قبل ظهور الإنترنت كانت الصفات التي تطلق على العاملين بالأدب والفكر، كصفة أديب أو مفكر، ليست شائعة كثيرا. وعندما تطلق صفة أديب على طه حسين، مثلا، لا يكون ذلك من باب المجاملة، فالرجل أمضى حياته في ميدان الأدب وله مؤلفات عدة.
وصفة مفكر ربما كانت أقل انتشارا من صفة أديب، ذلك لأن المفكر يتعمق في الأفكار، وينتج فكرا قد يصبح أساسا لفكر قومي أو اشتراكي أو ليبرالي، وخلاف ذلك. والمفكر يصدر كتبا ليست للاستهلاك اليومي والقراءة السريعة في الحافلة على الطريق إلى العمل.
بعد انتشار الإنترنت انتشر أيضا (…)
الغلاف > المفاتيح > افتتاحيات > قضايا عامة
قضايا عامة
المقالات
-
كلمة العدد 66: عن الأدباء والمفكرين
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: عدلي الهواري -
كلمة العدد 28: عن حب الحياة
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: عدلي الهواريمن ضمن العبارات المستوردة إلى الثقافة المعولمة في العالم العربي "حب الحياة." لكي نبرهن أننا حضاريون كالغرب نقول ونكرر ونؤكد أننا نحب الحياة. وصار حب الحياة ميزة لفئة من الناس، وعدم حب الحياة تهمة تستخدم ضد أخرى: المسلمون لا يحبون الحياة. الفلسطينيون لا يحبون الحياة. الشيعة لا يحبون الحياة. هذه الفئة أو تلك لا تحب الحياة، أما الفئة التي توجه التهمة لغيرها فهي تحب الحياة، وبالتالي هي متحضرة أكثر، ومتفوقة فكريا على تلك المتهمة بعدم حب الحياة.
غريزيا كل إنسان يحب الحياة، وقليلون هم الذين (…) -
كلمة العدد 29: عـن الـهــويــة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: عدلي الهوارييثور جدل ساخن أحيانا حول مسألة الهوية في مناطق مختلفة من العالم. وكلما ثار جدل حولها نستمع إلى أحاديث عن نسخة أصلية من الهوية، وأخرى متنافرة معها. وينطبق هذا كثيرا على المهاجرين إلى الدول الغربية. ولكنه يحدث أيضا في الدول العربية، حيث تطل مسألة الهوية برأسها من حين لآخر.
لسبب ما يبدأ الإنسان بالاهتمام بهوية معينة، ويدفعه اعتزازه بها إلى اعتبارها الأهم والأسمى في العالم. ويضيق ذرعا بأخيه الإنسان الذي يبدو متمسكا بهويته التي قد تكون مختلفة حقا أو افتراضا لا أكثر.
في كثير من الحالات لا يكون (…) -
كلمة العدد 27: عن البداوة والأعراب
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: عدلي الهواريلا أحد يختار مكان ميلاده. قد يكون مسقط الرأس بساطا في خيمة في صحراء، وقد يكون سريرا في مستشفى من فئة خمسة نجوم. ولا أحد يختار أن يكون ابنا لوالدين ثريين أو فقيرين، أميركيين أم عربيين، هنديين أم برازيليين.
ولكن عندما يشتد العود ويتكون الوعي، ننسى هذه الحقيقة، فيظن الأبيض أنه أفضل من الأسود، ويظن الغربي أنه أفضل من الشرقي، ويظن الثري أنه أفضل من الفقير، وابن الجبل يظن أنه أفضل من ابن الصحراء.
أريد أن أعلق تحديدا على اعتبار الصحراء نقيصة، والبداوة مذمة، إذ يلاحظ اعتبارهما كذلك في كثير من (…) -
كلمة العدد 113: التمسك بالمبادئ يثمر ولو بعد حين
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: عدلي الهواري. جيريمي كوربن (Jeremy Corbyn) نائب في مجلس العموم البريطاني. سطع نجمه في الآونة الأخيرة بعد فوزه بزعامة حزب العمال بحوالي ثلثي أصوات أعضاء الحزب والمؤيدين المسموح لهم بالتصويت. حكايته تستحق أن تروى لأن فيها الدليل على أن التمسك بالمبادئ ليس مضيعة للوقت، أوعديم الفائدة، وتقدم مثالا آخر على أن الإعلام يفقد تأثيره عندما يتبلور تيار جماهيري يريد شيئا مختلفا عما تردده وسائل الإعلام.
كان كوربن معروفا بأنه نائب يساري. إنجازه الأكبر كان استمراره في تمثيل دائرته الانتخابية حوالي ثلاثين سنة، ظل (…) -
كلمة العدد 93: حقوق المرأة في الغرب والشرق
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: عدلي الهواريحقوق المرأة في الغرب والشرق: قواسم مشتركة ووجوه اختلاف
لم يكن بوسع المرأة في الدول الغربية ذات يوم أن تصوت في الانتخابات. وكانت هناك حملة من النساء أدت في النهاية إلى الحصول على هذا الحق. وفي سياق العمل، كان أجر المرأة أقل من أجر الرجل رغم القيام بعمل واحد أو متشابه. وإذا لجأت المرأة إلى القضاء لكي ينصفها في حال الفصل بسبب الحمل، كان القضاة يحكمون لصالح رب العمل على أساس مقارنة وضع المرأة الحامل برجل مريض في العمل يتم الاستغناء عنه لأسباب صحية.
تغيرت قوانين العمل وغيرها مع مرور الزمن، (…) -
كلمة العدد 58: قراءة الكتب والقراءة الإلكترونية: مقارنة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: عدلي الهوارينُشرت قبل شهر تقريبا نتائجُ استطلاع أجراه مركز أبحاث تابع لياهو/مكتوب عن حال القراءة في العالم العربي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي صادف يوم 3 آذار/مارس 2011. تشير النتائج إلى أن القراءة ضعيفة في العالم العربي، وأن القراءة في الأردن ولبنان والجزائر هي الأقل في العالم العربي، وأن ثلث الشباب الذين تقل أعمارهم عن خمس وعشرين سنة لا يقرؤون كتبا إلا نادرا.
مشكلة ضعف القراءة ليست مقتصرة على العالم العربي، ولذا لم يأت استطلاع ياهو/مكتوب بحديد، فالمناسبة ابتدعت لتشجيع قراءة الكتاب. في بريطانيا، (…) -
كلمة العدد 54: عبرة من سحب جائزة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2010, ::::: عدلي الهواريخبر سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من متلقيها، الناقد الجزائري حفناوي بعلي، خبر قديم وليس موضوع هذه الكلمة. كان سيمكن المؤلف الاحتفاظ بالجائزة لو أنه أحسن توثيق الأفكار والآراء والمعلومات الواردة في الكتاب، فعندئذ لا يمكن الاعتراض على الجائزة لاختلاف الرأي على قيمة وأهمية الكتاب، فهذه مسألة يختلف الناس عليها دائما.
هناك كفاءات كثيرة في العالم العربي، وهناك قدر كبير من الإبداع، ولكن هناك مشكلة واسعة الانتشار، وهي عدم اكتراث الكتاب والكاتبات والناشرين والناشرات، والباحثين والباحثات (على (…) -
كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
1 حزيران (يونيو), ::::: عدلي الهواريهناك إصرار من دعاة ومشاريع "التنوير" في العالم العربي على إعطاء الانطباع أن الشعوب العربية تعيش في حال من الجهل الفظيع نتيجة السائد المتوارث من المعتقدات والممارسات بين المسلمين. لذا نجد أن "التنوير" صار يعني استهداف الدين برمته (الإسلام تحديدا) لأن التنويريين لا يعلنون أنهم لا دينيون. وإذا تساهل المرء فقد يقبل زعم أن الاستهداف ليس للدين ككل، بل معظم أو بعض ما هو متوارث وسائد من معتقدات لأنها في رأيهم مسؤولة عن ظواهر سلبية في المجتمع. هل هناك حقا حاجة لدعاة ومشاريع تنوير من هذا النوع؟ وهل (…)
-
كلمة العدد 85: ظاهرة اليساريين سابقا
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: عدلي الهواريانتقال الإنسان من موقع إلى آخر، وتغيير موقفه وأفكاره ليس سيئا بالضرورة، بل على العكس يمثل حالة إيجابية إذا كانت نتيجة تطور فكر، وتأمل، ومراجعة ذاتية ونقدية.
لكن الانتقال المثير للشك والكثير من الانتقاد هو الانتقال الذي لا يبدو تطورا فكريا طبيعيا، من قبيل انتقال اليساريين إلى مواقع يمينية، مع الاستمرار في كثير من الأحيان في استخدام لغة يسارية في انتقاد من لم يغادر يساريته.
أما سبب الاهتمام باليساري أكثر من غيره فيرجع إلى أن اليساري يفترض أن يكون من المؤمنين بقضايا مهمة من قبيل العدالة (…)