أفاق. تقوس ظهره على ساق شجرة النيم. تحت قدميه تراب مبلول. لا يدري كم أغفى، ساعات أم لحظات. احتدمت بدماغه هواجس النجيع. لم يقبض على جمر اللحظات، ولم يهرب منها، والنهر يولد في الأدغال، يطلب الشمال. كانت شمس الضحى ساطعة. لبرهة أسند كفه على الساق، نهض مهمهما. مشى من درب إلى آخر حتَّى شارف العشش، بيوت الطين المبثوثة في فوضى، كأنها بُنِيَتْ على عجل قبل أن تغتالها يد الإنسان.
تذكَّر منزل خميس أبو مريومة والثعابين المرسومة على جداره الأبيض. خلاوي القرآن عند الطرف الشمالي، والرجل الذي قتل بسيفه (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
طقوس الرحيل (*)
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: عباس علي عبود -
مختارات: مقتطف من رواية
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: معتصم عثمان دياب: مقتطفأدناه مقتطف من مخطوطة رواية عنوانها "شهقة"
لم يغمض لنفيسة جفن. حملت هموم الدنيا كلها حتى جافى النوم عينيها، تفكر في مصير وحيدتها عندما يعود والدها، فهي لا تستبعد أن يعلم بما فعلت من ذهاب في المقام الأول، ثم الرقص وسط جمهرة من النساء والرجال. يا إلهي، هذا ما كانت تخشاه، فماذا تفعل؟ فهل يا ترى تستطيع أن تقف في وجهه دفاعا عنها؟ وهل ما قامت به وحيدتها صواب، أفرحت ذاتها وأفرغتها من كبتها؟ أم إنها اقترفت ذنبا لا يضاهيه ذنب يوجب العقاب؟
ظلت تفكر وتفكر؛ تضع الأعذار تارة، وتارة تجد في صنيعها (…) -
مصرع ألماس
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتكان ألماس بعبع الطفولة، وكنا نهدد به، نحن أطفال حي العقيبة بدمشق، على مدار سنوات طويلة من طفولتنا. وكان لفرط خوفنا منه يبدو لنا عملاقا يطال النجوم، ويأكل في الوجبة الواحدة جملا، وفي أبسط الأحوال خروفا محشيا. وكنا نتمنى أن نصبح مثله عندما نكبر، يخافنا الناس، ونضع في أوساطنا، مثله، خنجرا ومسدسا، ونعبر المقبرة في الليل من دون أن يصيبنا الهلع.
وكنت أنا بشكل خاص مولعا به، رغم خوفي الدائم منه، إذ كان بيتنا ملاصقا للمقبرة، ولغرفة نومنا نافذة تطل مباشرة على ساحتها. وما أن يحين الليل، حتى ترخي أمي (…) -
لبنى تدخل موسوعة غينيس
1 كانون الثاني (يناير) 2008, ::::: نذير جعفربطلبه يدي من أخي، قلب فاضل السرحان حياتي، بالأحرى لم يقلبها بل أعطاها معنى جديـدا، ووشّاها بغلالة من الأمل والغموض الساحر. أي مجنون جميل هذا الفاضل حتى يخطر له أن يخطبني ونحن في قلب الخطر وليس على حافته، وتفصلنا جدران وجدران وربما سنوات من الانتظار! راقت لي الفكرة، وداعبت مشاعري الدفينة التي كتمتها طويلا نحـوه. كنت أحبه لكني لم أفصح يوما عن هذا الحب كما أرغب الآن، أريد أن أصعد إلى أعلى قمة في العالم وأصرخ أصرخ حتى يسمع الكون كله بأني أحبّه، أحبه وله وحده أنذر هذا الجسد، الذي لن يكون فيه موضع (…)
-
مرايا الداخل
1 آب (أغسطس) 2006, ::::: رانيا مأمونوها أنا أفعلها الآن وأكتب لك، دون تخطيط، أو نية مسبقة، ودون دراية كاملة بما سأكتبه. وجدتني أبدأ في الكتابة — محبوبتك وصوتك المقروء. أحاول بها ومن خلالها أن أتمرأى في مرايا نفسي. أنظرها، وأعيد النظر إليها، ليس بحثاً عما سقط سهواً مني، إنما محاولة للتجديد. كل شيء يحتاج إلى تجديد حتى الإيمان في قلوب الخلق، وأنا الآن أريد أن أجدد نفسي، ليس بنفضك عنها؛ إنما بوسمك فيها أعمق.
أحتاجُ إليك. وأريدُ أن أحادثك. أشتاقُ إليك. وأرغبُ في رؤيتك. أهفو إليك. وأتمني أن تسبقني روحي إلى قبرك، فكم من السنين (…) -
مرافئ السراب (*)
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد فصول رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى فصول أخرى نشرت في الأعداد 14 و 23 و 33 و 34. . هل كان صدرُك حامضا
ويداك أشرعةُ الرحيل؟
جسدان في أوج الصهيل
جسدُ القصيدة والمطر
بين قمع الجسد في الشرق وامتهانه في الغرب، تضيع ملامح الحرية، ومشروعيتها. حضارة الآلة تستبيح الجسد؛ تهندس المدن والأفكار لصالح السوق. بينما يعمل أساطين الظلام في الشرق، على إقصاء الجسد، كمقدمة لمصادرة العقل؛ والعودة إلى أقبية التاريخ. وبين القمع والامتهان، يضيع حق (…) -
لم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
1 آذار (مارس) 2023, ::::: عود الند: مختاراتلم نعد جواري لكم: الجوهري والهامشي
رواية أولى وبداية، حاولت سحر [خليفة] فيها أن تبني إشكالية محدودة تتضمن جملة مستويات بسيطة. والإشكالية هي: وضع المرأة الباحثة عن تحررها، والقيود الاجتماعية التي تكبح هذا التحرر، وتدفع بالمرأة إلى مأساتها "الخاصة".
منذ السطور الأولى، نكتشف ضيق الإشكالية، أو نتعرف على الوعي المحدود الذي يطرحها: تبحث المرأة عن تحررها بمعزل عن مجتمع يرزح تحت الاحتلال من ناحية، ويحمل تراثا تاريخيا يحكم وعي المرأة والرجل من ناحية ثانية. وعندما تنسى المرأة الباحثة عن تحررها (…)