تناولت جواز سفري من ضابط الجوازات الملول، ودسسته في الحقيبة المدلاة من كتفي. ثم حملت حقيبة السفر في يدي اليمنى، وكيس السوق الحرة في اليسرى، وعبرت حاجز الجوازات إلى صالة المطار الصغيرة، دون أن يحفل أحد بتفتيشي ولو من باب الحماية الجمركية.
مضيت إلى نافذة البنك، فاستبدلت خمسين دولارا بسعر أربع ليرات للدولار الواحد. واتجهت إلى الباب الخارجي للمطار، فبلغته بعد خطوات معدودة. كان ثمة صف من سيارات الأجرة، خارج الباب مباشرة، يشرف عليها شرطي يحمل دفترا. ولمحت السعودي بجوار إحداها، وسمعته يطلب من (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
بيروت بيروت
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: عود الند: مختارات -
رواية عفان بن نومان: مقتطف
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: نازك ضمرةأدناه مقتطف من رواية لم تنشر بعد عنوانها "عفان بن نومان".
برغم وجود عفان أسيرا، إلا أنه حكم عليه بالعمل في معسكر حصين قرب اللد خلال سجنه سنتين. لم ينس سلوم يوما قسوة التعذيب الذي عاناه على اجدي محققي الاستخبارات العسكرية، والعسكري البولوني، والعسكري الفرنسي، والعسكري البريطاني، في الوحدة التي ألقت القبض عليه في أرض أجداده.
يسأله المجند الإسرائيلي الفلسطيني عن اسمه، بلهجة عربية فلسطينية لكن بلكنة خواجاتية.
= "اسمي سلوم. سلوم يا خواجه، سلوم".
انتهره المجند البولوني الأصل هازئا: "شلوم؟ (…) -
مختارات: مقتطف من رواية
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: تسنيم الحبيبأدناه مقتطف من رواية عنوانها "إشراق" للروائية الكويتية تسنيم الحبيب. الرواية نشرت ضمن مجموعة قصصية عنوانها "بوح الندى". الناشر: دار الفراشة، الكويت، 2014.
تحكي صافية
أنا امرأة سيئة؛ أكره أولادي؛ أمقتهم؛ أراهم أغلالا تسحبني لمنصة الجلاد. ثلاثة شياطين وُجدوا لعذاب يمتد ولا ينتهي. لم تدم أمومتي لأي منهم أكثر من عامين، بعدها تتجلى فيهم حقائقهم وتَرُجني في منخل الحسرة فيساقط أملي كله ذبيحا.
يقضون يومهم بعيدا عني، يجتمعون لقتل حيوان صغير خائف أو تحطيم سلعة جار، أو اصطياد فرحة طفل مختلف عنهم، (…) -
تلك المدينة-الذاكرة-اللغة
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: ياسمينة صالحلطالما كنت مشدودة إلى المدن التي أدخلها أول مرة لأخرج منها بذاكرة ممتلئة أو بجرح استثنائي التفاصيل، كحوار نمارسه عن غير قصد، كقهوة نرتشفها عن غير وقت. كثيرا ما أجدني مبهورة أمام المدن الكبيرة والصغيرة، أدخلها كمن يدخل إلى ذاكرة غيره، كمن يطرق بابا يعرف حدود الأمكنة فيه. كنت أجدني دائما قبالة المدن أنظر إلى التاريخ فيها، مأخوذة بصمتها العلني، وبأحزان مرت هــا هنا على أرصفة البكاء، قبالة موانئ تنظر إلى الغياب بعيون لا يأكلها السأم، ولعلي كثيرا ما أقرأ بعض ما يبهرني على الجدران. كنت أكتشف دهشتي (…)
-
مرافئ السراب
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: عباس علي عبودوحدكَ في مضمارِ النجاة
الزوارقُ احترقتْ
والنشيدُ يغوصُ عميقا
في أوديةِ الاحتمالْ
ها أنتَ ترتدُّ إلى وكرِ التوقعِ
والواقعة
ثمَّة رنين حامض
أنينُ الأوتارِ
والمنصتونَ في البعيد
طارق عبد المجيد غادر البلدة على إيقاع نحيب وجداني مفزع، وكأنه الوداع الأخير. قبل أنْ يصعد إلى السيارة، أرسل بصره إلى السماء، ثم ارتدَّ إلى البيوت، التي بدت له بلا ملامح، كأنها وُجدتْ كلمح البصر، ثم انبهمت في طيات الخيال. وكأنه يغادرها بعد زيارة خاطفة؛ دندنت خواطره بلحن حزين:
حسرة سنيني الراحتْ
ما (…) -
مختارات: مقتطف من رواية الصندوق الأسود
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: عود الند: مختاراتأدناه مقتطف من راوية "الصندوق الأسود" للروائية العراقية كُلیزار أنور. الناشر: المؤسسة العربية للدراسات (2010).
ست عشرة امرأة متفاوتات الأعمار. سوریات وعراقیات. مخطوفات النظرة، والخوف من أن تفشل العملیة. جاءوا بقلوب ملؤھا الرجاء في أن تتكور بطونھن حالمات بشيء یكبر بین أحشائھن. ویبقى الأمل قارة نتمنى أن تطأھا أقدامنا.
ست عشرة امرأة توزعن بین غرف المشفى الأنیق. في صالتنا ثمانیة أسرّة، على كل سریر تقطن حكایة امرأة كل حلمھا أن تكون أُما ذات یوم، فیھنّ من تزوجنّ قبل خمسة عشر عاما أو أكثر أو (…) -
الحرب في بر مصر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتفجأة التفت إلي الفلاح وسألني:
"ذاهبون لمن في البلدة؟"
ذكرت اسم والد الشهيد المدون في الأوراق معي. وكان الاسم قد علق بذهني من كثرة إخراجي للورقة وقراءتها. قال الرجل:
"إنه العمدة وهو موجود."
ولأن السائق يصر على المشاركة في كل الأحاديث، أشار إلى صندوق السيارة وقال للفلاح:
"البقية في حياتكم."
خبط الرجل صدره بفزع:
"بعد الشر. من؟"
"ابن العمدة."
"لم يكن للعمدة أبناء يعالجون في البنادر. أم هو حادث؟"
صاح فيه السائق بغضب:
"أي حادث؟ إنه شهيد."
تساءل الفلاح: "في الحرب؟"
"الحمد (…) -
مختارات: نجران تحت الصفر
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: عود الند: التحريرأدناه مقطع من رواية "نجران تحت الصفر" للروائي الفلسطيني، يحيى يخلف. الناشر: دار الآداب، بيروت (1988). المقتطف من الطبعة الرابعة، ص ص 13-17.
العسس يذرعون الشارع ويتبخترون أمام عربات الباعة. محلات عديدة مغلقة، وثمة عمال من البلدية يشعلون الفوانيس المعلقة عند المنعطفات. أولاد الحصري أغلقوا مطعهم، والمستر يشتري رز أبو بنادق من دكان الغامدي، والمطاوعة الذين خرجوا من صلاة العشاء يقضمون أطراف المساويك بأسنانهم، ورأفت العدني، بائع الفلافل، أطفأ البريموس وجلس أمام دكانه مطرقا بلا حراك.
وثمة رائحة (…) -
الرحيل
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتقام الحاج وتغيب لحظات، ثم عاد حاملا منديلا مصرورا وضعه أمامهم. فتحه وأمسك بخمس زجاجات صغيرة بها سائل رائق شفاف. قال: هذه من ماء زمزم، وتلك،" أشار إلى أخرى السائل فيها أقل شفافية ويميل إلى الاصفرار، "تلك بها عطور من زهور رشيد." وهذه الخواتم والمسابح من الحجاز، أما تلك فمن مصر. وهذا اللوح الصغير من خشب الزيتون، اشتريته من القدس. تذكارات صغيرة. تفضلوا ليأخذ كل ما يشاء."
أربعة اختاروا ماء زمزم، وواحد أخذ مسبحة، والآخر خاتما فضيا. أما علي فمد يده إلى اللوح الخشبي الصغير، وسأل الحاج على استحياء: (…) -
مرافئ السراب (*)
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد أربعة فصول من رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى فصلين آخرين نشرا في العددين 14 و 23. . كانت رائحة أشجار الأكاسيا تعطِّر المروج. ساشا وناتاشا يتهامسان وسط الخضرة اليانعة، بعد انقضاء أيام الشتاء الطويلة، وحلول الربيع. عاشا في شقتين متجاورتين. ترافقا منذ الطفولة إلى الروضة، ثم إلى المدرسة، وسط مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا السوفيتية. تجولا يترنمان بأغنية شجية. تحت الظلال الندية، احتضن كفها الصغيرة. برفق ضغط عليها بأنامله. صمت كأنَّما يستجمع (…)