وحدكَ في مضمارِ النجاة
الزوارقُ احترقتْ
والنشيدُ يغوصُ عميقا
في أوديةِ الاحتمالْ
ها أنتَ ترتدُّ إلى وكرِ التوقعِ
والواقعة
ثمَّة رنين حامض
أنينُ الأوتارِ
والمنصتونَ في البعيد
طارق عبد المجيد غادر البلدة على إيقاع نحيب وجداني مفزع، وكأنه الوداع الأخير. قبل أنْ يصعد إلى السيارة، أرسل بصره إلى السماء، ثم ارتدَّ إلى البيوت، التي بدت له بلا ملامح، كأنها وُجدتْ كلمح البصر، ثم انبهمت في طيات الخيال. وكأنه يغادرها بعد زيارة خاطفة؛ دندنت خواطره بلحن حزين:
حسرة سنيني الراحتْ
ما (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
مرافئ السراب
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: عباس علي عبود -
مختارات: نجران تحت الصفر
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: عود الند: التحريرأدناه مقطع من رواية "نجران تحت الصفر" للروائي الفلسطيني، يحيى يخلف. الناشر: دار الآداب، بيروت (1988). المقتطف من الطبعة الرابعة، ص ص 13-17.
العسس يذرعون الشارع ويتبخترون أمام عربات الباعة. محلات عديدة مغلقة، وثمة عمال من البلدية يشعلون الفوانيس المعلقة عند المنعطفات. أولاد الحصري أغلقوا مطعهم، والمستر يشتري رز أبو بنادق من دكان الغامدي، والمطاوعة الذين خرجوا من صلاة العشاء يقضمون أطراف المساويك بأسنانهم، ورأفت العدني، بائع الفلافل، أطفأ البريموس وجلس أمام دكانه مطرقا بلا حراك.
وثمة رائحة (…) -
مرافئ السراب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: عباس علي عبودكانت الظلال تغمر البنايات العالية، على مهل تختزن الأشجار العتمة، وهدوء يلفُّ الحي الراقي في العاصمة المصرية. طارق عبد المجيد وقف طويلا أمام النافذة، ليشهد مساء أخيرا، في مدينة احتوته وأحبها، رغم أيامها القاسية، والمعاناة المريرة في الوصول إليها.
قبل أكثر من عامين غادر البلدة إلى الخرطوم، ثمَّ واصل الرحلة شمالا. وصل مدينة حلفا ليلا، وما أنْ نزل من القطار حتى ركض خلف الراكضين وعلى كتفه حقيبة سوداء صغيرة. لا يدري إلى أين، ولماذا يتراكضون في سباق محموم. تجمهروا أمام مكاتب البواخر النيلية (…) -
سرابيل تحفظ مدينة جبلة
1 آذار (مارس) 2019, ::::: لطيفة حليمالنص أدناه مقتطف من رواية للكاتبة قيد النشر
لا يوجد الغبار على كتاب تبحث عنه وهو قريب منها. لا تقرأ عنوانه. لعل فيه شغبا جميلا. تتركه جانبا وتبحث عن بعض القطع السردية. تشغل فيها نيران. تجد أن بنيتها لا تستقيم، إلا مع تكرار لفظ نيران. تعيد حدث نيران عند كل مناسبة طارئة، مع إضافات لم تذكر في مرة ذكره السالفة.
تتخذ من حدث نيران أشكالا دائرية، تتجه إلى المستقبل وتدور إلى الماضي، ثم تتجه إلى المستقبل مرة أخرى. هذا يستلزم منها، أن تعيد الحدث وتقسمه تقسيما مقصودا، بكل أجزائه، ويستحسن اختيار (…) -
مختارات: مقتطف من رواية الصندوق الأسود
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: عود الند: مختاراتأدناه مقتطف من راوية "الصندوق الأسود" للروائية العراقية كُلیزار أنور. الناشر: المؤسسة العربية للدراسات (2010).
ست عشرة امرأة متفاوتات الأعمار. سوریات وعراقیات. مخطوفات النظرة، والخوف من أن تفشل العملیة. جاءوا بقلوب ملؤھا الرجاء في أن تتكور بطونھن حالمات بشيء یكبر بین أحشائھن. ویبقى الأمل قارة نتمنى أن تطأھا أقدامنا.
ست عشرة امرأة توزعن بین غرف المشفى الأنیق. في صالتنا ثمانیة أسرّة، على كل سریر تقطن حكایة امرأة كل حلمھا أن تكون أُما ذات یوم، فیھنّ من تزوجنّ قبل خمسة عشر عاما أو أكثر أو (…) -
رواية عفان بن نومان: مقتطف
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: نازك ضمرةأدناه مقتطف من رواية لم تنشر بعد عنوانها "عفان بن نومان".
برغم وجود عفان أسيرا، إلا أنه حكم عليه بالعمل في معسكر حصين قرب اللد خلال سجنه سنتين. لم ينس سلوم يوما قسوة التعذيب الذي عاناه على اجدي محققي الاستخبارات العسكرية، والعسكري البولوني، والعسكري الفرنسي، والعسكري البريطاني، في الوحدة التي ألقت القبض عليه في أرض أجداده.
يسأله المجند الإسرائيلي الفلسطيني عن اسمه، بلهجة عربية فلسطينية لكن بلكنة خواجاتية.
= "اسمي سلوم. سلوم يا خواجه، سلوم".
انتهره المجند البولوني الأصل هازئا: "شلوم؟ (…) -
قـارعة الـذات: مقتطف
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: عمر نور الدائم: مقتطفأدناه مقتطف من رواية عنوانها "قــارعـة الــذات" لعمر الفاروق نو الدائم، وهي قيد الطبع، ومن المتوقع صدورها في شهر نيسان/أبريل 2013. ضحكنا من غير أن نكترث لدواعي أن هناك الآلاف من الشرطيين يحاصرون مبنانا الذي نرتهن فيه ذواتنا هروبا عن عالمٍ يتدهور بصورة مريعة في الخارج. تحديات عجيبة ستواجهنا إن خرجنا، أولا سنسأل عن سر بقائنا لسنوات خلت في عزلة طبائعنا، وثانيا سنواجه حتما، بسؤال ماذا كنا نفعل، وهكذا سيتعفر كل الذي بنيناه، وستسقط احجبتنا العازلة، وعلى الأرجح سيلهونا عن كل شيء كنا قد صنعناه. (…)
-
على عتبة غيمة تلوذ في قاع القلب
1 تموز (يوليو) 2009, ::::: ياسمينة صالحعند مدخل الغربة يبدو الانتظار شهيا، حيث لا أحد يراقب شبيهه، في شتات الريح التي تتطفل على الرصيف المحاذي للدهشة. كل ما يخلو من بهجة يتحوّل إلى كلام يومي، وكل الكلام أصبح متعة الحالمين بالحب. حيث لا ضرر ولا ضرار. قالت تخاطب فراشة حطت على ربطة عنقه "ليس ثمة شيء يجبرنا على البقاء، ولا شيء سيجبرنا على العودة إلى الوراء." وانتظرت رده. كان غائبا كفكرة طيّرها الهم. من المستحيل أن تعود الأمور إلى بدايتها. لا شيء يعود بريئا ولا عفويا كما كان، والأطفال يتجردون من البراءة حين يكبرون، لأنهم لن يتورطوا في (…)
-
تلك المدينة-الذاكرة-اللغة
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: ياسمينة صالحلطالما كنت مشدودة إلى المدن التي أدخلها أول مرة لأخرج منها بذاكرة ممتلئة أو بجرح استثنائي التفاصيل، كحوار نمارسه عن غير قصد، كقهوة نرتشفها عن غير وقت. كثيرا ما أجدني مبهورة أمام المدن الكبيرة والصغيرة، أدخلها كمن يدخل إلى ذاكرة غيره، كمن يطرق بابا يعرف حدود الأمكنة فيه. كنت أجدني دائما قبالة المدن أنظر إلى التاريخ فيها، مأخوذة بصمتها العلني، وبأحزان مرت هــا هنا على أرصفة البكاء، قبالة موانئ تنظر إلى الغياب بعيون لا يأكلها السأم، ولعلي كثيرا ما أقرأ بعض ما يبهرني على الجدران. كنت أكتشف دهشتي (…)
-
بيروت بيروت
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: عود الند: مختاراتتناولت جواز سفري من ضابط الجوازات الملول، ودسسته في الحقيبة المدلاة من كتفي. ثم حملت حقيبة السفر في يدي اليمنى، وكيس السوق الحرة في اليسرى، وعبرت حاجز الجوازات إلى صالة المطار الصغيرة، دون أن يحفل أحد بتفتيشي ولو من باب الحماية الجمركية.
مضيت إلى نافذة البنك، فاستبدلت خمسين دولارا بسعر أربع ليرات للدولار الواحد. واتجهت إلى الباب الخارجي للمطار، فبلغته بعد خطوات معدودة. كان ثمة صف من سيارات الأجرة، خارج الباب مباشرة، يشرف عليها شرطي يحمل دفترا. ولمحت السعودي بجوار إحداها، وسمعته يطلب من (…)