عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

سعاد آشوخي - المغرب

قصص قصيرة جدا


بئر بترول

كم كان غبيا حين صدق أنه الأول في حياتها! وكم كانت غبية حين صدقت أنها الأولى في حياته! كثيرات من أمسكن يده. وكثيرات من أسمعهن كلام العشق والأغنيات.

أرادت أن تكون الأولى في حياته، فكانت رقما في سلسلة مغامراته، وكما أراد أن يكون الأول في كل شيء، كان ذلك البنك المتحرك الذي يدفع ثمن رشاقتها البيروتية وأناقتها الباريسية، وبعض الغباء المطعّم بالسموم.

الحقيقة ما بعد الخامسة

(1)

حين تغضب مني يغضب كل شيء حتى الكتب والسماء، وأشتال الورود.

(2)

أصبحت أتوهم رسائلك هنا وهنالك، أقترب منها ببطء وآخذها بحذر حتى لا ينفجر في وجهي الوهم.

(3)

السماء تمطر مطرا، وقلبك يمطر عشقا، الأول يبللني والثاني يغرقني، اتقيت سهام الأول بمظلتي، ووقعت في شباك الثاني بسذاجتي.

(4)

في كل التفاصيل أتذكرك وأطبق وصاياك بحذافيرها. لكن النتائج دائما مختلفة، كأنه ينقصها شيء منك.

(5)

قبل أن أنام آخذ صورتك. أتطلع إليها بعمق، أتنفسك بجنون، أتمنى لك ليلة سعيدة، أطفئ الضوء فتنطبع صورتك في السقف المظلم.

(6)

مع صعقات البرق المتكررة وجدت أنني أعترف لنفسي بما في نفسي، وأن كل هذا كان حلما خبيثا. أسرعت نحو الخزانة، أخذت مقصا صدئا قطّعت به ذاكرتي التي لا تحسن الصمت، وأتبعته بقلبي المتمرد جزاء تصديقه الوهم.

حلــــــم (*)

التقيا في شارع الزهور. كان لبريق عينيهما فعل السحر في القلوب. تواعدا على اللقاء كل مساء في رياض العشاق، وقطف أزهار بيضاء بصفاء حبهما، وأخرى حمراء بوهج الشوق الذي يحملانه لبعضهما. في ذكرى لقائهما، أهداها خاتما ذهبيا كأشعة الصباح الدافئة على بحيرة مراتشيكا. مع رنة المنبه، تحسست أصبعها الفارغ من كل شيء سوى دمعة نزلت أسفا على حلم لم يتحقق.

(*) ألقيت في المهرجان العربي الثاني للقصة القصيرة جدا بالناظور-المغرب في شهر آذار/مارس 2013.

D 30 نيسان (أبريل) 2013     A سعاد أشوخي     C 0 تعليقات