لعلَّه العام 1953 حينما نجحت في امتحان الشهادة الابتدائية (certificat)، وانتقلت بعدها لمتابعة الدراسة، من إحدى قرى الرِّيف ألبقاعي ألأوسط، إلى زحلة أكبر وأهم مدن المحافظة، مصيف واسع الشهرة يكتنفه واد ساحر، هو وادي العرائش. والتسمية تتماهى مع جودة الكروم في هذا الوادي ويقلُّ نظيرها في مكان آخر.
من قلب الوادي يتدفق نهر البردوني صافيا باردا ورشيقا ينحدر نزولا ليكوِّن رافدا من روافد الليطاني الذي يضيع ماؤه في البحر. هذا المنتجع السياحي الشهير، يؤمه في العادة الميسورون من أبناء المدينة والجوار، (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
الـخـطـيـئــة
1 أيار (مايو) 2009, ::::: إبراهيم يوسف -
بانت الفضيحة وانقضى الأمر
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: إبراهيم يوسفتلك البلدة في شمال لبنان، ولا تبعد كثيرا عن الفيحاء، صعودا إلى الشرق في اتجاه باب الشمس، وغابة الأرز في بشرّي، موطن الأرواح المتمردة وجبران النّبي، والتي لا تحتاج إلى تفكير طويل، لكي يكتشف المرء أين تكون، وما اسمها بالإشارة إلى الحرف الأول من الاسم. يكفي التذكير بالكرم والضيافة والشئمة وقسوة الطباع وكلام موثوق لا رجوع فيه إلا بانقضاء الأجل.
وجرن الكبّة الحاجة البسيطة. وله في الأعراس شأن وتاريخ شعبيّ طويل، يلقي على البلدة مزيدا من الضوء. كما الرصاص يلعلع في ساحة الكنيسة أو في فضاء المآتم (…) -
تداعيات من قبر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: آمال يحياويالإهداء: إلى روح أختي، وإلى الموت في نشوة انتصاره. . المدخل: كنا موتى صديقي، موتى. قتلنا الحضور. . ضمني إليك أيها الليل الغارق في سواده القاتم كقبر، ضمني إليك أيها الليل المتخم بتخاريفه الأزلية، بأمنياته المسروقة، بسخرياته الخريفية. امنحني أغنية الشتاء الأخيرة، وألحان الهذيان المجنونة. دع المطر يجتاح سنواتي المشردة. امنحني في غربة انصهاري، حقيبة احتضار جاهزة، قليلا من الدموع، وكثيرا من الصمت.
ضمني إليك أيها الليل الأبدي. افتح جراحي على أنغام سكونك. امنح ضياعي تأشيرته الأخيرة، خذني أين (…) -
ولفي يا مسافر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصاضغط/ي على الصور لمشاهدتها بحجم أكبر.
في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2014، تلقيت عرضا من مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت الفلسطينية لأكون المدرب في دورة استخدام الوسائط المتعددة في سياق العمل في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.
أعطيت موافقتي المبدئية على الفور، وزودتني ياسمين مسك، منسقة وحدة الصحافة المكتوبة، بما أحتاج من معلومات إضافية لتساعدني على تحويل الموافقة إلى نهائية. بعد أيام قليلة، اتفقنا على المواعيد المناسبة للطرفين لعقد الدورة، وتولى المركز ترتيبات السفر والإقامة، وبدأت أنا (…) -
العادة تغلب الإرادة
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: مرام أمان اللهكان المسافرون يتوافدون إلى الحدود في خطوط لا تشبه خطوط سير النمل إلا بالكثرة، محمّلين بالصبر "الموقوت" في رحلة أظنها الأكثر إتقانا لاختطاف فرحة المغتربين القادمين شوقا، أو المغادرين الساعين أملا.
لم يعتادوا السير في خطوط مستقيمة، فقد تم تصميم مساراتهم بأكثر الأشكال الهندسية تعقيدا ما يتطلب من الوقت والطاقة الحدود القصوى.
في كل مرة يفكرون فيها بالخروج من سجنهم الكبير "الضيّق" أو الرجوع إليه، كانوا يسلكون نفس المسارات الحلزونية التي ترمي بدوارها على من لم يعتادوها بعد.
ما حدث ذلك اليوم (…) -
عندما تركتً سكني في المدينة/ج2
25 آذار (مارس) 2015, ::::: إبراهيم يوسفكان برنامج الأسبوع الأول يقتضي أن ندرس الغازات، من الأوكسجين "والأزوت" والهواء وزيت الكوابح المستخدم "والإيدروليك"، والتركيز على خصائصه في الكثافة ودرجة تجمُّدِه وغليانه، بالإضافة إلى مبدأ القنوات المتصلة للعجلات، ورافعة الساق أو "العفريت"، واختفائها في جسم الطائرة "لديناميكيَّة" الطيران، وتخفيف ما تتعرض له في الجو من مقاومة هائلة يسببها الهواء أثناء السرعة العالية. وتتلخص المعادلة بأن القوة = الكتلة × بالتسارع (f=ma) وهي ما تمخضت عنه عبقرية نيوتن، العالم الإنكليزي.
هذه المعادلة تعني (…) -
رذيلة الاعتراف
1 آذار (مارس) 2009, ::::: أمل النعيميأمي: مع أنهم يقولون إن الاعتراف فضيلة، ما سأهديه لك في عيدك يندس تحت جلدي كالعلق الذي يمتص الصديد، وما دام فيه راحتي وربما شفائي فاني أطمع في غفرانك مع أنني ربما لن أعرف أبدا إن كنت ستفعلين. أنت في عالمك الآخر الذي يلتفع بالأسرار نأيت منذ زمن بعيد.
أمي: الكارثة لا تكمن في أنك عندما كنت نزيلة عالمنا يلفنا جدار منزل واحد ودفتر عائلة. ولم أعرف أن لك بين الأعياد عيدا. الكارثة ليست في أنني لا أستطيع وضع باقة ورد فوق قبرك البعيد. الكارثة كانت عندما عانق اليراع راحتي وطافت الدموع بمقلتي أحسست (…) -
جدتي والجامع وعبق الياسمين
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيلبست معطفها الأسود، وأحكمت ربط برانيلها (*) حول رأسها ثم شدته بقوة لتتأكد من إحكام ربطته، ثم مدت يدها إلى طبق الياسمين، وقبضت منه قبضة، ودستها في صدرها.
ثم قالت لي: "هيا لنذهب".
سألتها ببراءة الأطفال: "إلي أين يا جدتي؟" "سنذهب إلي الجامع الكبير. لقد نذرت أن أقرأ ثلاثة موالد على روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". "الجامع الكبير؟"
وكدت أطير من الفرح، فلطالما سمعت عنه، ولطالما رأيت جدتي تعقد برانيلها ميممة شطره، وكم رجوت أمي أن تسمح لي بمرافقتها. وباختصار كان ذهابي إلى هناك حلم (…) -
على كرسي لويس الرابع عشر/ج2
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: إبراهيم يوسفها أنذا برفقة غازويل صاحبة الفندق، الأرملة الألمانية الشقراء ذات الأصول الآريّة الواضحة للعيان، التي تحمل الجنسية الفرنسية كما أخبرتني، وتفوح من أردانها رائحة (سوار دي باري)، العطر الأرقى في ذلك الزمن الجميل.
تركت العزيز ڤيكي في عهدة غريمتي فتاة الاستقبال إيّاها، التي قلت لها عند وصولي وقد علا صراخها في وجهي: أخفضي صوتك قليلا يا سيدتي لكيلا تخسري جمالك في نظري، ولكيلا أحْسب أنك غير فرنسية، فالفرنسيات الجميلات أكثر تهذيبا من أن يصرخن هكذا.
جنّت الفتاة ولم تحفل بثنائي المبطّن على جمالها؛ (…) -
حب في الشتاء
1 آذار (مارس) 2010, ::::: إبراهيم يوسفأمّا الشعر، فشأن مختلف، لهفته تعيش حيّة في القلب، ولي معه حكاية حزينة. حزينة بلا ريب. تعود إلى زمن المراهقة، حين كنت مقبلا على الدنيا، معتدّا بنفسي، مفتونا بها، ولا أجد ما عداها يستحقّ الاهتمام. إلاّ قصيدة نظمتها في أوّل خفقة للقلب. فالشعر لزوم الحبّ يأتي من رحمه ولا يستقيم بدونه. هكذا ولدت قصيدتي الأولى، والأخيرة.
سلخت في إعدادها أيّاما وليالي. وحين استقامت. قلت أستشير أصحاب الشأن، قبل أن يحملها "الهوى" وينثرها بلسما على المحبّين. هكذا توجّهت، بلا إبطاء، إلى عيادة السيّد علي "روضة". طبيب (…)