قرارك بأن تكتب لي هو الشجاعة بعينها. أحيانا تعجز الكلمة عن البوح فتتكئ على قلم وتلد أحلى الكلمات. لم تخطيء عندما اتخذت القرار ووضعت النقاط على حروف كنت قد شيدتها ملاذا هانئا أستكين به فيما تبقى من مسير. أعجب عن بحثك الدؤوب عن لمحة ضعف (كما ذكرت) في كياني، وهل أنا إلا بشر مجبول بنقائص حتمية لا يد لي بها سوى أنها سمة تتصف بها مخلوقات الله؟ هل ارتكبت إثما ما، عندما (ارتقيت عن الشكليات الأنثوية)، وتجردت من كينونتي كأنثى لأصعد نحو المطلق العاقل الرزين؟ اعتب على نفسي التواقة دوما لما وراء المحسوس، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
لماذا الانسحاب؟
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: غادة المعايطة -
مذاق خاص
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: عادل جودهوفي الصّباح سألتها: "أسعيدة أنت حبيبتي؟"
رفعت رأسها قليلا. نظرت إليّ، فإذا بحياء الدّنيا يكسو وجنتيها. بدت عليها رغبة الهمس، لكنّها لم تستطع، فراحت بنظراتها تراقب أناملها الرّقيقة وهي تداعب بعضها بعضا، ثمّ ألهبتني بنظرة أخرى ثمّ سكتت.
فابتسمت. ومع آخر رشفة قلت: "أتدرين حبيبتي: لقهوتنا اليوم مذاق خاص. لم برأيك؟ ألأنّني أعددتها بنفسي؟"
استجمعت قواها وغمرتني بإشراقة جبينها وهي تقول:
"لا حبيبي، بل لأنّها جمعتنا في مكاننا الخاص؛ حيث النّظرة تهامس النّظرة، والبسمة تداعب البسمة."
ثمّ (…) -
أعمار: نصوص قصيرة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: نورة صلاح=1= عمر البراعم
هاتِ ألعابك واتبعيني، نبني من الليغو ممراً للأحلام، نمضي بقية حياتنا في التدرب على المشي أو الطيران، هاتِ ساعاتك البلاستكية الجميلة ونظاراتك وجميع إكسسوارات أنوثتك، هاتِ ورودك، وعطرك وجميع شالاتك الربيعية الألوان، نصنع منها منطادا نعبر فيه جميع القارات، هاتِ دفاتر مذكراتك، والكثير من أقلامك، وكل أوراقك المخبأة بالأدراج، هاتِ صور طفولتك وصباك، نبني منها بيتاً نلملمه وقت نشاء ونمضي.
=2= عمر النعومة
أحب مصادقة عصفور، أو نحلة تمتص رحيق الزهور، وأستمتع بالتواصل مع حركة نملة (…) -
نصان: صلاة + مقتطفات من أنفاس مخيم ما
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: صالحة رحوتيصـــلاة
الحذاء ينفث أنفاسه. عَطَن يتلمس فتحات الأنف. والعينان مغمضتان ترومان بعض وميض في الحلكة، أو حتى ما قد ينسي ذات سواد عم.
ذكر، والأدعية تنساب من غور متآكل. قطرات تتشربها أحجار بلاط المسجد، استسلمت منذ زمن ولى وتجتر وجبات الأحزان. ما كانت لتستبدل طهر الأقدام متوضئة، لكن...
زفرات منها حرى تلك الساجدة والحذاء يلكز منها الجبهة، يذكرها به هو الواقف في عنف، هو من استُفِزَّ حتى بدموع منها، فما عاد يقبل هو ذاك الأقوى حتى أن يراها تلك الدموع تغسل أدران القهر.
استمرأه هو ذاك الذل، يراه (…) -
فاكهة فلسطينية
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: أمين دراوشة=1= البرتقال: غسان كنفاني
عندما اعتمر "قبعة النبي" دق الخزان، ونجح في إقامة "جسر إلى الأبد" ودخل عبر "الباب" المؤدي إلى حبيبته حيفا. من خلاله استطاع حتى "الأعمى والأطرش" اكتشاف لذة الحقيقة المرة، حقيقة أنه "عالم ليس لنا"، وعرف بعد صراع مرير وسؤال محير وغريب "ما تبقى لنا"، أن "برقوق نيسان" لا يصمد أمام "رجال في الشمس" يطاردون الماء في الصحراء.
إذن لا معنى لنسف جسد لميس الطري، معشوقته وسلوته الوحيدة، ذات الرداء الأحمر، وهي تجلس في حضنه، ينتظرا العودة لـ"أرض البرتقال الحزين"...
أليس من (…) -
غرق سعيد ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: فريال مقلاليغرق سعيد
على شاطئ البحر أسير وأداعب المياه الحالمة. أجلس ولا أسبح، فدائما ما كنت أخشى السباحة، وهذا ما جعلني في كل مرة أغرق في محيط من الأفكار المتناقضة، التي تنقلني من أقصى الحزن إلى أقصى السعادة، تأخذني وترجع بي، لأجد نفسي فجأة خالية الفكر إلا من شيء واحد: فكرة الغرق السعيد.
بصمة لقاء
يوم جئت تستلم جواز سفرك، وجدتني في الجهة المقابلة أنتظر بدوري استلام بطاقة هويتي وسط طابور عريض يوحي بالانتظار الطويل والسأم.
ولأن الانتظار هو أكثر شيء يزعجني في الحياة فقد بدأت أتمتم بكلمات غريبة لم (…) -
نصان: العقد + الخريف النهم
1 آذار (مارس) 2009, ::::: ظلال عدنانالعقد
"إنه عقدتي وحرزي،" قالها وقد ترقرقت دمعات في عينين أضناهما طول بحث عما وراء الأكمات. زفرات توالت وهو يتحسس حبيبات عقده:
"أرتاح له، أشعر بالسكينة معه حينما يطوق عنقي."
لحظات صمت وخيالات ورؤى تراقصت أمامه، عبثت به وبحلمه. أزاحها بحركات من يده لعلها تمحو خربشات في الذاكرة. آه من ذاكرة تلاصقك. تبعثرك. تشتتك. تنثرك! سمع صدى صوت حلمه وهي تقول له:
"أنسيتني؟ أم لعلك ستنساني يوما؟"
نبضه تعالى وهو يهمس لها: "من يخربش صورة في خياله لا توجد في كل الدنيا ممحاة تستطيع أن تمحوها. أنت حلم (…) -
ذاكرة عطر ونصان آخران
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: هدى الكنانيذاكرة عطر
حين أهم باحتضان ذاكرتي، أفرغ محتوياتها وأفردها كما تفرد الملابس الباريسيّة غالية الثمن. أقلبها، أعطرّها، أشمها وأتناولها قطعة بعد أخرى، لأرتديها وأغفو تحت دثار ليليّ توّشمه نجوم وترّصعه أقمار، لأعيشها حلما تلو آخر، كسجين حلمه الخلاص، وجائع حلمه رغيف خبز، وعاقر حلمها طفل جميل. أنا احلم أن أحتضن ظلك وأعاقر خمرة اللقاء، وليشتعل الجسد عطرا كحريق يستعر في قارورة عطر، وكحلم نام واستيقظ على حلم.
قراءة بأنامل القلب
حين تقرأ كل ما همسته وباحت به أوراقي، لن ترى حروفا رصّت على ورق، بل (…) -
انقسامات ونصوص أخرى
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: نورة صلاحشراكة 1
تعال نقتسم الثورة؛ نبذل دمائنا فيها معاً. إن جرحت أُجرح. إن مت أموت. إن كسر عظمي، كان عظمك درعا لي. أما أن يراق دمي وأنت تشربه، أن يكسر عظمي وأنت تجعله ممرك للعبور، فتباً لك وللثورة.
شراكة 2
نتقاسم الرغيف الوحيد، أعجنه من دمع عيني، يختمر من حناني، وأنضجه من حرارة قلبي، هو شهي لأنه منك ومني.
انقسام
الانقسامات في درس التفكيك والتركيب باللغة العربية تعني " إن/قسا/مات". القسوة تميت الأشياء يا سادة.
اتحاد
أنا "أفتح" قلبي كثيراً، "أحمسه" كي يثابر "ويجاهد"، ويبقى ثائراً في كل (…) -
مهاجر وقصص أخرى
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: إيمان يونسامرأة استثنائية
أثناء دراستها بقسم الهندسة المعمارية، تمردت على الأشكال النمطية، فاجمع أساتذتها على إنها كوكب قائم بذاته وتدور وحدها في مداره، استمرت على نفس المنوال في حياتها العملية فجعلت من كل تصميم تشيده بمثابة قصيدة شاهقة الطوابق قافيتها التفرد وعنوانها الإبهار حتى نالت شهرة عالمية وتقدير كرائدة في تطوير تصميمات العمارة ورغم ذلك نجاحها كان منقوصا لغياب أثرها في وطنها!
مبدعة
التقطت الومضات المُبعثرة، لملمت الشظايا المتناثرة، فرزت هذا الحطام، أعادت ترتيبه وتطريزه ببعض العبارات، (…)