لم أكن أرغب بالكتابة عن هذا الموضوع الذي يعيدني إلى سنوات الطفولة العجاف حيث جرت أحداث هذه القصة، لكنني تشجعت عندما كنت أشرح في الصف لطلابي عن أثر الطفولة وذكرياتها في تكوين اللاوعي وأثره على شخصية الفرد.
لم أكن حقا أرغب في كتابة هذه الأحداث لكيلا أغوص في تحليل شخصيات الناس واستخراج عقدهم النفسية. لكن حدثت أمور عديدة جعلت هذه القصة تعود إلى وعيي من جديد، منها موت المعلم أبو شادي بطل قصتي، ومنها شرح درس الوعي الذي أكد لي أن الأحداث المؤلمة التي تنطبع في ذاكرتنا ونحن أطفال تكون أعلى من مستوى (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
لِمن المخترة؟
1 آذار (مارس) 2022, ::::: فنار عبد الغني -
نعمة الحياة
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: سامية الأطرشاليوم: الثلاثاء، 1 يناير/كانون الثاني 2013. الساعة: دقيقة واحدة بعد الثانية عشرة منتصف ليل الاثنين: 31 ديسمبر/كانون الأول 2012. رحل عام وقدم آخر. الاحتفالات جارية على قدم وساق في بقاع العالم أجمع رغم ما مر عليه من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ومآس وصعوبات وحروب وانتفاضات، خصوصا في عالمنا العربي الذي لم يعرف الاستقرار حتى الآن.
ركزت بإمعان على ما يقدمه التلفزيون البريطاني. متعت أنظارها بما تشاهده من الألعاب النارية والألوان البراقة والأشكال الهندسية التي لا توصف وهي تزين سماء لندن لتضيف (…) -
عندما تركتً سكني في المدينة/ج1
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: إبراهيم يوسفإذا كان المحرك في الطائرات بمكانة الروح من الجسد عند الأنسان، فإن أهمية "القائمة" والعجلات “L,atterrisseur” في الطائرات لا تقل عن أهمية القلب والروح جنبا إلى جنب.
منذ بداية الأحلام التي راودت البشر في التحليق وتقليد الطّيور، ومن عهد ليوناردو داڤينشي وعباس بن فرناس وحتى داسُّو وما بعد، بذل العلماء جهودا جبارة ففعَّلوا خيالهم وشحذوا عقولهم- ثم سخَّروا في صناعتهم العلوم وقوانين الفيزياء والكيمياء والرياضيات وأنواع المعادن من الألمينيوم والكروم والنحاس والتيتان.
هذه العلوم والمعادن كان بعضُ (…) -
بانت الفضيحة وانقضى الأمر
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: إبراهيم يوسفتلك البلدة في شمال لبنان، ولا تبعد كثيرا عن الفيحاء، صعودا إلى الشرق في اتجاه باب الشمس، وغابة الأرز في بشرّي، موطن الأرواح المتمردة وجبران النّبي، والتي لا تحتاج إلى تفكير طويل، لكي يكتشف المرء أين تكون، وما اسمها بالإشارة إلى الحرف الأول من الاسم. يكفي التذكير بالكرم والضيافة والشئمة وقسوة الطباع وكلام موثوق لا رجوع فيه إلا بانقضاء الأجل.
وجرن الكبّة الحاجة البسيطة. وله في الأعراس شأن وتاريخ شعبيّ طويل، يلقي على البلدة مزيدا من الضوء. كما الرصاص يلعلع في ساحة الكنيسة أو في فضاء المآتم (…) -
جدتي والجامع وعبق الياسمين
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيلبست معطفها الأسود، وأحكمت ربط برانيلها (*) حول رأسها ثم شدته بقوة لتتأكد من إحكام ربطته، ثم مدت يدها إلى طبق الياسمين، وقبضت منه قبضة، ودستها في صدرها.
ثم قالت لي: "هيا لنذهب".
سألتها ببراءة الأطفال: "إلي أين يا جدتي؟" "سنذهب إلي الجامع الكبير. لقد نذرت أن أقرأ ثلاثة موالد على روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". "الجامع الكبير؟"
وكدت أطير من الفرح، فلطالما سمعت عنه، ولطالما رأيت جدتي تعقد برانيلها ميممة شطره، وكم رجوت أمي أن تسمح لي بمرافقتها. وباختصار كان ذهابي إلى هناك حلم (…) -
أنا والبابوشكا (*)
1 كانون الأول (ديسمبر) 2010, ::::: سحر خليل(*) البابوشكا: كلمة روسية تعني الجدة أو المرأة العجوز. الدبلونكة: كلمة روسية تعني معطفا مزدوجا مخملي المظهر يقي برد الشتاء. . انت ليلة باردة يكسوها الثلج الدافئ، وكانت حباته تتساقط كاللؤلؤ الدرّي، يضئ سماء ليلة عيد الميلاد بفرحة الانتظار، وكرات الثلج البيضاء تتراقص متناثرة وهي تهبط من سماء ليلة الرحمة، تعزف ألحانا لم تسمعها الأرض من قبل، فتشدو أصواتا ملائكية بسمفونية رحمانية تعلن بداية عام جديد بانطلاق عيد المسيح في تلك البلاد البعيدة، بلاد من ثلج وصقيع.
وما أن تسمع الأرض ذاك النشيد (…) -
مـــواســـم
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2010, ::::: إبراهيم يوسفوكانت الأرض سخية في أيامهم، وقلوبهم سخية في محبة الأرض، وأيديهم لا تعرف غير العطاء. هم يعطون، والله يملأ بطن الأرض بالخيرات ويعطيهم. هؤلاء راحوا. لم يبق منهم في بلادي غير السكة المكسورة والمعول المهجور. وبيادر القمح، تنوس فيها الحياة، على بقرات عجفاء وحبات عجفاء، لا تشبع عصفور الدار الحبيب. (فؤاد سليمان (*))
يتساوى في العمل جنبا إلى جنب، الرجال والنساء، ويتم الحصاد وجني المحصول من القمح والحبوب المختلفة "يالعونة" واستخدام المنجل الأداة البدائية البسيطة التي عرفها الفلاح منذ أقدم العصور. (…) -
صلاة جمعة رمضانية في الأقصى الأسير
1 أيلول (سبتمبر) 2017, ::::: نادية أبو زاهركنت طالبة في المرحلة الابتدائية عندما شاركت في رحلة مدرسية إلى القدس. في ذلك الوقت، كانت زيارة مدينة القدس لسكان الضفة الغربية تتم دون إجراءات معقدة أو تصاريح إسرائيلية.
لا زلت اذكر اللحظة الأولى لرؤيتي قبة الصخرة، هالني منظرها الرائع، لكن أشحت بنظري عن جمالها عندما دخل عيني شعاع الشمس المنعكس عن قبة الصخرة الذهبية.
لم يخطر ببالي لحظة واحدة آنذاك أنني لن أرى هذا المنظر الرائع لقبة الصخرة إلا بعد عقود. عقلي الصغير حينها لم يتخيل ما سيحدث أو يخطر لي أن دخول مدينة القدس سيصبح بمثل هذا (…) -
غزة: كلنا أصدقاء في الحرب
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: أحمد بعلوشةنجوت من معارك كثيرة ولم أعد طفلا لأعرف كيف يرى الأطفال هذه الطائرات. ابنة أخي دائما ما ترسل التحية إلى الطائرة وتتمتم بلغتها التي لا أفهمها، لكنها هي اللغة ذاتها التي تستخدمها حين تقابلني لترحب بي أو لألعب معها في فناء البيت. ترحب بالطائرة، إلا أنها تخاف من القذيفة، والواضح أنّها لا تعرف العلاقة التي تربط بينهما.
لم أحاول أبدا أنْ أعدّ أيام العدوان، لأني كنت مشغولا ربما برواية القصص التي تسقط في الشوارع وأمام البنايات، الناس الذين يختفون فجأة ودون سابق إنذار، أبادر الاتصال بمن وجدوا في (…) -
"اتفرج يا سلام"
1 نيسان (أبريل) 2010, ::::: إبراهيم يوسفكان يأتي إلينا على بغلته بين الحين والآخر، لمداواة المرضى ومعالجة العقم، يقال إنّه قلّما فشل في تشخيص داء أو خاب له دواء. غالبا ما كان العلاج بالنار، ينسى معه المريض الوجع. فتيل من نسيج يحترق بطيئا على اللحم الحيّ؛ يذكّر بالثأر لله يوم الحساب، ومن أساليبه "الحجامة وكاسات الهوا"، بالإضافة إلى ختان الصبيان وتجبير الكسور.
كنت أحد ضحاياه عندما قرّر مداواتي بالكي فوق الخصيتين، بعدما لاحظتْ أمي فارقا في حجميهما، وهي تساعدني في الاستحمام على النهر. يومها لم أبك لأنني غبت عن الوعي، وعندما أفقت من (…)