غش
في الصباح الباكر؛ أعاد القفص والعصفور معا، واعترض على البائع بسخط شديد، حينما غشّه بالأمس وباع له عندليبا أعرج، وتاجر العصافير تعجّب وتبسّم للشاري وطيّب خاطره وهو يقول: وهل اشتريت مني عندليبا ليرقص أم يغني؟
خيبة
مجموعة مميزة وفاخرة من أواني "القيشاني الأزرق". عزيزة على قلبها تروق العين وتدهشها. شحنتها من الخارج ودفعت ثمنها عدّا ونقدا أجنبيا غاليا. احتفظت بها عقودا طويلة تتوهج أنيقة في خزانة زجاجية مضاءة. تزيّن بها قاعة الجلوس في إحدى الزوايا المقابلة للمدخل. هذه المجموعة الرائعة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
من كل واد عصا
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: إبراهيم يوسف -
مجرة ولودة
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: هدى الكنانياسمك وشمي
كل مرة تؤذيني أو تُخطئ، أغزل من كلمات الحب شباكا، أطرّزها بحروف أسمك؛ لأصطاد لك بها الصفح والغفران من سويداء قلب يموج ثورة توجعه حد الجزع.
كم مرة أعدت لبحيرة حبنا صفاءً، عَكَرْتَه بأحجار أخطائك العمياء. هذه المرة طعنتك النجلاء، فستان من الساتان والتل الأبيض، مقتلي؛ ليست هي الأجمل ولا الأفضل. لكن أتراه حظي العاثر الذي يطل من عيني خَجِلا متعثرا، جعل قلبك يتعثر في الوصول إلي؟ أم حظها المتوثب توقا وتغنجا، سرق المبادرة من عينيك؟
سأشم جسدي ووجهي وجفوني بحروف اسمك وسأحتمل كل (…) -
ثلاثة نصوص قصيرة
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: جعفر أمانالعاشق
لم يشفع حبه الطاهر لها، في الاقتران بها. وعجز —برغم تكرار المحاولة— عن كسر طوق الرفض الذي يمارسه أهلها. لم ييأس. لم يفقد الأمل، حتى هُد المعبد عليه بعقد قرانها على غيره. هُنا يمّم وجهه صوب الملعب الترابي القريب من داره. خطواته متعثرة. عيناه زائغتان. ألهبت حرارة العشق عقله. وقف في منتصف ذلك الملعب. نظر إلى منزل محبوبته. سكب البنزين على جسده. أشعل عود الثقاب. وأحرق جسده.
سر الدمعة
تملك شعور غامض، متناقض، حياتها. قطع الأرق وعداً على نفسه ألا يفارقها. أحال حياتها إلى قطار سريع متعدد (…) -
رسائل ليست للنّشر
25 آذار (مارس) 2015, ::::: غانية الوناسبريد مستعجل
إلى شخص لم أكتب إليه منذ بدأت الكتابة، وربّما أكثر.
كيف أنت أيّها المسافر طيرا شريدا لا تهدأ ولا تستقر؟ كيفَ عالمك المؤثّث بالغيّاب أبدا؟ أما زال باردا كما كان؟ أما زال دفء قلبك ثلجا، كلّما حاولت كسر الجليد من فوقه، استحال عاصفة تحيلني على هامش الوجع، معلقة على مشجب الإهمال، غير مدرجة ضمن قائمة الاهتمام؟
قل لي أيّها الغريب، كيف نبضك منذ زمن الرّحيل الأول؟ ألا زلت تؤمن بأن الصدف وجدت ليصدّقها الأغبياء؟
أتعرف، ما زلت غبية أصدّق أن صدفة ستجمعني بك آخر الزمان، وأنّ كلّ (…) -
نصان: صلاة + مقتطفات من أنفاس مخيم ما
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: صالحة رحوتيصـــلاة
الحذاء ينفث أنفاسه. عَطَن يتلمس فتحات الأنف. والعينان مغمضتان ترومان بعض وميض في الحلكة، أو حتى ما قد ينسي ذات سواد عم.
ذكر، والأدعية تنساب من غور متآكل. قطرات تتشربها أحجار بلاط المسجد، استسلمت منذ زمن ولى وتجتر وجبات الأحزان. ما كانت لتستبدل طهر الأقدام متوضئة، لكن...
زفرات منها حرى تلك الساجدة والحذاء يلكز منها الجبهة، يذكرها به هو الواقف في عنف، هو من استُفِزَّ حتى بدموع منها، فما عاد يقبل هو ذاك الأقوى حتى أن يراها تلك الدموع تغسل أدران القهر.
استمرأه هو ذاك الذل، يراه (…) -
نصان: العقد + الخريف النهم
1 آذار (مارس) 2009, ::::: ظلال عدنانالعقد
"إنه عقدتي وحرزي،" قالها وقد ترقرقت دمعات في عينين أضناهما طول بحث عما وراء الأكمات. زفرات توالت وهو يتحسس حبيبات عقده:
"أرتاح له، أشعر بالسكينة معه حينما يطوق عنقي."
لحظات صمت وخيالات ورؤى تراقصت أمامه، عبثت به وبحلمه. أزاحها بحركات من يده لعلها تمحو خربشات في الذاكرة. آه من ذاكرة تلاصقك. تبعثرك. تشتتك. تنثرك! سمع صدى صوت حلمه وهي تقول له:
"أنسيتني؟ أم لعلك ستنساني يوما؟"
نبضه تعالى وهو يهمس لها: "من يخربش صورة في خياله لا توجد في كل الدنيا ممحاة تستطيع أن تمحوها. أنت حلم (…) -
نافذة على مرافئك
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: محمد حماسجُمَّار الروح
كلما أطبقت جفنيها، خجلا، دثرتني الرموش وميضا مشرقا لأسيل دمعا في مآقيها وأنحبس قطرة ندى على صفحة خديها. تمتد أناملها نحوي تمسح الدمع فأتسرب عبر مسام يدها الناعمة. أسري بين رعشات بدنها. أتوالى نبضا بين دقات قلبها أو أصير جُمَّار روحها. يا لبياض الثلج مثل جسدها النافر. هي ذي زائرتي في منامي. كم كنت وحدي. آه يا وحدي. فيف
عدوت طفلا بين شعاب أرضك البوار، كفيفا ضاعت مني عكازتي، أتلمس وهج نور وجهك الصافي. حافيا مشقق القدمين قطعت فيفك أبحث عن ظل أو قطرة ماء بين كثبان كبريائك. لا (…) -
مسبحة أمي
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: هدى الكنانيمسبحة أمي
كورت أمي حبات مسبحتها من صبر معجون بدموعها وأسكنت كل حبة دعاء ختم بترتيل ملائكي وعبقتها بطيب خشوعها. أمي دمعة منذ الأزل، حين رحلت؛ أورثتني كل جيناتها.
عباءة وأمنية
كانت عباءة أمي قبة لسماء أحلامي، وطني، يقيني ودفء حياتي؛ ما أن ألوذ بها مثقلة بسنواتي الثلاثين، تتلاشى وتتطاير سنوات عمري كفراشات، فتصير عشرا، فأنير قناديل أمنياتي وأصنع من ضفائري أرجوحة أطارد بها أحلامي.
أتراك حين غادرتني، تلفعت بعباءتك وأطفأت قناديل الأماني؟ فإذا بالسنوات تتسارع خببا نحو شيخوخة وذكريات، أبحث عن (…) -
جدائل على حائط النسيان
25 آذار (مارس) 2014, ::::: هدى الكنانيخطوط فنجاني
كل خط في فنجان قهوتي، بتضاريسه التي تضج بانحناءاتها، يذكِّرني بلمحة أو تفصيل دقيق من ملامح وجهك. وحين أرى البياض متسللا إلى قعره، أزداد أملاً بأننا سنلملم شتات حبنا الذي لا يهرم ولن يهزمه الزمان.
تساؤل
شعري زركشته سنوات عمري الحالكة السواد، فلم امتلأ بياضا؟ دموعي هجرت عينيّ ونزفت في قلبي وعربدت الروح في آهة مزقت الصمت وأَسَرَتْه حيث لا رجعة. لم ضحكاتي مجلجلة عالية؟ أتُراها كذلك، لتسكت صراخا تضج به الأعماق؟
فيضان سدود
حين تفيض أحزاني كأنهار بلا سدود وتغمرني حد الاختناق، (…) -
زمرة أوهام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: جليلة الخليعوهم مزمن
وقلت مجددا لا وقت لدي. تستعيد الأزمان من حقيبتي المعلقة على حائط الذكرى، وتعيد لي قارورة عطري ووردة.
كم مر من الوقت على تشفيري لمستلزماتي الماضية؟ لكتاباتي المختمرة في العطر؟ لتطريزي لحرفين مبهمين؟ لمشاويري الملتفة على عنق الحلم ؟ للشرود الصادم لصخب اللحظات؟ للمرآة التي أغازل فيها نظراتي بابتسامة؟ للكلام الذي أبوح به سرا في تجمهرات الصمت؟
آسفة، فقد بلغت من الحزن عتيا، وهرمت كل الأشياء بداخلي، وغابت. لا تعنيني هذه الحالة، لست أهلا لها، أنا في دوامة مشاعر وعمر مقبل على الأفول. (…)