أدناه مقطع من رواية "نجران تحت الصفر" للروائي الفلسطيني، يحيى يخلف. الناشر: دار الآداب، بيروت (1988). المقتطف من الطبعة الرابعة، ص ص 13-17.
العسس يذرعون الشارع ويتبخترون أمام عربات الباعة. محلات عديدة مغلقة، وثمة عمال من البلدية يشعلون الفوانيس المعلقة عند المنعطفات. أولاد الحصري أغلقوا مطعهم، والمستر يشتري رز أبو بنادق من دكان الغامدي، والمطاوعة الذين خرجوا من صلاة العشاء يقضمون أطراف المساويك بأسنانهم، ورأفت العدني، بائع الفلافل، أطفأ البريموس وجلس أمام دكانه مطرقا بلا حراك.
وثمة رائحة (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
مختارات: نجران تحت الصفر
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: عود الند: التحرير -
مرافئ السراب (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) الفصل الأخير من رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى نشرت في الأعداد 14 و 23 و 33 و 34 و 35. . التجريب الجسدي بحثا عن الحب، هل يقود إلى الفشل، وفقدان القدرة على معرفة الآخر؟ هل التناغم الروحي مقدمة للانسجام الجسدي؟ وكيف يمكن عبور الخط الرفيع بين الجسد والروح؟
في حانة نائية في مدينة بوشكين، كان المطر ينهمر وهما يحتسيان الفودكا. غاصت إيلينا ماروزفا في صمت عميق تطارد ذكريات غاربة. انتشلت خيالها من التهويم، ثم قالت بصوت خافت:
"أحترم الإنسان والحياة، وأريد العيش كما أريد."
"الكلُّ لا يريد (…) -
حلوى الذّاكرة
1 آذار (مارس) 2021, ::::: وهيبة قويّةأنا ورمضان والعيد حكايةٌ حَلوَى، طعمها غارق في العسل والألوان وسكّرها عالق بلسان خيالي، وشراهةُ الذّكرى لم تُذِبْ حلاوة عسلها منذ ولّت الطّفولة وتركتُ عادة انتظار موعد الإفطار مع بنات الحيّ وبين أيدينا كنوزنا الحُلوة في” علبة رمضان” أو” قنديل رمضان" نغنّي لها ونتباهى بها وقد نتقاسمها أو نتبادل بعضها لمزيد من الألوان والحلاوة.
لم يعد العمر يسمح بإقامة مراسم علبة رمضان، فهي من عادات الصّغار في مدينتي الصّغيرة، وقد كبرت، ولم أجد من يعرفها في المدينة الّتي انتقلت إليها، لذلك لم أفكّر في نقل (…) -
لم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
1 آذار (مارس) 2023, ::::: عود الند: مختاراتلم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
رواية أولى وبداية، حاولت سحر [خليفة] فيها أن تبني إشكالية محدودة تتضمن جملة مستويات بسيطة. والإشكالية هي: وضع المرأة الباحثة عن تحررها، والقيود الاجتماعية التي تكبح هذا التحرر، وتدفع بالمرأة إلى مأساتها "الخاصة".
منذ السطور الأولى، نكتشف ضيق الإشكالية، أو نتعرف على الوعي المحدود الذي يطرحها: تبحث المرأة عن تحررها بمعزل عن مجتمع يرزح تحت الاحتلال من ناحية، ويحمل تراثا تاريخيا يحكم وعي المرأة والرجل من ناحية ثانية. وعندما تنسى المرأة الباحثة عن تحررها (…) -
مرافئ السراب
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: عباس علي عبودوحدكَ في مضمارِ النجاة
الزوارقُ احترقتْ
والنشيدُ يغوصُ عميقا
في أوديةِ الاحتمالْ
ها أنتَ ترتدُّ إلى وكرِ التوقعِ
والواقعة
ثمَّة رنين حامض
أنينُ الأوتارِ
والمنصتونَ في البعيد
طارق عبد المجيد غادر البلدة على إيقاع نحيب وجداني مفزع، وكأنه الوداع الأخير. قبل أنْ يصعد إلى السيارة، أرسل بصره إلى السماء، ثم ارتدَّ إلى البيوت، التي بدت له بلا ملامح، كأنها وُجدتْ كلمح البصر، ثم انبهمت في طيات الخيال. وكأنه يغادرها بعد زيارة خاطفة؛ دندنت خواطره بلحن حزين:
حسرة سنيني الراحتْ
ما (…) -
رواية عفان بن نومان: مقتطف
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: نازك ضمرةأدناه مقتطف من رواية لم تنشر بعد عنوانها "عفان بن نومان".
برغم وجود عفان أسيرا، إلا أنه حكم عليه بالعمل في معسكر حصين قرب اللد خلال سجنه سنتين. لم ينس سلوم يوما قسوة التعذيب الذي عاناه على اجدي محققي الاستخبارات العسكرية، والعسكري البولوني، والعسكري الفرنسي، والعسكري البريطاني، في الوحدة التي ألقت القبض عليه في أرض أجداده.
يسأله المجند الإسرائيلي الفلسطيني عن اسمه، بلهجة عربية فلسطينية لكن بلكنة خواجاتية.
= "اسمي سلوم. سلوم يا خواجه، سلوم".
انتهره المجند البولوني الأصل هازئا: "شلوم؟ (…) -
مرافئ السراب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: عباس علي عبودكانت الظلال تغمر البنايات العالية، على مهل تختزن الأشجار العتمة، وهدوء يلفُّ الحي الراقي في العاصمة المصرية. طارق عبد المجيد وقف طويلا أمام النافذة، ليشهد مساء أخيرا، في مدينة احتوته وأحبها، رغم أيامها القاسية، والمعاناة المريرة في الوصول إليها.
قبل أكثر من عامين غادر البلدة إلى الخرطوم، ثمَّ واصل الرحلة شمالا. وصل مدينة حلفا ليلا، وما أنْ نزل من القطار حتى ركض خلف الراكضين وعلى كتفه حقيبة سوداء صغيرة. لا يدري إلى أين، ولماذا يتراكضون في سباق محموم. تجمهروا أمام مكاتب البواخر النيلية (…) -
تلك المدينة-الذاكرة-اللغة
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: ياسمينة صالحلطالما كنت مشدودة إلى المدن التي أدخلها أول مرة لأخرج منها بذاكرة ممتلئة أو بجرح استثنائي التفاصيل، كحوار نمارسه عن غير قصد، كقهوة نرتشفها عن غير وقت. كثيرا ما أجدني مبهورة أمام المدن الكبيرة والصغيرة، أدخلها كمن يدخل إلى ذاكرة غيره، كمن يطرق بابا يعرف حدود الأمكنة فيه. كنت أجدني دائما قبالة المدن أنظر إلى التاريخ فيها، مأخوذة بصمتها العلني، وبأحزان مرت هــا هنا على أرصفة البكاء، قبالة موانئ تنظر إلى الغياب بعيون لا يأكلها السأم، ولعلي كثيرا ما أقرأ بعض ما يبهرني على الجدران. كنت أكتشف دهشتي (…)
-
قـارعة الـذات: مقتطف
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: عمر نور الدائم: مقتطفأدناه مقتطف من رواية عنوانها "قــارعـة الــذات" لعمر الفاروق نو الدائم، وهي قيد الطبع، ومن المتوقع صدورها في شهر نيسان/أبريل 2013. ضحكنا من غير أن نكترث لدواعي أن هناك الآلاف من الشرطيين يحاصرون مبنانا الذي نرتهن فيه ذواتنا هروبا عن عالمٍ يتدهور بصورة مريعة في الخارج. تحديات عجيبة ستواجهنا إن خرجنا، أولا سنسأل عن سر بقائنا لسنوات خلت في عزلة طبائعنا، وثانيا سنواجه حتما، بسؤال ماذا كنا نفعل، وهكذا سيتعفر كل الذي بنيناه، وستسقط احجبتنا العازلة، وعلى الأرجح سيلهونا عن كل شيء كنا قد صنعناه. (…)
-
أم ســــــــــعــد
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتكانت أم سعد قد وصلت، نازلة، إلى الطابق الثالث لاهثة وراء الماء ورغوة الصابون، وبرد الشتاء يقرص قدميها الحافيتين. بلحم كفيها المضرجتين بآثار أحذية الصاعدين والهابطين كانت تفرك الأرض الرخامية وسط ليل الناس النائمين عميقا في دفء غرفهم المترامية وراء الأبواب المغلقة. وفجأة أحست بامرأة تقف وراءها، مكتفة ذراعيها على صدرها، ناظرة إليها بإمعان كأنها تنتظرها منذ دهر. وحين التقت نظراتهما، قالت لها المرأة:
"يعطيكي العافية."
"الله يعافيكي يختي."
انتصبت أم سعد بقامتها العالية، شادة ظهرها إلى الوراء (…)