في الحياة. هناك على تلة مرتفعة في الجهة الشمالية الغربية من لواء الهاشمية في الأردن تربعت بيوت "غريسا." بيوت التراب القديمة مطلة على الحياة، تغازل القادمين، متكئة على جدران الزمن. احتضنت الأجداد ورافقتهم في المشوار، وارتبطوا بها، وزادت في مسيرتهم العطرة شيئا من التاريخ، واختزنت في جدرانها كثيراً من حكاياتهم، حكاية الحصادين و"الرعيان " وذاكرة الطفولة، وعلى جدرانها رسمت الطريق (…)
-
هجرتنا الطير
1 تموز (يوليو) 2010, ::::: إبراهيم يوسفوأرى الأباطيل الكثيرة، والمآثم، والشّرورْ
ومذلّة الحقّ الضعيف، وعزّة الظلم القديرْ (*) . عندما لم يكن "الإسمنت" واسع الانتشار، واستعماله يقتصر على القليل النادر من المنازل، إضافة إلى المسجد والمدرسة ودار "النّبي".
كانتْ معظم البيوت، مبنيّة من حجارة "عمياء" (*) وطين. أمّا السّقوف فمن جذوع أشجار عملاقة، تقوم فوقها ألواح خشبيّة عريضة، يتراكم فوقها تراب السطوح، تراب كلسي أبيض هو الحوارة (*)، يمنع تسرّب مياه الأمطار بخلطه مع التبن، "وحدله" جيّدا في فصل الشتاء. كلّ ذلك يشكّل بيئة ملائمة (…) -
تشتهيه الحوامل
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: إبراهيم يوسفالفلاح الميسور: من كان يملك أرضا ويقتني بقرة وثورين، "ويعلو باب داره للجمل". من يدّخر مؤونة كافية للشتاء، ويقيم لنفسه تنورا في الفناء المجاور للبيت.
تجويفة أسطوانيّة الشكل منفوخة في الوسط، لا يتعدّى قطرها بعض أجزاء المتر، تشكّل مع الأرض زاوية منحرفة تسهيلا للعمل، وارتفاعها يكاد لا يعلو عن الخصر إلاّ القليل، من طين صلصالي معالج بالنار، تحوّل إلى مادة صلبة: هو التنور. ينتشر في الضيعة العديد منها، تتوزع في أرجائها تغطي حاجة كلّ الناس، واستخدامها متاح للجميع؛ ولا يقتضي بدلا أو حتّى منّة من (…) -
"خيميائية" الحب والفوضى
1 آذار (مارس) 2019, ::::: مرام أمان اللهمنذ أن تركتها بضع سنوات خلت وأنا أرتادها كزائرة على عجل. لا أفكر بنبش تفاصيلها على اعتبار أنها موطن ذكرياتي ومولد شبابي الذي أعرف تماما كما أعرف تفاصيل وجهي كلما نظرت إلى المرآة.
لا فضول في المرآة، فهي تكرر في كل صباح ما رأيته بالأمس دون تغيير يذكر. هي المرة الأولى التي انتابني فيها العطش لأمسح كل ما حولي بمقلتيّ، ولأستنشق كل ما لامس أنفي من هواء رغبة مني في حمل أقصى ما أستطيع معي من تفاصيلها في صندوقي الأسود، لتحتويني تفاصيلها عندما تنفجر مرارة الغربة في أنحائي وقت السفر.
رام الله، (…) -
وجهٌ محاصر داخل الحرب
1 كانون الأول (ديسمبر) 2021, ::::: هبة محمد الأغاأكتب إليكم بعد ستة أشهر من الحرب، الحرب لا تتوقف، الحرب مفتوحة، لا تزال أصابعي مجروحة، عانيت من موت الكتابة كثيراً، تساقط كل شعري وشِعري، الجدران لاتزال متصدعة، الثقوب في الرأس وفي الحيطان، الماء أكثر ملوحة، لا تزال الجرافات تتمشى في الشوارع مثل نحلة مزعجة، تلملم ملايين الأشياء التي جرفتها الحرب.
الحرب بعثرتنا، وشوهتنا، وأحرقت كل المحبات القديمة، لم يعد بإمكان امرأة أن تحب مثلما كانت تفعل قبل.
الحرب تأكل الوجوه، تأكلها بصوت عال مثل خسة خشنة، الحرب شوهت الوجوه، وزرعت داخل القلوب بذور (…) -
التراب لم يصل لصاحبه
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: هبة محمد الأغاكعادته، كان يجلس كل يوم بعد صلاة المغرب على ذلك الكرسي الخشبي القديم، ويجلس لفترات طويلة. أراه يمسك جريدة ويعصرها قراءة، وتارة يحمل كتابا يقلبه كثيرا، أو يأتي بمذياع يسمع منه نشرة الأخبار التي مللناها كثيرا.
جاء ذات يوم مبكرا، بعد صلاة العصر بقليل. لم أتوقع أن يفسد عليّ مراقبته في هذا الوقت، خاصة وأن وقت العصر ننجز فيه واجباتنا ودراستنا، وأجلس بعد المغرب على شرفتي أناجي السماء قليلاَ، ثم أخلد للنوم بعد صلاة العشاء مباشرة استعدادا لصلاة الفجر.
عجبت من قدومه مبكرا هذه المرة، وكان معه طفلة (…) -
أثقل من رضوى
30 أيار (مايو) 2014, ::::: هدى أبو غنيمةأن يكتب الإنسان سيرته الذاتية أمر مألوف، وهو يتأمل تيارها المتدفق. ولكن الكتابة عن الحياة، وهو يخوض غمارها ويصارع لججها مسجلا اللحظات المصيرية: مواجهة المرض ومواجهة الخيبات والطغيان والفساد، آنفا أن يموت جبانا، نص له وهج الجذوة المتوقدة في الروح المبدعة؛ نقرأ في ضوئه تجليات النفس الإنسانية في طبقاتها المتعددة وتتراءى لنا أطيافها، فإذا نحن نفس واحدة.
"قد تفلت السنوات من حدودها، لأن أعمارنا كما هو معروف تفيض عن أعمارنا، وتقفز بلا استئذان إلى ما قبلها أو ما حولها، وتمتد متشعبة في التاريخ (…) -
رحلة في الماضي البسيط (*)
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: إبراهيم يوسفكان لي بالأمس قلب فقضى
وأراح النّاس منه واسْتراحْ
ذاك عهد منْ حياتي قد مضى
بين تشبيب وشكوى ونواحْ
(جبران خليل جبران) . منذ عقود طويلة من الزمن، مع نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، طويت الحكاية في نفسي وألقيتها جانبا، وقلت ذاك عهد من حياتي قد مضى. لكنّ الحكاية تمرّدتْ عليّ، وأبتْ إلا أن تستفيق لتؤرّقني من وقت إلى آخر؛ وتكدّر هناء عيشي. لعلّها "الانطباعات يتلقاها المرء في طفولته، تحفر مدى العمر آثارا عميقة في القلب"، على ما يقول أونوريه دي بلزاك (*).
تلك الأيام كانتْ وسائل التدفئة (…) -
عازف المزمار
1 أيار (مايو) 2011, ::::: إبراهيم يوسفشو بقي من العمر إلنا شو بقي؟
غير المحبّي وغير هالوعد النّقي
كلما ازرق الغيم عا حدود السّما
بتذكّرك وبقول: بعد منلتقي (1) . درويش؟ يعرفه جميع من في الحيّ. ويعرفون أنّه ليس له من اسمه نصيب. التقيته في الصباح الباكر، كنت كالعادة في طريقي إلى موقف الحافلة، التي أستقلها إلى عملي، وهو كعادته في طريقه إلى بيته، بعد ليل قضاه في مربع للسهر، حيث يعمل عازفا على المزمار مع "تهاني" الراقصة؛ تهاني جابت بشهرتها الآفاق، فلهج باسمها "خفافيش" الليل والحانات، وفتنت بلحظها وساقيها السكارى؛ وأصحاب المزاج. (…)