ذاكرة عطر
حين أهم باحتضان ذاكرتي، أفرغ محتوياتها وأفردها كما تفرد الملابس الباريسيّة غالية الثمن. أقلبها، أعطرّها، أشمها وأتناولها قطعة بعد أخرى، لأرتديها وأغفو تحت دثار ليليّ توّشمه نجوم وترّصعه أقمار، لأعيشها حلما تلو آخر، كسجين حلمه الخلاص، وجائع حلمه رغيف خبز، وعاقر حلمها طفل جميل. أنا احلم أن أحتضن ظلك وأعاقر خمرة اللقاء، وليشتعل الجسد عطرا كحريق يستعر في قارورة عطر، وكحلم نام واستيقظ على حلم.
قراءة بأنامل القلب
حين تقرأ كل ما همسته وباحت به أوراقي، لن ترى حروفا رصّت على ورق، بل (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
ذاكرة عطر ونصان آخران
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: هدى الكناني -
أدخنة متصاعدة
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: الهادي علي راضيرحيق الأدخنة
وإذ رأيته -صباحا- بجانب السور المتهالك متكئا، شاخصا نحو اللاشيء، باسما بلا معنى، أدركت تماما أنه قد أعلن انفصاله عن، وأنه الآن يتسكع في حواري بلدة شوارعها من زجاج، وماءها حليب، نساءها عاريات إلا من قبعة صغيرة– بيضاء– تغطي أحد النهدين، رجالها طوال، ضخام، يرتدون السواد من قمة الرأس حتى أخمص القدمين، يطاردون النساء العاريات، يطاردهم شرطي يحمل هراوة.
دخان الحشيش
حين مدّها إلي مشتعلة، يحفها الجنون، ويختبئ في جوفها المفتت بذور الانفصال والشرود، قال إنها أتت من الغرب -والغرب (…) -
وصية ونصوص أخرى
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: نورة صلاحمربع ودائرة
كتب لها رسالة يقول فيها:
في دائرتنا التي رسمناها بالأمس وقفنا بالمنتصف، نقيس الدوران والتعب الذي عشناه بالحياة، إننا بحاجة لانفتاح وتوسيع الدائرة أكثر، حتى لا تضيق علينا وتخنقنا. لندفع محيطها للخارج حتى تتسع أكثر فأكثر.
هي استلمت رسالته بمغلف "مربع"، كلاهما يتسع بشكل مختلف دون أن يدري.
غيمة
فقيرٌ ألهمه حلمه أن يفطر غيمة، استعد لوجبته الصباحية وكلما هم بالتهام واحدة فاجأته شمس عنيفة من خلفها.
وصية 1
ترك لها وصية على باب بيتها؛ لا تقطعي شجرة الشوق بيننا، وإن فعلت (…) -
نصوص قصيرة
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: أمين دراوشةطواغيت وحلم
=1=
قال لها: إنهم ينهشون اللحم، ويهرسون العظم، ويلتهمون الحلم، ويأكلون التراث بشراهة، وبعد أن تخرب وتنهار وتتهدم المدينة يخرجون بوقاحة منقطعة النظير على الإعلام ليحدثونا عن بطولاتهم، وتفانيهم في خدمة الشعب المتخلف، ويعبرون عن حزنهم بما حدث للمدينة الجميلة، وفقدانهم الأمل في إمكانية نجاحها في ظل شعب عبيد وغبي.
=2=
وأضاف: يتهافتون ويتساقطون ويهربون، والبعض ما زال يمسك بأطراف السلطة بعد أن آمن بأنه سيكون المنقذ، ولكن متى يكون الجشع الطماع، والأناني الانتهازي، والعاجز العقيم (…) -
بين الممكن والمستحيل
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: نورة صلاحممكن ومستحيل
أكتب فأصنع قدرا غير ذلك المتربع على جبهتي، أهرب حيث أبتدع الأكاذيب.
ما المسلمات؟ ما الحقائق؟ كل ما بيدي أحلامٌ جميلة، وخيباتٌ طويلة، أكتب لأحترق وأذوب وأنصهر برحم الخطيئة، أدوس التاريخ الذي كتبوه، أرمي المستقبل الذي رسموه، فكل ما بيدي حبر، وورق، وسراب.
أهرب، أفلت خصلات شعري على جسد البلد، أسير على أرصفة من العثرات، أسافر مع أوراق التين. أشبك يدي بالشوك، وعيون تباغتها أسنان الخوف. أقبل الموت، فيدفعني لأعيش حيث لا أعيش ولا أموت.
أتواطأ مع جسدي، وأمسك ممحاة أمحو ما كتب على (…) -
فاكهة فلسطينية
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: أمين دراوشة=1= البرتقال: غسان كنفاني
عندما اعتمر "قبعة النبي" دق الخزان، ونجح في إقامة "جسر إلى الأبد" ودخل عبر "الباب" المؤدي إلى حبيبته حيفا. من خلاله استطاع حتى "الأعمى والأطرش" اكتشاف لذة الحقيقة المرة، حقيقة أنه "عالم ليس لنا"، وعرف بعد صراع مرير وسؤال محير وغريب "ما تبقى لنا"، أن "برقوق نيسان" لا يصمد أمام "رجال في الشمس" يطاردون الماء في الصحراء.
إذن لا معنى لنسف جسد لميس الطري، معشوقته وسلوته الوحيدة، ذات الرداء الأحمر، وهي تجلس في حضنه، ينتظرا العودة لـ"أرض البرتقال الحزين"...
أليس من (…) -
لماذا الانسحاب؟
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: غادة المعايطةقرارك بأن تكتب لي هو الشجاعة بعينها. أحيانا تعجز الكلمة عن البوح فتتكئ على قلم وتلد أحلى الكلمات. لم تخطيء عندما اتخذت القرار ووضعت النقاط على حروف كنت قد شيدتها ملاذا هانئا أستكين به فيما تبقى من مسير. أعجب عن بحثك الدؤوب عن لمحة ضعف (كما ذكرت) في كياني، وهل أنا إلا بشر مجبول بنقائص حتمية لا يد لي بها سوى أنها سمة تتصف بها مخلوقات الله؟ هل ارتكبت إثما ما، عندما (ارتقيت عن الشكليات الأنثوية)، وتجردت من كينونتي كأنثى لأصعد نحو المطلق العاقل الرزين؟ اعتب على نفسي التواقة دوما لما وراء المحسوس، (…)
-
ثلاثة نصوص قصيرة
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: جعفر أمانالعاشق
لم يشفع حبه الطاهر لها، في الاقتران بها. وعجز —برغم تكرار المحاولة— عن كسر طوق الرفض الذي يمارسه أهلها. لم ييأس. لم يفقد الأمل، حتى هُد المعبد عليه بعقد قرانها على غيره. هُنا يمّم وجهه صوب الملعب الترابي القريب من داره. خطواته متعثرة. عيناه زائغتان. ألهبت حرارة العشق عقله. وقف في منتصف ذلك الملعب. نظر إلى منزل محبوبته. سكب البنزين على جسده. أشعل عود الثقاب. وأحرق جسده.
سر الدمعة
تملك شعور غامض، متناقض، حياتها. قطع الأرق وعداً على نفسه ألا يفارقها. أحال حياتها إلى قطار سريع متعدد (…) -
الصندوق ونصان آخران
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: إيمان يونسفستان
كلما أقترب موعد عرض الأزياء كلما ازدادت توترا وحيرة. ماذا ستقدم مختلفا وجديدا عن كل بيوت الأزياء المشاركة؟ البعض منها عالمية وهي ما زالت تتحسس طريقها في عالم الأزياء والموضة. إنها المرة الأولى التي ستشارك في هذا الحدث، ولا بد أن تكون بداية موفقة وقوية وإلا كتبت بنفسها كلمة النهاية.
وصلت الليل بالنهار لأيامٍ وليالٍ عديدة لتتابع ما تعرضه قنوات الموضة، ولم تغفل المواقع الإلكترونية فالأحدث دائما بها رغم ندرته، حتى أُصيبت بالإرهاق الشديد، وأُجبرت على أخد قسط من الراحة. أسلمت جسدها (…) -
خيبة ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: نورة صلاحما بين الخذلان والخيبة نكتب ألما وذكرى وأشياء أخرى ما كانت بالحسبان.
خيبة (1)
عصفورٌ ملون، منحته السماء متسعاً للطيران، مد جناحيه بالأفق وطار، علا وهبط للنهر يغرف شربة ماء، سحرته الغابة، وشلالات الماء المنهمرة، شاهد قفصاً يسجن عصفورا، نزل يواسيه بتغريد جميل، غردا معاً، حلما بالطيران معاً، تنازل الأول عن حريته، ليهب الأخر حرية التحليق والانسجام، خرج العصفور الأول منطلقاً للحياة، طار وطار، فسحة الكون أرسلته بعيداً، مات من وهب الحرية داخل القفص، وذاك لم ينظر خلفه حتى لا يرتجف قلبه من (…)