تناولت جواز سفري من ضابط الجوازات الملول، ودسسته في الحقيبة المدلاة من كتفي. ثم حملت حقيبة السفر في يدي اليمنى، وكيس السوق الحرة في اليسرى، وعبرت حاجز الجوازات إلى صالة المطار الصغيرة، دون أن يحفل أحد بتفتيشي ولو من باب الحماية الجمركية.
مضيت إلى نافذة البنك، فاستبدلت خمسين دولارا بسعر أربع ليرات للدولار الواحد. واتجهت إلى الباب الخارجي للمطار، فبلغته بعد خطوات معدودة. كان ثمة صف من سيارات الأجرة، خارج الباب مباشرة، يشرف عليها شرطي يحمل دفترا. ولمحت السعودي بجوار إحداها، وسمعته يطلب من (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
بيروت بيروت
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: عود الند: مختارات -
أم ســــــــــعــد
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتكانت أم سعد قد وصلت، نازلة، إلى الطابق الثالث لاهثة وراء الماء ورغوة الصابون، وبرد الشتاء يقرص قدميها الحافيتين. بلحم كفيها المضرجتين بآثار أحذية الصاعدين والهابطين كانت تفرك الأرض الرخامية وسط ليل الناس النائمين عميقا في دفء غرفهم المترامية وراء الأبواب المغلقة. وفجأة أحست بامرأة تقف وراءها، مكتفة ذراعيها على صدرها، ناظرة إليها بإمعان كأنها تنتظرها منذ دهر. وحين التقت نظراتهما، قالت لها المرأة:
"يعطيكي العافية."
"الله يعافيكي يختي."
انتصبت أم سعد بقامتها العالية، شادة ظهرها إلى الوراء (…) -
مرافئ السراب (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) الفصل الأخير من رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى نشرت في الأعداد 14 و 23 و 33 و 34 و 35. . التجريب الجسدي بحثا عن الحب، هل يقود إلى الفشل، وفقدان القدرة على معرفة الآخر؟ هل التناغم الروحي مقدمة للانسجام الجسدي؟ وكيف يمكن عبور الخط الرفيع بين الجسد والروح؟
في حانة نائية في مدينة بوشكين، كان المطر ينهمر وهما يحتسيان الفودكا. غاصت إيلينا ماروزفا في صمت عميق تطارد ذكريات غاربة. انتشلت خيالها من التهويم، ثم قالت بصوت خافت:
"أحترم الإنسان والحياة، وأريد العيش كما أريد."
"الكلُّ لا يريد (…) -
مقتطف من رواية السقوط في الشمس
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: سناء شعلانالجو يغطُّ في آخر مداعبات الخريف، السماء تتهيأ باستحياء لولادة شآبيبها المنتظرة، ها هو القطار يتوقّف عن إصدار صفيره المحموم، يتوقف في مكانه المرسوم له بالقضبان الحديدية. من الشبّاك الذي يجاور الشاب الحليق الذي يجلس إلى جانبي أتابع حركات الركاب المتجهين جميعاً نحو البوابات، البعض يشقّ طريقه سريعاً بين الجموع، البعض يتوقف، يحرك رأسه يميناً وشمالاً بحثاً عن صديق أو قريب في انتظاره، وآخرون يتجهون سريعاً نحو أقرب حافلة أو سيارة أجرة، يستقلونها مبتعدين عن المكان.
أصبح القطار شبه فارغ، أسرع إلى (…) -
مرافئ السراب (*)
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد أربعة فصول من رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى فصلين آخرين نشرا في العددين 14 و 23. . كانت رائحة أشجار الأكاسيا تعطِّر المروج. ساشا وناتاشا يتهامسان وسط الخضرة اليانعة، بعد انقضاء أيام الشتاء الطويلة، وحلول الربيع. عاشا في شقتين متجاورتين. ترافقا منذ الطفولة إلى الروضة، ثم إلى المدرسة، وسط مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا السوفيتية. تجولا يترنمان بأغنية شجية. تحت الظلال الندية، احتضن كفها الصغيرة. برفق ضغط عليها بأنامله. صمت كأنَّما يستجمع (…)
-
مختارات: مقتطف من رواية
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: تسنيم الحبيبأدناه مقتطف من رواية عنوانها "إشراق" للروائية الكويتية تسنيم الحبيب. الرواية نشرت ضمن مجموعة قصصية عنوانها "بوح الندى". الناشر: دار الفراشة، الكويت، 2014.
تحكي صافية
أنا امرأة سيئة؛ أكره أولادي؛ أمقتهم؛ أراهم أغلالا تسحبني لمنصة الجلاد. ثلاثة شياطين وُجدوا لعذاب يمتد ولا ينتهي. لم تدم أمومتي لأي منهم أكثر من عامين، بعدها تتجلى فيهم حقائقهم وتَرُجني في منخل الحسرة فيساقط أملي كله ذبيحا.
يقضون يومهم بعيدا عني، يجتمعون لقتل حيوان صغير خائف أو تحطيم سلعة جار، أو اصطياد فرحة طفل مختلف عنهم، (…) -
مقتطف من رواية عفان بن نومان
1 كانون الأول (ديسمبر) 2017, ::::: نازك ضمرةالنص أدناه مقتطف من مخطوطة رواية للكاتب
كان تواجد الخال جسّار الكفيف وجلوسه قرب كتّاب الشيخ حامد لتعلم القرآن، وبعض الحِكَم بصياغة شعرية، أو الأحاديث النبوية، عبر إصغائه وانتباهه لقراءة الطلاب الجالسين على الأرض أو الحصير، يتدارسون القراءة والكتابة وقراءة القرآن مع شيخهم حامد.
عندما كان يموت شخص من القرية، كانوا يطلبون من معلم القرية قراءة القرآن قرب جثة الميت أو عند القبر، فيطلب الشيخ حامد الكفيف جسار كي يرافقه، أو يفعلانها نصف ساعة يوميا خلال الأيام الثلاثة الأولى، أو سبعة أيام بعد دفن (…) -
مرافئ السراب (*)
1 آذار (مارس) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد فصول رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى ثلاثة فصول نشرتا في الأعداد 14 و 23 و 33. . اتاشا تومانوفا
شمس آفلة
صهيل جريح
طفل يحبو
فوق بساط الريح.
وحينما تعرّتْ الأشجارُ
من مواسم اللقاح
استقرّ في حشاشة الندى
أحلامُ طفلة
ضفافُ وردة
دوّخها الأريج
بدّدها النواح.
وفي الطريق
على حافة الاحتمال
وفوق ذرى النشيد
أدركهم الوقتُ
والنداء
لا رؤيا
ولا سفوح للبريق.
طارق عبد المجيد على قوس الأمنيات يلاحقه طيف عنيد. (…) -
ذاكرة الجسد
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتوبدأت أشعر بالندم. فأنا رغم كل شيء لا أريد أن أكره زياد اليوم. لا أستطيع ذلك. لقد منحه الموت حصانة ضد كراهيتي وغيرتي. وهأ أنا صغير أمامه وأمام موته. ها أنا لا أملك شيئا لادانته، سوى كلماته القابلة لأكثر من تأويل، فلماذا أصر على تأويلها الأسوأ؟
لماذ أطارده بكل هذه الشبهات، وأنا أدري أنه شاعر يحترف الاغتصاب اللغوي، نكاية في العالم الذي لم يخلق على قياسه، بل ربما خلق على حسابه؟ فهل أطلق النار عليه بتهمة الكلمات؟ لقد ولد هكذا واقفا. ولا قدر له سوى قدر الأشجار، فهل أحاسبه حتى على طريقة موته، (…) -
الرحيل
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتقام الحاج وتغيب لحظات، ثم عاد حاملا منديلا مصرورا وضعه أمامهم. فتحه وأمسك بخمس زجاجات صغيرة بها سائل رائق شفاف. قال: هذه من ماء زمزم، وتلك،" أشار إلى أخرى السائل فيها أقل شفافية ويميل إلى الاصفرار، "تلك بها عطور من زهور رشيد." وهذه الخواتم والمسابح من الحجاز، أما تلك فمن مصر. وهذا اللوح الصغير من خشب الزيتون، اشتريته من القدس. تذكارات صغيرة. تفضلوا ليأخذ كل ما يشاء."
أربعة اختاروا ماء زمزم، وواحد أخذ مسبحة، والآخر خاتما فضيا. أما علي فمد يده إلى اللوح الخشبي الصغير، وسأل الحاج على استحياء: (…)