ضياء مذكور - السعودية
نصوص قصيرة
جنون
أمام مرآتها أجهشت بالبكاء. اكتشفت حقيقة الخديعة، وضياع الشرف والكبرياء. بيدها مزقت عقد الفل المزين لجيدها، وكأن الذي تمزق الخيط الرفيع بين العقل والجنون. طوق تفكيرها وسواس ينذر بولادة حقد مجنون، لدرجة أنه ارتسمت على شفتيها ابتسامة مليئة بالسواد. لقد نجح الشيطان في تأجيج نار الفتنة. توعدت "سحراً" بالانتقام. كان مساءها يحمل غِلاً. زفرت الألم، تنشقت الغضب ثم خلعت إنسانيتها ونامت. عندما تَــنـﱠـقُــش الوعود الكاذبة في قلب المرأة فأنت تنثر بذور الحقد.
اغتصاب
لطالما استطاع اختطافها. هذه المرة مغايره لكل مره. أمسكها وبدا مزهوا بها رغم استسلامها له. تعمد تجربة القوة، والعنف اللا مسئول. بدأ المحاولة بتجريدها تمنعت قربها منه واستنشق أريجها ضمها أصبحت بين يديه أوشك على عصرها. شرع يتصرف بغريزة حيوانية وكأنه أدمنها. انقض على خاصرتها بأسنانه، وأوشك على تمزيق ما يسترها. لولا أن سمع نداء أمه: "أحمد. أحمد. الم أنهك عن تناول الحلوى قبل الغداء؟" أعادها إلى حقيبته المدرسية مضمراً شراً.
انقلاب
كان مطرقا النظر إلى الأرض مستقبلا وابل التوبيخ والإهانة. لقد صم تعاريج الرخام الباهت. وها هو يوم مر كأحد أيام التي يستعرض فيها الأب سلطانه وطغيانه. في اليوم التالي أفاق من نومه قبل الجميع ذهب للمطبخ شرب القليل من الماء. بعدما نظر إلى زجاجة الخمر التي خبأت بعناية في أحد الأدراج خلف أنبوبة الغاز أخذ أعواد الثقاب واتجه إلى آخر المنزل حيث المطبخ القديم وحيث يتسنى له اللعب بحرية وترتيب القوارير الخالية من الكحول استخدم المطبخ القديم كمخزن واستقر به الحال لتكديس المؤلم، والغير ذي بال من الذكريات. وألبومات الصور المنزوعة الأرواح، وكتب قديمة تعبق برائحة الرطوبة على رأسها كتاب عن حياة أدولف هتلر قد غزي من قبل جيش الأرضة (النمل الأبيض). أخرج علبة أعواد الثقاب من جيبه كان مرسوما عليها رجل مبتسم يمتطي حصانه وفي يده شعلة من نار أشعل عود الثقاب تسرب إلى أنفه رائحة احتراق الكبريت تمتم بسخط رمى عود الثقاب بدأ كل شيء بالاحتراق وانطلق يجري لا يلوي على شيء سوى صدر جدته الحنون. في ذلك اليوم أعلن الحرب والانقلاب.
عتمة
احتضن القرآن خوفا من صوت الرعد. الرياح تعصف خارجا، والمطر يهطل بغزارة. ارتفع صوت الرعد. ارتعدت معه أطراف جسده ضم القرآن إلى صدره. حاول القراءة عبثا في ظلام ساخر. قرأ أواخر سورة البقرة وآية الكرسي، والمعوذات هذا كل ما لديه. عاد بفكرة وتذكر أنه في الأسبوع الذي سبق هذه الليلة أذيع نبأ الطفلة المعجزة التي تحفظ القرآن. استصغر نفسه وحاول البكاء عبثا. انقضت العاصفة. عاد النور. قام إلى التلفاز لكي يشاهد فيلم السهرة وكأن شيئا لم يكن.
فجور
سألت الغواية الشيطان: "هل تحبني؟" فقال لها: "وهل يكره الأب ابنته؟" وأسهب قائلا: "وحدهم الآدميون يجهلون المرأة."
مشهد سريالي: متنفس
هي تقف منذ وقت طويل. الكل يقف بجانبها. يخشونها عند غضبها وقوف وصل بهم حد الخنوع لرغبتها. بغتة أجفلت عيناها! تفرقوا بل فروا هربا منها: إشارة المرور.