مكتبة وأرشيف

د عدلي الهواري

للمساهمة في التراكم المعرفي وتعزيز التفكير النقدي

ORCID iD icon https://orcid.org/0000-0003-4420-3590
 

كتاب: اتحاد الطلبة المغدور

المؤتمر التأسيسي

د. عدلي الهواري


لا تمكن مقارنة نورمان بنيويورك، فالأولى مدينة جامعية صغيرة، والثانية مدينة كبرى، وفيها جالية فلسطينية، وهناك حضور عربي في جزء من شارع في منطقة بروكلين اسمه أتلانتيك افنيو، وكان من معالم هذا الحضور مطعم عربي أو أكثر، ومحل حلويات، ومركز للهلال الأحمر الفلسطيني والنادي العربي. ولأن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كانت تتوفر الفرص للاستماع إلى مسؤولين فلسطينيين يحضرون إلى الأمم المتحدة. وممن استمعت إليهم ماجد أبو شرار وشفيق الحوت وفاروق القدومي وآخرون.

عدلي الهواري 1981؟عقد المؤتمر التأسيسي لفرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة في الفترة من 27 وحتى 29 من شهر حزيران (يونيو) 1980 في بلدة دي كالب، في ولاية الينوي، حيث تم تأسيس وحدة للفرع الجديد، وهي تبعد حوالي ساعة عن مدينة شيكاغو، التي توجد فيها جالية فلسطينية، ووحدة كبيرة للاتحاد.

ولكن المؤتمر التأسيسي لم يفتتح رسميا في الموعد المقرر، أي يوم الجمعة، 27 حزيران (يونيو) 1980، فاللجنة التحضيرية التي كلفت بالإشراف على عملية التأسيس كانت مشغولة بالاتفاق والاختلاف على كثير من الأمور.

وحسب الأحاديث التي كانت تدور بين المندوبين المشاركين في المؤتمر فإن مفاوضات كانت تجري بين ثلاثة تيارات فلسطينية أحدها مؤيد لحركة فتح، والثاني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والثالث للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.

نتائج الانتخابات في الجامعات والمدن المختلفة أظهرت أن المندوبين المؤيدين لتيار فتح لا يشكلون أغلبية مطلقة، في حين أن التيارين الآخرين يشكلان أغلبية إذا تحالفا، وهذا ما كان حاصلا.

وحسب ما كان متداولا أثناء انتظار الافتتاح الرسمي للمؤتمر التأسيسي، فإن تيار فتح أصر على أن تكون له الأغلبية في الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد الجديد؛ وإن الذين مثلوا تيار فتح في المفاوضات هددوا بحل الاتحاد إذا لم يحصلوا على الأغلبية.

وقد ظلت هذه الرواية متداولة كثيرا بعد المؤتمر، وتركت شعورا بالمرارة لدى الأطراف المعنية، فمؤيدو تياري الجبهتين اعتبروا أنهم حرموا من حق اكتسبوه من خلال الانتخابات، وأنصار تيار فتح أيضا شعروا بالمرارة لأن مندوبي تيارهم كان الأكبر مقارنة بكل تيار آخر على حدة. ويمكن تفسير شعور مؤيدي فتح بالمرارة بأنه فتح جروح التعامل معهم في منظمة الطلبة العرب، وخاصة مؤتمر ابسلنتي.

سبق عقد المؤتمر التأسيسي صدور نشرات من التيارات المختلفة ترحب بتأسيس الاتحاد وتعبر عن وجهات نظرها بخصوص دوره وبرنامجه.

وجهات نظر التيار المؤيد لفتح تم التعبير عنها في عدد خاص من مجلة «فلسطيننا» التي كانت تصدرها لجنة الإعلام الفلسطيني في نيويورك. وتصدر الصفحة الأولى مقالة عنوانها «ما هو الدور المطلوب من فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة[؟]»، وجاء في مقدمتها:

أيها الأخوة والأخوات،

لأول مرة تلتقي القاعدة الطلابية في الساحة الأميركية، والجهود متضافرة والعزائم مستنفرة من أجل بناء فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين على الساحة الأميركية بعد أن تولدت لدى الغالبية العظمى من الطلبة ضرورة قيام هذا الفرع من أجل دعم الوجود النضالي للطلبة وتكثيف جهودهم وتنسيقها على قاعدة الالتزام بمقررات المؤتمر العام للاتحاد وقاعدة الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني أينما وجد وحل.

لقد تولدت القناعة بحتمية إنشاء هذا الفرع بعد التجربة الطويلة التي خاضتها قطاعات طلابية وطنية رئيسية في منظمة الطلبة العرب. لقد كانت تجربة غنية ورائعة رغم بعض السلبيات التي صبغت مسيرة العمل المشترك. وإن إنشاء هذا الفرع لا يعني أبدا إلغاء منظمة الطلبة العرب أو ضربا لها أو عرقلة لجهودها، بل إنه ضرورة لخصوصية النضال الفلسطيني وأهمية إظهار الشخصية الوطنية الفلسطينية المناضلة التي تتعرض لمؤامرات التذويب والطمس والتغييب والاحتواء.

وذكرت المقالة الأمور المتوقعة من الاتحاد في الجوانب السياسية والنقابية والإعلامية والاجتماعية والمالية. وفي ختامها تمنت للمؤتمر «النجاح الكامل».

للأسف لم أجد بين ما لدي من نشرات واحدة تعبر عن وجهة نظر مؤيدي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتوقعاتهم من المؤتمر التأسيسي. ولعل شخصا آخر يملأ هذا الفراغ بطريقة ما في المستقبل من خلال نشر كتاب أو مقالة. أما وجهات نظر مؤيدي الجبهة الديموقراطية فتم التعبير عنها في عدد كرس لمناسبة تأسيس فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة. وتصدر الصفحة الأولى «بيان إلى طلبة فلسطين»، وجاء فيه:

يا طلبة فلسطين في الولايات المتحدة

ننقل إليكم باسم أنصار الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الولايات المتحدة أحر التهاني بانعقاد مؤتمركم التأسيسي لفرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين. ونحن فخورين جدا أن كان لنا شرف إطلاق الشرارة الأولى في مشروع بناء هذا الفرع عام 1974، وجاء الإنجاز بعد 6 سنوات من العمل والحوار الدؤوب بين صفوف الطلبة وقواهم السياسية المنظمة من رفاق الدرب الواحد – أنصار فتح والشعبية وتوحد الجميع في بناء فرع اتحادنا المناضل في قلب أكبر دولة إمبريالية عرفها التاريخ. (صحيفة «فلسطين»، العدد الرابع، السنة الثانية، حزيران/يونيو 1980).

افتتح المؤتمر التأسيسي الساعة الواحد ظهرا، يوم السبت 28 حزيران/يونيو 1980، تحت شعار «ليكن اتحادنا قاعدة أساسية في مواجهة الصهيونية والإمبريالية على ساحتها الرئيسية». وشهد الافتتاح عاصفة من التصفيق وهتاف «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين» ونشيد «فدائي».

ألقيت كلمة اللجنة التحضيرية، وشملت الترحيب بالوفود والمندوبين، والدعوة إلى التمسك بالحوار الديموقراطي، وقرئت برقية من الهيئة التنفيذية للاتحاد تضمنت تكليف اللجنة التحضيرية بالإشراف على المؤتمر.

واستمع المؤتمر إلى كلمات أو برقيات من د. جورج حبش، أمين عام الجبهة الشعبية؛ والمكتب الطلابي للجبهة الديموقراطية؛ والحركة الوطنية اللبنانية؛ ورسالة من زياد أبو عين، المناضل الفلسطيني الذي كان معتقلا في الولايات المتحدة؛ وكلمة من وحدة الاتحاد في دي كالب، التي استضافت المؤتمر، إضافة إلى كلمات أخرى من أحزاب مختلفة.

وتمت الإجراءات المتعلقة باعتماد المندوبين المشاركين في المؤتمر وتحديد النصاب، واختيار لجنة لرئاسة المؤتمر تكونت من خمسة أعضاء رشحوا كقائمة سميت قائمة الوحدة الوطنية، وهم: جبر الوني وخلدون حسن وعدنان عبد الرازق ويوسف حمدان وأسامة عموري.

وتم تشكيل ثلاث لجان: لجنة برنامج العمل النقابي، واللجنة الدستورية، واللجنة السياسية. ويوم الأحد، 29 حزيران/يونيو 1980، استمع المؤتمر إلى المزيد من البرقيات أو الكلمات ومنها كلمة حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، واليمن الجنوبي.

وناقش المؤتمر خلال اليومين التقارير المختلفة كالتقرير الإداري وتوصيات اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وتقارير اللجان الثلاث، والتقرير المالي، والتقرير السياسي.

في ختام مداولات المؤتمر رشحت قائمة متفق عليها بين التيارات السياسية الثلاثة (قائمة الوحدة الوطنية)، وتم انتخابها، وتكونت من: بسام الأحمد (رئيس)؛ خلدون حسن (نائب رئيس)؛ أسامة عموري (سكرتير)؛ جمال سرحان (إعلام)؛ مضر العبد (علاقات داخلية)؛ محمد أحمد (مالية)؛ قاسم إسماعيل (علاقات خارجية)؛ جمال كنج (عضو)؛ سامح العلمي (عضو)؛ جمال شامية (احتياط أول)؛ أسعد عابد (احتياط ثان).

ولصورة أوفى عن خلفية تأسيس فرع الاتحاد، والتقارير والبرامج التي اعتمدت في المؤتمر التأسيسي، أستند في المعلومات التالية إلى العدد الأول من مجلة «الاتحاد» (1980/12).

من موضوعات العدد تقرير لخص خلفية التأسيس («الفكرة.. التحضير.. التأسيس»)، وجاء فيه أن العمل على تأسيس فرع للاتحاد بدأ «منذ فترة بعيدة، ولكن العمل بشكل منظم ومركز بدأ بعد رسالة الهيئة التنفيذية للاتحاد تكلف أخوة هنا لبدء العمل على نشر الفكرة والعمل على تحقيقها».

ويشير التقرير إلى اجتماعات عقدتها اللجنة التي أسندت إليها مهمة تأسيس الفرع (اللجنة التحضيرية) منها اجتماع في شهر تشرين الأول/أكتوبر 1979، وآخر في آذار/مارس 1980، وثالث في نيسان/أبريل 1980. وتذكر المقالة أن باب الانضمام لعضوية الاتحاد فتح في 21 كانون الأول/ديسمبر 1979. وتم في أحد الاجتماعات تمديد فترة الانتساب حتى 12 نيسان/أبريل 1980.

ويشمل التقرير ملخصا عن مجريات أعمال المؤتمر، بما في ذلك انتخاب هيئة رئاسة له مكونة من خمسة أشخاص، التي اقترحت جدول أعمال يشمل مناقشة تقارير وبرامج مختلفة، وتقسيم المؤتمر إلى ثلاث لجان: نقابية ودستورية وسياسية.

أما البرنامج السياسي المنشور في العدد الأول فتضمن 15 بندا تم في الأول منها التأكيد على التمسك «بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها». أما البند الثاني فكان عن الالتزام «بالميثاق الوطني الفلسطيني، وجميع القرارات الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني، وخاصة الدورة الرابعة عشر[ة]».

وإضافة إلى ذلك، تحدث التقرير السياسي عن الالتزام «بحرب التحرير الشعبية». وبالنسبة إلى الحلول السلمية، كان الموقف «رفض التعامل مع أي قرار أو مشروع أو اتفاق ... فيه إهدار لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والوطنية، واعتبار مثل هذه القرارات باطلة وغير مشروعة».

ومن مواد العدد الأول نعي للدكتور فايز الصايغ (توفي في 9 كانون الأول/ديسمبر 1980)، وتضمن النعي إشارة إلى أنه كان «عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، وله مؤلفات حول القضية الفلسطينية، وهو من مؤسسي مركز الأبحاث الفلسطينية».

إحدى صفحات العدد كانت رسالة بالإنجليزية من آرلين صايغ، زوجة الفقيد، قالت فيها:

زوجي الراحل، د. فايز صايغ، كان أب منظمة الطلبة العرب في الولايات المتحدة. قبل سنوات عديدة –قبل أن يولد بعضكم– أمضى ليالي طويلة متعبة حتى ساعات الصباح الباكر وهو يخطط، مع طلبة عرب متفانين، [لتأسيس] منظمة طلابية يمكن أن تحمل رسالة مأساة فلسطين إلى الجامعات الأميركية.

وأشارت آرلين صايغ إلى أنها وزوجها قضيا جزءا من شهر العسل عام 1960 في مؤتمر المنظمة في واشنطن العاصمة. وحثت الطلبة الفلسطينيين على مواصلة النضال، وعدم تفويت أي فرصة لنشر الحقيقة. يمكن الاطلاع على النص الكامل للرسالة بالإنجليزية ضمن قسم الملاحق.

الدراسة والعمل في أوكلاهوما

قبل الانتقال إلى جامعة أوكلاهوما في نورمان، وبعد مرور الفصل الدراسي الأول في كلية أوسكار روز، سعيت إلى الحصول على عمل. من الناحية القانونية، لا يجوز للطالب الأجنبي أن يعمل حسب ما تقتضي شروط فيزا الطالب التي تمنحها له الولايات المتحدة. ولذا الطالب الذي يعمل يعرف أنه يخالف القانون، والجهة التي تشغله تعرف ذلك أيضا.

ولكن عمل الطلبة كان شائعا، ومن لا يحالفه الحظ يتعرض للاعتقال من أفراد دائرة الهجرة أثناء «كبسة» على مكان عمله، ويتم ترحيله. وهكذا يكون العمل مجازفة تقدم عليها لأنك ترغب في الاعتماد على نفسك، ومحاولة تمويل تعليمك بنفسك، أو على الأقل تقليل المبالغ التي تأتيك من أهلك.

العيش في ولاية كأوكلاهوما غير ممكن بدون سيارة، ولذا اشتريت سيارة أحد الطلبة الفلسطينيين في الأشهر الأولى من وجودي في ولاية أوكلاهوما، فالعمل لا يكون قريبا من البيت، وبعد امتلاك السيارة لا يصبح ضروريا السكن بالقرب من الجامعة. وعندما أتحدث عن شراء سيارة، فأنا أتحدث دائما عن سيارة قديمة مستعملة، كان ثمن الأولى ثلاثمئة دولار.

تعلم قيادة سيارة لم يكن صعبا لأن السيارات جميعها تقريبا أوتوماتيك، وما أن أمكنني التحكم بسيارة دون الذهاب يمينا ويسارا، أصبحت مستعدا لتقديم طلب للحصول على رخصة. الحصول على رخصة عملية تتألف من شقين. الأول الإجابة عن مجموعة من الأسئلة عن أحكام السير، وتم ذلك على جهاز (لا أوراق ولا كتابة)، والجزء الثاني صف السيارة بين قائمين، ونجحت في ذلك. وحسب نظام الولاية، يتطابق تاريخ انتهاء صلاحية الرخصة مع عيد ميلاد حاملها لكي لا ينسى تاريخ تجديدها.

وبالإضافة إلى كون العمل مخالفا للقانون، فإن الدخل الذي يأتي منه لا يكون كافيا لتعيش به أو تمول تعليمك. والعمل يعني أيضا نقصا في الوقت المتوفر لدراستك، وعندما تعود من العمل تكون تعبت، فلا تدرس بالتركيز الكافي إذا درست. فوق كل ذلك، هناك شعور بعدم الأمان في العمل لأنك تخشى مجيء دائرة الهجرة، فتعتقل وترحل.

عملت في أحد مطاعم ماكدونالدز بالقرب من دوار كلاسن، ووصلت في العمل إلى أول عتبة في سلم الإدارة، وبدل الزي الكحلي الموحد للعاملين غير الإداريين، صار مطلوبا مني أن ألبس ربطة عنق. وقد تعلمت من أحد المدراء، دان، أسهل طريقة لربطها.

لكنني لم أصل إلى هذه الدرجة الإدارية الأولى إلا بعد أن تم تفضيل آخرين علي، وعندما تحدثت مع المدير قال لي:

I have a commitment to my people.

أي «لدي التزام لناسي/شعبي». لا أدري إن كان القانون في حينه يعتبر ذلك تمييزا مخالفا للقانون، وحتى لو كان كذلك، فعملي كان مخالفا للقانون، وفي وضع كهذا لا يمكن التفكير بحق ينص عليه القانون.

ولكن في مرحلة ما لاحقا حصلت على الرتبة الإدارية الأولى. غير أني لم أتمكن من مواصلة العمل، فأحد المدراء قال لي إن دائرة الهجرة تشدد عليهم. وبعد فترة لا أعرف كما طالت، عدت إلى العمل في المكان نفسه، وانتقلت الإدارة إلى شاب أميركي لطيف اسمه دان، كانت أمه ممرضة، وتأتي إلى المطعم وتساعد في فترة الذروة، وكانت تتولى عادة قلي البطاطا وملء الأكياس الصغيرة بها، فيساعد ذلك على إتمام خدمة الزبائن بسرعة.

وتأثر أدائي الدراسي في الجامعة أيضا نتيجة ظروف الدراسة فيها، واقصد بذلك أن صفوف مواد الهندسة كانت مكتظة بالطلبة، وقد كنت أسمع أن في الجامعات في ولايات أخرى لا يزيد عدد الطلاب في صفوف الهندسة عن عشرة أو خمسة عشر، ولكن في أغلبية المواد التي سجلت فيها كنت ضمن عدد كبير من الطلبة، معظمهم إيرانيون.

وكانت الامتحانات تعجيزية، فتكون صعبة للغاية، ولا يكفي الوقت المخصص للامتحان لحل الأسئلة. وقد كنت أسمع أن بعض الجامعات تعتمد في الهندسة ما يسمى امتحان الكتاب المفتوح، أو امتحان تأخذه إلى البيت. ولكنّ أقصى ما كان يسمح لنا به إدخال ورقة واحدة تكتب عليها ما يمكنك من معادلات أو قوانين مرتبطة بمادتك.

إضافة إلى ذلك، كان بعض الأساتذة يتعمد التنغيص على الطلبة، فأحدهم من أصل تركي كان يتبع نظاما في تصحيح الأوراق بحيث تلغي إجابتان خاطئتان إجابة صحيحة. وأستاذ آخر قال بين مزح وجد، ولكني أرجح الجد، إنه ليس في مصلحته أن ننجح جميعا لأننا سنكون منافسين له في سوق العمل.

بعبارة أخرى، جامعة أوكلاهوما ومثيلاتها كانت تريد الطلبة الأجانب لأنهم يدفعون رسوما دراسية أعلى بكثير من الطلبة الأميركيين، ولكنها لم تكن توفر لهم الظروف الدراسية العادلة التي تمكنهم من النجاح إذا بذلوا جهودا معقولة. ولا شك أن الامتحانات الصعبة والوظائف الدراسية المرهقة كانت متعمدة، بحيث لا ينجح إلا عدد قليل جدا من الطلبة الأجانب المسجلين.

وعندما تواجه صعوبة في مادة ما، لا يبقى أمامك سوى خيارين: أن تنسحب من المادة قبل انقضاء فترة الانسحاب، أو أن تسقط في المادة. الانسحاب يحمي المعدل العام من الهبوط، ولكنه يعني التسجيل في المادة مرة ثانية، وهذا بدوره يعني فصلا إضافيا إذا كانت المادة تدرّس في كل فصل، أو سنة إضافية إذا كانت تدرّس مرة واحدة في السنة. وبعض المواد كان كذلك. وإعادة المواد والبقاء فترة أطول يعنيان تكاليف مالية إضافية.

وقد انسحبت من بعض المواد، وسقطت في بعضها، ونتيجة لذلك صار معدلي العام عرضة للانخفاض إلى حد يقلل من فرصي للالتحاق بجامعات أخرى، فبالمعدل العالي ترحب بي كل الجامعات، وإذا انخفض عن مستوى معين يصبح الانتقال إلى جامعة أخرى أصعب، إن لم يكن غير ممكن.

حاولت الانتقال إلى ولاية أخرى، وفعلا ذهبت إلى مدينة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا. حصلت على قبول من جامعة نيو أورلينز، وسجلت فيها في فصل ربيع 1979، وعلى عكس ما يوحي اسمه، فإنه يبدأ في الجامعات الأميركية المتحدة في الشهر الأول من العام وينتهي في الربيع، ويليه الفصل الدراسي الصيفي الذي يكون أقصر من الفصلين الآخرين، والتسجيل فيه ليس إلزاميا حتى للطلبة الأجانب.في نيو أورلينز سكنت في السكن الجامعي، وتقاسمت الغرفة مع طالب أميركي، وكانت العلاقة بيننا حسنة، فلا أفعل ما يزعجه ولا هو يفعل ما يزعجني.

مدينة نيو أورلينز من المدن الشهيرة في الولايات المتحدة، وفيها ما يعرف بالحي الفرنسي، ويقام فيها سنويا في شهر شباط/فبراير مهرجان اسمه ماردي غرا. في تلك السنة، قررت شرطة المدينة الإضراب، وألغي مهرجان ماردي غرا في ذلك العام.

وذات ليلة زارني طالب من بنغلاديش كان لا يزال مبهورا نتيجة وجوده في الولايات المتحدة، وظل يعبر عن شعوره بأن يكون في سيارة. وقد خرجنا في سيارتي ليلا، ولكن سائقا مخمورا كان على المسار الأيمن قرر أن ينعطف يسارا فاصطدمت سيارتي بسيارته.

في صباح اليوم التالي أو بعده، وجدت على السيارة الواقفة في موقف السيارات في الجامعة مخالفة (غرامة)، وقد استغربت الأمر كثيرا، فمن الواضح أن السيارة متعرضة لحادث. أما سبب المخالفة فهو أن مقدمتها في الاتجاه الخطأ. وذهبت إلى المكتب المعني وأبديت استغرابي من فرض غرامة على سيارة مصدومة، وعلى أساس أن مقدمتها في الاتجاه الخطأ، ولكن الرجل الذي تحدثت معه أصر على صواب فرض مخالفة.

اشتريت دراجة لأتنقل بها، ولكنها لم تعمل مثلما فعلت عند تجريبها. وقد تركتها مربوطة قرب مبنى السكن الجامعي، وعدت إلى أوكلاهوما بالطائرة، وقد كانت هناك شركة طيران إلى مدن معينة بينها أوكلاهوما سيتي ولم تكن كلفة السفر فيها عالية.

اقتحام السفارة الأميركية في طهران

كما ذكرت مسبقا، كان الطلبة الإيرانيون يتظاهرون ضد شاه إيران، وكان هذا يزيد من سخط المتعصبين. وكما هو معروف، فقد سقط شاه إيران، حليف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في أواخر عام 1978، وعاد الإمام الخميني إلى إيران في شهر شباط/فبراير 1979. وأقيمت في إيران جمهورية إسلامية.

وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1979 اقتحم طلبة إيرانيون مقر السفارة الأميركية في طهران، واحتجزوا العاملين فيها رهائن. واستمرت الأزمة أكثر من سنة (444 يوما). وقد امتلأت ممرات المشاة في جامعة أوكلاهوما بنورمان بالكتابات المناوئة للطلبة الإيرانيين.

وقد احتفظت بقصاصات من الصحيفة التي كانت تصدر في الجامعة، وفيها بعض الصور والأخبار ورسائل تلوم الإيرانيين وأخرى تبدي التعاطف معهم. إحدى الرسائل كانت من طالبة اسمها غوين ستوتس، وكان عنوانها: «تقديم اعتذار للطلبة الإيرانيين»، جاء في مقدمتها:

كأميركية، أرغب في الاعتذار للطلبة الإيرانيين على هذا الحرم الجامعي عن الكراهية التي تظهر لهم من أناس عقولهم المشوهة تحملكم المسؤولية عن احتجاز رهائن في إيران، مع أن الكثيرين منكم أعربوا عن عدم استحسانهم لهذا العمل [الاحتجاز].

أثناء هذه الأزمة، ذهبت يوما إلى متجر لشراء بعض الأشياء، ثم اتجهت بسيارتي نحو البيت. لاحظت أن سيارة بك أب (pickup) تتبعني، وعندما وصلت ساحة إيقاف السيارات التابعة لمبنى الشقق حيث أسكن، دخل سائق البك أب الساحة واستدار بها.

وكنت على وشك أن أدخل باب الشقة المطل على ساحة وقوف السيارات عندما نزل منها ثلاثة، وناداني أحدهم سائلا عن شقة رقم كذا، وكان الرقم مختلفا عن أرقام الشقق في المبنى الصغير حيث أسكن. وقد بدأت أقول له ليس لدينا شقق تحمل رقما كهذا، وهذا آخر ما أذكره.

صحوت وأنا نائم على صوفا في الشقة، وكنت لا أذكر تفاصيل يومي، فسألت شريكي في المسكن زياد: «هل ذهبت (أنا) إلى الجامعة اليوم؟» فقال «نعم».

خلاصة ما فهمته أنه وجدني مغمى علي قرب باب الشقة، وما استرجعته من أحداث هو ما ذكرته أعلاه ابتداء من لحظة انتباهي أن البك أب يتبعني. وقد ذهبت إلى عيادة الجامعة، وأجرى لي الطبيب المناوب فحصا شمل الضرب بمطرقة صغيرة على ركبتي ليفحص رد فعل أعصابي.

حضر شرطي لا أعرف إن كان تابعا لأمن الجامعة أم شرطة المدينة، وكتب تقريرا عن الحادث، والفاعل غير معروف. ونصحني الطبيب بأن أرى طبيبا بخصوص أنفي. ذهبت لأرى طبيبا اسمه كينيث، وهو زوج ديانا، صاحبة مبنى الشقق حيث أسكن، وقد أخبرني أن أنفي تعرض لكسر خفيف (مشعور)، ولكن لا حاجة لتجبيره.

بعد هذا الحادث تلقيت اتصالا من أخي سليم، وكان مضطربا، وقال لي إنه شاهد حلما أشعره أن أمرا ما جرى لي. قلت له لقد حدث لي شيء فعلا، ولكني بخير.

عزمت بعد هذا الحادث على عدم البقاء في أوكلاهوما، ولكن لم أفكر هذه المرة في ولايات الجنوب والريف الأميركي.

الانتقال إلى نيويورك

بعد ما تعرضت له قرب مسكني في أوكلاهوما، قررت الذهاب إلى نيويورك، فهي مدينة استقبال المهاجرين في الماضي، وفيها الكثير من الأجانب، ولذا سأكون أجنبيا بين كثير من الأجانب، ولن أشعر بالخطر لأني أبدو للمتعصبين الأميركيين «بيرشان» و»كامل جاكي» (راكب جمل)، وهذه عبارة سمعتها كثيرا توجه لي ولغيري من الأجانب.

وأذكر أيضا أني أبلغت الطبيب زوج صاحبة مبنى الشقق بأنني أعتزم الذهاب إلى نيويورك، فقال سوف تتعرض للسرقة هناك (Mugged)، فقلت إنني أفضل التعرض لهذا بسبب المال على التعرض لاعتداء لأني أجنبي.

حصلت على قبول من سيتي كولج في نيويورك، وهي كلية من مجموعة كليات تشكل معا جامعة مدينة نيويورك (CUNY) ، وغادرت أوكلاهوما مغادرة نهائية.

انطلقت بسيارتي من أوكلاهوما واتجهت نحو نيويورك. وقد ذهبت إلى لونغ آيلند، حيث منزل رئيس الاتحاد بسام أحمد. السيارة في نيويورك سببت لي مشكلة لأنه كان من الصعب أن أجدا مكانا أوقفها فيه.

خلافا للحال في أوكلاهوما، يمكن العيش والتنقل في نيويورك بسهولة بدون سيارة، ففيها نظام قطارات أنفاق (subway). وأعتقد أنني استغنيت عنها تماما بإيقافها بشكل دائم قرب منزل بسام، الذي كنت أزوره في بيته من حين لآخر.

وبالنسبة للمسكن، استأجرت مرة غرفة في بيت مقسم إلى غرف للإيجار مقابل خمسين دولارا أسبوعيا. ومرة سكنت مع مجموعة من الإخوة اليمنيين كان أحدهم يدرس في كليتي، وكان لكل شخص مكان ينام فيه ولكن ليس غرفة خاصة.

وسكنت أيضا في بيت مع طلبة آخرين، وزاد عدد ساكنيه بعد مجيء زملاء من أوكلاهوما. ثم استأجرت شقة في مبنى يملكه أحد الفلسطينيين المقيمين في نيويورك، فقال إنه يفضل وجود عقد بيننا، وكان له ما أراد.

كان عقد الإيجار لسنتين، وبعد مرور سنة، بعث صاحب الشقة لي رسالة يعلمني فيها برفع الإيجار بنسبة 13%، فبعثت له الإيجار المتفق عليه، مع ملحوظة بأن شروط العقد لا تسمح بزيادة الإيجار في ذلك الحين.

وعندما انتهت السنتان أبلغني أن الزيادة 25%، فقبلت مضطرا. أثناء الإقامة في هذه الشقة، جاء إلي زميلان كانا يدرسان في أوكلاهوما أيضا، أحدهما أحمد، وهو من فلسطينيي لبنان، والثاني منير، وهو من فلسطينيي الكويت.

انتخابات وحدة نيويورك

لا تمكن مقارنة نورمان بنيويورك، فالأولى مدينة جامعية صغيرة، والثانية مدينة كبرى، وفيها جالية فلسطينية، وهناك حضور عربي في جزء من شارع في منطقة بروكلين اسمه أتلانتيك افنيو، وكان من معالم هذا الحضور مطعم عربي أو أكثر، ومحل حلويات، ومركز للهلال الأحمر الفلسطيني والنادي العربي.

ولأن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كانت تتوفر الفرص للاستماع إلى مسؤولين فلسطينيين يحضرون إلى الأمم المتحدة. وممن استمعت إليهم ماجد أبو شرار وشفيق الحوت وفاروق القدومي وآخرون.

ومن النشاطات التي أذكرها التجمع أمام مركز الهلال الأحمر الفلسطيني، وكان يشارك في هذا النشاط أميركي أسود (لم يكن تعبير أفريقي-أميركي شائعا آنذاك)، وأذكر أنه كان يعزف على الغيتار ويغني أغنية تقول:

Palestine needs her freedom.

أي «فلسطين تحتاج حريتها»، والأغنية الثانية:

We shall not be moved.

أي «لن نتزحزح». وكان المبعدان من فلسطين رئيس بلدية الخليل، فهد القواسمي، ورئيس بلدية حلحول، محمد ملحم، يحضران إلى نيويورك، وأذكر أن محمد ملحم تحدث في أحد هذه التجمعات التضامنية أمام مركز الهلال الأحمر، الذي كان يقام فيه من حين لآخر ندوات أذكر منها واحدة أقيمت لمفيد عبد ربه، رئيس اتحاد طلبة جامعة بيرزيت في ذلك الحين.

من النشاطات الرئيسية سنويا الاحتفال بذكرى انطلاقة فتح (انطلاقة الثورة الفلسطينية)، وكان الحفل يتضمن عشاء، ويشارك فيه مسؤول فلسطيني كفاروق القدومي، فقد كان يحضر إلى مقر الأمم المتحدة أكثر من غيره لأنه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أو ما يعادل وزير خارجية.

وكانت تقام نشاطات في ولاية نيوجيرزي، حيث توجد جالية فلسطينية أيضا، ولقرب نيويورك من نيوجيرزي، كان من السهل على سكان أحد الجهتين المشاركة في النشاطات التي تقام في الجهة الأخرى.

مجالات مشاركتي في نشاطات زادت في نيويورك، وكان من ضمنها المشاركة في إصدار مجلة «فلسطيننا» التي يعود الفضل في صدور أعدادها ليوسف كنعان، الذي كان يصممها، وتقوم بطباعة موادها زميلته المصرية عبلة التي أصبحت لاحقا زوجة يوسف. كنا نلتقي في شقة يوسف ونعمل على إصدار عدد من أعداد «فلسطيننا» علما بأن يوسف وعبلة كانا موظفين، والعمل على «فلسطيننا» عمل إضافي طوعي.

عند اقتراب موعد انتخابات وحدات الاتحاد، كان ضروريا أن يبدأ العمل المنهجي مبكرا لكي يفوز مؤيدو تيار فتح في المدينة بالأغلبية، وليس كالمرة الأولى، علما بأن للجبهتين الشعبية والديموقراطية حضورا في نيويورك، وللجبهة الشعبية نصيب أكبر من التأييد مقارنة بالجبهة الديموقراطية.

وفعلا تم الطلب من كل مؤيدي تيار فتح المساعدة على الفوز في هذه الانتخابات بمحاولة توصية من يعرفون بين الطلاب المنتمين للاتحاد بالتصويت لقائمة أنصار فتح.

كما أن خوض الانتخابات كان منظما ومسنودا ببيان انتخابي مطبوع تحدث عن أهمية دور لجنة الوحدة [هيئتها الإدارية المحلية] في «تحريك العمل الطلابي في المدينة»، وتحدث أيضا عن أهمية «انسجام أعضاء لجنة الوحدة». وجاء في البيان:

وكان لعدم انسجام أعضاء لجنة الوحدة في العام الماضي دور رئيسي في تشتيت العمل الطلابي في مدينة نيويورك، بل إصابته بالشلل، وقد أدت المفاهيم المغلوطة لدى بعض أعضاء لجنة الوحدة إلى الوصول إلى الوضع المحزن الذي انتهى إليه العمل الطلابي في نيويورك، وتجلت تلك المفاهيم المغلوطة بتجاوزات للائحة الداخلية وإصدار بيان سياسي خاص بالوحدة يخالف موقف فرع الاتحاد السياسي المعلن، وإصدار مجلة تهاجم م ت ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني. (بيان من قائمة أنصار الثورة الفلسطينية إلى الطلبة الفلسطينيين حول انتخابات وحدة نيويورك؛ حزيران/يونيو 1981).

أعتقد أن المقصود بالإشارة في بيان أنصار فتح إلى انتقاد منظمة التحرير الفلسطينية [م ت ف] ما ورد في مقالة نشرت في نشرة «الطالب الفلسطيني» التي كتب عليها أنها «نشرة دورية تصدرها لجنة وحدة نيويورك»، وكانت بدون رقم عدد أو تاريخ، ولكن التاريخ المرجح لها شباط/فبراير 1981. وكان عنوان المقالة «الحرب العراقية الإيرانية» وجاء في فقرتها الختامية:

ويهمنا في الختام أن نشير إلى الموقف غير المناسب الذي اتخذته القيادات اليمينية النافذة في منظمة التحرير الفلسطينية (الوساطة بين المعتدي والمعتدى عليه) ... وكان الأجدى بالقيادات اليمينية في منظمة التحرير تحديد موقفها بشكل واضح من هذه الحرب، لأن هذه الحرب في مصلحة الإمبريالية العالمية والرجعية العربية المحلية. أما المصالح الضيقة التي انتهجها اليمين الفلسطيني في تمييع موقف منظمة التحرير فإنه الذي يتحمل كل نتائجه السلبية أمام التاريخ (ص 3).

في هذا العدد من «الطالب الفلسطيني» ملخص لبعض النشاطات، وذكر ضمنها: «أنهت لجنة وحدة نيويورك اجتماع الجمعية العمومية الثاني وأقر فيه جدول أعمال للمرحلة القادمة وبيان سياسي بخصوص الحرب العرقية الإيرانية». (نشرة الطالب الفلسطيني، بدون تاريخ، ص 3).

ليس لدي نسخة من هذا البيان لأقتطف منه، ولكن المقتطف السابق من المقالة يعطي فكرة عن الانتقاد الموجه لمنظمة التحرير الفلسطينية لناحية موقفها من الحرب بين العراق وإيران.

وفي سياق التنافس في انتخابات وحدة نيويورك، صدر «بيان انتخابي لقائمة تل الزعتر» وجاء في شقه السياسي إحدى عشرة نقطة. وكان نص النقطة الثامنة منها: «نرحب بالمبادرة السوفيتية الأخيرة المتعلقة بالشرق الأوسط».

أما الشق النقابي فتضمن خمس نقاط كان من بينها «النضال ضد إجراءات الترحيل الأمريكية للطلبة الفلسطينيين أمام القضاء والجهات المختلفة بسبب نضالهم ونشاطهم السياسي والنقابي». وقائمة تل الزعتر شملت مرشحين من مؤيدي الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين. وذكر البيان الصادر عن القائمة موعد الانتخابات: الأحد 7 حزيران/يونيو 1981؛ ومكانها: النادي الاجتماعي العربي (من 6-12 ليلا).

بناء على عدد الأعضاء المسجلين في وحدة نيويورك، كان يحق لها أن تمثل بسبعة مندوبين. وكان عدد أعضاء لجنة الوحدة سبعة لأن نيويورك مدينة كبيرة، والأعضاء يدرسون في جامعات مختلفة.

وأسفر العمل المنظم لمؤيدي تيار فتح عن الفوز المنشود، أي الحصول على أغلبية المندوبين وأعضاء لجنة الوحدة. وكان على قائمة المرشحين كمندوبين للمؤتمر طالبة كانت تدرس في جامعة كولومبيا اسمها مجدولين.


توثيق المقتطفات من الكتاب في الهوامش (أسلوب شيكاغو):

النسخة الورقية:

1. عدلي الهواري، اتحاد الطلبة المغدور (لندن: عود الند، 2015)، ص - -.

توثيق النقل من الموقع:

يحذف من التفاصيل أعلاه رقم الصفحة، ويضاف إليها رابط الصفحة المنقول منها.

توثيق الكتاب في قائمة المراجع:

الهواري، عدلي. اتحاد الطلبة المغدور. لندن: عود الند، 2015.

عنوان الكتاب يكتب بخط مائل أو يوضع تحته خط.

JPEG - 22.1 كيليبايت
غلاف: اتحاد الطلبة المغدور