عندما كانت مملكة المرأة بيتها، كان دورها يقتصر على تربية الأطفال، بالقليل من التفرّغ والعناية والكثير من المحبة والإيثار. تواكب زوجها إلى الحقل والعمل في الكرم وعلى البيدر، تسعد معه وتشقى جنبا إلى جنب في "الحلوة والمرّة"، يدا بيد وعرقا يمتزج بعرق؛ وأملا يحدوه أمل. قلوب تأسو وتفرح وتتشارك في المحبة والتضحية والعطاء، إلاّ التعليم، فكان يقتصر على الرجل دون المرأة.
في ذلك الزمن الميمون، أوفدت إلينا وزارة التربية الوطنيّة والفنون الجميلة معلّمة وحيدة من إحدى مدن الساحل إلى مدرسة البنات الحديثة، (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
اللعنة على الشيطان
1 شباط (فبراير) 2011, ::::: إبراهيم يوسف -
رسالة كتبت قبل عقود
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: أميمة أحمدكان تاريخها 8/11/1980. لم يمض على اغتراب باية سوى أقل من أربعة أشهر. ضاقت ذرعا بالغربة في بلد لا تعرف فيه أحد سوى من كانت تؤمن بهم "رفاقا". بلد غريب في عاداته ومختلف جدا عن بلدها. كانت تخاف كثيرا من الليل، فتغلق كل نافذة توصلها بالعالم الخارجي، وبيتها كان مكون من غرفة واحدة ولواحقها، ليس فيه شرفة، لا تتجاوز مساحته اثنين وعشرين مترا مربعا، مرتب ترتيبا أنيقا، كان يسكنه قبلها أستاذ جامعة اختار توفير النقود على العيش في بيت واسع طالما اغترب ليؤسس مستقبله.
باية وجدت البيت رائعا لما تحمله من (…) -
من دفاتر المنفى: الزلق
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: أميمة أحمداتكأت ميس على شرفة الماضي وألقت نظرة للخلف علّها تجد ما ضاع منها بين ركام الاغتراب وتحت رماد حرائق نشبت في كثير من الأحيان دون سبب وعبثت في الروح بانتشاء.
كانت ميس تمسح على رؤوس قططها السبعة، السيامية السلالة، وبعضهم من الفصيلة الملكية. ميس تجد الأنس والتسلية مع هؤلاء القطط في منفاها، فهم أصدقاؤها الأوفياء والمحبون، وهي تحبهم حبا جما، ولشدة حبها لهم قلبت قولا نسب للرئيس الفرنسي شارل ديغول: "أحببت الكلاب أكثر كلما عرفت الناس أكثر"، فميس أحبت قططها أكثر كلما عرفت الناس أكثر. كثيرا ما شكت (…) -
قصة مهاجر (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: آمال سلامة= القصة مستقاة من أحداث حقيقيّة. وبعض شخصياتها على قيد الحياة.
= جمزو، نعلين: قريتان بالقرب من مدينة الرملة في فلسطين التي كانت تخضع لحكم بريطانيا (انتداب).
= الهاجانا: عصابة صهيونيّة سمحت بريطانيا لها بالنمو والتدريب في فلسطين.
= الويلس: جهاز اللاسلكي. . الطرقات تكتظ بالسائرين خاصة تلك التي أشيع عنها أنها آمنة، أصوات تختلط ببعضها البعض تكاد لا تميّز فيها صوت البشر الغاضب من صوت الرصاص والمدافع، أشخاص ينادون يبحثون عن أقربائهم وأصحابهم بين زحام السائرين، بكاء أطفال وعويل نساء، شمس (…) -
رذيلة الاعتراف
1 آذار (مارس) 2009, ::::: أمل النعيميأمي: مع أنهم يقولون إن الاعتراف فضيلة، ما سأهديه لك في عيدك يندس تحت جلدي كالعلق الذي يمتص الصديد، وما دام فيه راحتي وربما شفائي فاني أطمع في غفرانك مع أنني ربما لن أعرف أبدا إن كنت ستفعلين. أنت في عالمك الآخر الذي يلتفع بالأسرار نأيت منذ زمن بعيد.
أمي: الكارثة لا تكمن في أنك عندما كنت نزيلة عالمنا يلفنا جدار منزل واحد ودفتر عائلة. ولم أعرف أن لك بين الأعياد عيدا. الكارثة ليست في أنني لا أستطيع وضع باقة ورد فوق قبرك البعيد. الكارثة كانت عندما عانق اليراع راحتي وطافت الدموع بمقلتي أحسست (…) -
طريق بين الضمة والفتحة
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: غانية الوناسبشر عاديون جدا من ترونهم يمرون يوميا من هناك، على جدرانهم في عالم يتهمه الجميع بالافتراض ويلصقون به كل عيوبهم ونقائصهم، من كذب ونفاق وتجرد من المشاعر فقط ليبرروا لأنفسهم ما يفعلون، وهناك أولئك الذين أفضلهم هم كذلك بشر عاديون، لكن في داخلهم عوالما من الأناقة الآدمية التي تستهويني، في داخلهم أوطان جميلة تعلمت مع الوقت أن أحبها وأتعلق بها وأؤثث لها في داخلي كونا جميلا يليق بقداسة الأوطان، هكذا أنا أؤمن بكل شيء يراه الناس عبثا ولا رجاء منه، أحب أن أتميز في أمنياتي وأحلامي وهواجسي حتى.
مضى من (…) -
ذكريات تنكأ الجراح
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: زينب عودةالآن، وبعد أن مضى عام على الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، اتكأت على سريري لأعود بذاكرتي التي تقطر ألما لأنقل شهادة حية عايشتها بنفسي ولم اسمعها من الآخرين.
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر والنصف ظهرا من يوم السبت 27/كانون أول/ديسمبر 2008 حينما وطأت قدماي ارض الجامعة الإسلامية جنوب غزة للقاء أخير مع مشرفي قبل مناقشة رسالتي، الماجستير. وأثناء جلوسي برفقة زميلتي للحديث لحظة عما قد يحدث معي خلال المناقشة، فإذا بصوت مدو، ودون سابق إنذار، يزلزل المكان، ويعلن عن أن مدينة (…) -
ولفي يا مسافر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصاضغط/ي على الصور لمشاهدتها بحجم أكبر.
في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2014، تلقيت عرضا من مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت الفلسطينية لأكون المدرب في دورة استخدام الوسائط المتعددة في سياق العمل في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.
أعطيت موافقتي المبدئية على الفور، وزودتني ياسمين مسك، منسقة وحدة الصحافة المكتوبة، بما أحتاج من معلومات إضافية لتساعدني على تحويل الموافقة إلى نهائية. بعد أيام قليلة، اتفقنا على المواعيد المناسبة للطرفين لعقد الدورة، وتولى المركز ترتيبات السفر والإقامة، وبدأت أنا (…) -
النور الجميل
1 آذار (مارس) 2022, ::::: شفاء داودلمْ أخرج خروجا طبيعيا واحدا في حياتي قط. جميعها كانت أشبه بولادات قيصريّة اقتضت مساندة فريق طبّي كامل يعي أنّ العمليّات الدّقيقة المعقّدة لا تكفيها مهارةُ قابلة قانونيّة معروفة واحدة. كلّ خروج كان يُهيّئُني لنضج يستدعي خروجا أكبر من بعده.
كلّ عتمة كنت أحسبها الأخيرة كانت تتبعها غياهبُ ودُجى وظُلمات. أمضيتُ العمر بحثا حثيثا عن نور جميل، فما رأيته جليّا، وما وجدته بهيّا سنيّا كما كان يبرق فجر كلّ ليلة أخيرة تسبق طلعة نهار الخروج العظيم.
حين تخرّجتُ من الجامعة، كنت أحلم كما يحلم الحالمون. (…) -
في ظلال ذاكرة شامية
25 آذار (مارس) 2015, ::::: كروان السكريفتحتُ عيني على الشمس تضيء غرفتي بعد أيام شتائية طويلة ومدلهمة، وشحوب رمادي في أفقي.
الشمس تذكرني ببلادي، أجمل مكان في الدنيا، حيث الضياء لا يمَلُّ الإسترخاء فوق الجبال والتلال والبيوت، والأشجار تحبذ ألا تتطاول كثيراً الى السماء لتبقى قريبة مني قادرة على الانحناء ومعانقتي داخل ظلالها، وحركة الناس وأصواتهم تدغدغ هدوء الفجر الوليد مع إطلالة كل يوم جديد، والصباح يتمطى بعده مبتسماً فارداً ذراعيه للكادحين كعاشق يستقبل حبيبته.
في آخر زيارة لي إلى بلادي بحثتُ عن ضحكات الأطفال في حينا وزقزقات (…)