بريد مستعجل
إلى شخص لم أكتب إليه منذ بدأت الكتابة، وربّما أكثر.
كيف أنت أيّها المسافر طيرا شريدا لا تهدأ ولا تستقر؟ كيفَ عالمك المؤثّث بالغيّاب أبدا؟ أما زال باردا كما كان؟ أما زال دفء قلبك ثلجا، كلّما حاولت كسر الجليد من فوقه، استحال عاصفة تحيلني على هامش الوجع، معلقة على مشجب الإهمال، غير مدرجة ضمن قائمة الاهتمام؟
قل لي أيّها الغريب، كيف نبضك منذ زمن الرّحيل الأول؟ ألا زلت تؤمن بأن الصدف وجدت ليصدّقها الأغبياء؟
أتعرف، ما زلت غبية أصدّق أن صدفة ستجمعني بك آخر الزمان، وأنّ كلّ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
رسائل ليست للنّشر
25 آذار (مارس) 2015, ::::: غانية الوناس -
مسبحة أمي
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: هدى الكنانيمسبحة أمي
كورت أمي حبات مسبحتها من صبر معجون بدموعها وأسكنت كل حبة دعاء ختم بترتيل ملائكي وعبقتها بطيب خشوعها. أمي دمعة منذ الأزل، حين رحلت؛ أورثتني كل جيناتها.
عباءة وأمنية
كانت عباءة أمي قبة لسماء أحلامي، وطني، يقيني ودفء حياتي؛ ما أن ألوذ بها مثقلة بسنواتي الثلاثين، تتلاشى وتتطاير سنوات عمري كفراشات، فتصير عشرا، فأنير قناديل أمنياتي وأصنع من ضفائري أرجوحة أطارد بها أحلامي.
أتراك حين غادرتني، تلفعت بعباءتك وأطفأت قناديل الأماني؟ فإذا بالسنوات تتسارع خببا نحو شيخوخة وذكريات، أبحث عن (…) -
غربة فكر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ضياء مذكورأسدل ستار الأمل المهترئ، وتجمعت قطرات الحزن في قاع الفكر. حزم الرحيل. حمل معه حلمه الصغير، وحقيبة وداع قد وسمت بأسماء عواصم الاغتراب. وما يلفت الانتباه لحقيبته ملصق كتب عليه أحلام قابلة للانصهار.
الإعلان الأول عن الرحلة المتجهة من مطار أرخبيل الوهم إلى صبر ستان. تلك وجهته، ولكنّ شيئا ما استوقفه واستحوذ على تفكيره: طفلة تلهو بجانب أمها النائمة، لا ليس الطفلة من شد انتباهه، بل أمها النائمة بكل عفوية، متحدية روح الصخب السائد. ابتسم بسرور وأخذ متاعه متجها إلى بوابة السفر.
الإعلان الثاني جاء (…) -
زهور الجنة ونصوص أخرى
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: غانية الوناسزهور الجنة
أستطيع أن أرى أجساد الصغار الذين فتّتهم الحروب، وقطعت أطرافهم، وشوّهت ملامح براءتهم. أستطيع أن أراهم في الجنّة وقد نبتت لهم أجنحة، وتوجت رؤوسهم الصغيرة بتيجان من فرح. أستطيع أن أسمع صدى ضحكاتهم المبتورة فوق الأرض، تتردد بكلّ حرية في السّماء. سيلعبون الآن، ولن يوقفهم أحد عن اللعب: لا ظلام الليل، لا قطاع طرق الحياة، لا لصوص الابتسامات، ولا صانعو مجد الموت في هذا الكوكب.
حوار المشتاقين
هي من الشوق تغزل حروفا، تنثرها حيث تقف، عيناها تبحثان في المدى، تكتبان شعرا، أبدا لا تضجران، (…) -
نصوص قصيرة
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: أمين دراوشةطواغيت وحلم
=1=
قال لها: إنهم ينهشون اللحم، ويهرسون العظم، ويلتهمون الحلم، ويأكلون التراث بشراهة، وبعد أن تخرب وتنهار وتتهدم المدينة يخرجون بوقاحة منقطعة النظير على الإعلام ليحدثونا عن بطولاتهم، وتفانيهم في خدمة الشعب المتخلف، ويعبرون عن حزنهم بما حدث للمدينة الجميلة، وفقدانهم الأمل في إمكانية نجاحها في ظل شعب عبيد وغبي.
=2=
وأضاف: يتهافتون ويتساقطون ويهربون، والبعض ما زال يمسك بأطراف السلطة بعد أن آمن بأنه سيكون المنقذ، ولكن متى يكون الجشع الطماع، والأناني الانتهازي، والعاجز العقيم (…) -
من كل واد عصا
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: إبراهيم يوسفغش
في الصباح الباكر؛ أعاد القفص والعصفور معا، واعترض على البائع بسخط شديد، حينما غشّه بالأمس وباع له عندليبا أعرج، وتاجر العصافير تعجّب وتبسّم للشاري وطيّب خاطره وهو يقول: وهل اشتريت مني عندليبا ليرقص أم يغني؟
خيبة
مجموعة مميزة وفاخرة من أواني "القيشاني الأزرق". عزيزة على قلبها تروق العين وتدهشها. شحنتها من الخارج ودفعت ثمنها عدّا ونقدا أجنبيا غاليا. احتفظت بها عقودا طويلة تتوهج أنيقة في خزانة زجاجية مضاءة. تزيّن بها قاعة الجلوس في إحدى الزوايا المقابلة للمدخل. هذه المجموعة الرائعة (…) -
تـــدويـــل الــحـــب
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: عيد بحيصوشاية
لو وشت بك الكلمات ومتون المفردات فتمردت على الخطايا كاشفا زيف اشتقاقاتها في شان أنماط المودّة والمحبة وضحل المرادفات ونضوب الدلالات الخالصة حتى في الترجمات أو المقابلات اللغوية ذلك أن الحبّ شق تطبيقي وليس ظلّا للمفردات، لخلصت إلى أن الحب يشبه تفوق الإنسان على ذاته الدنيا واقتداره على تجاوز مخرجاتها البدائية مستدركا بهتانها وعاصيا سلفيتها المحكمة المستحكمة بين قطبي البيولوجي أي المستنفذة بين المدرك بالرغبة والمحسوس بالنزوة.
تداعيات
ثمة تداعيات إذن تثيرها حشمة الحدود وقيود الناس في (…) -
زمرة أوهام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: جليلة الخليعوهم مزمن
وقلت مجددا لا وقت لدي. تستعيد الأزمان من حقيبتي المعلقة على حائط الذكرى، وتعيد لي قارورة عطري ووردة.
كم مر من الوقت على تشفيري لمستلزماتي الماضية؟ لكتاباتي المختمرة في العطر؟ لتطريزي لحرفين مبهمين؟ لمشاويري الملتفة على عنق الحلم ؟ للشرود الصادم لصخب اللحظات؟ للمرآة التي أغازل فيها نظراتي بابتسامة؟ للكلام الذي أبوح به سرا في تجمهرات الصمت؟
آسفة، فقد بلغت من الحزن عتيا، وهرمت كل الأشياء بداخلي، وغابت. لا تعنيني هذه الحالة، لست أهلا لها، أنا في دوامة مشاعر وعمر مقبل على الأفول. (…) -
غروب دام ونصوص أخرى
30 أيار (مايو) 2014, ::::: هدى الكنانيغروب دام
ما نظرت إلى الأفق وقت الغروب، إلا ووقفت مسحورة بذلك النزيف القاني للشمس، وهي تتمرغ سابحة في مياه النهر لتبتلعها مويجاته وكأنها إله وثني، يكحّل وجهه ويلوّن جسده بدماء أُضحية، ذُبحت قرباناَ له ويسبح مزهوا بدمائها التي أثلجت صدره الملتهب حنقا.
يوم ودعتك
لفعت روحي برداء حديدي، وددت أن أكون أكثر المودعين تماسكا لحظة الفراق. فكنت كذلك، لكن ما أن غادرتني، خانتني دموعي، خذلتني شجاعتي وبدأ هذياني بك يأكلني كما يأكل الصدأ الحديد. فاتني أن أطلي ردائي بطلاء ضد الصدأ، كي لا تصدأ روحي بعدك. (…) -
انتحار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: نوشين الكيلاني:: عود الند تبارك لنوشين الكيلاني فوزها في مسابقة دارة المشرق 2008 :: . انتحار/كانون الثاني
جلست على حافة سطح المنزل، ونثرت قدميها بطريقة عشوائية، وطففت تراقب الجميع من فوق. تكررت جلستها أياما وشهورا وسنين حتى وصلت لنتيجة: هي الرب، والجميع عبيد.
في يوم قررت النزول لأسفل كي ترى كيف تبدو من هناك. نظرت لأعلى ووصلت لنتيجة وقرار.
النتيجة: هي أصغر من أن تكون حشرة.
القرار: وقفت في اليوم التالي ورمت بنفسها من السطح، وتركت وراءها رسالة انتحار قالت فيها: "ربما الآن أستطيع أن أرى حقيقتي."
* * (…)