ضياء مذكور - السعودية
غربة فكر
أسدل ستار الأمل المهترئ، وتجمعت قطرات الحزن في قاع الفكر. حزم الرحيل. حمل معه حلمه الصغير، وحقيبة وداع قد وسمت بأسماء عواصم الاغتراب. وما يلفت الانتباه لحقيبته ملصق كتب عليه أحلام قابلة للانصهار.
الإعلان الأول عن الرحلة المتجهة من مطار أرخبيل الوهم إلى صبر ستان. تلك وجهته، ولكنّ شيئا ما استوقفه واستحوذ على تفكيره: طفلة تلهو بجانب أمها النائمة، لا ليس الطفلة من شد انتباهه، بل أمها النائمة بكل عفوية، متحدية روح الصخب السائد. ابتسم بسرور وأخذ متاعه متجها إلى بوابة السفر.
الإعلان الثاني جاء بلهجة تحذيرية ممزوجة بقليل من رجاء. صعد الطائرة. ومضت إشارة ضبط النفس استعداداً للضياع. جاء صوت المضيفة الرقيق معلنا وجهة السفر وكم سيمضي من عمر للوصول. كابتن الطائرة يتمنى للمهجرين إقامة سعيدة.