نزل من الحافلة وفي يده حقيبة صغيرة الحجم تبدو من شكلها وجلدها المهترئ أنها قديمة الصنع، وأن صاحبها لم يغيرها منذ أن ابتاعها. وقف هنيهة رافعا رأسه في البناء العالي الذي أمامه ينظر إليه ويقول في قرارة نفسه: "كما تركتك، أنت كما أنت، لم تتغير،" فأخرج نفسا عميقا ثم أضاف مُسرا: "وكيف تتغير في عشرين سنة ولم تستطع قبل ذلك قرون أن تنال منك. ها أنت ذا باب بردعين كما عرفتك وعرفك آلاف غيري، لا تزال صامدا مصرا على تحدي الزمان وتأنف أن تركن لهرمك. أما أنا فكما ترى، ليس لي من الفسيفساء ما أخفي به تجاعيد (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
سعيد الأمين - المغرب
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: سعيد الأمين -
آمال وحبال: 2
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: سعيد الأمينكانت المجموعة العيساوية برئاسة المقدم مولاي الطاهر في نظامها المتناسق ودقة أداء أعضاء فرقتها أول الإيقاعات التي بدأت عليها ليلة حفل الزفاف، وتكاد تكون العادة في مدينة مكناس ألا تخلو الأعراس من هذا النمط من الفلكلور الخاص بالمدينة، ولما تتطلبه المناسبات العائلية إلى شيء من الأعراف والبروتوكولات التي اصطلح عليها في مثل هذه الطقوس. كان زدي مولاي الطاهر على ديباجة الفرقة برقصات التحييرة العساوية ذات البعد الصوفي، يتقدمها من رأس الدرب الذي بدأت منه الإيقاعات، إلى باب المنزل المزين بأعراش النخيل (…)
-
مقتطف من رواية رجل من الماضي
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: عود الند: مختاراتأدناه مقتطف من رواية عنوانها "رجل من الماضي" للكاتب رياض حلايقة. الناشر: دار دجلة، عمّان (2014). تمزج الرواية الواقع والخيال؛ والطبيعي والغرائبي.
كانت حكاية جو أشبه بأسطورة تناقلتها الأجيال. سميت البلدة جيرسي. في شارع فرانكلين مقهى روبرت.
فوجئ بكيس ملقى أمام المقهى. اتصل بالشرطة. كانت جثة محنطة. بعد أيام ظهر رجل كابوي بصورة غريبة. سأل الرجل: ما اسم هذه البلدة؟ أجابوا: جيرسي. قال في نفسه: أين ذهبت قريتي؟ غادر غاضبا. توجه إلى حديقة وسط البلدة. ألقت الشرطة القبض عليه. تابعت الصحفية سوزي (…) -
مرافئ السراب (*)
1 آذار (مارس) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد فصول رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى ثلاثة فصول نشرتا في الأعداد 14 و 23 و 33. . اتاشا تومانوفا
شمس آفلة
صهيل جريح
طفل يحبو
فوق بساط الريح.
وحينما تعرّتْ الأشجارُ
من مواسم اللقاح
استقرّ في حشاشة الندى
أحلامُ طفلة
ضفافُ وردة
دوّخها الأريج
بدّدها النواح.
وفي الطريق
على حافة الاحتمال
وفوق ذرى النشيد
أدركهم الوقتُ
والنداء
لا رؤيا
ولا سفوح للبريق.
طارق عبد المجيد على قوس الأمنيات يلاحقه طيف عنيد. (…) -
المقامات العنكبوتية: مقتطف
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: محمد علي حيدرأدناه مقتطف من رواية عنوانها "المقامات العنكبوتية" لمحمد علي حيدر. الناشر: توب ايديشن، المغرب (2008). المقتطف بلسان نوال، الساردة الرئيسية في الرواية. جسدي أيها السلطان؛
جسدي أيها القربان؛
كم أنت شهي، بهي يا جسدي؛
كم أنت ضعيف يا جسدي؛
أنت لا شيء يا جسدي. مسكين أنت أيها المعتصم، مسكين أنت يا عبد الفتاح، ومسكينة أنا وأمريكا[1] معكم. كلنا يهذي. فعن أية حرية للجسد نحكي؟ هل يملك الجسد حريته حتى تكون المرأة حرة فيه أو الرجل؟ كيف يملك القربان حريته؟ أجيبوني؛ كيف يتحول السلطان إلى قربان (…) -
باب الساحة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتوبدأ يلاحقها كالمسعور. يذهب يوميا إلى المكتبة، يقرأ، يحلم، يصغ، وينام، ويقرأ ثانية ويفكر. وتمر الأيام ولا تحضر. ثم تحضر فجأة. بدون نظام. ومعظم المرات تجيء بعد انصراف المدارس عند الظهر. ويلمحها من وراء الزجاج تتقمز بالكعب العالي واللبس الأنيق. القوام الممشوق كالخيزران والتنانير الضيقة والواسعة، وسترات صيفية تعطيها مظهرها الرياضي الأنيق. تقف على "الكاونتر" لتعيد الكتب ثم تمشي وتطقطق فوق البلاط وتغيب طويلا بين الرفوف.
وبدأ يتجسس عليها. الاسم، التخصص، مكان الدراسة، اسم الوالد واسم العائلة. (…) -
السوط والصدى
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: عود الند: مختاراتجلسـت بالقرب من الربوة الخضراء أتأمل المياه المتدفقة عبر المنحدرات والمسالك الملتويـة. كان كل شيء يغني ويرقص. الطيور والأزهار المتمايلة تغازل النسمات وتعانقها في دلال متباين. كانت حقيقة الخضرة أصدق من حقيقة النفس. الطبيعة تناجي الروح الحالمة وتستهزئ من الحقيقة نفسها، الحقيقة المخبأة في غرور النفس وجبروتها. كنت منفـردة في غرامـي وعشقي لهذا السحـر. وفي صراع بين الحلم والحقيقة وجدت نفسي أركن إلى الوحدة التي ألزمتني الصمت والتأمل، وألبستني رداء الحزن والكآبة، وأمطرت عيوني دموعاً حارقة حتى أشفقت (…)
-
الأسماء المتغيرة
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: عود الند: مختاراتاندلعت نيران الحرب العالمية الثانية لتنسي جميع شعوب المعمورة كل أنواع الحروب السابقة. وانعكست أسوأ انعكاس على الصحراء الموريتانية. هلكت الأبقار، وكثير من الغنم والإبل. وهجر الناس مرابعهم، وأجدبت مراعيهم. وانتشرت المجاعة، وحصد مرض (انطير عليك) الشبيه بالكوليرا الآلاف والآلاف من الناس حول بحيرة (الركيز) وما جاورها. وأخطر من كل ذلك أن ماتت الأسواق، وانقرضت البضائع الضرورية، وخاصة قماش اللباس. لبس قسم كبير من الناس جلود الضأن. وانزوى بعض الأسر بين الأشجار مختفيا بعريه عن الأنظار.
واتجهت (…) -
صدور رواية قارعة الذات
25 أيار (مايو) 2013, ::::: عود الند: التحريرصدر للكاتب السوداني، عمر الفاروق نور الدائم، رواية عنوانها "قــارعـة الــذات". الناشر: الدار العربية للعلوم، بيروت (2013). وجاء في ملخصة التعريف بالرواية أنها "تتحدث عن مجتمع يعاني التطرف وازدواجية المعايير، فمزجت بين الرواية والحياة"، وأن القارئ يجد فيها مزيجا "من الحكايات، أبطالها جمع من المحاربين، المواطنين والصحافيين، والآلاف من المسحوقين ضحايا السياسة والاقتصاد والحكم والحرب. وفي المتن، ما تلبث الرواية أن تنحدر إلى الجسد لتروي حكاية ياسين، هو رجل أقعدته حرب غير متكافئة في براثن أنوثة (…)
-
طقوس الرحيل (*)
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: عباس علي عبودأفاق. تقوس ظهره على ساق شجرة النيم. تحت قدميه تراب مبلول. لا يدري كم أغفى، ساعات أم لحظات. احتدمت بدماغه هواجس النجيع. لم يقبض على جمر اللحظات، ولم يهرب منها، والنهر يولد في الأدغال، يطلب الشمال. كانت شمس الضحى ساطعة. لبرهة أسند كفه على الساق، نهض مهمهما. مشى من درب إلى آخر حتَّى شارف العشش، بيوت الطين المبثوثة في فوضى، كأنها بُنِيَتْ على عجل قبل أن تغتالها يد الإنسان.
تذكَّر منزل خميس أبو مريومة والثعابين المرسومة على جداره الأبيض. خلاوي القرآن عند الطرف الشمالي، والرجل الذي قتل بسيفه (…)