أدناه مقتطف من مخطوطة رواية عنوانها "شهقة"
لم يغمض لنفيسة جفن. حملت هموم الدنيا كلها حتى جافى النوم عينيها، تفكر في مصير وحيدتها عندما يعود والدها، فهي لا تستبعد أن يعلم بما فعلت من ذهاب في المقام الأول، ثم الرقص وسط جمهرة من النساء والرجال. يا إلهي، هذا ما كانت تخشاه، فماذا تفعل؟ فهل يا ترى تستطيع أن تقف في وجهه دفاعا عنها؟ وهل ما قامت به وحيدتها صواب، أفرحت ذاتها وأفرغتها من كبتها؟ أم إنها اقترفت ذنبا لا يضاهيه ذنب يوجب العقاب؟
ظلت تفكر وتفكر؛ تضع الأعذار تارة، وتارة تجد في صنيعها (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
مختارات: مقتطف من رواية
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: معتصم عثمان دياب: مقتطف -
مرافئ السراب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: عباس علي عبودكانت الظلال تغمر البنايات العالية، على مهل تختزن الأشجار العتمة، وهدوء يلفُّ الحي الراقي في العاصمة المصرية. طارق عبد المجيد وقف طويلا أمام النافذة، ليشهد مساء أخيرا، في مدينة احتوته وأحبها، رغم أيامها القاسية، والمعاناة المريرة في الوصول إليها.
قبل أكثر من عامين غادر البلدة إلى الخرطوم، ثمَّ واصل الرحلة شمالا. وصل مدينة حلفا ليلا، وما أنْ نزل من القطار حتى ركض خلف الراكضين وعلى كتفه حقيبة سوداء صغيرة. لا يدري إلى أين، ولماذا يتراكضون في سباق محموم. تجمهروا أمام مكاتب البواخر النيلية (…) -
مدن الملح: الأخدود
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتفي وقت من الأوقات كانت حران مدينة الصيادين والمسافرين العائدين، أما الآن فلم تعد مدينة لأحد. أصبح الناس فيها بلا ملامح. إنهم كل الأجناس ولا جنس لهم. إنهم كل البشر ولا إنسان. اللغات إلى جانب اللهجات والألوان والديانات. الأموال فيها وتحتها لا تشبه أية أموال أخرى. ومع ذلك لا أحد غنيا أو يمكن أن يكون كذلك. كل من فيها يركض، لكن لا أحد يعرف إلى أين أو إلى متى. تشبه خلية النحل وتشبه المقبرة. حتى التحية فيها لا تشبه التحية في أي مكان آخر، إذ ما يكاد الرجل يلقي السلام حتى يتفرس في الوجوه التي تتطلع (…)
-
لم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
1 آذار (مارس) 2023, ::::: عود الند: مختاراتلم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
رواية أولى وبداية، حاولت سحر [خليفة] فيها أن تبني إشكالية محدودة تتضمن جملة مستويات بسيطة. والإشكالية هي: وضع المرأة الباحثة عن تحررها، والقيود الاجتماعية التي تكبح هذا التحرر، وتدفع بالمرأة إلى مأساتها "الخاصة".
منذ السطور الأولى، نكتشف ضيق الإشكالية، أو نتعرف على الوعي المحدود الذي يطرحها: تبحث المرأة عن تحررها بمعزل عن مجتمع يرزح تحت الاحتلال من ناحية، ويحمل تراثا تاريخيا يحكم وعي المرأة والرجل من ناحية ثانية. وعندما تنسى المرأة الباحثة عن تحررها (…) -
مرافئ السراب (*)
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد أربعة فصول من رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى فصلين آخرين نشرا في العددين 14 و 23. . كانت رائحة أشجار الأكاسيا تعطِّر المروج. ساشا وناتاشا يتهامسان وسط الخضرة اليانعة، بعد انقضاء أيام الشتاء الطويلة، وحلول الربيع. عاشا في شقتين متجاورتين. ترافقا منذ الطفولة إلى الروضة، ثم إلى المدرسة، وسط مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا السوفيتية. تجولا يترنمان بأغنية شجية. تحت الظلال الندية، احتضن كفها الصغيرة. برفق ضغط عليها بأنامله. صمت كأنَّما يستجمع (…)
-
مقتطف من رواية الهامش
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: خالد سامحصدرت للصحفي والقاص الأردني، خالد سامح المجالي، روايته الأولى "الهامش" في نيسان (أبريل) 2020. وسبق أن صدرت له مجموعات قصصية منها: "نافذة هروب"؛ "نهايات مقترحة"؛ "ويبقى سراً"؛ "بين سطور المدينة". وترجمت بعض قصصه للإنكليزية والفرنسية. يعمل في الصحافة وهو حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية. روايته الأولى، "الهامش"، من إصدارات منشورات ضفاف ودار الاختلاف (نيسان/أبريل 2020). لوحة الغلاف للفنان العراقي سنان حسين. أدناه فصل منها، وتنشره "عود الند" باتفاق مسبق مع المؤلف.
.
في (…) -
آمال وحبال: 2
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: سعيد الأمينكانت المجموعة العيساوية برئاسة المقدم مولاي الطاهر في نظامها المتناسق ودقة أداء أعضاء فرقتها أول الإيقاعات التي بدأت عليها ليلة حفل الزفاف، وتكاد تكون العادة في مدينة مكناس ألا تخلو الأعراس من هذا النمط من الفلكلور الخاص بالمدينة، ولما تتطلبه المناسبات العائلية إلى شيء من الأعراف والبروتوكولات التي اصطلح عليها في مثل هذه الطقوس. كان زدي مولاي الطاهر على ديباجة الفرقة برقصات التحييرة العساوية ذات البعد الصوفي، يتقدمها من رأس الدرب الذي بدأت منه الإيقاعات، إلى باب المنزل المزين بأعراش النخيل (…)
-
تلك المدينة-الذاكرة-اللغة
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: ياسمينة صالحلطالما كنت مشدودة إلى المدن التي أدخلها أول مرة لأخرج منها بذاكرة ممتلئة أو بجرح استثنائي التفاصيل، كحوار نمارسه عن غير قصد، كقهوة نرتشفها عن غير وقت. كثيرا ما أجدني مبهورة أمام المدن الكبيرة والصغيرة، أدخلها كمن يدخل إلى ذاكرة غيره، كمن يطرق بابا يعرف حدود الأمكنة فيه. كنت أجدني دائما قبالة المدن أنظر إلى التاريخ فيها، مأخوذة بصمتها العلني، وبأحزان مرت هــا هنا على أرصفة البكاء، قبالة موانئ تنظر إلى الغياب بعيون لا يأكلها السأم، ولعلي كثيرا ما أقرأ بعض ما يبهرني على الجدران. كنت أكتشف دهشتي (…)
-
سرابيل تحفظ مدينة جبلة
1 آذار (مارس) 2019, ::::: لطيفة حليمالنص أدناه مقتطف من رواية للكاتبة قيد النشر
لا يوجد الغبار على كتاب تبحث عنه وهو قريب منها. لا تقرأ عنوانه. لعل فيه شغبا جميلا. تتركه جانبا وتبحث عن بعض القطع السردية. تشغل فيها نيران. تجد أن بنيتها لا تستقيم، إلا مع تكرار لفظ نيران. تعيد حدث نيران عند كل مناسبة طارئة، مع إضافات لم تذكر في مرة ذكره السالفة.
تتخذ من حدث نيران أشكالا دائرية، تتجه إلى المستقبل وتدور إلى الماضي، ثم تتجه إلى المستقبل مرة أخرى. هذا يستلزم منها، أن تعيد الحدث وتقسمه تقسيما مقصودا، بكل أجزائه، ويستحسن اختيار (…) -
مرافئ السراب (*)
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد فصول رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى فصول أخرى نشرت في الأعداد 14 و 23 و 33 و 34. . هل كان صدرُك حامضا
ويداك أشرعةُ الرحيل؟
جسدان في أوج الصهيل
جسدُ القصيدة والمطر
بين قمع الجسد في الشرق وامتهانه في الغرب، تضيع ملامح الحرية، ومشروعيتها. حضارة الآلة تستبيح الجسد؛ تهندس المدن والأفكار لصالح السوق. بينما يعمل أساطين الظلام في الشرق، على إقصاء الجسد، كمقدمة لمصادرة العقل؛ والعودة إلى أقبية التاريخ. وبين القمع والامتهان، يضيع حق (…)